دراسة: مخاطر تهدد صحة قلب المرأة بعد انقطاع الطمث
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
أوضحت دراسة جديدة، أن النساء اللواتي يدخلن فترة انقطاع الطمث، ترتفع لديهن احتمالات الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية، مثل الأزمة القلبية أو السكتة الدماغية، وفقا لموقع "هيلث" الذي يعنى بأخبار الصحة.
ويسلط بحث تم تقديمه في مؤتمر الكلية الأميركية لأمراض القلب، الضوء على الحاجة إلى للتعرف على العلامات المبكرة لمشاكل القلب والأوعية الدموية لدى تلك الفئة من النساء، وفهمها بشكل أفضل.
وتؤكد الدراسة ضرورة الاهتمام بصحة القلب لدى النساء أسوة بالرجال، حيث أن التركيز عادة ينصب على فئة الذكور بشكل أكبر، وذلك رغم أن تلك النوعية من الأمراض تعتبر السبب الرئيسي للوفاة لدى الجنسين على حد سواء في الولايات المتحدة والعديد من دول العالم.
كيف يؤثر انقطاع الطمث على صحة القلب؟يقول خبراء صحة وأطباء، إن النساء بعد انقطاع الطمث أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، لأن لديهن مستويات أقل من هرمون الإستروجين، الذي يبقي الكوليسترول "الضار" تحت السيطرة ويؤدي وظائف أخرى تحمي القلب.
وأوضحت أخصائية الطب الباطني، إيلا إشعيا، التي أشرفت على الدراسة، أن خطر إصابة النساء بأمراض القلب بعد مرحلة توقف الحيض "يكاد يتطابق مع خطر إصابة الرجال بنفس تلك الأمراض".
ونوهت إشعيا إلى أن فريقها أراد التعمق في المخاطر الصحية للقلب التي تواجه هذه المجموعة من النساء تحديدا. وقد استخدم الباحثون بيانات أكثر من 579 امرأة بعد انقطاع الطمث، يتناولن أدوية الستاتينات للسيطرة على نسبة الكوليسترول لديهن.
وخضعت النساء لفحصين للكالسيوم في الشريان التاجي (CAC) بفارق سنة واحدة على الأقل، حيث تشير عمليات المسح إلى خطر الإصابة بنوبة قلبية لدى الشخص عن طريق قياس تراكم اللويحات - الكوليسترول والمواد الأخرى - في شرايين القلب (فكلما ارتفعت النتيجة، زادت نسبة الخطر).
ولمقارنة مخاطر إصابة النساء بمشاكل في القلب بعد انقطاع الطمث مع المخاطر التي يتعرض لها الرجال، قام الباحثون أيضًا بفحص الرجال الذين لديهم ملف تعريف مماثل من حيث العرق والعمر واستخدام أدوية الستاتين وضغط الدم وحالة مرض السكري.
ثم قام الباحثون بتقسيم المشاركارت إلى 3 مجموعات بناءً على نتائج فحص الكالسيوم في الشريان التاجي "CAC"، المجموعة الأولى نتائج فحوصاتها من 1 إلى 99، والثانية من 100 إلى 399، والثالثة من 400 أو أعلى.
ووجد الفريق أن درجات المجموعة الثانية للعديد من المشاركات كانت أعلى من الأولى، إذ بيّن فحص CAC الأول والثاني، ارتفاع درجات النساء اللاتي لديهن خط أساس من 1 إلى 99 بمعدل ثماني نقاط.
وشهدت النساء في المجموعة الثانية ارتفاع متوسط درجاتهن بنحو 31 نقطة، حيث كانت هذه الزيادات حوالي ضعف نظرائهم من الرجال.
وإحدى نقاط الضعف في الدراسة، حسب إشعيا، هي أن الباحثين قاموا فقط بتحليل البيانات من النساء اللاتي يتناولن الستاتينات.
وأضافت أن استمرار ارتفاع مستويات لويحات الكالسيوم لدى العديد من المشاركين على الرغم من تناول الدواء، يشير إلى أن الخطر قد يكون أكبر بين النساء اللاتي لا يتناولن الستاتينات بعد انقطاع الطمث.
كيف تحافظين على صحة قلبك؟يجب البدء في حماية قلبك قبل أن تصلي إلى "سن الأمل"، وفقًا لميغان كاماث، طبيبة القلب في جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس.
وقالت كاماث لموقع هيلث: "تحتاج النساء إلى الاهتمام بصحة القلب والأوعية الدموية، وهذا يبدأ مبكرًا بالنظام الغذائي وممارسة الرياضة وتعديل نمط الحياة الصحي للقلب".
وفي نفس السياق، قالت طبيبة أمراض القلب، بيترا زوبين ماسلوف، إن تغييرات نمط الحياة هذه تشمل الإقلاع عن التدخين، وإدارة التوتر من خلال أساليب مثل اليوغا والتأمل.
ومن المهم أيضًا استشارة الطبيب بانتظام بشأن نسبة الكولسترول وضغط الدم والمخاطر العامة للإصابة بأمراض القلب.
وأذا بدأت المرأة بملاحظة علامات أمراض القلب، مثل ثقل في الصدر أو حرقة في المعدة أو تعب مزمن أو ألم في الرقبة أو الفك أو الظهر، فعليها استشارة الطبيب المختص.
ونظرًا لأن بعض الأعراض تتداخل مع حالات أخرى، فإن الخبراء يوصون بزيارة طبيب القلب إذا كانت المريضة تعاني من مشكلات صحية مستمرة على الرغم اتباعها العلاج.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: بعد انقطاع الطمث
إقرأ أيضاً:
التمكين الاقتصادي للنساء اليمنيات.. ركيزة أساسية للنهوض المجتمعي
الأسرة /خاص
شهدت العاصمة صنعاء الأسبوع الماضي انعقاد المؤتمر الوطني الثالث للمرأة المسلمة تحت شعار “ذكرى ميلاد الزهراء” بتنظيم من اللجنة الوطنية للمرأة. هذا الحدث لم يكن مجرد مناسبة للاحتفاء بالمرأة، بل شكل منصة مهمة لمناقشة قضايا جوهرية تتعلق بدور النساء في التنمية، وعلى رأسها التمكين الاقتصادي الذي يُعد اليوم أحد أبرز التحديات والفرص أمام المرأة اليمنية وقد أثري المؤتمر على مدى أيام بالعديد من الرؤى وأوراق العمل المقدمة من قبل المختصين والتي تشكل أساسا لتحقيق التمكين الاقتصادي للنساء وما يشكله ذلك من أهمية في عملية البناء التنموي.
بين التحديات والفرص
تواجه النساء في اليمن ظروفاً معقدة نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تمر بها البلاد والتي كانت نتاجا لأحد عشر عاما من العدوان السعودي الأمريكي المتواصل على البلد. ومع ذلك، أثبتت المرأة قدرتها على الصمود والمشاركة الفاعلة في مختلف المجالات، بدءاً من الزراعة والحرف اليدوية وصولاً إلى التجارة الصغيرة والمبادرات المجتمعية.
ومن أبرز التحديات التي تواجه التمكين الاقتصادي للمرأة ضعف البنية التحتية، ومحدودية فرص العمل وانخفاض نسبة مشاركة النساء في سوق العمل الرسمي.
لكن بحسب مختصين، تحولت تلك التحديات أمام إرادة المرأة اليمنية إلى فرص خصوصا مع وجود طاقات بشرية هائلة ومهارات متوارثة في الصناعات التقليدية، وإمكانية الاستفادة من برامج التدريب والدعم المتاح من قبل المؤسسات الرسمية والمجتمعية والاهتمام المتنامي من قبل الدولة والحكومة.
أهمية التمكين
التمكين الاقتصادي الذي كان محور المؤتمر لا يعني فقط توفير فرص عمل للنساء كما يقول المختصون، بل يشمل بناء قدراتهن وتعزيز استقلاليتهن المالية وإشراكهن في صنع القرار الاقتصادي. وأهميته تتجلى في مكافحة الفقر، فعندما تحصل المرأة على مصدر دخل ثابت فإنها تسهم مباشرة في تحسين مستوى معيشة أسرتها.
كما أن تعزيز الاستقرار الاجتماعي يتمثل في ان المرأة المُمكَّنة اقتصادياً تصبح أكثر قدرة على مواجهة الأزمات ودعم المجتمع.
وتفتح المشاركة الاقتصادية الباب أمام النساء للمطالبة بحقوقهن في مجالات أخرى كالتعليم والصحة والسياسة وكل ذلك يسهم في تحريك عجلة التنمية حيث تؤكد الدراسات العالمية أن إشراك النساء في الاقتصاد يزيد من الناتج المحلي الإجمالي ويعزز النمو المستدام.
آليات التمكين
خلال المؤتمر الثالث للمرأة المسلمة، طُرحت عدة رؤى حول كيفية تعزيز دور المرأة في الاقتصاد اليمني ومنها التأكيد على أهمية التدريب المهني من خلال توفير برامج تدريبية متخصصة في مجالات الزراعة والحرف اليدوية وتقنيات العصر الحديث.
ومن آليات التمكين- كما أكد المشاركون في المؤتمر- دعم المشاريع الصغيرة عبر منح قروض ميسرة وتمويل متناهي الصغر للنساء الراغبات في إنشاء مشاريع خاصة.
بالإضافة إلى التعليم والتأهيل من خلال الاستثمار في تعليم الفتيات والنساء لضمان مشاركتهن الفاعلة في سوق العمل.
إلى جانب التشبيك والتعاون عبر إنشاء جمعيات واتحادات نسوية لتبادل الخبرات والدفاع عن مصالح النساء العاملات.
وكذلك الاستفادة الإيجابية من التكنولوجيا الرقمية والتي من شانها فتح المجال أمام النساء للاستفادة من التجارة الإلكترونية والعمل عن بُعد، وهو ما يخفف من القيود الجغرافية والاجتماعية.
في دائرة الضوء
أعاد المؤتمر الوطني الثالث للمرأة المسلمة في صنعاء تسليط الضوء على قضية التمكين الاقتصادي للنساء اليمنيات باعتبارها حجر الزاوية في بناء مجتمع أكثر عدلاً واستقراراً. فالمرأة ليست مجرد نصف المجتمع، بل هي المحرك الأساسي للتنمية، وإذا ما أُتيحت لها الفرصة لتوظيف قدراتها وإمكاناتها، فإنها ستسهم في إخراج اليمن من أزماته نحو مستقبل أكثر إشراقاً.