بوابة الوفد:
2025-06-27@03:55:21 GMT

أمل ماتت!

تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT

- من أين يبدأ التغيير.. من السلطة أم من الشعب؟

الناس «متوولة»، والتعبير المحكم البليغ المحزن صاغه يوسف إدريس فى إحدى مقالاته، والتجاسر والتجرؤ على ادعاء امتلاك الحقيقة والاجابة عن هذا السؤال مخاتلة ومخادعة، فالإجابة ليست سهلة.. والواقع خطير بالفعل.

الرئيس فى إحدى المرات قال مخاطبًا الناس: «الحاجة اللى تغلى ماتشتروهاش».

هل كان يعرف ويتوقع أن المشكلة فى قدرة الحكومة على ضبط الانفلات فى كل شيء من الأسعار إلى الأخلاق وخراب الذمم؟ عندما قال يوسف ادريس ان الناس متوولة كان ضيق الرزق وقلة المعاشات والدخل والغالبية المعروفة ب «محدودى الدخل» وهذه السيرة التى لم تنفض أبدًا، بأن الدولة تسعى لرفع المعاناة عنهم(!!)، لا تقارن بحال هذه الفئة التى تمثل الغالبية العظمى. وقتذاك استبد الارهاق والمعاناة بالناس بكل الأسى والحزن.. لكن ظل الوضع محتملا، مع وجود الدعم وعدم المساس بالسلع الرئيسية ومصاريف المدارس. كانت الناس «متوولة»- ولست بحاجة إلى وصف حالة التولة، التى هى تعبير مصرى صرف.. تعنى انهم «متدهولين.. متبلمين.. مكشرين.. مش طايقين نفسهم..مكسورين الخاطر.. مذعورين من بكرة واللى مخبيه». كانوا يتحملون لانهم لم يكونوا مهددين بأثمان خدمات السكن والطعام والمواصلات والمدارس والإيجار الخ. كانت الدنيا غائمة ولكن الحياة محتملة. اليوم لا شيء محتمل. والافق أكثر ضبابية وغيومًا. الناس «اتَوّلِت» اكثر وأكثر.. بما أصبح فوق الطاقة والقدرة.. الشباب لم يعد يفكر حتى فى الزواج.. من أين له بالعمل ومن أين له بالسكن ومن أين له بمصاريف البيت من طعام وشراب وملابس وحليب للرضع؟! من أين له بتلك المبالغ التى يجب أن يدفعها مقدم شقة للاسكان الاجتماعى؟ من أين له بمتوسط دخل يومى لا يقل عن خمسمائة جنيه فى اليوم ليفتح بيتًا؟ ف «بلاه البيت، وبلاه الزواج، وبلاها المسئولية». المستقبل مخيف والناس لا تجد من يرشدها ويأخذ بيدها.. التجريف الذى طال الشعب والشيخوخة التى نالت من الدولة على مدى عقود تعوق عودتها شابة عفية.. الخبراء والعلماء والأساتذة والقادرون على إشعال ضوء فى آخر النفق، رحلوا عن دنيانا وفقدت مواقعهم ألق خبراتهم وحكمة ورشاد منهجهم ونصائحهم. كانوا سندًا بأفكارهم ودعمهم. مات أغلب اساطين الصحافة وفقهاء القانون وعلماء النفس والاجتماع وخبراء التعليم والصحة. كثيرون ذهبوا.. تغير كل شيء، فلم يعد احد يصدق أن هناك أملًا.. ويسخرون بمرارة: أمل ماتت! انهم يخرجون من نفق إلى دحديرة. الأنامالية أو الفردية التى حذر منها خبراء الاجتماع السياسى عندما بدأت مصر الاتجاه غربًا تفاقمت.. ولاح الطوفان، واستعاد كثيرون الجملة الاعتباطية : «إذا جالك الطوفان حط ابنك تحت رجليك».

الشعب لديه المشكلة، وعليه أن يعيش بجسارة واقعة المرهق نفسيًا وانسانيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.. التغيير يجب ان يبدأ من الشعب، لا أحد يستطيع أن يتصرف محله.. لن تملأ معدته حكومة، ولن تعالجه مشافى، ولن تزوج بناته بنوك أو قروض تكافل اجتماعى. هذا الشعب عليه أن ينفض يده عن المطبلين والمزمرين، فيخلق كتابه وساسته وعلمائه ومستقبله وسياساته، ويعتمد على نفسه، ولو عاد ليأكل من الأرض، وينسى الاحلام الوردية التى أوهمته بها سياسات السادات فى السبعينات ونحصد ثمارها اليوم حصريًا فى الألفية الثالثة!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الناس ضيق الرزق

إقرأ أيضاً:

الحلقة رقم (٧) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة

●الحلقة رقم (٧) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة ..
●في هذا التسجيل يظهر في الصورة الأخ الدفعة عاطف محجوب الزبير متحدثاً عن الفترة التى سبقت الحرب بشهور ، وكيف أنهم في صندوق زمالة الدفعة ٣٩ وبمعيتهم مهدي الأمين كبة (عضواً في الزمالة) يجتمعون ويناقشون مشاكل الزمالة والدفعة ٣٩ ..

●تحدث عن شكوى مهدي الأمين كبة بخصوص تلك التقارير التى كان يكتبها عن قوات الدعم السريع وكيفية فكفكتها والقضاء عليها إلا أن هيئة القيادة لم تهتم بتلك التقارير وأن كان مستهدفاً في شخصه ..

● تحدث الأخ عاطف محجوب عن الفترة التى تلت الحرب بأربعة أشهر وأن مهدي كبة كان متواصلاً معه طالباً العون والدعم لمقاتلة مليشيا الدعم السريع في الحى الذي يسكن فيه ..
● تحدث عن طلب مهدي الأمين كبة بخصوص إخلاء شقيقه المقدم الطيب الأمين كبة الذى تعرض للإصابة في إحدى المعارك ..

●أحب أن أشير الى أن هنالك عدداً من الإخوة الذين تواصلوا مع مهدي الأمين كبة بخصوص تمرده هذا ومحاولة إثنائه عن ذلك وإعادته الى حضن المؤسسة العسكرية الأم منهم الأخوان الهادي عبد الله النور ، أرشد حمور ، عاطف محجوب ، ومن الدفعات الأخرى صبري مهدي محمد فضل الدفعة ٣٨ ..

● زمالة الدفعة ٣٩ ظلت محل إحترام وتقدير كل الدفعة خاصة فرسان الخير ، وقد إهتمت بهذا الأمر بصورة جادة وقد أطلعتها بكل ما دار بيني وبين مهدي الأمين كبة وأكدت لهم تمرده بشكل نهائى….

●الأخوان زهير عبد الحميد شكال ودكتور ميسرة خليل وحمدان عبد القادر وآخرين هم الآن الذين يديرون العمل في زمالة الدفعة ٣٩ في هذه الظروف الإستثنائية التى تمر بها البلاد والقوات المسلحة فنسأل الله لهم التوفيق والسداد …

●أخيراً أحب أن أنوه الى أن هنالك العديد من الأخوان الذين سألوني عن مهدي الأمين كبة هل هو على قيد الحياة أم توفى نتيجة إستهدافه بمسيرة ، أقول أنني عندما بدأت بالكتابة عن الأخ مهدي الأمين كبة لم أتطرق على الإطلاق لهذه الجزئية ، وقلت أنني هنا لست بصدد تأكيد وفاة مهدي الأمين كبة أو نفيها ، ولأن الشئ بالشئ يذكر أحب أن أوكد أننى ومع الأخ أرشد حمور قد تواصلنا مع أحد المقربين جداً من مهدي الأمين(وهو محل ثقة بالنسبة لنا) وأكد لنا أنه ما زال على قيد الحياة ، بل وطلب منا التواصل معه مرة أخرى عسى ولعل يستمع لكم هذه المرة ويستجيب لكم ..

●نسأل الله سبحانه وتعالى الهداية للجميع (إنك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) صدق الله العظيم ..

عبد الباقي الحسن بكراوي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • البطل الأول .. خالد أبو بكر: الرئيس السيسي كان هدفه حماية الناس في 30 يونيو
  • محافظ أسوان: دعم الكفاءات والهيكل الإدارى لإنجاح منظومة التأمين الصحى الشامل
  • غدا.. مدحت صالح وعمرو سليم على المسرح الكبير بالأوبرا
  • الحلقة رقم (٧) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة
  • الحلقة رقم (٦) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة
  • الحلقة رقم (٥) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة
  • 21 شهيدا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم
  • في ذكرى 30 يونيو.. كيف سطّر «الإخوان» نهايتهم في حكم مصر (2 من 2)
  • شوبير: كثيرون سعداء بأداء الأهلي في كأس العالم للأندية.. وآخرون ربنا يشفيهم
  • هؤلاء الناس يسعون لحكم الشعب السوداني بالعصا والابتزاز وقهر الناس وقطع ارزاقهم