ترامب: من أمريكا أولاً… إلى أمريكا القلعة المنغلقة البيضاء!
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
منذ رئاسة دونالد ترامب الأولى عام 2017 ـ 2021 ـ وهو يكرر أن الآخرين وخاصة الحلفاء يستغلون ويسيئون إلى الولايات المتحدة. ولتدليل على ذلك، ضغط على الحلفاء في حلف الناتو لزيادة نسبة الميزانية المخصصة للدفاع ـ وتحمل المزيد من الأعباء. ما يقلق الحلفاء من التزام ترامب ويريح الخصوم من أمثال بوتين روسيا وكيم جونغ أون كوريا الشمالية.
والملفت أن اثنتين من زوجات ترامب الثلاث مهاجرتان. زوجته الحالية «ملينيا» مهاجرة من سلوفينيا. تُثار الكثير من الأسئلة على كيفية حصولها على الإقامة الدائمة وإحضار والديها وتجنيسهما؟! وزوجته الأولى إيفانا والدة أبنائه الكبار من أصل تشيكي! ووالديّ زوجة نائب الرئيس فانس ـ من أصل هندي مهاجرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وكأن ترامب كان يتحين الفرصة للانقضاض على «الحلم الأمريكي»-فاستغل ترامب حادثة إطلاق النار من المهاجر الأفغاني رحمن الله لنكول الذي قاتل مع القوات الأمريكية في أفغانستان وخاصة مع القوات الخاصة ونفذ عمليات بإشراف وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) ضد طالبان في أفغانستان، وتم نقله مع آلاف الأفغان المتعاونين مع قوات الاحتلال الأمريكي إلى الولايات المتحدة عام 2021 ـ في رئاسة بايدن. ومُنح اللجوء هذا العام في رئاسة ترامب. وبرغم ذلك يلوم ترامب بايدن!! بعدما أطلق رحمن الله النار على عنصرين من الحرس الوطني على بعد أمتار من البيت الأبيض الأربعاء الجاري. وقتل مجندة من الحرس الوطني وأصاب عنصرا آخر بإصابات خطرة. كما أصيب بإصابة خطرة.
ليصب ترامب جام غضبه على نظام الهجرة، ويقوم بعقاب جماعي بوقف منح تأشيرات لحملة جوازات السفر الأفغانية. ويعلن وقفا بشكل دائم الهجرة من دول العالم الثالث». ويعلن بتغريدة حافلة بالعنصرية والتطاول على المهاجرين (غير البيض). لا يخفي ترامب أن المهاجرين غير البيض يشكلون عبئا يستنزف مقدرات أمريكا. وليسوا رصيداً يعزز التنوع ويستقطب المهارات والعقول والمبدعين من حول العالم لأول أمة ودولة أسست على أيدي مهاجرين. ويشكل شعبها خليطا من جميع الأعراق والأجناس والأديان والجنسيات. وهو ما قامت عليه أمريكا.
حتى ترامب نفسه من جهة جده لوالده كان مهاجراً من أصول ألمانية ـ ومن جهة والدته كانت مهاجرة اسكتلندية فقيرة.
يذكر أن عدد الأمريكيين المتجنسين الذين وُلدوا خارج الولايات المتحدة حسب الإحصاء السكاني الذي استشهد به ترامب يبلغ 53 مليون أمريكي متجنس، أي 1 من كل 7 أمريكيين. يساهمون بحوالي 10 تريليونات دولار أو ثلث الناتج السنوي الأمريكي ويدفعون مئات مليارات الدولارات من الضرائب. و20٪ من الأطباء في أمريكا وكذلك نسبة كبيرة من المهندسين خاصة في قطاع التكنولوجيا في السيلكون فالي معظمهم من الهند والمدراء التنفيذيين لكبرى الشركات الأمريكية مثل تسلا وغوغل وأبل ومن الفائزين بجوائز نوبل من المهاجرين العرب وغيرهم.
ترامب كان يستغل ذلك الحدث الأمني الخطير الذي لا يشك أنه يحرجه وإدارته وأجهزته الأمنية لأنه يشكل خرقا لسردية ترامب بأنه رجل الأمن الأول وحامي أمريكا من المهاجرين
وكأن الرئيس ترامب كان يستغل ذلك الحدث الأمني الخطير الذي لا يشك أنه يحرجه وإدارته وأجهزته الأمنية لأنه يشكل خرقا لسردية ترامب بأنه رجل الأمن الأول وحامي أمريكا من المهاجرين ـ ولذلك حاجج منذ الصيف الماضي لإرسال الحرس الوطني في ظاهرة غير مألوفة لفرض الأمن في العاصمة واشنطن والمدن الكبرى لحمايتها من العنف والعصابات. في تسييس واضح لأن تلك المدن والولايات المستهدفة من ترامب يقودها ديمقراطيون منتخبون في تلك المدن والولايات. مثل العاصمة واشنطن ولوس انجلس وشيكاغو ومدينة نيويورك. لذلك غرّد في منشور هاجم به الجميع وأعلن وقف هجرة المهاجرين بشكل دائم من دول العالم الثالث دون توضيح ؟ وكيف سيراجع ملفات هجرة وتجنيس ملايين الأمريكيين والمقيمين بطريقة شرعية؟ مع العلم أنه لا يحق للرئيس سحب الجنسية المتجنسين أو طردهم دون قرار المحاكم. وسبق وحاول ترامب وقف منح الجنسية الأمريكية للمواليد داخل الولايات المتحدة من والدين غير أمريكيين، وفشل دستوريا.
وهدد ترامب بأن إدارته ستُنهي كافة المساعدات الفدرالية لغير المواطنين. وانتقد سياسات الهجرة لأنها برأيه أدت لتآكل مكاسب أمريكا التكنولوجية والاجتماعية!! وهدد بطرد من لا يشكلون قيمة مضافة وكارهين لأمريكا! وستسحب الجنسية ممن يشكلون تهديدا للأمن الأمريكي، وسيطرد المقيمين الذين يهددون الأمن وينتقدون القيم الغربية!! وسيعيد النظر فيمن حصلوا على بطاقة الإقامة الدائمة. وسيوقف الامتيازات التي تُمنح للمهاجرين واللاجئين.
تحمل قرارات وتهديدات ترامب طابعا عنصريا متشددا، يستهدف الأقليات وشعوب العالم الثالث أو النامي-لأن مصطلح «العالم الثالث» بات من مخلفات الحرب الباردة». كما أنه غير واضح من يقصد بدول العالم الثالث؟-البعض يشير للدول الـ19 فرض ترامب حظرا كليا أو جزئيا على منح مواطنيها تأشيرات دخول-نصفها تقريبا دول عربية وذات أغلبية مسلمة: ليبيا والسودان واليمن والصومال. ودول ذات أغلبية مسلمة: أفغانستان-إيران-تشاد أريتريا وتركمانستان. ودول أخرى-فنزويلا-كوبا-هايتي-الكونغو الديمقراطية-غينيا الإستوائية-لاوس ومينامار.
ويحمل قرار الحظر طابعا منغلقا وإقصائيا. ويؤكد كيف يدفع ترامب أمريكا لتصبح في عهده ذات لون واحد-معظم المهاجرين من بيض جنوب أفريقيا. ما يكرس الطابع العنصري المنغلق ويجعل أمريكا داخل أسوار عزلة ذاتية. يقصي ويهمش الأقليات والسود والمهاجرين من دول العالم الثالث!! ما دفع جماعات حقوقية وتعنى بحقوق الإنسان للتنديد ورفض الخطوات بصفتها غير قانونية، التي هدد ترامب بتنفيذها.. وذلك ينهي ترامب التعددية والحلم الأمريكي لعشرات الملايين. ومعه مصدر الإلهام والإبداع والتطوير!!
القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه ترامب الولايات المتحدة الولايات المتحدة العنصرية المهاجرون ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة عالم الفن سياسة سياسة مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دول العالم الثالث الولایات المتحدة من دول
إقرأ أيضاً:
ترامب يعلن وقف الهجرة نهائياً من دول العالم الثالث ويتوعد بترحيلات واسعة
أعلن الرئيس دونالد ترامب، الخميس، أنه سيقدم على «إيقاف الهجرة بشكل دائم من كل دول العالم الثالث» بهدف «استعادة قدرة النظام الأميركي على التعافي»، وذلك بعد ساعات من إعلانه بدء مراجعة صارمة وشاملة لجميع بطاقات الإقامة الدائمة لمهاجري 19 دولة من بينها اليمن.
وقال ترامب في تدوينة على منصة «سوشال تروث»، إن إدارته ستعمل على «إنهاء الملايين من ملفات القبول غير الشرعي التي صدرت في عهد بايدن»، بما في ذلك تلك «الموقعة عبر القلم الآلي»، مضيفاً أن الحكومة ستقوم «بترحيل أي شخص ليس إضافة صافية للولايات المتحدة أو غير قادر على حب هذا البلد».
وشملت تعهداته إنهاء «جميع المنافع الفيدرالية والدعم المقدم لغير المواطنين»، و«سحب الجنسية من المهاجرين الذين يقوضون السلم الداخلي»، إضافة إلى «ترحيل أي أجنبي يعتبر عبئاً عاماً أو خطراً أمنياً أو غير متوافق مع الحضارة الغربية».
وكرر ترامب أن هذه السياسات تهدف إلى «خفض كبير في السكان غير الشرعيين والمجموعات التخريبية»، مؤكداً أن «الهجرة العكسية هي الحل الوحيد»، قبل أن يختم رسالته بتهنئة عيد الشكر «للجميع باستثناء من يكرهون ويسرقون ويدمرون»، قائلاً: «لن تبقوا هنا طويلاً»
وفي وقت سابق أعلنت إدارة ترامب عن بدء «مراجعة صارمة وشاملة» لجميع بطاقات الإقامة الدائمة الصادرة لمهاجرين ينتمون إلى ما تسمى «دول مثيرة للقلق»، وتشمل القائمة 19 دولة من بينها اليمن والسودان والصومال وليبيا، إضافة إلى دول أخرى مثل إيران وأفغانستان.
وقال جو إدلوا، مدير دائرة خدمات الهجرة والجنسية الأميركية، إن القرار جاء «بتوجيه مباشر من الرئيس»، مؤكداً في منشور على منصة إكس أنه أمر بإعادة فحص كل بطاقة إقامة دائمة «لكل أجنبي من كل دولة مثيرة للقلق».
ويأتي هذا القرار عقب الهجوم الذي استهدف اثنين من عناصر الحرس الوطني قرب البيت الأبيض، والذي أتهم بتنفيذه رحمن الله لاكانوال، وهو مهاجر أفغاني وصل إلى أميركا عام 2021 ضمن برنامج «ترحيب الحلفاء» الذي أقر خلال إدارة بايدن. وأكدت وكالة الاستخبارات المركزية أن المشتبه به عمل سابقاً مع وحدات تدعمها «السي آي إيه» في أفغانستان.