تشير دراسة جديدة إلى أن صيادي وجامعي البذور في منطقة باتاغونيا بالأرجنتين حاليًا كانوا يقتنون الثعالب كحيوانات أليفة قبل وصول الكلاب الأوروبية منذ حوالي 500 عام، وفي بعض الحالات، كان هؤلاء القدماء على علاقة وثيقة بثعالبهم الأليفة لدرجة أنهم كانوا يُدفنون معهم.

وفي حين أنه سبق اقتراح أن الكلاب الحديثة في المنطقة هي مزيج من الثعالب والكلاب، فمن المحتمل أن هذا ليس صحيحًا - وبدلاً من ذلك، يبدو أن الثعالب قد انقرضت تمامًا.

تصف الدراسة الجديدة، التي نُشرت الأربعاء (10 أبريل) في مجلة "علوم المجتمع الملكي المفتوحة"، فحص قبر في موقع كانادا سيكا، على بعد حوالي 130 ميلاً (210 كيلومترات) جنوب مدينة ميندوزا الغربية.

 

يحتوي الموقع، الذي تم اكتشافه عام 1991، على عظام لأكثر من 24 شخصًا على الأقل، بما في ذلك الأطفال، وممتلكاتهم الشخصية، مثل حبات القلائد وأدوات حجرية وزينة الشفة.

 وتشير التواريخ التي تم حسابها سابقًا باستخدام الكربون المشع إلى أنهم عاشوا هناك منذ حوالي 1500 عام.

كما يضم قبر واحد الهيكل العظمي الجزئي لثعلب، والذي تحدده الدراسة لأول مرة على أنه من نوع داسيون أفوس - وهو نوع منقرض وثيق الصلة بثعلب أو ذئب جزر فوكلاند (داسيون أوستراليس) الذي انقرض في القرن التاسع عشر.

تقول عالمة الأحياء القديمة إيزابيل لوبراسور، المؤلفة المشاركة في الدراسة الجديدة: "ربما كانت تربطه علاقة عميقة بمجتمع الصيادين وجامعي البذور والفرد على وجه الخصوص".

كانت لوبراسور مؤلفة مشاركة في الدراسة الجديدة التي قادتها عالمة الأحياء الجزيئية سينثيا أبونا من معهد التطور والبيئة التاريخية والبيئة (IDEVEA) في ميندوزا بالأرجنتين.

 

ثعالب أليفة

في البداية، اعتقد الباحثون أن عظام الثعلب في موقع كانادا سيكا تعود إلى عينة من جنس Lycalopex لثعالب أمريكا الجنوبية.

ومع ذلك، في الدراسة الأخيرة، أجرى الفريق قياسات دقيقة لأبعادها وتحليل الحمض النووي القديم، والذي أظهر أنها من نوع داسيون أفوس.

 

وحدد تحليل نظائر الكربون والنيتروجين - وهي اختلافات في العناصر التي لها أعداد مختلفة من النيوترونات في نواتها - في عظام الثعلب أن الحيوان كان يتغذى على نظام غذائي غني بالنبات مشابه لنظام غذاء الشخص المدفون، وفق قول لوبراسور.

وأضافت لوبراسور أن الثعالب البرية عادة ما تأكل اللحوم أكثر بكثير وهذا يشير إلى أن الثعلب المدفون كان يأكل أي شيء يأكله الإنسان.

وكتب المؤلفون في الدراسة: "التفسير الأكثر منطقية هو أن هذا الثعلب كان رفيقًا قيمًا لمجموعات الصيادين وجامعي البذور".

وتابعوا: "كانت علاقته القوية بالأفراد البشر خلال حياته العامل الأساسي لوضعه كسلعة قبر بعد وفاة أصحابه أو الأشخاص الذين تفاعل معهم".

 

أنواع منقرضة

وأوضحت لوبراسور أن الكلاب (Canis familiaris) بدأت تدخل قارة أمريكا الجنوبية مع البشر منذ حوالي 4000 عام، ولكن بحلول 3000 عام يبدو أن انتشارها قد توقف شمال باتاغونيا.

وعليه، فإن أول دليل على وجود كلاب في المنطقة يعود إلى القرن السادس عشر، عندما بدأ بعض المجتمعات الأصلية في تربية كلاب من أصل أوروبي.

لكن يبدو الآن أنه من غير المحتمل أن تكون الكلاب الحديثة في المنطقة قد انحدرت من مزيج من الكلاب والثعالب، كما كان يعتقد سابقًا، كما تقول.

وأشار تحليل الحمض النووي لثعلب كانادا سيكا إلى أن معظم نسلها مع الكلاب ستكون عقيمة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فی الدراسة إلى أن

إقرأ أيضاً:

20 دقيقة تكشف فشل قوة خاصة إسرائيلية داخل خان يونس

غزة- كشفت مصادر أمنية خاصة وشهود عيان عن تفاصيل تسلل قوة خاصة إسرائيلية إلى مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بهدف اختطاف قيادي في إحدى فصائل المقاومة المسلحة بقطاع غزة.

وتشير المعلومات التي حصلت عليها الجزيرة نت إلى أن قوة خاصة إسرائيلية مكونة من 9 أشخاص تنكروا بزيّ نساء كانت تستقل حافلة بيضاء اللون تحمل لوحة محلية، وصلت إلى "منطقة الكتيبة" التي تبعد نحو 5 كيلومترات عن الحدود الشرقية الفاصلة بين غزة والأراضي المحتلة، قبل أن ينفضح أمرها.

انكشاف القوة

في الساعة السادسة من صباح اليوم الاثنين بدأت طائرات حربية ومروحية إسرائيلية بشن غارات مكثفة ومتزامنة على أكثر من منطقة في مدينة خان يونس، مما أدى لاستنفار عناصر المقاومة الذين تيقنوا بوجود حدث غير عادي يتعلق بتسلل قوة إسرائيلية خاصة، على غرار حوادث مشابهة جرت في أوقات سابقة.

وبحسب شهود العيان في مكان الحدث فقد وصل "باص" يبدو من مظهره الخارجي أنه يحمل أمتعة عائلة فلسطينية نازحة من المناطق الشرقية لخان يونس، والتي باتت مسرحًا لعمليات الاحتلال، وتريد أن تستقر في ملجأ أكثر أمنًا.

وما إن نزلت القوة الخاصة المتمثلة "بالنساء التسع" من الباص حتى بدأ إطلاق الرصاص بشكل كثيف في المكان، بالتزامن مع قصف الطائرات الحربية منزلًا مجاورًا أدى لاستشهاد 6 أشخاص، ومن ثم شنت غارات كثيفة على أماكن مختلفة في مدينة خان يونس.

إعلان

ويشير شهود العيان إلى أن القوة الخاصة كانت تحمل فراشا وأغطية كالتي يحرص النازحون على حملها عند انتقالهم من مكان لآخر، لكن تبين فيما بعد أنها قفص حديدي كان مملوءًا بالأسلحة وملفوفًا حوله ما يشبه أمتعة النازحين.

وترجح مصادر أمنية خاصة تحدثت للجزيرة نت أن تكون القوة الخاصة خصصت القفص لوضع أسير فلسطيني بداخله إن نجحت باختطافه، ولفه بالأغطية التي شكلتها على هيئة فراش وأمتعة كي تعود أدراجها بشكل طبيعي دون أن تظهر أي حركة غريبة في المكان تكشف أمرها.

وأكدت المصادر الأمنية أن القوات الخاصة كانت تستهدف أحمد سرحان، مسؤول العمل الخاص في ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية، والذي تنبه لوجود القوة الخاصة واشتبك معهم من مسافة صفر مما أدى إلى استشهاده، وإفشال عملية اختطافه.

وتحت غطاء ناري كثيف فرت الحافلة من المكان بعدما اختطفت زوجة سرحان وطفله، حيث ترجح المصادر الأمنية أن الاحتلال يعتقد أن الشهيد لديه علاقة بالاحتفاظ بعدد من أسرى الاحتلال داخل قطاع غزة، أو لديه معلومات بهذا الشأن.

وتركت القوة الخاصة خلفها أعقاب بنادق ورصاصات فارغة، وقنابل دخانية وألبسة نسائية، إلى جانب الصندوق المموّه بأمتعة نازحين.

وفي هذا السياق قالت ألوية الناصر صلاح الدين في بيان لها إن الشهيد سرحان "خاض اشتباكا بطوليا مع قوة خاصة صهيونية كانت تسعى لاعتقاله من منزله في خان يونس"، مؤكدة فشل العملية.

غطاء ناري كثيف على خان يونس خلال اقتحام القوات الخاصة (الجزيرة) غطاء بشري وناري

ورغم أن العملية استغرقت 20 دقيقة فقط، فإن طائرات الاحتلال أغارت على عدة أماكن في "حي الكتيبة" مكان تسلل القوة الخاصة، وكذلك "جورة العقاد"، و"السطر الغربي"، ومنطقة المواصي غربي خان يونس، ومستودع المحاليل والمهمات الطبية داخل مجمع ناصر الطبي.

إعلان

وتشير المعطيات الأمنية إلى أن الاحتلال استغل حالة النزوح من المناطق الشرقية إلى وسط خان يونس كغطاء بشري لتحركاته، حيث عمد الجيش الإسرائيلي أمس الأحد إلى مطالبة أهل مناطق سكنية بإخلائها والتوجه غربا تجاه منطقة المواصي.

وتؤكد المصادر الأمنية أن جيش الاحتلال استخدم عدة وسائل بهدف إنجاح عملية القوة الخاصة منها استخدام ملابس نسائية لإخفاء هوية عناصرها، ومعدات مدنية لإخفاء السلاح، وغطاء ناري لإرباك المنطقة، ومع ذلك فشلت عمليته في تحقيق هدفها.

وشددت المصادر على أن العملية "محاولة إسرائيلية فاشلة للوصول إلى الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية"، رغم أنه سخّر كل إمكانياته لإنجاحها، ومن بينها تفريغ مناطق سكنية بأكملها كي يتسلل بسهولة دون وجود عوائق بشرية، والدفع بتعزيزات عسكرية الى نقاط متقدمة شرقي خان يونس كإجراء احترازي للتحرك إن وقع أي تطور ميداني مفاجئ.

يشار إلى أنه في يونيو/حزيران عام 2024 تسللت قوة إسرائيلية خاصة بشاحنة مدنية خلال عملية تحرير إسرائيليين احتجزتهم المقاومة في مخيم النصيرات وسط القطاع، واستخدم الجيش الإسرائيلي الكثافة النارية والقصف المفاجئ بالسيناريو ذاته.

كما كشفت كتائب القسام في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2018 تسلل قوة خاصة الى المناطق الشرقية من خان يونس، خلال محاولتها تنفيذ عملية داخل قطاع غزة، واشتبكت معها مما أدى لهروبها من المكان تحت غطاء ناري كثيف.

مقالات مشابهة

  • أطعمة طبيعية غنية بالحديد.. دراسة تكشف وصفة سحرية لعلاج «فقر الدم» دون أدوية
  • تحذير.. هذا المشروب يسبب السرطان.. دراسة جديدة تكشف التفاصيل
  • دراسة صادمة: مشروبات الطاقة قد ترتبط بمرض خبيث يهدد الحياة
  • مجلس الشيوخ يحيل دراسة خاصة بالأثر التشريعي لبعض مواد التحكيم إلي الرئيس
  • 20 دقيقة تكشف فشل قوة خاصة إسرائيلية داخل خان يونس
  • دراسة تكشف دور منتجات الألبان في تنظيم مستويات السكر لدى النباتيين
  • دراسة ترصد علاقة إيجابية بين طول الطلاب وأدائهم في المدرسة
  • دراسة بحثية لـ «تريندز»: جولة ترامب تبرز التحول نحو الشراكات الاقتصادية والتكنولوجية
  • دراسة تكشف: الشاي والشوكولاتة الداكنة يخفضان ضغط الدم ويدعمان صحة القلب
  • دراسة: مكمل غذائي شائع قد يبطئ تطور مرض "الغلوكوما"