قصة «العيدية» وأغرب طرق تقديمها.. عادة متوارثة عبر الأجيال
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
ظهرت العيدية في عصر الفاطميين، وكان تهدى إلى العلماء وحفظة القرآن، وهي عادة اجتماعية قديمة ارتبطت بشكل وثيق بالعيد، وفي وقتنا الحالي تعد أبرز مظهر احتفالي ينتظره الأطفال، إذ يعطيهم كبار العائلة مبالغ مالية، بدلا من شراء هدايا عينية لهم يوم العيد، ما يضفي أجواء البهجة على هذه المناسبة.
«العيدية» عادة فاطيميةوبحسب تقرير نشرته قناة «ماسبيرو زمان»، لا تتفق المصادر التاريخية على معلومات مؤكدة بشأن أصل العيدية، لكن ورد ذكرها في كتب المؤرخين الذين أرخوا في كتبهم لعصر الدولة الفاطمية، ومنهم تقي الدين المقريزي.
وتذكر بعض المصادر القليلة، أن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله رصد رسوما للعيدية في عيد الأضحى، في حين يتداول البعض بأن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي هو الذي أقرها.
يقول الدكتور رفقي حجازي، أستاذ التاريخ الإسلامي المعاصر، لـ«الوطن»، إن العيدية كانت عادة موجودة لدى الفاطميين الذين عملوا على تقدير العلماء وحفظة القرآن الكريم، وانتشرت الفكرة من بعد الفاطميين لتستمر حتى الآن، رغم اندثار الدولة الفاطيمية وتغير الأزمان، إذ يعتبر الغالبية بأن العيدية من طرق إدخال السعادة على الأطفال والكبار خلال العيد، لذا بقيت حتى الآن.
وتشير بعض المصادر التاريخية، إلى أن العيدية في زمن الفاطميين، لم تكن مخصصة للأطفال، بل كانت تقدم لرجال الدولة والعلماء ومحفظي القرآن وزوار قصر الخليفة.
أغرب العيديات في التاريخوبحسب تقرير «ماسبيرو زمان»، فإن من أغرب العيديات في العصور القديمة تلك التي كانت تمنح للضيوف دون أن يشعروا، من خلال حشو الكعك بالدنانير الذهبية، بدلا من السكر، أو وضع على الحلوى قطع من الذهب تشبه الفستق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العيدية عيد الفطر رمضان
إقرأ أيضاً:
الطيور تمتلك ثقافة وتراثا تتناقله الأجيال
منذ سنوات، افترض العلماء أن بناء الأعشاش لدى الطيور أمر غريزي بحت، أي أنه سلوك فطري يولد به الطائر ولا يتطلب أي تعلم، مثل البشر يأكلون عند الجوع، شعور يدفعك إلى فعل شيء ما.
هذا صحيح جزئيا، فكل نوع من أنواع الطيور يميل إلى بناء نمط مميز من العش، مما يشير إلى وجود أصل وراثي، كما أن تجارب الطيور في الأسر أثبتت ذلك، فبعض الطيور التي ولدت في أقفاص مراقبة، ولم تشاهد طيورًا أخرى تبني أعشاشها، قامت تلقائيا عند التزاوج ببناء أعشاشها.
لكن على الرغم من ذلك، أظهرت تجارب أجريت على عصافير الزيبرا الأسترالية، وهي طائر مغرد صغير يستخدم غالبًا في التجارب السلوكية، أن الطيور تحسن أسلوبها مع الخبرة، حيث طورت من أسلوبها مع الزمن، لتصنع أعشاشاً أدق في كل مرة.
بل وهناك أيضًا أدلة على التعلم الاجتماعي في بناء الأعشاش، إذ إن بعض الطيور يتعلم من مشاهدة الآخرين، تماما كما قد يتعلم المتدرب من حرفي ماهر.
في واحدة من الدراسات التي نشرت بدورية أنيمال كوجنيشن، تعلمت طيور الزيبرا من تأمل أعشاش فارغة لرفاقها، وعندما سمح الفريق للطيور (التي أجبرت على رؤية أعشاش فارغة متنوعة)، ببناء أعشاشها الأولى، وجد الباحثون أن الطيور استخدمت مواد من نفس لون العش الفارغ الذي شاهدته، تعلمت وحاكت ما تعلمته، مثلنا بالضبط.
بناء ثقافةبل هناك ما هو أعقد من ذلك. على سبيل المثال، في قلب صحراء كالاهاري الحارقة بجنوب أفريقيا، حيث الرمال الذهبية والرياح الساخنة تتقاذف الغبار، رصد العلماء اختلافات بين جماعات مختلفة من طيور الحبّاك أبيض الحاجب، وكأن كل مجموعة منها تتبع أسلوبا معماريا خاصا بها، لا يشبه غيرها من المجموعات المجاورة، رغم أنها تعيش في نفس البيئة.
هذا ما توصل إليه فريق من علماء الأحياء من المملكة المتحدة وكندا، في دراسة حديثة نسبيا نشرت في أغسطس/آب 2024 بدورية "ساينس" المرموقة، إذ وجدوا أن مجموعات مختلفة من طيور الحبّاك تتبنى "أساليب بناء عش مميزة"، تتوارث عبر الزمن، ما يشبه شكلا من الثقافة.
إعلاناعتمد الباحثون على مراقبة سلوك البناء لدى طائر الحبّاك أبيض الحاجب، الذي يتميز بنمط حياة اجتماعي معقد وسلوك تعاوني ملحوظ. طوال عامين كاملين، راقب الفريق 43 مجموعة مختلفة من هذه الطيور في صحراء كالاهاري، ووثقوا بناء ما يقرب من 450 عشًا.
باستخدام الفيديو والملاحظات الدقيقة، سجل الفريق شكل الأعشاش، وأبعادها، وطول الأنفاق الداخلة والخارجة، وسمك الجدران.
ووجد العلماء أن بعض المجموعات تفضل أعشاشا قصيرة وثخينة، بينما تميل مجموعات أخرى إلى بناء أعشاش طويلة ذات مداخل أنبوبية معقدة، والأهم أن نمط البناء بقي ثابتا داخل كل مجموعة عبر الزمن.
هذه النتائج استبعدت أن تكون الاختلافات بسبب البيئة أو الصدفة، بل يبدو أن لكل مجموعة نمطا هندسيا معماريا مميزا يقلده الأفراد، ويستمر من جيل إلى جيل، ما يعرف في علم السلوك الحيواني "بالانتقال الثقافي غير الجيني".
تعد هذه الدراسة من الأدلة القوية على أن بعض أنواع الطيور لا تكتفي بالوراثة، أو حتى التعلم الفردي، بل تُكون تقاليد سلوكية داخل مجموعاتها، وهذا يضعها في مصاف كائنات قليلة، مثل الشمبانزي والدلافين، والتي تمتلك ثقافة جماعية يتعلمها الأفراد ويتبادلونها، لا عبر الجينات، بل عبر التجربة والملاحظة.
والمثير للانتباه في هذا السياق، هو أن ذلك يفتح الباب للتساؤل عن كيف يمكن أن تظهر "الثقافة" في كائنات صغيرة الدماغ.