بانو مشتاق.. صوت من الجنوب الهندي يعبر إلى العالم
تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT
في زوايا الجنوب الهندي، وبين الأزقة الضيقة لمدينة "حسن" في ولاية كارناتاكا، وُلد صوتٌ روائي اختزن في سطوره وجع النساء، وحرائق المجتمعات الهامشية، ونبض الأرض التي لا يُكتب عنها إلا نادرًا، هي بانو مشتاق، الكاتبة التي اختارت أن تكون مرآةً لنساءٍ طمست حكاياتهن في ظلال الصمت، فانفجرت بالكلمات، وكتبت لتُرى، وتسمع، وتخلد.
في مايو 2025، دخلت بانو التاريخ كأول كاتبة تكتب بلغة "الكانادية" وتحصد جائزة البوكر العالمية، عن مجموعتها القصصية "مصباح القلب"، لتصبح أول مجموعة قصصية قصيرة تفوز بهذه الجائزة العالمية منذ تأسيسها، وقد ترجم العمل إلى الإنجليزية بجهد المترجمة ديبا بهاستي، التي التقطت من بين أكثر من خمسين قصة، اثنتي عشرة حكاية تنبض بالوجع والأمل.
ولدت بانو في عام 1948 وسط أسرة مسلمة بسيطة، لوالد يعمل موظفًا حكوميًا، آمن بموهبة ابنته وشجعها على التعلم في مدرسة تبشيرية، ومنذ نعومة أظافرها، كانت الكلمة سلاحها، واللغة الكانادية وطنًا تكتب فيه ومنه، تحدّت التقاليد بالحب، والزواج عن اختيار، ودخلت غمار الكتابة مدفوعة باكتئاب ما بعد الولادة، لتتحوّل معاناتها الشخصية إلى مشروع أدبي كبير.
انخرطت بانو في حركة "بانديا سهتيه" التي ظهرت في السبعينات والثمانينات، والتي كانت بمثابة صرخة ضد التمييز الطبقي والديني، ومنصة للأدب الاحتجاجي، كتبت القصة والشعر، واشتغلت في الصحافة والإذاعة، وخلقت عالمًا موازياً لنساء الجنوب، حيث العنف الأسري، والتهميش، والتناقضات التي تعيشها المرأة المسلمة في مجتمع يرزح تحت أثقال الماضي والدين والسلطة.
"مصباح القلب" هو عمل عن النساء، ولكنه في جوهره عمل عن الإنسان، عن الروح التي تنكسر ثم تلمّ شتاتها وتضيء.
هذا ما أكده رئيس لجنة تحكيم البوكر ماكس بورتر حين وصف الكتاب بأنه "ترجمة جذرية" وتجربة أدبية لم يسبق لها مثيل.
احتفلت عائلة بانو في حي "بنشين محلة" بفوزها، وعبّر زوجها عن فخره رغم عدم تمكنه من مرافقتها إلى لندن بسبب تأشيرة السفر.
وفي قاعة متحف "تيت مودرن"، وقفت بانو بين أعمدة الأدب العالمي، لتقول بكل تواضع: "الأدب هو المساحة الوحيدة التي يمكننا أن نحيا فيها داخل عقول بعضنا البعض".
إن بانو مشتاق لم تفز بجائزة، بل فتحت نافذة تطل منها اللغات الإقليمية على العالم، ورفعت صوت الجنوب ليُسمَع في الشمال.
كتبت بلغة غير مرئية عالميًا، لكنها كتبت بصدق، وكان الصدق وحده كفيلًا بأن يُترجم ويُحتفى به ويُخلّد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بانو مشتاق جائزة البوكر العالمية
إقرأ أيضاً:
بحر العرب يشهد نشاطا مداريا.. الإعلام الهندي والباكستاني يتابعان آخر التطورات
الرؤية - مركز الأخبار
تناولت الصحف ووسائل الإعلام في كل من الهند وباكستان آخر تطورات الحالة المدارية في بحر العرب، وتشهد منطقة بحر العرب اليوم الأربعاء حالة من الترقب في ظل مؤشرات قوية على تطور حالة مدارية، وفق ما أعلنت عنه سلطات الأرصاد الجوية في كل من الهند وباكستان.
ففي الهند، أفاد مكتب الأرصاد الجوية الهندي (IMD) بوجود مؤشرات على تشكل دوران إعصاري في الطبقات العليا من الغلاف الجوي فوق الجزء الشرقي الأوسط من بحر العرب، قبالة ساحل كارناتاكا، وذلك اعتبارًا من اليوم الأربعاء 21 مايو. ويتوقع أن يؤدي هذا النظام إلى اضطرابات جوية تشمل أمطارًا غزيرة ورياحًا نشطة في المناطق الساحلية، وسط تحذيرات أُطلقت للصيادين والجهات المحلية للاستعداد لأي تطورات محتملة.
وفي باكستان، أوردت صحيفة "ذا نيوز إنترناشونال" أن نظام ضغط منخفض بدأ يتشكل بالفعل في بحر العرب، مع توقعات بأن يتطور خلال الأيام المقبلة إلى إعصار مداري قد يُطلق عليه اسم "شاكتي". وأشار خبراء الأرصاد إلى أن هذا النظام قد يتسبب بموجة حر شديدة في إقليم السند، وخاصة مدينة كراتشي، خلال الفترة ما بين 24 مايو وحتى نهاية الشهر الجاري.
وفي المقابل، لم تسجل الجهات الرسمية أو وسائل الإعلام البنغالية حتى ظهر اليوم أي تحديثات جديدة حول حالات مدارية محتملة في خليج البنغال، رغم تحذيرات سابقة بخصوص احتمال تطور أنظمة ضغط منخفض خلال شهر مايو.
ودعت السلطات في الهند وباكستان سكان المناطق الساحلية إلى متابعة النشرات الجوية الرسمية، وأخذ الحيطة والحذر تحسبًا لأي تغيرات جوية مفاجئة قد تؤثر على حركة الملاحة والصيد، أو تتسبب في اضطرابات مناخية أوسع نطاقًا.
وكانت هيئة الطيران المدني في سلطنة عمان قد أعلنت أمس الثلاثاء عن توقعات تشير إلى احتمال تشكل حالة مدارية شرق بحر العرب مع نهاية الأسبوع الجاري. وأوضحت الهيئة أنه لا توجد تأثيرات مباشرة أو غير مباشرة على أجواء السلطنة خلال الأيام الخمسة القادمة.
وأكد المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة أنه يتابع عن كثب تطورات الحالة الجوية في بحر العرب، داعياً الجميع إلى متابعة النشرات الرسمية وأخذ الحيطة والحذر من أي مستجدات محتملة.