التحايل على الشيخوخة والموت.. هذه تكاليف مساعينا للخلود
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
استعرض عالم أحياء شهير في كتاب جديد الجهود البحثية للوصول إلى إطالة العمر أو حتى الخلود، وأشار إلى أن لذلك تكاليف اجتماعية وأخلاقية.
وخلال حوار له مع شبكة "سي.أن.أن" عرض فينكي راماكريشنان، الحائز على جائزة نوبل، كتابه الجديد بعنوان "لماذا نموت: العلم الجديد للشيخوخة والسعي إلى الخلود". وقال إن الشيخوخة هي تراكم الأضرار الكيميائية التي تلحق بالجزيئات داخل خلايانا، مما يؤدي إلى إتلاف الخلايا نفسها، وبالتالي الأنسجة، مشيرا إلى جهود العلم الساعية لعكس ذلك.
وقال معلقا على الموضوع "من المثير للدهشة أننا نبدأ بالشيخوخة عندما نكون في الرحم، ثم تحدث الشيخوخة طوال حياتنا، الأمر مستمر منذ البداية".
وبفعل التطورات العملية التي طرأت على قطاعات واسعة أبرزها الصحة، أصبح الإنسان يعيش ضعف ما كان عليه الحال قبل 150 عاما، وذلك بسبب زيادة المعرفة حول الأمراض وانتشارها.
فهل يشير هذا إلى أن مضاعفة أعمارنا أصبحت قريبة؟يقول الرجل إن جسم الإنسان طوّر بالفعل الكثير من الآليات لتصحيح الأضرار المرتبطة بالعمر التي تلحق بالحمض النووي لدينا وأي بروتينات ذات نوعية رديئة ننتجها.
وقال "من دون تصحيح هذا النوع من المشاكل، ما كنا لنعيش أبدًا كل ما نعيشه اليوم"، ثم استدرك"ومع ذلك، مع مرور الوقت، يبدأ الضرر في تجاوز قدرتنا على الإصلاح".
وشبّه هذا المختص الجسد بالمدينة التي تحتوي على كثير من الأنظمة التي يجب أن تعمل معًا وقال "بمجرد فشل أحد الأعضاء الحيوية لبقائنا، نموت".
على سبيل المثال، إذا أصبحت عضلاتنا ضعيفة للغاية لدرجة أن قلبنا يتوقف عن النبض، فلن يتمكن من ضخ الدم الذي يحتوي على الأكسجين والمواد المغذية التي تحتاجها أعضاؤنا ونموت.
هل لعمر الإنسان حد؟يرى راماكريشنان أن أعمار جميع الكائنات الحية تتراوح من بضع ساعات أو أيام بالنسبة للحشرات إلى مئات السنين بالنسبة لبعض الحيتان وأسماك القرش والسلاحف العملاقة.
وقد يفترض الشخص العادي أن جميع أشكال الحياة مهيئة للموت بمجرد وصولها إلى عمر معين، لكن علماء الأحياء لا يعتقدون أن الشيخوخة والموت مبرمجان.
قال راماكريشنان أيضا إن أكبر شخص سنا لدينا سجلات موثوقة عنه كانت امرأة فرنسية تدعى جين كالمينت، التي توفيت في عام 1997 عن عمر يناهز 122 عاما.
وكانت كالمينت، تدخن طيلة السنوات الخمس الأخيرة من حياتها، وكانت تأكل أكثر من رطلين من الشوكولاتة كل أسبوع.
وراماكريشنان علق على ذلك بالقول "لا أوصي بهذه الاستراتيجيات المحددة لإطالة العمر، باستثناء الشوكولاتة ربما".
هل باتت ساعة الشيخوخة معكوسة؟ساعة الشيخوخة تسير إلى الوراء، عبر كل جيل، وفق هذا المختص، على الرغم من أن الطفل يولد من خلايا الوالدين البالغين، إلا أنه يبدأ من سن الصفر.
والطفل المولود لامرأة تبلغ من العمر 40 عامًا لا يزيد عمره عن 20 عاما عن الطفل المولود لشاب يبلغ من العمر 20 عاما؛ كلاهما يبدأ من الصفر. "لذلك، عند مستوى ما، يمكن لساعة الشيخوخة أن تنعكس" وفق قوله.
مادور عن الاستنساخ؟بينما كانت دوللي، أشهر الأغنام المستنسخة، مريضة وماتت في حوالي نصف عمرها الطبيعي، استمرت الأغنام المستنسخة الأخرى في العيش حياة طبيعية.
وقد أقنع هذا البعض بأن إعادة ضبط ساعة الشيخوخة يجب أن تكون ممكنة على نطاق أوسع.
وفي حين أن خداع الخلايا البالغة لتصبح جنينية وتبدأ في النمو مرة أخرى كان ناجحًا، "إلا أن الصعوبات العملية تجعل الاستنساخ غير فعال على الإطلاق"، وفق قوله.
هل للتحايل على الشيخوخة والموت تكلفة؟يكشف راماكريشنان أن أعلى 10% من أصحاب الدخل في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة يعيشون أكثر من عقد من الزمان مقارنة بأدنى 10% دخلا.
ويقول "إذا نظرت إلى المدى الصحي -عدد سنوات الحياة الصحية - فإن هذا التفاوت أكبر، إذ يعيش الفقراء حياة أقصر وأقل صحة".
ينفق العديد من الأثرياء أموالاً طائلة على الأبحاث، على أمل تطوير تقنيات متطورة لمنع الشيخوخة. وإذا نجحت هذه الجهود، فإن الأثرياء سوف يستفيدون في البداية، يليهم الأشخاص الذين يتمتعون بتأمين جيد للغاية، وهكذا.
ومن المرجح أن تتمكن الدول الغنية من الوصول إلى هذه الخدمات قبل الدول الفقيرة. "لذا، سواء داخل البلدان أو على مستوى العالم، فإن مثل هذه التطورات لديها القدرة على زيادة عدم المساواة بين الناس".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
من يتحمل تكاليف رفع الركام من غزة.. إعلام عبري يكشف مفاجأة
نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصادر مطلعة، أن "إسرائيل وافقت على تحمل تكاليف إزالة الركام بغزة بما سيصل إلى مئات ملايين الدولارات".
وقالت المصادر إن "واشنطن طالبت إسرائيل بتحمل تكاليف إزالة الركام الهائل الناتج عن الحرب في قطاع غزة".
وفي وقت سابق، أفاد برنامج تحليل الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة "أونوسات" أن الحرب حتى الثامن من تموز/ يوليو 2025، أدت إلى تدمير أو إلحاق أضرار في حوالي 193 ألف مبنى من مختلف الأنواع في القطاع الفلسطيني، أي ما يعادل 78 بالمئة من المباني التي كانت موجودة قبل الحرب.
وبحسب الصور التي جُمعت في 22 و23 أيلول/ سبتمبر، قدّرت الوكالة الأممية أن 83 بالمئة من أبنية مدينة غزة وحدها دمّرت أو تضررت.
وقال التقرير الأممي إن كمية الحطام في القطاع الفلسطيني، والتي تبلغ 61,5 مليون طن، توازي حوالي 170 مرة وزن ناطحة السحاب الشهيرة في نيويورك إمباير ستايت، أو 6 آلاف مرة وزن برج إيفل في باريس.
منا يوازي ذلك 169 كيلوغراما من الركام لكل متر مربع من القطاع البالغة مساحته 365 كيلومترا مربعا.
وأشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى أن ثلثي الحطام كان نتيجة العمليات العسكرية خلال الأشهر الخمسة الأولى من الحرب.
في سياق متصل، أوضحت تقديرات أولية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة نُشرت في آب/ أغسطس تعرّض هذه الأنقاض السكان لمخاطر صحية، حيث قدّر البرنامج أنّ 4.9 مليون طن منها قد تكون ملوثة بمادة الأسبستوس المستخدمة في الأبنية القديمة الواقعة خصوصا قرب مخيّمات اللاجئين مثل جباليا شمال القطاع، والنصيرات والمغازي في وسطه، وخان يونس ورفح جنوبا.
يضاف إلى ذلك أن 2.9 مليون طن من الحطام الناجم عن المواقع الصناعية السابقة قد يكون ملوّثا بمواد كيميائية وغيرها من المنتجات السامة، بحسب البرنامج الأممي.
والشهر الماضي، قالت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي إن تقريرا جديدا للأمم المتحدة خلص إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة محت 69 عاما من التنمية البشرية، بما دمرته من منظومات الرعاية الصحية والتعليم والبنى التحتية وحتى البنوك.
وذكرت ألبانيزي أن هذا يمثل أسوأ انهيار اقتصادي تم تسجيله على الإطلاق، وأضافت "هذه ليست حربا، إنها إبادة جماعية".
وحذرت الأمم المتحدة من انهيار غير مسبوق للاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أن الحرب التي استمرت عامين محت أثر عقود من التنمية، ودفعت غزة إلى مرحلة الدمار الكامل.
وقال التقرير إن الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب في البنية التحتية والأصول الإنتاجية والخدمات الحيوية ألغى عقودا من التقدم الاجتماعي والاقتصادي في قطاع غزة.
وأوضحت التقرير الأممي إلى أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني تراجع إلى مستوى عام 2003، بما يعادل خسارة 22 عاما من التنمية.
وبين أن الأزمة الاقتصادية الناتجة تُعد من بين أسوأ 10 أزمات اقتصادية عالمية منذ عام 1960.
كما حذر من أن حجم الدمار في غزة يعني أن القطاع سيظل "يعتمد اعتمادا تاما على دعم دولي مكثف"، وأن عملية التعافي قد تستغرق عقودا طويلة.
وأشار إلى أن الحرب الإسرائيلية دمّرت على نطاق واسع كل ركيزة من ركائز البقاء من غذاء ومأوى ورعاية صحية، مما دفع غزة نحو "حافة الانهيار الكامل".
وأكدت أن إعادة إعمار غزة ستتطلب أكثر من 70 مليار دولار وقد تمتد لعقود، في ظل تواصل الدمار وغياب البنية الأساسية القادرة على التعافي السريع.