سواليف:
2025-06-06@20:33:53 GMT

النسخة المخففة من الحرب الإقليمية

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

#النسخة#المخففة من #الحرب_الإقليمية _ #ماهر_أبوطير

لم تكن ليلة عادية ليلة السبت على الأحد، حين سهرت عمان ومناطق أخرى في الأردن على مشاهد المسيرات والصواريخ الإيرانية المتجهة إلى إسرائيل في سياقات الرد الإيراني.

ساد التوتر في كل مكان، فالأردن محاط بالأزمات والحروب، وموقعه الجيوسياسي، حساس جدا، وبقي أغلب الناس في يقظة يتابعون نشرات الأخبار، والتقارير، والفيديوهات حول عمليات إطلاق المسيرات والصواريخ، وسقوطها في أكثر من موقع، في مشهد مثير، في مشهد يستدعي حرب التسعين حين عبرت الصواريخ العراقية سماء الأردن، نحو فلسطين المحتلة.

لكن السؤال الذي كان يتردد يرتبط بشقين الأول هل بدأت الحرب الإقليمية فعليا من هذا التوقيت؟ والثاني هل نحن أمام تأسيس لحرب إقليمية سوف تنفجر في توقيت ثان؟.

مقالات ذات صلة كاريكاتير ناصر الجعفري 2024/04/15

في كل الأحوال لا بد من الإشارة إلى أن سيناريو الرد الإيراني تم تسريبه أصلا إلى وسائل الإعلام قبل أيام، بعد أن تسربت معلومات حول تدخل أميركي عبر عاصمة عربية للضغط على طهران لضبط إيقاع الرد، وكان معلوما مسبقا أن الرد سيكون محدودا، مئات المسيرات والصواريخ، دون التسبب بالانزلاق نحو حرب إقليمية لا تريدها واشنطن، ولا طهران، ولاتحتملها إسرائيل أصلا في هذا التوقيت فقط، وربما تجدولها لتوقيت لاحق، وهذا يعني أن الرد كان معروف الملامح مسبقا، في سياقات حفظ ماء الوجه الإيراني بعد الهجوم على قنصلية طهران في دمشق، إضافة إلى أن الرد كان مشابها لفصيلة العمليات العسكرية من لبنان والعراق واليمن وسورية، ومن ذات الحزمة الجينية، ولم يخرج عن طبيعتها المعتادة، وكان الفرق فقط ان الرد جاء من المركز من إيران مباشرة، ويخفي خلفه قدرات أعلى لم يتم استعمالها.
إيران ذات دهاء فهي لا تريد التورط في حرب إقليمية، ولا تريد التسبب بأضرار لشعبها، ولا تريد التخلي عن مشروعها الممتد، وهي أيضا تريد فتح المجال سرا أو علنا للوصول إلى تسوية إقليمية مع طهران حول خرائط نفوذها في المنطقة، بما يعني أن رفع سقف الرد سيؤدي إلى تخريب كل الإستراتيجية الإيرانية، وهذا يفسر أن الرد جاء محكوما بعوامل وسقوف معينة.

إيران ذاتها أوصلت رسالة مباشرة بهذه العملية إلى واشنطن وعواصم غربية، وإسرائيل ودول المنطقة العربية أنها قادرة على حرق كل المنطقة إذا أرادت ذلك من خلال عمليات شبيهة نحو دول ثانية إذا اضطرت، خاصة، أنها لم تستعمل إلا أقل قدراتها عبر رسالة التهديد الضمنية من حيث قدرتها على نسخ سيناريو الهجوم على إسرائيل وتكراره في مواقع أخرى، بما يوفر منذ الآن أرضية مفيدة لطهران للضغط على دول كثيرة للاعتراف بالنفوذ الإيراني.
إسرائيل لأول مرة منذ تأسيسها تعبر فترة غير مسبوقة، وتتعرض لضربات من داخل فلسطين، والعراق، وسورية، ولبنان، واليمن، وإيران، بما يهدم يوميا النموذج الإسرائيلي المزيف وينسف كل مزاياه التنافسية ومكتسباته المتراكمة، وهذه كلف مرعبة يدفعها الاحتلال يوميا.
هذا يعني أن شبكة إيران الممتدة هي الأخطر على الاحتلال بالمفهوم العسكري والأمني والسياسي، بما يجعلنا نفترض أن إسرائيل ستبحث عن مسارات متعددة لمحاولة تحجيم إيران ومعسكراتها في كل مكان، وهو جهد لا ينجح تماما، ويتعرض لعراقيل مختلفة حتى الآن.

حتى وزير خارجية إيران خرج ليذكر العالم بفضائل الرد الإيراني، حيث لم يتم استهداف مدنيين إسرائيليين، ولا منشآت اقتصادية، فيما بعثة إيران في الأمم المتحدة أكدت أن العملية انتهت، وهذا كلام يراد عبره استيعاب رد الفعل الدولي، والتذكير بقدرة إيران على التحكم بأعصابها.
في كل الأحوال كنا أمام نسخة عسكرية مخففة لحرب إقليمية- دولية، ليلة السبت على الأحد، وهي نسخة قد تتحول إلى واقع أخطر من درجة أعلى، بما قد يقود المنطقة كلها نهاية المطاف إلى كل الاحتمالات، خاصة، أن توليد مسارات حاسمة لغلق ملفات المنطقة، أمر لا يتم، ولنتذكر هنا أن كل المنطقة أمام إعادة صياغة كبرى، أما عبر الحرب، أو عبر التسويات.
كانت تلك ليلة وقف فيها الشرق الأوسط على قدم واحدة من شدة الذعر تحسبا من المفاجآت، حتى برغم توفر معلومات مسبقة حول طبيعة الرد الإيراني وسقوفه التي تم التوافق عليها.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: النسخة الحرب الإقليمية الرد الإیرانی لا ترید أن الرد

إقرأ أيضاً:

أمريكا توافق على انضمام إيران لتخصيب اليورانيوم خارج أراضيها والمملكة مرشحة كمركز إقليمي

خاص

سمحت الولايات المتحدة لإيران بالانضمام إلى كونسورتيوم إقليمي لتخصيب اليورانيوم، بشرط أن يتم التخصيب خارج الأراضي الإيرانية، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات وتعزيز الرقابة الدولية على البرنامج النووي الإيراني.

وذكرت مصادر أن هذا التوجه قد يفتح الباب أمام المملكة لتكون الدولة المضيفة والمركز الإقليمي لهذا الكونسورتيوم، ما يعزز من موقعها الجيوسياسي والتقني في المنطقة.

وفي حال تم اعتماد المملكة كمقر للتخصيب، فستصبح الرياض الوجهة المركزية والموثوقة لأي نشاط نووي سلمي في المنطقة، مع إشراف مباشر وتحكّم في سلسلة العمليات، ما يعزز مكانتها كقوة تقنية وعلمية على المستوى الدولي.

وفي حال تحقق هذا الأمر فلن تقتصر على منح المملكة موقعًا فنيًا متقدمًا فحسب، بل ستعني أن أي دولة تبحث عن تخصيب اليورانيوم في المنطقة – بما فيها إيران – ستحتاج إلى المرور عبر المملكة، الدولة القوية والمستقرة والموثوقة من قبل المجتمع الدولي.

مقالات مشابهة

  • بعد الضربات ليلة عيد الاضحى.. باريس تدعو إسرائيل إلى الانسحاب في أسرع وقت من لبنان
  • من الصين إلى إيران: صفقات صاروخية سرية تثير مخاوف إقليمية ودولية
  • وهم ضعف إيران.. هل يقود التصعيد إلى حرب إقليمية؟
  • الرئيس السيسي يتلقى اتصالًا من نظيره الإيراني للتهنئة بعيد الأضحى.. وتأكيد مشترك على رفض التصعيد بالمنطقة
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: أي مشارك في عمل عسكري ضد إيران يستعد لدفع الثمن
  • جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا تتوعد إسرائيل بمزيد من الضربات وتحذّر حكومة الشرع
  • تحالف الأخوة والاستقرار.. تنسيق استراتيجي بين مصر والإمارات في مواجهة التحديات الإقليمية
  • ‏"معاريف": إسرائيل تكثف استعداداتها لتنفيذ ضربة عسكرية ضد إيران
  • أمريكا توافق على انضمام إيران لتخصيب اليورانيوم خارج أراضيها والمملكة مرشحة كمركز إقليمي
  • ليلة رعب في إسرائيل.. صفارات الإنذار دوت في 139 موقعا إسرائيليا إثر هجوم صاروخي يمني