روسيا والصين «تتفقان» على كبح الجهود الرامية إلى بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
عواصم «وكالات»: قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في العاصمة الصينية بكين اليوم، إنه يتعين على حكومتي بكين وموسكو زيادة مستوى تعاونهما مع بعضهما البعض لإحداث توازن مضاد للموقف الجيوسياسي المهيمن للغرب.
وأضاف لافروف، في مؤتمر صحفي، إن وزير الخارجية الصيني وانج يي اقترح أن تشكل القوتان «معارضة مزدوجة» للحد من طموحات الولايات المتحدة وحلفائها.
وقال لافروف «أكد قائدانا، الرئيس (فلاديمير) بوتين والزعيم الصيني شي جين بينج، مرارا وتكرارا عزم روسيا والصين على مواجهة محاولات كبح الجهود الرامية إلى بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب».
من جانبه، قال وزير الخارجية الصيني وانج يي، خلال اجتماعه مع لافروف في بكين اليوم، إن الصين عازمة على دعم المسار المستقر لتنمية العلاقات الثنائية مع روسيا تحت قيادة رئيسها فلاديمير بوتين.
وقدم وانج يي مجددا تهاني الصين للشعب الروسي بمناسبة إعادة انتخاب الرئيس الحالي بوتين لولاية أخرى حيث حصل على «مستوى قياسي من الدعم»، حسبما ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء.
بدوره، في مقطع فيديو نشرته صحيفة إزفستيا على تلجرام، شكر لافروف شي على «التهاني» التي أرسلها لبوتين مؤخرا بعد فوزه في انتخابات لم يواجه فيها الأخير أي معارضة حقيقية.
وقال لافروف إن «نتائج الانتخابات أكدت ثقة الشعب الروسي العميقة بزعيمنا والسياسات الداخلية والخارجية الحالية».
وقال وزير الخارجية الصيني، خلال اجتماعه مع لافروف في بكين لإجراء محادثات ثنائية، «دعم الشعب هو دائما مصدر التقدم في روسيا، وأعتقد أنه في ظل القيادة الواثقة للرئيس بوتين سيكون للشعب الروسي مستقبل مشرق».
وأكد وانج يي أن موسكو وبكين ستواصلان تعزيز التعاون الاستراتيجي على الساحة العالمية، مشيرا إلى أنه «في إطار رئاسة روسيا لمجموعة بريكس ورئاسة الجانب الصيني لمنظمة شنغهاي للتعاون اعتبارا من النصف الثاني من العام الحالي، سنقدم دعما قويا لبعضنا بعضا ونعزز تعاوننا متعدد الأطراف».
كذلك، أكد وزير الخارجية الصيني أنه بحث مع نظيره الروسي الوضع في أوكرانيا وفي قطاع غزة.
وأشار إلى أنه «باعتبارها قوة سلام واستقرار، ستؤدي الصين دائما دورا بنّاء على الساحة الدولية وفي إطار الشؤون متعددة الأطراف، ولن تعقد الموقف أبدا، ناهيك عن الاستفادة منه».
وتقدّم بكين نفسها طرفا محايدا في الحرب بين أوكرانيا وروسيا لكنّها أصبحت منذ عامين الشريك الاقتصادي الرئيسي لموسكو. وتدعو الصين إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب، في حين يحضّها الغربيون بانتظام على بذل مزيد من الجهود لوقف القتال من خلال استخدام نفوذها على موسكو.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن العلاقات بين روسيا والصين وصلت إلى مستوى غير مسبوق بفضل رئيسي البلدين، وإن إعادة انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا تضمن مواصلة المسار نحو تعميقها.
وأضاف لافروف «يمكننا أن نرى أنه بفضل الرئيسين، وصلت علاقة الشراكة الشاملة بين روسيا والصين إلى مستوى غير مسبوق، دون أي مبالغة»، حسبما ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء.
وقال لافروف إن «إعادة انتخاب فلاديمير بوتين «رئيسا» أعطت أيضا ضمانات إضافية لمواصلة المسار نحو تعزيزها بشكل أكبر».
كما أكد لافروف، خلال اجتماعه مع وانج يي، أن روسيا والصين ستواصلان تعاونهما في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك من خلال الآليات متعددة الأطراف، بعد الهجوم الإرهابي الدموي على قاعة «كروكوس سيتي» في العاصمة الروسية موسكو الشهر الماضي.
وأضاف لافروف «أريد أن أوجه الشكر للصين على تعازيها فيما يتعلق بالهجوم الإرهابي الذي وقع في منطقة موسكو في 22 مارس الماضي، وعلى دعمها لروسيا في حربها ضد الإرهاب».
وقال لافروف «ستتم معاقبة كل المتورطين «في الهجوم الإرهابي «بالتأكيد».
وأضاف لافروف أن «تعاوننا (الروسي - الصيني) في مكافحة الإرهاب سيستمر، بما في ذلك في إطار المؤسسات متعددة الأطراف».
وندد سيرجي لافروف أيضا في مؤتمر صحفي مع نطيره الصيني بـ«العقوبات غير القانونية» التي فرضها الغرب على بلاده والتي، بحسب قوله، تنتهك المعايير الدولية.
وأعرب عن أسفه قائلا «يتم تطبيق هذه السياسة بقوة أيضا ضد (الصين)». واتهم الغرب بالسعي إلى عرقلة «فرص التنمية الاقتصادية والتقنية للصين، بكل بساطة، من أجل القضاء على المنافسين».
ودافع الوزير الصيني، من جانبه، عن التعاون بين بكين وموسكو.
وأكد في المؤتمر الصحفي «باعتبارنا عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي وقوتين رئيسيتين ناشئتين، يتعين على الصين وروسيا أن تقفا بوضوح إلى جانب التقدم التاريخي والإنصاف والعدالة»، مشيرا إلى أن الطرفين «سيواصلان الحفاظ على التواصل الوثيق بأشكال مختلفة».
وأضاف «علينا أن نعارض أي هيمنة أو طغيان أو ترهيب، وعقلية الحرب الباردة أو أي تحريض على الفرقة والمواجهة».
ويرى الكثير من المحللين أن الصين، نظرا لقوتها الاقتصادية والدبلوماسية، تتفوق على روسيا المعزولة من قبل غالبية الدول الغربية، وخصوصا الأوروبية.
على الرغم من هذا التباين، فقد سمح دعم بكين لموسكو «بمواصلة الحرب من خلال توفير ما هو ضروري لآلة الحرب الروسية»، وفق ما قال مدير «مركز كارنيجي روسيا وأوراسيا» ألكسندر جابويف لوكالة فرانس برس.
وكتب في مجلة «فورين بوليسي» هذا الأسبوع «إن دمج الاقتصاد الروسي والفكر والتكنولوجيا العسكرية في نظام تقوده الصين، مع وجود أوراسيا في قلبها الجغرافي، هو السبيل الوحيد أمام روسيا لمواصلة مواجهتها مع الغرب».
وتحذر الولايات المتحدة الصين بانتظام من تقديم المساعدة غير المباشرة لآلة الحرب الروسية وتحثها على استخدام نفوذها على روسيا لإنهاء النزاع في أوكرانيا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وزیر الخارجیة الصینی قال وزیر الخارجیة وأضاف لافروف روسیا والصین وقال لافروف وانج یی
إقرأ أيضاً:
نيميسيس سلاح أميركي متقدم لردع التوسع الصيني في المحيط الهادئ
نظام "نيميسيس" هو منصة صاروخية متقدمة لاعتراض السفن، طورته قوات مشاة البحرية الأميركية "المارينز" ضمن إستراتيجية "تصميم القوة 2030" لمجابهة التحديات، لا سيما في غرب المحيط الهادئ.
يعتمد النظام على مركبة يتم التحكم فيها من بُعد، وصاروخ من نوع كروز متعدد المهام قادر على ضرب أهداف بحرية وبرية بدقة عالية. وقد نشرته الولايات المتحدة الأميركية في الفلبين لردع النفوذ البحري الصيني في المنطقة.
التدشينكُشف النقاب عن نظام اعتراض السفن "نيميسيس"، التابع لقوات مشاة البحرية الأميركية عام 2021، بعد أن طورت شركة أوشكوش للدفاع وحدة إطلاق الصواريخ الاستكشافية من بُعد.
أما الصاروخ المستخدم في هذه المنظومة، فقد صُنع شراكة بين شركتي رايثيون للصواريخ والدفاع وكونغسبرغ للدفاع والفضاء النرويجية.
وقد نجحت قوات المارينز بالتعاون مع الشركة المصنعة في اختبار النظام قبالة سواحل ولاية كاليفورنيا في أبريل/نيسان 2021، وعُرض أثناء تدريبات الرماية الحية لإغراق السفن، التي أُجريت في شواطئ هاواي على المحيط الهادئ في أغسطس/آب من العام ذاته.
ويُعد نظام "نيميسيس" الركيزة الأساسية في إستراتيجية "تصميم القوة 2030" لقوات مشاة البحرية الأميركية، التي تهدف إلى إعادة ترتيب وتطوير مهام القوات وتجهيزها، استعدادا لاحتمال حدوث صراع في منطقة غرب المحيط الهادئ.
المواصفاتيتكون النظام من مركبة دفع رباعية معدلة تُعرف باسم "التكتيكية الخفيفة المشتركة" من تصنيع شركة أوشكوش، وتحتوي على تقنيات قيادة ذاتية متقدمة، وقدرة عالية على التنقل في الطرق الوعرة.
إعلانلا تحتوي المركبة على مقصورة قيادة، وهي مزودة بحساسات وكاميرات، إضافة إلى منصة إطلاق مثبتة على سطحها، ويتميز تصميمها المرن بإمكانية التكيف لتلبية متطلبات المهام المختلفة.
أما الصاروخ فيعرف باسم "صاروخ الضربة البحرية"، وهو من نوع كروز متعدد المهام، مطور من صاروخ هاربون المضاد للسفن، وقادر على تحييد الأهداف البحرية والبرية المحصنة للغاية، ويُعد سلاحا فتاكا يوفر قوة بحرية عالية.
وقد طورت الصاروخ شركة راثيون الأميركية وشركة نرويجية، بسعر بلغ نحو 2.194 مليون دولار أميركي، ويزن 407 كيلوغرامات، ويبلغ طوله 3.95 أمتار، بينما يحمل رأسا حربية تزن 125 كيلوغراما، من النوع الذي يعمل بالتشظي عالي الانفجار.
ويحلق صاروخ الضربة البحرية بسرعة تتراوح بين 0.7 و0.9 ماخ، ويستطيع تدمير السفن التي تقع على بعد يزيد عن 100 ميل بحري أي 185 كيلومترا. وهو مزود بباحث متطور يعمل بالأشعة تحت الحمراء، يمنحه قدرة عالية على إصابة الأهداف بدقة.
ويستطيع الصاروخ مهاجمة السفن البحرية أو الأهداف البرية، واستهداف مناطق حساسة مثل جسر القيادة وبرج الدفاع وغرفة المحركات وحاويات الصواريخ والرادارات والمنشآت الأرضية.
كشفت مصادر صحفية أميركية أن الولايات المتحدة نقلت في أبريل/نيسان 2025 منظومة "نيميسيس" الصاروخية إلى القاعدة العسكرية الأميركية في الفلبين، في إطار مناورات "باليكاتان" السنوية، في وقت تسعى فيه إلى تقويض التقدم الذي تحرزه القوة البحرية الصينية في المحيط الهادئ.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن نقل المنظومة إلى الفلبين يهدف إلى تجهيز قوة الاستجابة السريعة لمواجهة حرب محتملة مع الصين في أحد أكثر الممرات المائية توترا في العالم.
ووفقا لقائد فوج مشاة البحرية المتمركز في هاواي فإن مجرد وجود "نيميسيس" على جزر إستراتيجية في المحيط الهادئ "يعقد حسابات الخصوم الذين سيتعين عليهم التفكير في التهديد الذي يشكله على أي سفينة قد تقترب من نطاقه".
إعلان