فلسطيني يقود فريق خبراء بإيطاليا لبناء قضية إبادة جماعية ضد إسرائيل
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
غادر المحامي الفلسطيني راجي صوراني قطاع غزة رفقة عائلته مع احتدام الحرب لينضم إلى زملائه في صقلية بإيطاليا لمحاولة تقديم إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية.
ورد ذلك في تقرير نشرته "الجزيرة الإنجليزية" وكتبته الصحفية المستقلة ستيفانيا دينوتي قالت فيه إن فريقا من المحامين من المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان والخبراء الإيطاليين يقودهم المحامي صوراني بدأ يعمل خلال الشهرين الماضيين على بناء قضية إبادة جماعية ضد إسرائيل.
وأضافت أنها شاهدت في مدينة ميسينا بصقلية الإيطالية بمكتب البروفيسور تريستينو مارينييلو الأستاذ بجامعة جون مورس بليفربول/المملكة المتحدة والخبير في العدالة الجنائية الدولية وحقوق الإنسان والذي تستشيره العديد من الحكومات وغير الحكومات، أكواما من الوثائق باللغتين الإنجليزية والعربية.
مقر الفريق يطل على بركان إتناوقالت إن الفريق اتخذ من مدينة ميسينا في جنوب إيطاليا، والتي تطل على مياه البحر الأبيض المتوسط من جهة وبركان إتنا الذي ينبعث منه الدخان من جهة أخرى، مكانا لعمله.
وقال مارينييلو للجزيرة إنهم يعتقدون أنها طريقة جيدة حتى يكونوا أكثر إنتاجية في مكان يمكنهم فيه بالفعل فصل أنفسهم عن الأهوال المستمرة، "على الرغم من أن ذلك قد يبدو مستحيلا هذه الأيام، كما اعتبرنا ذلك فرصة لزميلنا من غزة لالتقاط الأنفاس بعد ما كان يمر به".
وقال الصوراني بابتسامة متعبة، ولا يزال مندهشا من وصوله إلى صقلية، وهو المكان الذي قال إنه يذكره بوطنه "لدي زميلان إيطاليان عظيمان".
الصوراني هو واحد من الفلسطينيين القلائل الذين غادروا غزة مع عائلته، حيث عبروا الحدود إلى مصر في أواخر فبراير/شباط بعد أن نجوا بصعوبة من هجوم جوي إسرائيلي. ودعاه مارينيلو إلى ميسينا، مسقط رأسه، لفك الضغط والعمل على القضية.
ظلوا لسنوات يوثقون الفظائعوقال مارينييلو إنهم ظلوا منذ سنوات يوثقون الفظائع التي مرت بها عائلات غزة، "ومن خلال هذا التعاون المهني، ولدت صداقة حقيقية للغاية".
عمل مارينييلو وصوراني معا منذ عام 2020 في قضايا تعود إلى حصار عام 2014، واحتجاجات الحدود لعام 2018، وأزمة عام 2021 التي شهدت إطلاق صواريخ من غزة وضربات جوية من قبل إسرائيل. وقد جمعوا آلاف الشهادات لأسر حزينة قتلت القوات الإسرائيلية أقاربها.
وقال مارينييلو إن كل هذه الشهادات السابقة تثبت أن الحرب لم تبدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأنها عدوان ممنهج يحتاج إلى معالجة من خلال الأدوات القانونية الصحيحة.
وأضاف: "من خلال عملنا نريد إضفاء الطابع الإنساني على أولئك الذين جردوا من إنسانيتهم. بعض الضحايا الذين سنمثلهم في لاهاي هم هند رجب، التي قتلت في سيارة مع أعمامها وأبناء عمومتها في سن السادسة، ونور ناصر أبو النور، أحد زملائنا المحامين".
وكان أبو النور محاميا في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان استشهد في هجمات إسرائيلية استهدفت مركزهم في فبراير/شباط الماضي. وكذلك استشهدت دانا ياغي (26 عاما)، وهي من زملائهم، في هجوم بعد يومين.
من يوثقون يموتون أيضا
ويستمر مارينييلو في القول: "ما نشهده غير مسبوق. والأكثر إثارة للقلق هو أن الأشخاص الذين يوثقون الفظائع يموتون أيضا، وبالتالي تنمحي الأدلة على ما يحدث. العالم يراقب فقط إسرائيل وهي تتجاوز قانون حقوق الإنسان. لذلك شعرنا بالحاجة إلى تسريع معركتنا القانونية. الشيء الآخر المفقود في غزة، بصرف النظر عن الغذاء والسلامة، هو الوقت".
بعد تقديم وثائق تمهيدية للمحاكمة في عام 2021 إلى المحكمة الجنائية الدولية وعدم تلقي أي قرار لأكثر من عامين، قرر فريق المركز بدلا من ذلك الانتقال إلى محكمة العدل الدولية، وهي أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، والتي وضعت إسرائيل مؤخرا تحت المراقبة، محذرة من خطر معقول للإبادة الجماعية في غزة.
جمعوا أدلة كافية ويشعرون بالثقةبعد عملهم الدؤوب في الشهرين الماضيين، يشعر المحامون بالثقة في أنهم جمعوا أدلة كافية لمحاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية وسيتوجهون قريبا إلى لاهاي.
وقال مارينييلو إن القوات الإسرائيلية تعرقل مسار الحياة في غزة، "من إعاقة الولادة واستهداف المستشفيات وأجنحة الولادة، إلى منع المساعدات الإنسانية الحيوية على الحدود والقتل الجماعي".
صوراني يعتبر نفسه أحد الناجين من الإبادة الجماعية. قال إنه خلال فترة وجوده في ميسينا، أدرك أن معظم العالم، حتى في الزوايا غير المتوقعة، يقف إلى جانب الفلسطينيين.
وفي صقلية، قضى الفريق القانوني الكثير من الوقت محبوسا في العمل على القضية. لكنهم انخرطوا أيضا مع المواطنين المحليين في نقاش عام.
حوار مع عامة الإيطاليينوفي مركز مؤتمرات صالون ديلي باندير في وسط مدينة ميسينا، تجمع حوالي 300 شخص للاستماع إلى الخبراء يتحدثون عن غزة والخطوات التي يمكن للإيطاليين اتخاذها لدعم معركتهم القانونية.
وسلط مارينييلو الضوء على أن الأفراد، على الرغم من المفاهيم الخاطئة المنتشرة، لديهم دور حاسم في دعم عمل المشرعين، "لأنه بفضل المواطنين العاديين انتهى الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وقال خلال المحاضرة: "بدون دعم شعبي، لا يمكن لقضية قانونية واحدة أن تغير مجرى التاريخ".
وقال المواطن في ميسينا كارميلو تشيت (65 عاما) عاما، للجزيرة، إنه منذ بداية الصراع الجاري الآن، يشعر أن هناك الكثير من الفضول والاهتمام، في إيطاليا وأماكن أخرى، مقارنة بالماضي، مشيرا إلى أن الناس العاديين يريدون أخيرا فهم المزيد بعد أن أدركوا أن وسائل الإعلام الرئيسية في إيطاليا تتحكم في السرد وتسعى بصدق إلى مساعدة القضية القانونية، "وهذا أمر إيجابي، لأننا نأمل هذه المرة أن يحدث تغيير".
مثل البركان لن نهدأ حتى تحقيق العدالةوقال صوراني إنه فوجئ بالعثور على حشد من الناس داعم للغاية للقضية الفلسطينية ويرغبون في إجراء مناقشة صريحة معه، مضيفا أن صقلية ساعدت في تحسين جودة حجته القانونية قبل الرحلة إلى هولندا.
وعبر صوراني بلغة أدبية عن مشاعره حول ما يعملون عليه: "مشاهدة بركان إتنا ذكرني بشعبي. مثل البركان، لن نهدأ أبدا حتى نحقق العدالة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
بعد خمسة أيام من توقيفهم.. إسرائيل تُفرج عن آخر المتطوعين ضمن فريق سفينة حنظلة
أُفرِج صباح اليوم عن آخر متطوعي سفينة "حنظلة"، الأميركي كريستيان سمولز والتونسي حاتم العويني، بعد خمسة أيام من الاعتقال. اعلان
أفرجت السلطات الإسرائيلية، صباح اليوم الخميس 31 تموز/يوليو، عن آخر متطوعين اثنين من المشاركين في سفينة "حنظلة"، وهما كريستيان سمولز من الولايات المتحدة، وحاتم العويني من تونس، بعد خمسة أيام من احتجازهما في سجن "جيفون" في إسرائيل، وفق ما أعلنت حملة "تحالف أسطول الحرية".
ووصل المتطوعان إلى جسر الملك حسين/أللنبي، حيث استقبلت السفارة التونسية العويني عند المعبر، في حين لم يكن في استقبال سمولز أي ممثل عن القنصلية أو السفارة الأميركية، رغم إبلاغهم المسبق بتفاصيل الإفراج، بحسب البيان. وكان المتطوعان قد أضربا عن الطعام خلال فترة احتجازهما، احتجاجًا على ما وصفته الحملة بـ"سوء المعاملة".
وبإطلاق سراح سمولز والعويني، يكون قد أُفرج عن جميع النشطاء الـ21 الذين شاركوا في السفينة وتم توقيفهم في المياه الدولية خلال محاولتهم كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وأكد التحالف في بيانه أن مهمته تستند إلى القانون الدولي وحق الشعوب في "مقاومة الاحتلال"، مشيرًا إلى أن "أكثر من 10,300 معتقل فلسطيني، بينهم 320 طفلًا على الأقل، لا يزالون قيد الاحتجاز في السجون الإسرائيلية، في ظروف تنتهك القانون الدولي وتعرضهم لسوء المعاملة والتعذيب". وختم بالتأكيد على استمرار الجهود حتى رفع الحصار عن غزة وتحقيق "الحرية والعدالة والكرامة".
Related سفينة "حنظلة" تتحدى الحصار وتقترب من قطاع غزة وسط ترقب إسرائيليإسرائيل تبدأ ترحيل ناشطي سفينة "حنظلة" بعد محاولتهم كسر الحصار على غزةحنظلة.. أيقونة ناجي العلي التي تحوّلت إلى رمز للفلسطينيين واسماً لسفينة أبحرت نحو غزة اعتراض السفينة ومسار الرحلةكانت سفينة "حنظلة" قد أبحرت في 13 تموز/يوليو من ميناء سيراكوزا الإيطالي، في إطار مهمة إنسانية تنظمها حملة "تحالف أسطول الحرية"، وتوقفت في 15 من الشهر نفسه بميناء غاليبولي لإجراء إصلاحات تقنية، قبل أن تواصل الإبحار مجددًا في 20 تموز/يوليو باتجاه قطاع غزة، في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على القطاع.
وضمت السفينة متضامنين من عدة دول، بينهم نائبتان من حزب "فرنسا الأبية"، وتمكنت السفينة من الوصول إلى مسافة 70 ميلاً بحريًا من شواطئ غزة، متجاوزة بذلك المسافات التي قطعتها محاولات سابقة، من بينها سفينة "مرمرة الزرقاء" التي تم اعتراضها على بُعد 72 ميلاً عام 2010، و"مادلين" التي وصلت إلى 110 أميال، و"الضمير" التي كانت على بعد 1050 ميلاً.
التدخل الإسرائيلي والاحتجازفي اليوم السابع من الرحلة، اعترضت البحرية الإسرائيلية سفينة "حنظلة" في المياه الدولية، وسيطرت عليها بالكامل واقتادتها إلى ميناء أسدود، حيث احتُجز النشطاء على متنها. وأمرت السلطات الإسرائيلية بعرض مقاطع من هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أمام بعض المتطوعين في إطار حملتها الدعائية، بينما طالبتهم بتوقيع أوراق تعهدات لترحيلهم سريعًا، وهو ما رفضه عدد منهم.
ونجح الفريق القانوني التابع للحملة، بالتنسيق مع السفارات، في متابعة أوضاع المعتقلين وزيارتهم داخل مراكز الاحتجاز. وعلى الرغم من جدولة ترحيل سبعة منهم في 29 تموز/يوليو، إلا أن بعضهم لم يتمكن من المغادرة في الموعد المحدد بسبب تأخيرات إدارية وضغوط إسرائيلية لإجبارهم على توقيع وثائق ترحيل.
واختار المنظمون إطلاق اسم "حنظلة" على السفينة، في إشارة إلى شخصية الكاريكاتير الشهيرة التي ابتكرها الرسام الفلسطيني ناجي العلي، والتي أصبحت رمزًا للهوية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال بعد نكبة 1948 وهزيمة 1967. وتحمل هذه التسمية رمزية تؤكد تمسك الحملة برسالة التضامن السلمية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة