لمياء الهرمودي (أبوظبي) 
أكد عدد من المختصين، وطلبة الدراسات العليا في مجال الصحة العامة والصحة البيئية، أن الصحة العامة قد تواجه تحديات متعددة، وذلك بسبب التغيرات المناخية، والآثار الناجمة عن الاحتباس الحراري، إذ إن التغيرات في درجات الحرارة لها أثر مباشر في التأثير على الأمراض المدارية والموسمية، فضلاً عن الأمراض المزمنة.


وأوضحت د. مارلين ربيع كرم، استشاري الحساسية والمناعة السريرية أنه من الضروري التعامل مع العلاقة المعقدة بين تغير المناخ والتلوث ورفاهية الفرد. ويتطلب هذا المسعى بذل جهود جماعية على مختلف الجبهات، وتمتد إلى ما هو أبعد من مسؤوليات مقدمي الرعاية الصحية، لتشمل الأفراد وصناع السياسات الحكومية والمجتمعات على حد سواء.

أخبار ذات صلة مدير الصحة العامة في بلدية رأس الخيمة: 2479 زيارة تفتيشية ومصادرة 144 منتجاً خلال شهرين علماء قلقون من ارتفاع درجة حرارة المحيطات

وقالت: تمتد التداعيات إلى ما هو أبعد من مجرد التقلبات في درجات الحرارة، إنها تتخلل جوهر صحتنا. وتساهم أنماط الطقس المتغيرة في الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة، في حين تؤثر الاضطرابات في النظم البيئية على انتشار الأمراض المعدية. العلاقة بين تغير المناخ والتلوث تزيد من حدة هذه القضايا الصحية، ولا تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تفاقم تلوث الهواء فحسب، بل تؤدي أيضاً إلى تفاقم المخاطر الناجمة عن أمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان.
وأضافت: تواجه الصحة العامة تحديات هائلة في المعركة ضد الأمراض الاستوائية والموسمية. ويؤدي تغير المناخ إلى خلق أرض خصبة لنواقل الأمراض، ما يؤدي إلى توسيع نطاق أمراض مثل، الملاريا وحمى الضنك إلى ما هو أبعد من الحدود التقليدية، ما قد يؤدي إلى ظهور أوبئة جديدة، إذ يتجاوز هذا السيناريو المعقد الحدود الإقليمية أو الديموغرافية، وهو مصدر قلق عالمي يتطلب اتباع نهج شامل. إن التصدي للتحديات المتشابكة المتمثلة في تغير المناخ والتلوث يتطلب أكثر من مجرد مكافحة الأمراض إلى تنفيذ استراتيجيات التخفيف من التلوث.

الأمراض المدارية والموسمية
ومن جهة أخرى، أكد عدد من طلبة علوم الصحة البيئية بكلية العلوم الصحية بجامعة الشارقة أن هناك دراسات وأبحاثاً أكدت وجود علاقة وثيقة بين التغيرات المناخية، وانتشار الأمراض.
وقالت ريم خال المنصوري، طالبة في السنة الأخيرة من برنامج علوم الصحة البيئية: تتعرض الصحة العامة لتحديات متعددة في مواجهة الأمراض المدارية والموسمية، حيث يلعب التغير المناخي والاحتباس الحراري دوراً كبيراً. تشمل هذه التحديات تفاقم انتشار الأمراض المدارية، فزيادة درجات الحرارة، والتغيرات في نمط الأمطار، تؤديان إلى انتشار أو تفاقم الأمراض المدارية مثل، الملاريا والحمى الشديدة المناعة، بالإضافة إلى أن زيادة حدة الموجات الحرارية يعرض الأفراد لمخاطر صحية مثل، الإجهاد الحراري، وضعف الجهاز القلبي والتنفسي والمناعي. 
وأضافت: يؤدي التغير المناخي إلى تعديلات في فصول السنة ونماذج الطقس، ما يؤثر على انتشار الأمراض الموسمية مثل، الإنفلونزا، جميع التغيرات في المناخ تؤثر في البيئة بشكل عام، ما يؤدي إلى تأثيرات طويلة الأمد على الصحة العامة، بما في ذلك زيادة في الأمراض المزمنة، والتغيرات في نمط الغذاء، وزيادة التهديدات المرتبطة بالحر الشديد والظروف المناخية القاسية. كما يعد توفير الخدمات الصحية في إطار النزاعات والأزمات ووقف انتشار الأمراض المعدية، وتعزيز إنصاف الرعاية الصحية، وتوسيع نطاق إتاحة الأدوية، والتأهب للأوبئة من أهم التحديات التي تواجهها الصحة العامة.

التوازن الطبيعي
قالت علياء سيف المحرزي، طالبة في السنة الأخيرة من برنامج العلوم البيئية: لطالما كان كوكبنا يتسمُ بالتوازن والانسجام في جُلِّ تفاصيلهِ، لكنَّ ما واكب التطور من تغييرات في البيئة، أخلّ بهذا التوازن الطبيعي، ما أدى إلى ولادة الآلاف من المشاكل والمعضلات التي لا تُحلّ إلّا إن تدارك الإنسان ما اقترفته يداه وأصلح الأمر.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الصحة العامة تغيرات المناخ التغير المناخي الاحتباس الحراري أزمة المناخ الأمراض المداریة انتشار الأمراض درجات الحرارة الصحة العامة التغیرات فی تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية في قمة “بريكس”: الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية الصحية واستهداف المدنيين انتهاك صارخ

البلاد (ريو دي جانيرو) نيابةً عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، شارك صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، اليوم بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، في الجلسة الأولى من أعمال اليوم الثاني للقمة السابعة عشرة لمجموعة بريكس 2025، التي تشارك فيها المملكة كدولة مدعوة للانضمام إلى المجموعة، التي حملت عنوان: (البيئة.. مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ “COP30 “.. والصحة العالمية).
وألقى سمو الوزير كلمة عبّر في بدايتها عن تقدير المملكة لجمهورية البرازيل الاتحادية على استضافتها لقمة بريكس، ودورها البارز كرئيس للمجموعة في هذا العام، معربًا عن تطلّع المملكة إلى بناء تعاون مثمر عبر المنصات متعددة الأطراف من أجل مستقبل يزخر بمزيد من الفرص والتنمية المشتركة.
وأشار سموه في كلمته إلى أهمية تعزيز التعاون في مجالي المناخ والصحة، حيث أكد التزام المملكة باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ واتفاق باريس، داعيًا إلى اتباع نهج عملي ومتوازن يأخذ في الاعتبار الظروف المتباينة للدول المختلفة، ونقل في هذا السياق تهاني المملكة للبرازيل على استضافتها المرتقبة لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ “COP30”، معربًا عن تمنيات المملكة لها بالتوفيق والنجاح في تحقيق نتائج ملموسة لمعالجة تحديات تغيّر المناخ.
وأوضح سمو الوزير أن المملكة، بصفتها إحدى الدول التي تعاني من شحّ المياه، طوّرت أساليب وتقنيات متقدمة لإدارة التحديات البيئية وموارد المياه، وقامت بقيادة الجهود التي أدت لتأسيس “المنظمة العالمية للمياه” التي تهدف إلى ضمان الوصول العادل إلى هذا المورد الحيوي.
وفيما يخص القطاع الصحي، أوضح سموه أن رؤية المملكة 2030 تتضمن إصلاحات شاملة تركز على الوقاية، والرعاية المتكاملة، مستعرضًا خبرة المملكة في إدارة التجمعات الكبرى مثل الحج والعمرة، وتطوير أنظمة التخطيط والإنذار المبكر، مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي للاستعداد والاستجابة للطوارئ الصحية، وفقًا للمعايير الدولية.
وأفاد سموه أن الأزمات الجسيمة التي يشهدها العالم تذكّر الجميع بالمسؤوليات المشتركة، وضرورة تجنّب التصعيد للحفاظ على الأمن ومنع اتساع رقعة النزاعات. مشيرًا سموه إلى الوضع الكارثي في غزة، حيث شدّد بأن الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية الصحية واستهداف المدنيين تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، وتحديًا مباشرًا للنظام الدولي القائم على القوانين والأعراف، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته لضمان وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، ومشددًا على أنه لا يمكن التغاضي عن المعاناة الإنسانية في غزة، وأن على المجتمع الدولي العمل بشكل جاد لإنهاء هذه الأزمة، وتحقيق سلام دائم وشامل للجميع، يستند إلى حل الدولتين وفقا للقانون الدولي.
حضر الجلسة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية البرازيل الاتحادية فيصل غلام، ومدير عام مكتب سمو الوزير وليد السماعيل، ومستشار سمو الوزير محمد اليحيى، ومدير عام المنظمات الدولية شاهر الخنيني.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية في قمة “بريكس”: الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية الصحية واستهداف المدنيين انتهاك صارخ
  • اللجنة القطرية للشحن والإمداد تبحث تحديات قطاع الخدمات اللوجستية
  • في اليوم العالمي للأمراض حيوانية المنشأ.. السعودية تعزز حماية الثروة الحيوانية وتبني الممارسات المستدامة
  • خبير عسكري: تحديات سياسية وميدانية عميقة تواجه جيش الاحتلال
  • تحديات ومخاطر تواجه طب الأسنان في مصر.. رؤية شاملة لحل أزمات المهنة
  • مصر على أعتاب تحقيق الاكتفاء الذاتى من السكر| والزراعة: تحديات تواجه زراعة قصب السكر.. والفلاحين: الفضل للبنجر
  • خبير تربوي: تحديات تواجه تخصيص 20% من درجات الشهادة الإعدادية لأعمال السنة
  • تحديات تواجه "حزب أمريكا" بقيادة إيلون ماسك.. النظام الانتخابي الأمريكي أكبر العقبات
  • أكبر 6 تحديات تواجه حزب إيلون ماسك الجديد
  • انهيار تام يصيب المنظومة الصحية بغزة.. والإغاثة الطبية تواجه خطرا