غادر المحامي الفلسطيني راجي صوراني قطاع غزة رفقة عائلته مع احتدام الحرب لينضم إلى زملائه في صقلية بإيطاليا لمحاولة تقديم إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية.

ورد ذلك في تقرير نشرته "الجزيرة الإنجليزية" وكتبته الصحفية المستقلة ستيفانيا دينوتي قالت فيه إن فريقا من المحامين من المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان والخبراء الإيطاليين يقودهم المحامي صوراني بدأ يعمل خلال الشهرين الماضيين على بناء قضية إبادة جماعية ضد إسرائيل.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هل ستكون غزة أكثر أمانا إذا استقال نتنياهو؟list 2 of 4هآرتس: الحق يقال إسرائيل خسرت الحربlist 3 of 4واشنطن بوست: أكبر موردي الأسلحة للجيش الإسرائيليlist 4 of 4أكبر عدو لأميركا ليس الصين أو روسيا بل ديونها الكبيرةend of list

وأضافت أنها شاهدت في مدينة ميسينا بصقلية الإيطالية بمكتب البروفيسور تريستينو مارينييلو الأستاذ بجامعة جون مورس بليفربول/المملكة المتحدة والخبير في العدالة الجنائية الدولية وحقوق الإنسان والذي تستشيره العديد من الحكومات وغير الحكومات، أكواما من الوثائق باللغتين الإنجليزية والعربية.

مقر الفريق يطل على بركان إتنا

وقالت إن الفريق اتخذ من مدينة ميسينا في جنوب إيطاليا، والتي تطل على مياه البحر الأبيض المتوسط من جهة وبركان إتنا الذي ينبعث منه الدخان من جهة أخرى، مكانا لعمله.

وقال مارينييلو للجزيرة إنهم يعتقدون أنها طريقة جيدة حتى يكونوا أكثر إنتاجية في مكان يمكنهم فيه بالفعل فصل أنفسهم عن الأهوال المستمرة، "على الرغم من أن ذلك قد يبدو مستحيلا هذه الأيام، كما اعتبرنا ذلك فرصة لزميلنا من غزة لالتقاط الأنفاس بعد ما كان يمر به".

وقال الصوراني بابتسامة متعبة، ولا يزال مندهشا من وصوله إلى صقلية، وهو المكان الذي قال إنه يذكره بوطنه "لدي زميلان إيطاليان عظيمان".

الصوراني هو واحد من الفلسطينيين القلائل الذين غادروا غزة مع عائلته، حيث عبروا الحدود إلى مصر في أواخر فبراير/شباط بعد أن نجوا بصعوبة من هجوم جوي إسرائيلي. ودعاه مارينيلو إلى ميسينا، مسقط رأسه، لفك الضغط والعمل على القضية.

ظلوا لسنوات يوثقون الفظائع

وقال مارينييلو إنهم ظلوا منذ سنوات يوثقون الفظائع التي مرت بها عائلات غزة، "ومن خلال هذا التعاون المهني، ولدت صداقة حقيقية للغاية".

عمل مارينييلو وصوراني معا منذ عام 2020 في قضايا تعود إلى حصار عام 2014، واحتجاجات الحدود لعام 2018، وأزمة عام 2021 التي شهدت إطلاق صواريخ من غزة وضربات جوية من قبل إسرائيل. وقد جمعوا آلاف الشهادات لأسر حزينة قتلت القوات الإسرائيلية أقاربها.

وقال مارينييلو إن كل هذه الشهادات السابقة تثبت أن الحرب لم تبدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأنها عدوان ممنهج يحتاج إلى معالجة من خلال الأدوات القانونية الصحيحة.

وأضاف: "من خلال عملنا نريد إضفاء الطابع الإنساني على أولئك الذين جردوا من إنسانيتهم. بعض الضحايا الذين سنمثلهم في لاهاي هم هند رجب، التي قتلت في سيارة مع أعمامها وأبناء عمومتها في سن السادسة، ونور ناصر أبو النور، أحد زملائنا المحامين".

وكان أبو النور محاميا في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان استشهد في هجمات إسرائيلية استهدفت مركزهم في فبراير/شباط الماضي. وكذلك استشهدت دانا ياغي (26 عاما)، وهي من زملائهم، في هجوم بعد يومين.

من يوثقون يموتون أيضا

ويستمر مارينييلو في القول: "ما نشهده غير مسبوق. والأكثر إثارة للقلق هو أن الأشخاص الذين يوثقون الفظائع يموتون أيضا، وبالتالي تنمحي الأدلة على ما يحدث. العالم يراقب فقط إسرائيل وهي تتجاوز قانون حقوق الإنسان. لذلك شعرنا بالحاجة إلى تسريع معركتنا القانونية. الشيء الآخر المفقود في غزة، بصرف النظر عن الغذاء والسلامة، هو الوقت".

بعد تقديم وثائق تمهيدية للمحاكمة في عام 2021 إلى المحكمة الجنائية الدولية وعدم تلقي أي قرار لأكثر من عامين، قرر فريق المركز بدلا من ذلك الانتقال إلى محكمة العدل الدولية، وهي أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، والتي وضعت إسرائيل مؤخرا تحت المراقبة، محذرة من خطر معقول للإبادة الجماعية في غزة.

جمعوا أدلة كافية ويشعرون بالثقة

بعد عملهم الدؤوب في الشهرين الماضيين، يشعر المحامون بالثقة في أنهم جمعوا أدلة كافية لمحاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية وسيتوجهون قريبا إلى لاهاي.

وقال مارينييلو إن القوات الإسرائيلية تعرقل مسار الحياة في غزة، "من إعاقة الولادة واستهداف المستشفيات وأجنحة الولادة، إلى منع المساعدات الإنسانية الحيوية على الحدود والقتل الجماعي".

صوراني يعتبر نفسه أحد الناجين من الإبادة الجماعية. قال إنه خلال فترة وجوده في ميسينا، أدرك أن معظم العالم، حتى في الزوايا غير المتوقعة، يقف إلى جانب الفلسطينيين.

وفي صقلية، قضى الفريق القانوني الكثير من الوقت محبوسا في العمل على القضية. لكنهم انخرطوا أيضا مع المواطنين المحليين في نقاش عام.

حوار مع عامة الإيطاليين

وفي مركز مؤتمرات صالون ديلي باندير في وسط مدينة ميسينا، تجمع حوالي 300 شخص للاستماع إلى الخبراء يتحدثون عن غزة والخطوات التي يمكن للإيطاليين اتخاذها لدعم معركتهم القانونية.

وسلط مارينييلو الضوء على أن الأفراد، على الرغم من المفاهيم الخاطئة المنتشرة، لديهم دور حاسم في دعم عمل المشرعين، "لأنه بفضل المواطنين العاديين انتهى الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وقال خلال المحاضرة: "بدون دعم شعبي، لا يمكن لقضية قانونية واحدة أن تغير مجرى التاريخ".

وقال المواطن في ميسينا كارميلو تشيت (65 عاما) عاما، للجزيرة، إنه منذ بداية الصراع الجاري الآن، يشعر أن هناك الكثير من الفضول والاهتمام، في إيطاليا وأماكن أخرى، مقارنة بالماضي، مشيرا إلى أن الناس العاديين يريدون أخيرا فهم المزيد بعد أن أدركوا أن وسائل الإعلام الرئيسية في إيطاليا تتحكم في السرد وتسعى بصدق إلى مساعدة القضية القانونية، "وهذا أمر إيجابي، لأننا نأمل هذه المرة أن يحدث تغيير".

مثل البركان لن نهدأ حتى تحقيق العدالة

وقال صوراني إنه فوجئ بالعثور على حشد من الناس داعم للغاية للقضية الفلسطينية ويرغبون في إجراء مناقشة صريحة معه، مضيفا أن صقلية ساعدت في تحسين جودة حجته القانونية قبل الرحلة إلى هولندا.

وعبر صوراني بلغة أدبية عن مشاعره حول ما يعملون عليه: "مشاهدة بركان إتنا ذكرني بشعبي. مثل البركان، لن نهدأ أبدا حتى نحقق العدالة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

مسؤول حكومي: إسرائيل تمارس إبادة زراعية وبيئية في غزة

خاص- الجزيرة نت
تستهدف إسرائيل في حربها على غزة تدمير المساحات الزراعية بشكل ممنهج، ضمن مخططاتها للتدمير الشامل وجعل القطاع غير قابل للعيش، ويقترن ذلك مع إمعان في التدمير البيئي وصفته منظمات دولية وإقليمية ومسؤولون بكونه يشكل "إبادة بيئية".

وقال مسؤول في وزارة الزراعة الفلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت 80% من الأراضي الزراعية في قطاع غزة، وذلك بحسب مسح ميداني أجرته الوزارة قبل اندلاع الموجة الأخيرة من العدوان في 18 مارس/آذار 2025.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4نظرة علمية من الفضاء على الإبادة الزراعية في غزةlist 2 of 4أصوات من غزة.. استهداف وتدمير ممنهج للقطاع الزراعيlist 3 of 4الصمود بالزراعة.. هكذا يواجه أهل غزة المجاعة والحربlist 4 of 4الفاو: إسرائيل دمرت 95% من الأراضي الزراعية في غزةend of list

وتوقع المدير العام للتربة والري بوزارة الزراعة بغزة بهاء الدين الأغا أن يمتد الدمار إلى جميع المساحات الزراعية التي تصل إلى نحو 180 دونما (180 كيلومترا مربعا) من المحاصيل الشجرية مثل الزيتون والنخيل والدفيئات المزروعة بالخضروات والمحاصيل الحقلية، وذلك بسبب استمرار عمليات التجريف لمساحات جديدة من الأراضي.

وأوضح الأغا -في حديث خاص للجزيرة نت- أن العدوان الإسرائيلي أفقد أكثر من 50 ألف مزارع وعامل في القطاع الزراعي أعمالهم، كانوا يرعون نحو ربع مليون شخص من أفراد أسرهم.

صورة أقمار صناعية تبرز تجريف الأراضي وتدمير الدفيئات الزراعية (وكالة سند) تدمير ممنهج

وحذر المسؤول الحكومي من أن قصف الاحتلال الإسرائيلي مباني وأراضي قطاع غزة بعشرات آلاف الأطنان من الذخائر المحتوية على معادن ثقيلة ومواد سامة يصعب التخلص منها على المدى القصير، وسيكون لها تبعات كارثية على التربة التي لم تعد صالحة للزراعة، وتواجه تحديات تلوث الأرض والموارد المائية والهواء ببقاياها.

وشدد الأغا على أن المواد الخطرة الموجودة في الذخائر تسبب سميّة مباشرة وفورية للنباتات والحيوانات، مما يؤدي لزيادة عدد الوفيات، وانخفاض النمو، والإجهاد، والأمراض، وتلف الكائنات الحية.

وأوضح أن آثار المواد المتفجرة ستمتد إلى عقود عبر التراكم البيولوجي من خلال شبكات الغذاء، وتركيز كميات من هذه المواد في بعض الكائنات الحية.

إعلان

ونوه إلى أن آثار بعض أنواع المواد الخطرة تبقى في التربة والمياه الجوفية ومياه البحر والرواسب البحرية لفترات طويلة قد تستمر لعقود.

وأشار الأغا إلى أن الخصائص الكيميائية للمواد المتفجرة تبقى في الحطام، وقد يؤدي إزالتها أو معالجتها إلى مخاطر التعرض لها بشكل مباشر.

قوات الاحتلال تعمدت حتى تدمير براميل المياه المنزلية خلال حربها على غزة (الجزيرة نت) آثار بعيدة المدى

وشدد الأغا، الذي يعد خبيرا في الشأن البيئي، على أن آثار المتفجرات على صحة الإنسان تصل لدرجات قاتلة، حيث يُعدّ "تي إن تي" (TNT) مادة مسرطنة محتملة، ويمكن أن يؤدي التعرض طويل الأمد لها إلى تلف الكبد والكلى، بينما يؤثر شرب المياه الملوثة بمادة "آر دي إكس" (RDX) على الجهاز العصبي، وقد يصيب الإنسان بنوبات صرع وتشنجات وغثيان وقيء.

وذكر أن المعادن الثقيلة شديدة السمية، وخاصة الزرنيخ والكادميوم والكروم والرصاص والزئبق يمكن أن تسبب تلفا في العديد من الأعضاء حتى عند التعرض لمستويات منخفضة منها، كما أن التعرض المُزمن لمستويات منخفضة من الرصاص يؤدي إلى تأخر في النمو وتأثيرات طويلة المدى على الدماغ، والصحة العامة.

وتطرق الأغا إلى دراسة أجريت بعد الحروب السابقة على غزة، وركزت على عينات من التربة المأخوذة من حفر القنابل في الأراضي الزراعية، حيث أظهرت وجود مستويات مرتفعة من النيكل والكروم والنحاس والمنغنيز والرصاص، وهو ما يشكل خطرا كامنا على حياة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة.

وبحسب الأغا، فإن تعافي التربة من التراكمات السامة يحتاج عقودا من الزمن، وهو ما من شأنه أن يفشل أي عملية إعادة زراعة الأرض مجددا على المدى القريب.

ونبه لضرورة فهم مدى ونوع التلوث الذي طال طبقة المياه الجوفية الساحلية، لضمان عدم تعرض الناس لمزيد من المواد الكيميائية الخطرة والمعادن الثقيلة في مياههم أو غذائهم.

إعلان

ويعتقد أن وقف العدوان على قطاع غزة أولوية قصوى للبدء بعمل شاق لاستعادة الخدمات مثل معالجة مياه الصرف الصحي وجمع النفايات الصلبة، واستعادة ظروف معيشية آمنة لقطاع من الأراضي المكتظة بالسكان، والتي تعاني من ندرة المياه والتلوث وتتطلب تخطيطا دقيقا للغاية.

ودعا الأغا إلى تكاتف جهود المؤسسات الدولية للمساهمة فور وقف العدوان بعملية إزالة الأنقاض بما تحتويها من ملوثات، لضمان عدم انتشارها، وتجنب خلق مخاطر جديدة على سكان غزة.

وأكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في تقييم لها أن 95% من الأراضي الزراعية في قطاع غزة لم تعد صالحة للزراعة بسبب الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع.

وأكد التقييم الذي بني على صور أقمار صناعية أن حرب إسرائيل التي تستهدف الحجر والبشر في القطاع لم تترك سوى ما يعادل تقريبا 4.6% من المساحة الزراعية في القطاع.

مقالات مشابهة

  • نائب ترامب: إسرائيل لا ترتكب إبادة جماعية في غزة
  • نائب ترامب: لا أعتقد أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة
  • حماس: قتل إسرائيل 100 فلسطيني بغزة بعيد الأضحى يؤكد إمعانها بالإبادة
  • فتوح: مجزرة الاحتلال بحق عائلة خضر في جباليا تعد جريمة إبادة جماعية ضد الإنساني
  • المجلس الوطني الفلسطيني: مجزرة جيش الاحتلال بحق عائلة فلسطينية في جباليا جريمة إبادة جماعية
  • فتوح: مجزرة الاحتلال بحق عائلة خضر تعد جريمة إبادة جماعية ضد الإنسانية
  • شكوى ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة في قضية مقتل طفلين فرنسيين في غزة في نهاية 2023
  • في أول أيام عيد الأضحى.. مقتل 38 فلسطينيًا في غزة
  • مسؤول حكومي: إسرائيل تمارس إبادة زراعية وبيئية في غزة
  • هاني رمزي: الزمالك يحتاج لبناء فريق بكواليتي أقوى في الموسم القادم