غزة بعد دخان الحرب من سيحكم أنقاض الميدان ؟ أيّ سيناريو ينتظرها ؟
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
صراحة نيوز-بقلم : د. نعيم الملكاوي / كاتب وباحث سياسي
حين خفّ صوت القصف في سماء الشرق الأوسط، وهدأت طبول المواجهة بين إيران وإسرائيل مؤقتاً، تحوّلت الأنظار من سماء طهران إلى أنفاق غزة، ومن صواريخ حزب الله إلى شظايا المعركة الطويلة في القطاع المحاصر. وكأنّ الصراع لم ينتهِ، بل تبدّل موضعه.
الأسئلة الكبرى اليوم لا تتمحور حول نهاية الحرب فقط، بل حول شكل “اليوم التالي” لغزة: من سيحكم؟ كيف سيُعاد الإعمار؟ وأيّ مستقبل ينتظر حماس ( المقاومة ) ؟ في خضم هذه التساؤلات، تتشكل مجموعة من السيناريوهات التي تتصارع على مائدة القرار السياسي، بتأثير أمريكي مباشر، وتردد إسرائيلي، وتباين عربي، وتوزع فلسطيني.
أولاً : وقف إطلاق نار “متدرج” برعاية ثلاثية
تعمل الولايات المتحدة، بالتنسيق مع مصر وقطر، على صيغة وقف إطلاق نار طويل الأمد يبدأ بتبادل للأسرى، وتدفق المساعدات، مقابل تجميد العمليات العسكرية. لكنه ليس اتفاق سلام، بل “هدنة مشروطة”، قد تُبقي على الوضع القائم في بعض أجزائه، خصوصاً بقاء حماس بوضع جديد — أقل تسليحاً وأكثر مراقبة.
ثانياً : احتواء حماس بدلاً من اجتثاثها
بعد أشهر من الحرب والاستنزاف، تلوح فكرة “احتواء حماس” لا استئصالها، كخيار واقعي تفرضه الجغرافيا والديموغرافيا. ستُمنع من إعادة التسلح، لكن قد يُسمح لها بدور إداري محدود، بشرط تخليها عن “خطاب المقاومة” العسكري، وانخراطها في سلطة مدنية خاضعة للرقابة الدولية.
ثالثاً : إدارة فلسطينية / دولية مؤقتة
من أبرز ما يُطرح الآن هو تشكيل إدارة مدنية فنية، تجمع عناصر من السلطة الفلسطينية مع طاقم دولي، تشرف على الإعمار والخدمات، وتُعد الأرضية لحكومة وحدة فلسطينية. هذه الصيغة تتجنب اصطداماً مباشراً مع حماس، لكنها تسحب منها شرعية الحكم.
رابعاً : احتلال غير معلن وإدارة إسرائيلية مباشرة
بعض الأصوات الإسرائيلية تدفع باتجاه إدارة مدنية إسرائيلية مباشرة لبعض مناطق غزة، لا سيما شمالها، تحت ذريعة “منع عودة حماس”. لكن هذا السيناريو يلقى رفضاً دولياً واسعاً، ويُذكّر بتجربة فاشلة قد تُفجّر المنطقة من جديد.
خامساً : مجالس محلية تحت سقف الاحتلال
في محاولة لتفكيك البنية التنظيمية لحماس، اختبرت إسرائيل نموذج “المجالس المحلية” المدعومة من وجهاء العشائر أو شخصيات تكنوقراطية او المجموعات المصطنعة، لكن هذه التجربة تفتقر إلى الشرعية الشعبية، وتواجه رفضاً صريحاً من الشارع الغزّي الذي يعتبرها شكلاً جديداً من أشكال الهيمنة الخارجية.
سادساً : دور مصري أو عربي موسّع في الإشراف والإعمار
مصر، مدفوعة بعوامل أمنية وجغرافية، تطرح نموذجاً لإدارة شاملة لملف غزة تشمل الأمن والإعمار والتمثيل السياسي، بالتعاون مع بعض الدول الخليجية. ولكن هذه الصيغة تواجه معضلتين: تحفظ حماس، وتردد إسرائيل من إعطاء القاهرة أوراقاً إضافية.
سابعاً : وحدة فلسطينية ؟ بين الأمل والخيبة
على الطاولة أيضاً سيناريو حكومة فلسطينية موحدة، تشمل الضفة وغزة، وتستند إلى اتفاقيات مثل “إعلان بكين 2024”. هذا السيناريو هو الأكثر شرعية دولياً، لكنه الأكثر هشاشة واقعياً بسبب الانقسام العميق، وفقدان الثقة بين فتح وحماس، وتضارب المصالح الإقليمية.
في الميزان السياسي : تحليل للسيناريوهات المحتملة
• وقف إطلاق نار مشروط : يتيح بقاءاً محدوداً لحماس، تقبله إسرائيل تكتيكياً، ويحظى بقبول دولي متوسط، مع فرص نجاح مؤقتة.
• احتواء حماس : يسمح بإدارة مدنية مشروطة، تتقبله إسرائيل براغماتياً، ويحظى بقبول دولي مرتفع، مع فرص جيدة للتحقق.
• إدارة فلسطينية / دولية مؤقتة : تؤدي إلى تقليص نفوذ حماس، تُقابل بحذر إسرائيلي، وتُقبل دولياً، وفرص تطبيقها قابلة للتحقق.
• احتلال مباشر : يسعى إلى إنهاء كلي لحماس، تدعمه أطراف يمينية إسرائيلية، لكنه مرفوض دوليًا، وفرص نجاحه ضعيفة جداً .
• المجالس المحلية : تهدف لتهميش حماس، بدعم وجهاء محليين، مدعومة من إسرائيل استخباراتياً، لكنها مرفوضة شعبياً ودولياً، وفرصها شبه معدومة.
• الإدارة العربية / المصرية : تطرح استبعاداً لحماس سياسياً، تُقبل إسرائيلياً بحذر، وتحظى بقبول دولي جيد، لكنها مرهونة بتفاهمات إقليمية معقدة.
• حكومة وحدة فلسطينية : تقوم على اندماج مشروط لحماس، تُرفض من قبل إسرائيل، لكنها تحظى بشرعية دولية، وفرص نجاحها مرهونة بإرادة الفصائل.
ختاماً : من يحكم غزة ؟ سؤال ما بعد الدمار والرماد
غزة ليست فقط مسرحاً للحرب، بل ميدان اختبار للمنظومة الإقليمية كلها وللضمير الانساني . حماس لن تُستأصل بسهولة، لكنها أيضاً لن تحكم كما كانت قبل السابع من اكتوبر . إسرائيل لا تريد العودة إلى القطاع، لكنها ترفض مغادرته بالكامل. العرب يريدون الاستقرار، لكنهم مختلفون على من يستحق حمل الراية.
وغزة………..
بين كل هذه السيناريوهات ، تبحث عن يوم طبيعي ، لا يُقصف فيه الأمل ولا تقتل الطفولة على ترابها .
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن أقلام
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: إسرائيل تمضي في مخطط التهجير والتدمير بدعم أمريكي
في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، تتوالى التحذيرات من خطوات أكثر دموية قد تقدم عليها قوات الاحتلال في الأيام المقبلة، وتتواصل جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث لم تسلم الكلمة الحرة من رصاص القتل، ولا براءة الطفولة من نيران القصف.
ففي عدوان ممنهج، بات الصحفيون هدفا مباشرا، يغتالون بدم بارد أثناء أداء مهامهم في نقل الحقيقة، وعن عمد.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور عبداللة نعمة، المحلل السياسي اللبناني: "جديدة إسرائيل تعدي على الصحفيين والاعلاميين انها تريد إسكات صوتهم فقامت بضربهم عمدا دون سابق إنذار مما يشير أنها تريد اسكات صوتهم ، وضربتهم استشهدا الصحفي انس الشريف وزميله كما بلغ عدد الشهداء 222
ضحية شهداء ، إسرائيل قامت بقصف خيمة الصحفيين اعتداء وحشي أن جيش الاحتلال ورئيس حكوميه بنيامين نتنياهو ، مجرمين يوجوعون الفلسطينيين لتهجيرهم".
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "أما بخصوص نقل الفلسطينيين داخل قطاع غزة لجهة معبر،رفح بحجة توزيع المواد الغذائية والمساعدات من المواد التي يحتاجونها ما هي سوى خدعة يقوم بها نتنياهو وجيش الكيان لتوسيع الحرب على غزة عبر شن هجوم كبير للقضاء على حركة حماس بعد أن أعطى ترامب نتنياهو الضوء الأخضر بالاجتياح لغزة وخاصة أن ترامب اعتبر الرهاءن الاسراءيليين اموات ولم تعد إسرائيل تريد التفاوض عليهم ويريون احتلال غزة بالكامل وقسم من الضفة الغربية لفرض سلمتهم الجديدة ، بتعيين الفلسطينيين، فلسطينيين 48 الذين يساعدون جيش الاحتلال في الحرب ضد حماس إسرائيل تريد الانتهاء من حماس كليا بشن حرب عليها وتسليم سلاحها وخروج قياداتها خارج فلسطين".
وأشار نعمة، إلى أن قوات الاحتلال تريد تهجير الفلسطينيين إلى سوريا لتوطتينهم، وهناك طالما سيناء والمصريين لا يريدون أخذهم، نتنياهو بيلعب بالنار من المؤكد أن مصر لم ولن تسمح بالقضاء على القضية الفلسطينية وإسرائيل يجب أن تعلم أنه لا أحد يقدر أن يحكم غزة سوى من يكون تابع لمصر.
وتابع: "للأسف نتنياهو مجرم حرب لا يعرف سوى لغة الحرب والقتل والتدمير والمجازر ، وتعطيل المفاوضات بين حماس وإسرائيل هي مصلحة لجيش الكيان الان لتوسيع الحرب على القطاع وقد أعلنها نتنياهو وحكومه بضوء أخضر امريكي".
واختتم: "لذلك قتل الصحافيين الان ماهو سوى دليل واضح ان إسرائيل ستقدم على خطوة كبيرة بشن هجوم واسع باجتياح غزة بالكامل للقضاء على حماس وهذا طبعا لم يحصل سوى بالتدمير والقتل والمجازر بحق الشعب الفلسطيني الذي من المؤكد لن يترك أرضه وإسرائيل تعلم هذا لذلك قتل الصحافيين ما هو سوى رسالة واضحة أن غزة في الأيام القليلة القادمة ستشهد مزيدا من الاعتداء الوحشي من قبل الكيان".