حكم الجمع بين صيام القضاء وصيام الست من شوال.. اعرف آراء الفقهاء
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
هل يجوز الجمع بين صيام الست من شوال و صيام القضاء كرمضان؟ صيام الست من شوال يجوز في صيامه أن نصوم الست من شوال من ثاني أيام عيد الفطر في أيام متتالية ويجوز أيضا في صيام الست من شوال أن صومها في أيام متفرقة، ويجوز للمرأة المسلمة أن تقضي ما فاتها من صوم رمضان في شهر شوال، وتكتفي به عن صيام الست من شوال، ويحصل لها ثوابها؛ لكون هذا الصيام قد وقع في شهر شوال.
الأكمل والأفضل أن يصوم المسلم أو المسلمة القضاء أولًا ثم الست من شوال، أو الست من شوال أولًا، ثم القضاء؛ لأن حصول الثواب بالجمع لا يعني حصول كامل الثواب، وإنما يعني حصول أصل ثواب السنة بالإضافة إلى ثواب الفريضة، وهو ما عبر عنه الرملي في قوله: [ولو صام في شوال قضاءً أو نذرًا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها،.
هل يجوز جمع صيام القضاء والست من شوال بنية واحدة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه يجوز عند كثير من الفقهاء اندراج صوم النفل تحت صوم الفرض، وليس العكس؛ أي لا يجوز أن تندرج نية الفرض تحت نية النفل.
وأفاد بأنه يجوز للمرأة المسلمة أن تقضي ما فاتها من صوم رمضان في شهر شوال، وبذلك تكتفي بصيام قضاء ما فاتها من رمضان عن صيام الأيام الستة، ويحصل لها ثوابها؛ لكون هذا الصيام قد وقع في شهر شوال، وذلك قياسًا على من دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس بنية صلاة الفرض أو سنة راتبة، فيحصل له ثواب ركعتي تحية المسجد؛ لكون هذه الصلاة التي أداها قبل أن يجلس؛ قال العلامة البجيرمي في "حاشيته على شرح المنهج" (1/ 280): [وتحصل بركعتين فأكثر، -أي يحصل فضلها- ولو كان ذلك فرضًا أو نفلًا آخر، سواء أنويت معه أم لا؛ لخبر الشيخين: «إذَا دَخَلَ أَحَدُكُم الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْ»؛ ولأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس وقد وجدت بذلك].
وتابع: وفي مسألة الصوم قال السيوطي في "الأشباه والنظائر" (1/ 22): [لو صام في يوم عرفة مثلًا قضاءً أو نذرًا أو كفارة، ونوى معه الصوم عن عرفة، فأفتى البارزي بالصحة والحصول عنهما. قال: كذا إن أطلق. فألحقه بمسألة التحية].
وأكمل: على أننا ننبه أن المراد بحصول الثواب عن الأيام الستة إنما هو ثواب أصل السُّنَّة فيها دون الثواب الكامل؛ فقد قال الرملي في "نهاية المحتاج" (3/ 208-209): [ولو صام في شوال قضاءً أو نذرًا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها، كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى تبعًا للبارزي والأصفوني والناشري والفقيه علي بن صالح الحضرمي وغيرهم، لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتَّب على المطلوب]. وهو اتباع رمضان بستة من شوال.
متى يبدأ صيام الست من شوال .. تباينت أقوال الذين استحبوا صيام الست من شوال في كيفية صيامها، ففيه ثلاثة أقوال في هذه المسألة: أحدها: أنه يستحب صيامها من أول الشهر متتابعة بعد يوم عيد الفطر، وهو قول الشافعي وابن المبارك وغيرهما، وحجة أصحاب هذا القول أنّ اتصالها بيوم العيد أفضل من عدم اتصالها به، وعلة الأفضلية: أن المبادرة في العبادة فيه من الفضائل ما لا يخفى، ولِمَا في التأخير من الآفات، ولكن يحصل أصل السنة بصيامها متتابعة، أو متفرقة في جميع الشهر"
ثانيها: إنه لا فرق بين أن يتابعها أو يفرقها من الشهر كله، فكلاهما سواء، وهو قول وكيع وأحمد وغيرهما، وحجة أصحاب هذا القول إن الفضيلة تحصل متتابعة ومتفرقة، والصائم بالخيار إن شاء صامها متتابعة، وإن شاء صامها متفرقة، سواء أكان ذلك في بداية الشهر أم في آخره؛ لأن الحديث ورد بها مطلقا بلا تقييد؛ ولأن فضيلتها أنها تصير مع الشهر ستة وثلاثين يوما، والحسنة بعشر أمثالها، فذلك كثلاثمائة وستين يوما وهو السنة كلها.
ثالثها: أنها لا تصام عقب يوم الفطر، بل يتم وصلها بالأيام البيض من شوال، فيصام أيام العاشر والحادي عشر، والثاني عشر من شوال ثم الأيام البيض، وهو قول معمر وعبد الرزاق وعطاء، وغيرهم، وحجة أصحاب هذا الرأي أن الأيام الأولى من شوال هي أيام أكل و شرب، وبما أن الفضيلة تتحصل بصيامها مطلقًا، فالأولى تأخيرها وجمعها مع الأيام البيض؛ لتحصيل فضيلتين: صيام ست من شوال، وصيام الأيام البيض.
صيام الست من شوال
ومعنى صيام الدهر كله الذي ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف، يعني بأن صيام شهر رمضان 30 يومًا وثواب اليوم يوازي عشرة أيام يكون بذلك 300 يوم، ثم يتبعه بصيام ستة من شوال وأيضًا اليوم بعشرة فيكون الأجر 60 يومًا، وهنا يكون المجموع الكلي 36 يومًا، ونضرب هذه الأيام في عشرة أيام يساوي 365 يومًا وهي عدد أيام السنة، وبذلك يكون الإنسان صام الدهر كله كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-.
هل يجوز الجمع بين نية قضاء رمضان وصيام الست من شوال؟
اختلف الفقهاء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال، القول الأول: يرى أصحابه أن الجمع بين نية صيام الست من شوال ونية قضاء رمضان يصح عن أحدهما لا عن كليهما، وهو مذهب الحنفية، وإن اختلفوا إن صامًا جامعا بين النيتين عن أيهما يقع . فعند أبي يوسف يصح عن قضاء رمضان، لأنه فرض، وعند محمد يصح عن الست، يعني يقع عن النفل، ولا يصح عن القضاء.
دليل أبي يوسف: أن نية الفرض محتاج إليها، ونية النفل غير محتاج إليها، فاعتبر ما يحتاج إليها، وبطل ما لا يحتاج إليها. ودليل محمد: أن بين نية النفل ونية الفرض تنافيا فيصير متطوعا؛ لأنه لم يبطل أصل النية، وأصل النية يكفي للتطوع.
هل يجوز الجمع بين صيام القضاء والست من شوال
القول الثاني: يرى أصحابه صحة الصوم عن الفرض والنفل في حالة الجمع بينهما وهو مذهب المالكية كما في المدونة، وأكثر الشافعية، والرواية المعتمدة عند الحنابلة جاء في المدونة: «في صيام قضاء رمضان في عشر ذي الحجة، وأيام التشريق قلت: ما قول مالك أيقضي الرجل رمضان في العشر ؟ فقال : نعم. قلت: وهو قول مالك ؟ قال: نعم». وفي شرح التنبيه للحافظ السيوطي: «من فتاوي البارزي فإنه قال:" لو صام في يوم عرفة مثلا قضاء أو كفارة أو نذرا ونوى معه الصوم عن عرفة صح وحصلا معا، وكذا إن أطلق».
واستدل أصحاب هذا القول، ما روي عن الأسود بن قيس عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «ما أیام أحب إلىّ أن أقضي فيها شهر رمضان من هذه الأيام لعشر ذي الحجة»، فدل الأثر على جواز تشريك النية بين الفرض والنفل.
القول الثالث: يرى أصحابه عدم جواز التشريك بين النيتين، ولا يصح عن واحد منهما، وهو مذهب بعض الشافعية، ورواية عند الحنابلة، دليلهم: أن الصوم الواجب بطل؛ لعدم جزمه بالنية له، وكذا النفل لعدم صحة نفل من عليه قضاء رمضان قبل القضاء.
حكم الجمع بين نية قضاء رمضان وصيام الست من شوال
وترى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، أن الأفضل إفراد نية القضاء عن نية صيام الست من شوال خروجا من الخلاف؛ لأن الخروج من الخلاف مطلوب ومستحب.
وأوضحت: «فإن بدأ بالقضاء من باب: «وعجلت إليك رب لترضى» فله ذلك، وإن بدأ بالست من شوال على اعتبار أن وقت القضاء موسع ووقت الست مضيق فله ذلك، ولو أخذ برأي من يرى جواز الجمع بين النيتين فلا حرج؛ لأنه لا ينكر على المختلف فيه.
فضل صيام الست من شوال
الحصول على الأجر العظيم من الله -سبحانه-، كما رُوي في الصحيح من قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: «مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ».
ثانيًا: جَبر النقص الذي قد يطرأ على الفريضة وإتمامه، ويُستدَلّ على ذلك بِما رُوي عن تميم الداريّ -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: «أوَّلُ ما يحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ صلاتُهُ فإن أكملَها كُتِبَت لَه نافلةً فإن لم يَكن أكمَلَها قالَ اللَّهُ سبحانَهُ لملائكتِهِ انظُروا هل تجِدونَ لعبدي مِن تطَوُّعٍ فأكمِلوا بِها ما ضَيَّعَ مِن فريضتِهِ ثمَّ تؤخَذُ الأعمالُ علَى حَسْبِ ذلِكَ».
ثالثًا: زيادة قُرْب العبد من ربّه، وكَسْب رضاه ومَحبّته، قال النبيّ -عليه السلام- فيما يرويه عن ربّه -عزّ وجلّ-: «ما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها».
رابعًا: أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
خامسًا: إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم (1151) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».
سادسًا: إن الله أعد لأهل الصيام بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، كما ثبت في البخاري (1896)، ومسلم (1152) من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
سابعًا: إن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله أبعد الله وجهه عن النار سبعين عامًا، كما ثبت في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا»
ثامنًا: إن الصوم جُنة «أي وقاية» من النار، ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جُنة»، وروى أحمد (4/22) ، والنسائي (2231) من حديث عثمان بن أبي العاص قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال».
تاسعًا: إن الصوم يكفر الخطايا، كما جاء في حديث حذيفة عند البخاري (525)، ومسلم ( 144 ) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
عاشرًا: إن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما روى الإمام أحمد (6589) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ».
لماذا صيام الست من شوال؟
قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، أولًا: إنه ورد فضل عظيم وأجر كبير في صيام الست من شوال، وأن من يصومها كتب له أجر صيام سنة كاملة، كما ورد في حديث: «من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر»، منوهة بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فسر ذلك الحديث بقوله: «من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة: «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها»، ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك: «قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضًا».
وأضافت لجنة الفتوى، ثانيًا: أن صيام الست من شوال بعد رمضان فرصة من تلك الفرص الغالية، بحيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى بعد أن فرغ من صيام رمضان، ثالثًا: إن الصيام من العبادات التي تطهر القلوب من أدرانها، وتشفيها من أمراضها، لذلك فإن شهر رمضان موسم للمراجعة، وأيامه طهارة للقلوب، وتلك فائدة عظيمة يجنيها الصائم من صومه، ليخرج من صومه بقلب جديد، وحالة أخرى.
وتابعت: رابعًا: ومن الفوائد المهمة لـ صيام الست من شوال تعويض النقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان، إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب مؤثر سلبًا في صيامه ويوم القيامة يؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض، كما قال صلى الله عليه و سلم: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ، فَإِنْ أَتَمَّهَا، وَإِلَّا قِيلَ: انْظُرُوا هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ. فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتْ الْفَرِيضَةُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ يُفْعَلُ بِسَائِرِ الْأَعْمَالِ الْمَفْرُوضَةِ مِثْلُ ذَلِكَ».
حكم صيام الست من شوال متفرقة
متى يبدأ صيام الست من شوال .. أنه لا يلزم المسلم أن يصوم الست من شوال بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له، والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها.
حكم صيام الست من شوال
أكدت دار الإفتاء أنه يستحب صيام الست من شوال متتابعة في أول شوال بعد يوم العيد –فلا يجوز صوم يوم العيد-؛ لما في ذلك من المسارعة إلى الخير، وإن حصلت الفضيلة بغيره، فإن فرَّقها أو أخَّرها عن شوال جاز، وكان فاعلا لأصل هذه السنة؛ لعموم الحديث وإطلاقه.وأضافت من أفطر في رمضان لِعُذْرٍ فيستحب له قضاء ما فاته أوَّلا، ثم يصوم ستًّا من شوال؛ فقد كره جماعة من أهل العلم لِمَنْ عليه قضاء رمضان بعذرٍ أن يتطوع بصومٍ قبل القضاء، أما من تعدَّى بفطره –أيْ: أفطر بلا عذر- فيلزمه وجوبًا القضاء فورًا.
وتابعت: من أفطر رمضان كله لعذر: قضاه في شوال وأتبعه بصيام ستة أيام من ذي القعدة؛ لأنه يُستَحَبُّ قضاء الصوم الراتب، أو عملا بقولِ مَنْ قال بإجزائها وحصول ثوابها لمن أخَّرها عن شوال؛ وذلك تحصيلا لثواب صيام السَّنَة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هل يجوز الجمع بين صيام الست من شوال وصيام القضاء الجمع بين صيام الست من شوال وصيام القضاء الجمع صيام الست من شوال صيام القضاء صلى الله علیه وسلم صیام الست من شوال صلى الله علیه الأیام البیض صیام القضاء فی شهر شوال قضاء رمضان أصحاب هذا الجمع بین رمضان فی أن النبی فی صیام هل یجوز بین نیة من صوم یصح عن صام فی ن یصوم
إقرأ أيضاً:
ناشطات وإعلاميات في حديث خاص لـ(الأسرة): الإمام زيد -عليه السلام-.. وعي وبصيرة وجهاد وثورة أوقدت ثورات
نستلهم من ثورة الإمام زيد الشجاعة وقول الحق في وجه من حملوا راية النفاق وباسم الدين توجهوا للتطبيع تحت مسميات دينية حين انتهجنا نهج الإمام زيد كان النصر والمدد الإلهي يرافقنا وتكللت عملياتنا العسكرية بالنجاح من أجل غزة
كان للخذلان الذي واجهه الإمام “الحسين” -عليه السلام- في الطف أثر كبير على واقع الأمة، التي بخذلانها له جعلت الظلم جاثما على صدرها ومكنت الطلقاء منها ومن دينها أكثر وفاقم من ذلك حقدهم على الإسلام وأهله مع توارثهم كرسي الخلافة وبنوا قصورا تعج بالرذائل والمفسدات على أنقاض الدولة الإسلامية التي أسسها النبي الكريم وغيروا في مفهوم الدين المحمدي الأصيل وتسلطوا على رقاب الناس، حتى جاء وقت انهارت فيه إمبروطوريتهم وانتقل الأمر إلى المروانيين الذين لم يكونوا بأقل حقدا على الإسلام من الأمويين وحكموا الأمة بالظلم وألجموا ألسنة العلماء عن قول الحق ونشروا الفساد في الأرض وتداولوا كرسي الحكم بينهم إرثا لا شورى حتى وصل إلى هشام بن عبدالملك والذي صادف عهده عهد الإمام “زيد” -عليه السلام- وهو ابن الإمام “زين العابدين بن الحسين بن علي” -عليهم السلام- وتربى على يديه وتشرب الروح الإيمانية الجهادية والشجاعة من معين آل البيت، ما جعله مميزا منذ صغره وكان شديد الشبه بجده الإمام “علي” –عليهما السلام- وعنه أخذ الفصاحة والبلاغة وشدة الخشية من الله والارتباط بالقرآن، ومن آياته تعلم ألا يسكت على الظلم مستشعرا للمسؤولية، كما استشعرها من قبله الإمام الحسين وبنفس ثورته ثار ضد الخليفة وإمبروطوريته مع مبايعة الكثير من الناس له، إلا أنه وفي وقت المعركة واجه نفس الخذلان الذي واجهه جده الحسين وقاتل مع القلة القليلة الذين معه حتى استشهد، فأخذوه وصلبوا جسده بعد أن ذبحوا رأسه ليطاف به على الملأ كتحذير لكل من يفكر بالثورة أو الخروج عن حكم الأمويين، ولأنهم رأوا ان ثورة الإمام زيد أحدثت فارقا بحياة الأمة فقد عمدوا إلى إحراق جسده بعد أربع سنوات من الصلب وذرّوا رماده في نهر الفرات حتى يوئدوا اثر فكره ومنهجه من عقول العامة، إلا أن تلك الذرات اشتعلت وأحيت عقولاً وقلوباً وأشعلت ثورات وثورات في كل بقعة يتواجد بها ظلم، فتجسد منهجه باليمن التي ثار شعبها بنهجه ونهج جده الحسين ضد طغاة العصر وانتصرت عليهم بما حمله شعبها من وعي وبصيرة وحرمة الولاء لإعداء الله والسكوت عن الظلم.
وحول الإمام زيد – عليه السلام- ومنهج ثورته ودواعيها وفي ذكرى استشهاده أجرى المركز الإعلامي بالهيئة النسائية _مكتب الأمانة استطلاعاً لـ”الأسرة” مع عدد من الإعلاميات والناشطات الثقافيات.. إليكم الحصيلة:
الأسرة/خاص
بداية تحدثت الإعلامية أفنان السلطان قائلة: في محطة تاريخية مهمة يرسو القلم ليكتب على شاطئ الثوار عن إمام عظيم وقائد كان يدعى بحليف القرآن هو الإمام زيد بن علي بن الحسين بن عليٍ أمير المؤمنين “عليهم السلام”.
وتضيف السلطان: هو زيد الثائر الحر الذي كان اهتمامه بأمر الأمة، الملتمس لمعاناتها، واستشعاره لأهمية إصلاح واقعها في ظل الطغيان الأموي الذي كان يمثله –آنذاك- الطاغية هشام بن عبدالملك الذي كان يسلب من الناس حقوقهم وحريتهم ويمتهن كرامتهم، لتنطلق في ظل هذه الظروف ثورة زيدية تجرف عروش الظالمين ليضحي بنفسه ليقيم حقاً ويزهق باطلاً، إلا أنه قال كلمته الشهيرة التي وثَّقها التاريخ لتكون مبدأ لكل ثائر على مدى العصور : (لَوَددتُ أَنَّ يَدِي مُلصَقَةٌ بِالثُّرَيَّا، ثُّمَ أَقَعُ إِلَى الأَرضِ، أَو حَيثُ أَقَع، فَأَتَقَطَّعُ قِطعَةً قِطعَة، وَأَنَّ اللهَ يُصلِحُ بِذَلِكَ أَمرَ أُمَّةِ مُحَمَّد “صلى الله عليه وعلى آله وسلم”).
وأردفت أفنان قائلة: فالحاضر هو امتداد للماضي، فمن شعار “هيهات منا الذلة ” إلى شعار “والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت”، فلا اختلاف بينهما، فالمرحلة والظروف متشابهة والطاغي من نسلٍ خبيث واحد.
وتابعت السلطان أن ثورة الإمام زيد انطلقت من رؤية الإسلام الحقيقية، لذلك لم يستطع أحد أن يطمس أثرها وكانت هي الشاهد لمعالم ثورة الطف وان الإمام زيد -عليه السلام- هو امتداد لخط الهداية، والطاغية هشام هو امتداد للطغيان الأموي المتجبر فصدق القائل: (لِكُلِ شَيءٍ آفَة، وَآفَة هَذَا الدِّين بَنُو أُمَيَّة).
وقود الثورات
وأكدت السلطان أن الثورة هي نهج ومنهج يحملها الأحرار جيلاً بعد جيل وأن من سار بهذا المسار حظي بالأثر والنتائج العظيمة.
وحول منتهجي منهج الإمام زيد، استشهدت السلطان باليمن حيث قالت: فنحن في اليمن حين انتهجنا هذا المنهج كان النصر والمدد الإلهي يرافقنا، وتكلل عملياتنا العسكرية بعون الله بالنجاح، لأننا لم نسكت على الظلم وتجبر الكيان الغاصب ضد أخواننا بقطاع غزة كما فعل البقية، وكان موقفنا لا يمت للحياد أو المداهنة بل كان صريحاً مستمداً من نفس منهج آل البيت -عليهم السلام- وهو عدم السكوت والمواجهة واستهداف السفن الداعمة للعدو الصهيوني وجعل مياه بحارنا تبتلع سفنهم إلى جوفه بتوثيق الصوت والصورة، ليتعلم العالم كيف هو الأثر لمن يجعل من القرآن كتالوجاً يعمل به في جميع المجالات فالبصيرة البصيرة ثم الجهاد.
وتؤكد السلطان ان إحياء واستذكار مثل هذه الأحداث التاريخية هي وقود تدفعنا للاقتداء بمثل هؤلاء الأعلام العظماء، وأن نجعل من القرآن منهجاً نرجع إليه في كل موقف وأن نستمد منه كيف نتحلى بالبصيرة والمسؤولية والوعي وعدم الاستسلام والخضوع والسكوت للظلم، وأن ندرك أن العاقبة دومًا للمتقين.
حليف القرآن
بدورها تقول الكاتبة الإعلامية هنادي محمد: لمن لا يعرف من هو هذا الإمام؛ هو الإمام زيد بن الإمام السجّاد علي بن الإمام الحسين السبط بن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم أجمعين السّلام)، كنيته: أبو الحسين ويلقب بحليف القرآن لأنه عكف على تدبّر القرآن الكريم ثلاث عشرة سنة.
وواصلت محمد: أما عن الظروف التي جعلته يخرج ثائرًا فهي أنّ الواقع –آنذاك- كان مأساويًا بما تعنيه الكلمة على جميع المستويات والأصعدة؛ حيث بلغ الطغيان الأمويّ ذروته، حيث حوّلوا الأمة إلى عبيد واستفردوا بها قتلًا وتعذبيًا بأبشع أساليب ووسائل العذيب، تم تغييب المبادئ القرآنية والإساءة الشديدة للمقدسات كتمزيقهم للقرآن الكريم وسبّهم للرسول الأكرم محمد_صلوات الله عليه وآله_وحرق الكعبة المشرّفة مرتين، وانتشر الفساد الأخلاقي بشكلٍ كبير، حتى الجانب الاقتصادي لم يسلم، فقد قام بنو أمية بالإفقار المتعمد للأمة ونهب ثرواتها، أما عن الواقع المعنويّ للناس فقد كانت حالة الخنوع والذل والتخاذل والإذعان والخوف من بطش الظالمين هي السائدة، فلم يأمروا بمعروف أو ينهوا عن منكر.
ونوهت إلى أن هذه هي الأسباب هي من جعبت الإمام زيد(عليه السلام) يخرج ثائرًا في وجه الظالمين، داعيًا إلى كتاب الله، آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، شاهرًا سيف العزة في وجه المتكبرين بدافع شعوره الكبير بالمسؤولية الإيمانية أمام الله وأمام جده رسول الله_صلوات الله عليه وآله_ حيث قال: (الحمد لله الذي أكمل لي ديني، لقد كنت أستحي من جدي رسول الله أن أرِدَ عليه يوم القيامة ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنهَ عن منكر).
محاولات وأد الثورة
وأشارت هنادي محمد: إلى الأعداء الذين حاولوا طمس معالم ثورة الإمام زيد بدءًا من الثمثيل بجثمانه الشريف عليه السلام وإحراق جسده وذر رماده في نهر الفرات وجزءً منه في الهواء؛ ظنًا منهم أن هذا الفعل سيخمد نيران ثورته ويمحو أسمه وسيرته من التأريخ ولكن التأريخ أبى إلا أن يسطّر بطولات عظماءه لتفخر بهم الأجيال وتحذو حذوهم.
كما حاولوا تغييبه عليه السلام من خلال عدم ذكره في كتب التأريخ والمناهج الدراسية ولكن باءت مشاريعهم بالفشل.
وأكدت محمد: على أن مبادئ ومنهج الإمام زيد عليه السلام. يعتبر دستور ثوري جهادي لكل مجاهد ثائر، ومن ينهج نهجه سيكسب أولا البصيرة التي ارتكزت ثورته على أساسها، ويستمد من زيدٍ الثبات الذي سيجعله يقف في وجه كل طاغوتٍ كهشام، سيكون وقود انطلاقته هي الثقة بالله وبنصره دون اعتماد المادة والقوة البشرية الكبيرة أساسًا للظفر بالنصر الإلهي.
وتابعت: إلى أن من يكون زيديًا لن يقبّل بالذلة مهما بلغ حجم التحديات والمؤامرات والأخطار، وإن كان الثمن الدم فلن يتأخر، وهكذا شعبنا اليمني قيادةً وشعبًا.
وأوضحت هنادي محمد: أنه من المهم جدًا احياء ثورة ومنهج الإمام زيد – عليه السلام – لتجديد الروح الجهادية التي قد تتعرض لعوامل تساهم في انخفاضها، مؤكدة أنه وبالعودة لثورة الإمام زيد تستذكر الأمة الأسباب التي أدت إلى أن يصبح الجلاد هو الحاكم، ومعرفة أهمية مواجهة الطاغوت وقطع اليد التي تستبيح الدماء حتى لا تطول وتمتد إلى مساحات واسعة، واحياء ذكراه هو الوعي والبصيرة التي شدد عليها عليه السلام.
عواقب الخذلان
وعلى ذات السياق بدأت الكاتبة السياسية دينا الرميمة حديثها بالقول: ثورة الإمام زيد عليه السلام كانت امتداد لثورة جده الحسين التي قوبلت بالخذلان من قبل أمة جده، جاءت في زمن الجور الأموي الذي جثم على صدر الأمة المحمدية والذي ألجم السنة علمائها عن الحديث الظلم ومقارعة الظالمين بالحجة ممن اصبحوا علماء سلطة يفتون بحرمة الخروج عن الحاكم حتى وان كان لا يهتدي بهدى ولا يستن بسُنة باحاديث منسوبة لنبي الرحمة ومؤسس أركان العدالة التي أنهارت دعائمها على يد الطلقاء وأبنائهم مع المؤلفة قلوبهم من تسلطوا على رقاب الأمة.
وأوضحت الرميمة: ان الخذلان لثورة الحسين السبط وذبح مشروعه الحق مع رأسه يوم الطف، هو السبب في اعتلاء ازنام الباطل بما تحمله قلوبهم من حقد وضغينة على الإسلام ونكران وكفر بنبوة خاتم المرسلين كرسي خلافة المسلمين كأرث لهم لا شورى من السفيانيين ومن بعدهم المروانيون في ظل خنوع واستسلام لهم من الأمة التي عاشت أسوأ أنواع القهر بعد ان آثرت طاعة اللئام!!
عصر الظهور
وتضيف الرميمة: توارث المروانيون حكم الأمة حتى وصل أمرها إلى هشام بن عبدالملك سادس خلفاء بني مروان.
وذكرت الرميمة أن هشام لم يكن بأقل كفرا وفجورا من سابقيه، فكان يهدد بالقتل كل من يأمره بتقوى الله، ويسب النبي الكريم في مجلسه من قبل أخلائه اليهود من الروم ولا يحرك ساكناً، بل وينهر من يغتاظ لذلك.
وأشارت الرميمة إلى انه لم يكن ليجرؤ أحد على هشام بن عبدالملك إلا الإمام زيد -عليه السلام- الذي صادف عصره وتصدى لكل جبروته ووقف في وجهه يأمره بتقوى الله دون خشية أو خوف.
وذكرت الرميمة أن الإمام زيد هو بن علي بن الحسين زين العابدين بن علي بن أبي طالب -عليهم السلام- وان الإمام زين العابدين قد اختصه بتربية إيمانية وجهادية وأعده للمستقبل ليكون رجل المرحلة، وكان كثير الشبه بجده الإمام علي في الفصاحة والبلاغة والبراعة، وكان يعرف في المدينة بـحليف القرآن لارتباطه الوثيق والمتميز به، حتى انه عندما كان يسمع بعض آيات القرآن في بعض المقامات يغمى عليه من الخشية والتدبر
ونوهت الرميمة بأن ارتباط الإمام زيد بالقرآن كان له اثره البالغ على روحيته واندفاعه للتحرك لإنقاذ أمة جده إشفاقا عليها متألما لحالة الخنوع التي اكتسحتها ولشعوره الكبير بالمسؤولية تجاه مظلومية الأمة، مشيرة إلى أنها مسؤولية تربى عليها من خلال آيات القرآن الذي رأى أنه لا يدعه أن يسكت عن الظلم، فكان تحركه من خلال القرآن الكريم، يواجه بالحق الباطل والضلال، ويواجه الأفكار المنحرفة المضللة وعقائد ومبادئ مزيفة باتت تعتمد عليها الكثير من طوائف الأمة فكرا وتسير في ظلماتها.
علم وجهاد
وواصلت الرميمة: ان الإمام زيد بدأ يواجه الضلال ويتحرك لإحياء الروحية الإيمانية الجهادية والاستشعار للمسؤولية في الأمة من جديد، بمعنى أنه قاد ثورة وعي وبصيرة أراد من خلالها استنهاض الأمة وعلمائها بأسلوب قرآني بليغ، حتى قال عنه هشام بن عبدالملك خشية لا امتداحاً (رأيته حلو اللسان، شديد البيان، خليقاً بتمويه الكلام)، ليحول بينه وبين الناس والعلماء الذين كان الإمام زيد يدعوهم بقوله (إنا ندعوكم أيها الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه وإلى جهاد الظالمين، والدفع عن المستضعفين وقسْم الفي بين أهله ورد المظالم، ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا الحرب).
وتواصل الرميمة حديثها قائلة: استطاع الإمام زيد أن يجمع حوله الكثير من الشيعة، قيل إنهم بلغوا خمسة عشر ألفا فقط من الكوفة وحدها بايعوه على السمع والطاعة وان يخرجوا معه في ثورته!!
وتضيف الرميمة: كان موعدهم للثورة يوم الأول من صفر إلا أن الاستخبارات الأموية كشفت أمرهم وبالتالي قدم الإمام زيد موعد الثورة إلى الثاني والعشرين من محرم، حيث خرج يومها مناديا بشعار جده المصطفى يوم بدر أمت، إلا انه في يوم تحركه خذلوه كما خذل جده الحسين في كربلاء، فاضطر للقتال مع القلة القليلة حوالي مائتين وثمانية عشر رجلا من الذين أوفوا، قاتل بهم بكل استبسال وشجاعة حتى استقبل الشهادة قائلاً (الشهادة الشهادة الحمد لله الذي رزقنيها).
أثر يخيفهم
ومضت الرميمة تقول : ان أصحاب الإمام زيد قاموا بدفن جسده سرا حتى لا يصل إليه بنو أمية إلا أن بني أمية عرفوا مكانه وأخرجوه من قبره وصلبوه بعد ان قطعوا رأسه عنه وطافوا به بالإرجاء في محاولة لترهيب الناس من أن يحذوا حذوه.
وأشارت الرميمة إلى محاولة الأمويين تغييب ومحو أثر ثورة الإمام زيد، حيث قالت: وعلى الرغم من الصلب وقطع الرأس من جثمانه الإمام زيد إلا أن أعداء الله كانوا يرون اثره باقيا ويخافون أن ينتهج الناس نهجه وثورته لذلك وبعد اربع سنوات من الصلب، قاموا بإنزال جسده ومن ثم أحرقوه وذروا جزءاً منه في نهر الفرات والجزء الآخر ذروه في الرياح، حتى يمحى ذكره وأثره إلا أن ثورته بقيت للأجيال، ثورة لكل الأحرار ومنهجا للثائرين ضد الظلم حتى يومنا هذا.
ثورة لا توأد
وأردفت الرميمة بالقول: ثورة الإمام زيد، هي ثورة نحييها في واقعنا هذا الذي نرى فيه قوى الشر تريد سلبنا حريتنا وكرامتنا وديننا، ثورة نستلهم منها الشجاعة وقول الحق في وجه السلاطين الجائرين ممن حملوا راية النفاق وباسم الدين توجهوا للتطبيع مع أعداء الأمة الصهاينة تحت مسميات دينية كاتفاقهم المسمى (ابراهام)!
هي ثورة مبادئ وقيم وثورة ثبات وتحد للحفاظ على الحرية والكرامة وما نحمله من دين يراد لنا أن ننحرف عن منهجه القويم، ونأبى نحن إلا أن نكون كزيد لا نخشى في الله لومة لائم، ثورة علم وجهاد ووعي بصيرة ستبقى منارا للأحرار في وجه كل طاغٍ وباغية انتهج النهج الأموي.
ظروف الثورة
فيما ذكرت الكاتبة عفاف فيصل أن الإمام زيد -عليه السلام- هو من أهل البيت الأطهار، خرج ثائرًا في وجه الظلم والجور، بهدف استعادة الحق وإحياء المبادئ الإسلامية الأصيلة.
وأوضحت فيصل أن واقع الأمة كان واقعا مؤلما يسيطر عليه الظلم والاستبداد، مع سعي الظالمين لتجميل الفساد وتقويض القيم والتلاعب بالدين الإسلامي الأصيل وإلجام ألسنة الناس عن قول الحق بمزاعم حرمة الخروج على الحاكم الظالم.
وأشارت فيصل إلى أن هذا الواقع هو من جعل الإمام زيد يخرج بثورته ليكسر قيود الظلم ويعيد الأمة إلى مسارها الصحيح، مؤمنًا بقضية الحق، ورافضًا للاستكانة والسكوت على الظلم وشعاره فيها “والله ما يدعني كتاب الله أن اسكت”.
ونوهت فيصل بأن أعداء الأمة حاولوا جاهدين طمس ذكراه، والتشويش على ثورته، بهدف ضرب روح المقاومة وإبعاد الأمة عن استلهام مبادئه، مؤكدة على أنهم لم يستطيعوا أن يطمسوا معالم ثورته؛ لأنها سجلت في تاريخ الأمة كرمز للثبات على الحق، ورفض الظلم، وموقفًا مناهضًا للسلطة الظالمة.
مشيرة إلى أن من يحاول تجاهل صوت الإمام زيد أو يغطي على تضحياته، فإن ذلك يمثل محاولة لتخريب الوعي الإسلامي والأخلاقي في الأمة.
وعي وبصيرة
وأكدت فيصل ان ثورة الإمام زيد كان لها الأثر العظيم والمتمثل في استلهام الغضب لله والحق والعدل، والثبات على المبادئ الإسلامية، والاستمرار في مقاومة الظلم، مستشهدة بثورة اليمن التي ثار أهلها امتدادا لثورة الإمام زيد، حاملين نهجه وشعاراته والوعي الذي خلفه الإمام من وراء ثورته، مؤكدة على أن من اتبع مسيرة الإمام زيد سيجد أن نهجه هو نهجٌ مقدس، يحفظ الهوية والكرامة، ويعيد الأمة إلى مسارها الاستقلالي والنهضة الحقيقية، وأن مبادئ الإمام زيد تلهم أحرار الأمة بالمقاومة والثبات، وتمنحهم القوة لمواجهة التحديات، وتحقيق أهدافهم في نيل الحرية والكرامة.
واعتبرت عفاف فيصل إحياء ثورة ومنهج الإمام زيد من أهم الواجبات الوطنية والأخلاقية، لأنها تمثل رفضًا للظلم، وإحياءً لقيم الحق والعدل، فهي تذكر الأمة بواجبها في مقاومة الظلم، وتستنير بنور الحق الذي أراده الإمام، زيد عليه السلام.
واختتمت فيصل حديثها بالقول: من خلال إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد، نستمد العزيمة والإصرار، ونعيد للأمة كرامتها، ونثبت أن الحق والعدل هما أساس النهضة، ونثبت أن طريق الإمام زيد هو طريق المقاومة والثبات على المبادئ في مواجهة التحديات.