لبنان ٢٤:
2025-06-21@17:55:34 GMT

من سويسرا الشرق إلى بلاد الأزمات

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

من سويسرا الشرق إلى بلاد الأزمات

استحضر اللبنانيون الذكرى الـ49 للحرب الأهلية التي اندلعت في 13 أبريل (نيسان) 1975، وانتهت بعد 15 عاماً مع إقرار "اتفاق الطائف"، غير أن الذين عايشوا حقبة الحرب وما شهدته من مآسٍ ذهب ضحيتها أكثر من 200 ألف قتيل وآلاف المفقودين الذين اختفى أثرهم، ودمار هائل وتقويض لبنية الدولة ومؤسساتها، حذّروا من العودة إلى حربٍ جديدةٍ تبدو ظروفها وأسبابها متوافرة، وهي تشبه إلى حدّ التطابق الظروف التي فجّرت تلك الحرب.



وكتب يوسف دياب في "الشرق الاوسط": لم تقتصر أضرار الحرب الأهلية على البشر والحجر، بل طالت الاقتصاد اللبناني، الذي كان من الأقوى والأكثر ازدهاراً في المنطقة، حيث لقب لبنان بـ"سويسرا الشرق". وتسببت بانهيار كبير في قيمة الليرة اللبنانية مقابل العملة الصعبة، خصوصاً الدولار الأميركي، بحيث كان سعر الدولار في عام 1975 لا يتجاوز الـ2.3 ليرة لبنانية.   وأفادت "الدولية للمعلومات"، في تقرير لها، بأن "الفترة الممتدة من عام 1964 حتى عام 1984 تميّزت بقوة سعر صرف الليرة واستقرارها مقابل الدولار".   وأشارت إلى أن "الارتفاع الكبير والجنوني للدولار بدأ مع حقبة الثمانينات وبداية التسعينات عندما بدأ بالارتفاع مقابل الليرة وتجاوز 2800 ليرة في شهر أيلول 1992 بعدما كان سعره لا يتجاوز 2.3 ليرة في عام 1975، وبعد هذا الانهيار أخذ سعر صرف الدولار بالتراجع التدريجي (عند مجيء رفيق الحريري على رأس الحكومة اللبنانية في عام 1992) إلى أن استقر في نهاية عام 1998 على سعر وسطي 1507.5 واستمر على هذا السعر حتى شهر تموز 2019 عندما بدأ بالارتفاع التدريجي".   من جهته، عدَّ الخبير المالي والاقتصادي الدكتور محمود جباعي أن "الحرب الأهلية كانت السبب المباشر للدمار المالي والاقتصادي"، موضحاً لـ"الشرق الأوسط" أن "العملات العالمية تتأثر مباشرةً بالأمن ما يجعل الأمن الاقتصادي في خطر"، مشيراً إلى أن الحرب الأهلية "أطاحت بقوة الليرة اللبنانية ما جعل الدولار يرتفع أكثر من 1000 مرّة ما بين الـ1975 والـ1992 إلى أن أتى عهد الرئيس رفيق الحريري المميز، حيث عمل مع (حاكم مصرف لبنان السابق) رياض سلامة على تثبيت سعر الدولار عند الـ1500 ليرة لبنانية".   وشدد جباعي على أنه مع "الأزمات السياسية التي عصفت بلبنان في السنوات الأخيرة، وترافقت مع غياب الخطة الاقتصادية المبنية على الإنماء المتوازن، عاد الدولار ليرتفع بشكل جنوني ويصل إلى عتبة الـ150 ألف ليرة قبل أن يعود ويستقرّ عند حدود الـ90 ألف ليرة".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

حين يُعاد رسم الشرق بالدم.. مصر والسؤال المؤجل

من فضيحة إيران جيت إلى أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران عام 1979، مرورًا بفشل عملية "مخلب النسر" التي حاولت إنقاذهم وتحولت لاحقًا إلى فيلم عالمي، ثم إلى اتفاق لوزان النووي (5+1)، ووصولًا إلى التعاون الأمني غير المعلن أثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان.

لم تكن العلاقة بين واشنطن وطهران يومًا علاقة عابرة. إنها علاقة ملغّمة بالتاريخ، محكومة بالذاكرة والصراع، تعرف فيها كلٌّ من العاصمتين لغة الآخر، وإن أنكرت.

إيران لم تنسَ أن واشنطن أسقطت الشاه، وأمريكا لم تغفر اقتحام سفارتها والرهائن. لكن مع ذلك، ظلّت القنوات الخلفية مفتوحة، تتصادم وتتماس وتتعاون، أحيانًا على صفيح الحرب، وأحيانًا في غرف سرية تحت الأرض.

واليوم، يبدو المشهد كما لو أن الزمن يعيد نفسه، ولكن بشروط جديدة.

الرئيس الأمريكي لا يملك رفاهية القرار، ولا حرية التراجع.

المواجهة تُرسم ببطء، بخيوط من النار والدخان والغموض.

إسرائيل تدفع نحو الحسم، لكن واشنطن توازن بين حماية الحليف وتفادي المستنقع.

تمنح واشنطن مهلة زمنية محدودة - أسبوعين كما يُشاع - ليس لأنها تتجه نحو الحسم، بل لأنها تراهن على احتمال انهيار إيران من الداخل، أو تعوّل على ضربة موجعة من إسرائيل تكفي لإضعاف طهران دون التورط المباشر.

وقد يكون السبب الأكبر هو الخوف من اتساع رقعة الحرب إلى دول الجوار العربي، مما يجعل المنطقة برمتها على فوهة بركان.

في هذا الشرق، لا تُخاض الحروب بمنطق الغرب.

هنا، الموت ليس نهاية، بل بداية لمعنى.

الشهادة ليست فقدًا، بل ربحًا رمزيًا.

الحرب ليست فقط معركة صواريخ، بل معركة سرديات وأرواح وفتاوى وأساطير.

ولذا، تظل واشنطن عاجزة عن فهم "الخطوة القادمة" لمن يحارب بفكرة، لا بخريطة.

ومن قلب هذه الزوبعة، يتردد سؤال ثقيل في الشارع المصري:

من سينتصر.. ؟

وهل سيكون النصر لصالحنا أم على حسابنا.. .؟

هل تُهزم إيران ليتفرغ الجميع لمصر.. .؟

هل التغيير في الإقليم مقدمة لحصار جديد.. .؟

وهل موقفنا من غزة سيبقى كما هو، أم تُجبر مصر على القبول بما رفضته طويلًا.. .؟

إنّ رفض مصر استقبال المهجّرين من غزة ليس مجرد قرار سياسي، بل قرار سيادي ووجودي.

لكنه موقف يتعرض لضغوط صامتة، بعضها خارجي، وبعضها من الداخل.

والخوف الحقيقي أن تتغير المواقف تحت وطأة خريطة تُرسم دون أن نكون جزءًا من هندستها.

إذا خَسرت إيران، أو انكمشت، فمن التالي.. .؟

مصر.. .؟

آخر جيش حقيقي.. .؟

آخر توازن حضاري في المنطقة.. .؟

هل تُدفع القاهرة إلى واجهة الأحداث لتُستخدم كدرع، أم لتُفرّغ من دورها الإقليمي والتاريخي.. .؟

مصر الآن بلا حلفاء حقيقيين، ولا شبكات أمان إقليمية واضحة.

من يتظاهرون بالصداقة منشغلون بأنفسهم، ومن يهمسون بالدعم يطالبون بثمن باهظ.

وحدها القاهرة يجب أن تقرر إن كانت ستبقى على الخريطة كلاعب، أم كأرض عبور.

ما نحتاجه الآن ليس سلاحًا فقط، بل وعيًا.

اصطفافًا حقيقيًا خلف الوطن، لا خلف الأشخاص.

نخبة جديدة، لم تُهزم في أسواق الولاء، ولم تُبع في بازارات "الشراكة".

إعلام يقول الحقيقة، لا ما يُطلب منه.

مؤسسات ثقافية تعيد تشكيل الضمير الجمعي،

ودور ديني يستعيد مكانته في قيادة المعنى.

الحرب القادمة لن تكون حرب حدود، بل حرب بقاء.

إما أن نكون، أو نُعاد تعريفنا كما أُعيد تعريف غيرنا.

وفي تلك اللحظة، لا ينفعنا صمت ولا تردد!!

اقرأ أيضاًتل أبيب تحترق.. صواريخ إيرانية تضرب قلب إسرائيل (فيديو)

الجيش الإسرائيلي يشن هجمات مكثفة على العاصمة الإيرانية طهران

وسائل إعلام عبرية: صاروخ إيراني يصيب مبنى في تل أبيب

مقالات مشابهة

  • حين يُعاد رسم الشرق بالدم.. مصر والسؤال المؤجل
  • بعد اجتماع للعليمي بـ عدن.. الدولار يتخطى 2700 ريال
  • سوريا .. سقوط مسيرتين في محيط تل الجابية جراء الحرب الإسرائيلية الإيرانية
  • بعد التحذيرات الأممية والتعقيدات على الأرض.. هل تقترب جنوب السودان من الحرب الأهلية؟
  • مصطفى بكري: التصعيد المستمر يقود المنطقة إلى مزيد من الأزمات وتوسعة الحرب.. الحرس الثوري الإيراني: القناة 14 الإسرائيلية ستكون هدفا لهجماتنا الأيام المقبلة| أخبار التوك شو
  • أسامة كمال: اجتماع أوروبي إيراني مرتقب في سويسرا لبحث الأزمة النووية وسط تصعيد الحرب مع إسرائيل
  • «مصطفى بكري»: التصعيد المستمر يقود المنطقة إلى مزيد من الأزمات وتوسعة الحرب
  • مصطفى بكري: التصعيد المستمر يقود المنطقة إلى مزيد من الأزمات وتوسعة الحرب
  • سوريا تجري أول عملية تحويل مصرفي دولي عبر نظام سويفت منذ اندلاع الحرب الأهلية
  • الدولار يقترب من 40 ليرة.. إليك آخر أسعار العملات واليورو اليوم في تركيا