#سواليف

ثمة ثلاثة عشر مؤشرا تظهر أن #الحرب على قطاع #غزة، دخلت في ” #الوقت_الضائع “، بعد أكثر من ستة أشهر من العدوان، وأن #الاحتلال لم يتمكن من تحقيق أهدافه، وأن العوامل الضاغطة لوقف الحرب تتزايد في وجهه.

فقد كان #انسحاب #الجيش_الإسرائيلي من منطقة خان يونس يوم الأحد 7 نيسان/أبريل، بعد الفشل في تحقيق أهدافه، بحسب ما أكدت جريدة #هآرتس، مؤشرا جديدا على تراكم #الفشل_الميداني، وعلى الصعوبات الحقيقية التي يواجهها على الأرض في مواجهة حماس وفصائل المقاومة، التي ما زالت قادرة على الصمود وإيقاع خسائر جسيمة بالعدو؛ كان آخرها عملية “الزنة” في 6 نيسان/أبريل التي خسر فيها 14 جنديا و18 جريحا وثلاث دبابات، بحسب مصادر المقاومة، والتي سرَّعت خروجه من خان يونس.

غير أن مؤشرات دخول هذه الحرب “الوقت الضائع”، لا يعني بالضرورة أن الحرب ستتوقف قريبا، وإنما يعني أن الحرب فقدت مبرراتها وجدواها، وتحولت إلى عبء على الاحتلال، وأنه سيضطر عاجلا أو آجلا للتراجع وتغيير حساباته. ونجمل المؤشرات فيما يلي:

مقالات ذات صلة صحف عالمية: نتنياهو أسوأ زعيم لليهود والعالم في حالة حرب متزايدة 2024/04/12

أولا ـ فشل العدوان في تحقيق أهم أهدافه وهو سحق حماس، فما زالت حماس هي الأقوى شعبيا، والأكثر حضورا في قطاع غزة؛ وما زالت كتائب القسام فاعلة ليس في وسط القطاع وجنوبه فقط، وإنما أيضا في شمال القطاع، بعد نحو 150 يوما من الاجتياح الإسرائيلي له، وما زال هناك بحسب التقديرات أكثر من سبعة آلاف مقاتل لحماس، يخوضون معارك وعمليات يومية، ويوقعون خسائر كبيرة بالاحتلال.

ثانيا ـ فشل العدوان في احتلال قطاع غزة حتى الآن، وفي فرض نظامه العسكري عليه. فما زالت منظومة التحكّم والسيطرة لحماس فاعلة في معظم قطاع غزة، سواء في بنيتها العسكرية أم في بنيتها الإدارية والتنظيمية، بالرغم من كل التضحيات والشهداء.

ثالثا ـ فشل العدوان في تحرير محتجزيه وأسراه لدى المقاومة فشلا ذريعا.

رابعا ـ فشل العدوان فشلا ذريعا في إحداث حالة “كي الوعي” لدى المقاومة ولدى الحاضنة الشعبية، فلا المقاومة استسلمت أو تفككت أو فقدت فاعليتها، ولا الحاضنة الشعبية تخلّت عن المقاومة ودعمها والالتفاف حولها؛ ولم تنفع كل وسائل الحرب القذرة من مجازر وقتل النساء والأطفال، وتدمير المنازل والمستشفيات والمدارس والبنى التحتية، وأساليب التجويع في كسر إرادة أهل غزة ومقاومتهم.

خامساـ فشل العدوان حتى الآن في إيجاد حكم بديل لحماس في القطاع، بحيث ينفذ الأجندة الإسرائيلية، فيضرب المقاومة في القطاع، ويوفر الأمن للكيان الإسرائيلي، خصوصا في غلاف غزة. وبالرغم من أن سلطة رام الله تحاول تكييف نفسها وعرض خدماتها لليوم التالي للحرب، إلا أنها لا تريد الظهور كمن يأتي على ظهر دبابة إسرائيلية، وشعبيتها في قطاع غزة ما تزال متدنية جدّا مقارنة بحماس؛ وهو ما ينطبق أيضا على دخول قوات عربية كمرحلة انتقالية في التخلص من حماس، وتهيئة بديل يُرضي الاحتلال والأمريكان.

سادسا ـ استنفد العدوان بنك أهدافه في قطاع غزة بعد كل المجازر والدمار الذي أحدثه، ولم يعد هناك ما يمكن “إنجازه”، أو ما يمكن به كسر المقاومة وإرادتها. أما معركة رفح التي أَجّلها أكثر من مرة، والتي يدرك مخاطرها، فإن احتمالات الفشل فيها عالية جدّا، ولم يَعد يجد لها سندا غربيا أو أمريكيا، كما أن بيئته الداخلية تدفعه للمزيد من التردّد والوقوع في “رعب الفشل” من جديد.

سابعا ـ طالت الحرب على قطاع غزة بلا أي أفق لهزيمة قوى المقاومة. وهذه الحرب طالت أكثر بكثير مما كان متوقعا لدى الأمريكان والحلفاء الغربيين، وتحولت الحرب و”إسرائيل” من قيمة استراتيجية إلى عبء عسكري ومالي وسياسي وإعلامي و”أخلاقي” – إن كان ثمة أخلاق-، وإلى مشكلة داخلية للحكومات مع شعوب بلدانها، ومن ثم تراجع الغطاء الغربي لاستمرار الحرب، بل ودراسة بعض هذه البلدان إمكانية وقف تصدير السلاح لـ”إسرائيل”.

ثامنا ـ تزايد الشعور لدى التجمع الاستيطاني الصهيوني وقواه السياسية، أن نتنياهو يسعى ما استطاع لإطالة أمد الحرب لحسابات شخصية مرتبطة ببقائه في الحكم، والهرب من استحقاق انتهاء حياته السياسية أو دخوله السجن؛ وليس من أجل المصالح العليا للكيان الإسرائيلي. وتزايد الضغوط على نتنياهو للوصول إلى تسويات “معقولة” بالمعايير الإسرائيلية.

تاسعا ـ أن الكيان الإسرائيلي بطبيعته لا يتحمل استمرار الحروب والاستنزاف طويل الأمد، واستمرار تدهور الاقتصاد، ونزيف الهجرة المعاكسة، وفقدان الأمن، وهروب الاستثمارات، وانسداد التطبيع؛ خصوصا إذا ما استمرت قدرة المقاومة على إيقاع خسائر نوعية يومية في الاحتلال.

عاشرا ـ إن الشريك الأمريكي أخذ يضيق ذرعا بالأداء العسكري والسياسي الإسرائيلي، خصوصا أن شعبية الرئيس بايدن قد تأثرت سلبا بسبب دعمه للحرب على غزة، وأن فرصه في الفوز في الانتخابات، والقدرة على الحسم في الولايات المتأرجحة أخذت تتراجع. هذا بالإضافة إلى تزايد الخوف الأمريكي من تضرّر مصالحها في المنطقة نتيجة استمرار الحرب. وهو ما يدفع إدارة بايدن لمحاولة تسريع الخروج من الحرب بأقل الخسائر الممكنة.

أحد عشر ـ ثمة مخاوف من أن إطالة أمد الحرب، سيتسبب في تصاعد التوتر في المنطقة، وثمة خشية لدى الأنظمة العربية المُطبِّعة مع الاحتلال أو الواقعة تحت النفوذ الأمريكي، من أن الحرب تتسبّب في زيادة عناصر التفجير الداخلي الشعبي لديها، بعد أن بدت عاجزة أو شريكة في حصار غزة والمقاومة. وهو ما جعل هذه الأنظمة تدفع أكثر باتجاه وقف الحرب.

ثاني عشر ـ أن الخناق الدولي يزيد على الكيان الإسرائيلي، كما تزيد عزلته، بعد أن تكرست صورته الوحشية المتعجرفة، المتعالية على القانون الدولي وحقوق الإنسان، وبعد أن زادت الدول التي انضمت إلى جنوب أفريقيا في دعواها في محكمة العدل الدولية، وبعد أن لم يعد الكيان يجد من يُصوت لصالحه حتى في مجلس الأمن.

ثالث عشر ـ انتهاء “مدة صلاحية” الدعاية الإسرائيلية الصهيونية في الحرب على غزة، بعد انكشاف زيف وكذب ادعاءات قتل المدنيين الإسرائيليين على يد حماس في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر؛ وبعد البروز الأوضح لحماس كحركة تحرر وطني، وكحركة إسلامية معتدلة ذات سلوك قيمي وحضاري متقدم، وبعد انتهاء قدرة “إسرائيل” على تسويق نفسها كـ”ضحية”، وتغطية جرائمها باعتذاريات “الهولوكست” وغيرها، التي استخدمتها طيلة الـ 76عاما الماضية.

إن الفشل فيما سبق يعني أنه لم يعد ثمة فرصة لتحقيق أهداف الحرب في المدى المنظور، وأن العدوان يخوض في “مستنقع” لا يعرف كيف يخرج منه، وأن الوقائع على الأرض أبعد بكثير من رغباته، وأن الحرب فقدت مبرراتها وجدواها، وتحولت إلى عبء على الاحتلال، ومن ثم دخل في “الوقت الضائع” لإنجاز ما يمكن إنجازه، في الوقت الذي تتضافر فيه مجموعة من العوامل، تدفعه لوقف الحرب والانسحاب من غزة، والوصول إلى صفقة تبادل أسرى جادة.

وهذا لا يعني بالضرورة -كما ذكرنا- أن الحرب ستتوقف قريبا؛ إذ إن حالة العجرفة الإسرائيلية، وحالة “الرعب من الفشل”، والخشية من إعلان انتصار المقاومة، ووجود نتنياهو وحكومته المتطرفة، مع استمرار الدعم الأمريكي، على الأقل فيما يتعلق بمسألة ألا يشكل قطاع غزة مستقبلا تهديدا أمنيا للكيان الإسرائيلي، وألا تستأنف حماس حكم غزة.. كل ذلك سيدفع الجانب الإسرائيلي للمراوغة وإطالة أمد الحرب (ربما مع تخفيف وتيرتها)، للوصول إلى ترتيبات مقبولة من طرفه. وسيستخدم ذلك، مع احتلاله لشمال غزة، ومنع عودة النازحين إليه كأوراق ضغط على المقاومة.

أما المقاومة، فلا تملك إلا الاستمرار في أدائها النوعي والفعَّال، لإجبار الاحتلال على النزول عن الشجرة، والاستجابة لشروطها في وقف الحرب، وانسحاب الاحتلال، وعمل صفقة جادة لتبادل الأسرى، وعودة اللاجئين ودخول احتياجات قطاع غزة وبرنامج الإعمار، واحتفاظ المقاومة بسلاحها، وأن يكون مستقبل قطاع غزة شأنا فلسطينيا داخليا.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الحرب غزة الوقت الضائع الاحتلال انسحاب الجيش الإسرائيلي هآرتس ـ فشل العدوان الوقت الضائع قطاع غزة أن الحرب ما زالت بعد أن

إقرأ أيضاً:

صحيفة “معاريف” الإسرائيلية: الشمال انهار.. ونصر الله غير مرتدع

الجديد برس:

شددت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، على أن “الشمال انهار.. وأن الأمين العام لحزب الله ليس مرتدعاً عن حرب شاملة”، وأكدت في الوقت عينه غياب أي منطق بشأن شن هجوم بري في الجبهة الشمالية، محذرة حكومة الاحتلال من القيام بذلك، لو كان هناك “حكومة عقلانية”.

وقالت في تقرير لها، إن “النهاية ليست في الأفق، والدعوة إلى شن هجوم تتزايد انطلاقاً من اعتقادٍ خاطئ بأنه سيوفر الحل”.

ودعت، حكومة الاحتلال إلى إيجاد الإجابات عن مجموعة من الأسئلة قبل البدء بمعركة موسعةً في جبهة الشمال، منها إيجاد الحلول بشأن القذائف الصاروخية والطائرات المسيرة لحزب الله، وبشأن قدرة الجيش الإسرائيلي “المنهك على التعامل مع جبهة أخرى ضد عدو قوي”، والقدرة على تحمل الثمن الاقتصادي، وبشأن الخطط في حال تدخل إيران في المعركة.

وأوضحت “معاريف” أن الجيش الإسرائيلي لم يعد متفوقاً في ما يتعلق بالأسلحة، في حين أن الاعتبار الرئيسي في الهجوم هو تفوق الجانب المهاجم، في الأسلحة أو أساليب القتال أو القوة البشرية، فضلاً عن القدرة على الصمود في وجه التطورات الدولية المتوقعة، معتبرةً أن الوضع الإسرائيلي في ذلك “ليس مشرقاً على الإطلاق”.

وأكدت أن الهجوم في الجبهة الشمالية، في ظل غياب الرد الإسرائيلي الكافي على هجوم الطائرات المسيرة والصواريخ، ليس بالخطوة السهلة، وثمنه سيكون باهظاً جداً، خاصةً أن الجيش الإسرائيلي منهمك حالياً في إيجاد حل لحرب الطائرات المسيّرة والصواريخ.

وحذرت أن الهجوم في الشمال، يفرض على الجيش الإسرائيلي، تركيز الغالبية العظمى من القوة المتاحة للجبهة، في حين يقاتل الآن في جبهتين مفتوحتين، واحدة في الضفة الغربية، والأخرى في قطاع غزة. وأشارت إلى ضرورة، أن ينهي جيش الاحتلال على الأقل قتاله في غزة.

وحمّلت الحكومة الإسرائيلية، ولا سيما رئيسها بنيامين نتيناهو، مسؤولية الفشل في إدارة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة. واعتبرت أن الحكومة الإسرائيلية لم تستطع تحقيق أهداف الحرب، وهي إلى جانب إعادة الأسرى في القطاع، “إطاحة حكم حماس في غزة”.

ودعت إلى تشكيل حكومة بديلة، تستطيع إنجاز أهداف الحرب، والسيطرة على توزيع المساعدات في القطاع، وهي مهمة “ما زالت في أيدي حماس، ولم يتم القيام بأي شيء تقريباً في هذا الصدد”.

وختمت الصحيفة، بالتشكيك في قدرة الحرب في الشمال على إيقاف إطلاق الصواريخ، ومنع حزب الله من مواصلة حرب الاستنزاف. وقالت إن حزب الله لديه “مساحات شاسعة تحت تصرفه، ويمكنه الانسحاب إلى شمال لبنان، وربما حتى إلى سوريا ومواصلة إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة من هناك”، ما يختلف عن قطاع غزة، ووضع المقاومة الفلسطينية فيها، “التي ليس لديها مكان تنسحب إليه، وتتركز بالكامل في منطقة قطاع غزة الصغيرة نسبياً”.

وسألت “هل تملك الحكومة إجابة عن هذه الاحتمالات؟ هل فيها من يفكر في اليوم التالي بعد سنتين أو ثلاث من حرب الشمال؟”، وأشارت إلى المشكلات الاقتصادية، التي تنطوي عليها مثل هذه الحرب، ورد إيراني محتمل، وعواقب العلاقة الصعبة بين رئيس الحكومة والمؤسسة الأمنية والعسكرية على إدارة المعركة.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41431 شهيداً
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي في غزة لـ41431 وإصابة 95818 آخرين
  • فصائل عراقية تعلن استهداف “هدف حيوي” في إسرائيل
  • صحيفة “معاريف” الإسرائيلية: الشمال انهار.. ونصر الله غير مرتدع
  • الفصائل: العدوان الإسرائيلي على الضاحية اللبنانية تصعيد خطير بدعمٍ أمريكي
  • ما هي خيارات “حزب الله” بعد التصعيد “الإسرائيلي”؟
  • 350 يوما على العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة
  • لجنة أممية: “إسرائيل” ارتكبت انتهاكات فظيعة بحق أطفال قطاع غزة
  • المقاومة اللبنانية تستهدف تموضعاً لجنود العدو الإسرائيلي في موقع “المطلة”
  • “حماس” تعقيبًا على مقترح “الممر الآمن” الإسرائيلي.. “مقترح لا يساوي الحبر الذي كتب به”