منطقة قتال خطيرة.. جيش الاحتلال يحذر سكان غزة من العودة إلى الشمال
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
حث جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، سكان غزة على البقاء في المناطق الإنسانية في جنوب القطاع وتجنب العودة إلى الشمال باعتبارها منطقة قتال خطيرة.
وكان قد نجح عدد من العائلات الغزية النازحة في جنوب قطاع غزة في العودة إلى شماله، ولكن وأدت إسرائيل بالرصاص وقذائف المدفعية محاولات الآلاف من العائلات ممن وصلت لنقطة التفتيش التي تفصل المنطقتين، عند ما يعرف بمحور نتساريم مع امتداد شارع الرشيد، وواجهت الرصاص الإسرائيلي بدلاً من ذلك.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، عادت بضع العائلات المكونة من نساء وأطفال فقط، ولا يتعدى عددها الـ15، إلى مناطق الشمال بعد أن وصلت بشكل ارتجالي إلى نقطة تمركز القوات الإسرائيلية، وخلال ساعات صباح الأحد، "تمكنت نحو 30 إلى 40 عائلة بالوصول إلى المنطقة نفسها، وسمح للأطفال ما دون 14 عاماً، والنساء بالمرور، بينما سمح لبعض الرجال ما فوق 50 عاماً بالدخول بعد أن تم تفتيشهم"؛ بحسب "الشرق الأوسط".
ومع انتشار نبأ من حالفهم الحظ بالعودة، توافد الآلاف من السكان النازحين في الجنوب، إلى نقطة التفتيش الإسرائيلية التي تفصل مناطق شمال القطاع عن جنوبه، بهدف محاولة العودة إلى مناطق سكنهم التي هجروا منها بأوامر من الجيش الإسرائيلي تارة، وبفعل القصف والدمار الذي لحق بمناطق سكنهم تارة أخرى.
وقالت مصادر ميدانية في قطاع غزة إن «الجيش سمح لبعض العائلات الصغيرة بالعودة، وعندما بدأ المئات بالتدفق منع الأمر، وأطلق عليهم النار».
وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الأحد، أن «الإشاعات عن سماح قوات الجيش بعودة السكان إلى شمال قطاع غزة هي إشاعات كاذبة وعارية عن الصحة تماماً».
وأضاف أن «الجيش لا يسمح بعودة السكان، لا عن طريق شارع صلاح الدين، ولا عن طريق شارع الرشيد (البحر)». وزاد: «من أجل سلامتكم لا تقتربوا من القوات العاملة هناك. منطقة شمال القطاع لا تزال منطقة حرب ولن نسمح بالعودة إليها».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاحتلال الاسرائيلي جيش الاحتلال جيش الاحتلال الإسرائيلي العودة إلى
إقرأ أيضاً:
أوامر الإخلاء .. إسنراتيجية إسرائيلية خبيثة لتهجير سكان غزة
سلطت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية الضوء على استراتيجية ينتهجها جيش الاحتلال الإسرائيلي لإجبار 2.1 مليون فلسطيني في قطاع غزة على ترك مناطقهم السكنية والانتقال إلى مساحات أصغر فأصغر، كما أظهرت النتائج أن أكثر من أربعة أخماس مساحة القطاع باتت تحت سيطرة جيش الاحتلال أو مشمولة بأوامر الإخلاء، استنادًا على مئات أوامر الإخلاء والصور الفضائية.
توضح الصحيفة البريطانية أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية تصل بطرق مختلفة ومفاجئة، إما بمنشورات تتطاير من السماء، أو رسائل نصية تصل إلى آلاف الهواتف، وخرائط مربكة على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى طرق تؤدي للمزيد من الدمار واليأس.
يدّعي جيش الاحتلال الإسرائيلي أن هذه “أوامر إخلاء” مصممة لحماية المدنيين، لكنها في الواقع تمثل “نذير شؤم” لسكان قطاع غزة، إذ تعني النزوح المتكرر والاندفاع اليائس لجميع الأطفال وكبار السن، ثم الرحلة المذلة والبطيئة إلى زاوية مدمرة أخرى في القطاع المحاصر.
وحلّلت الصحيفة البريطانية مئات هذه الأوامر، بما في ذلك نحو 30 أمرًا صدر منذ أن كسرت إسرائيل وقف إطلاق النار، مارس الماضي، التي توضح مجتمعة كيف غيّر جيش الاحتلال شكل غزة جغرافيًا.
وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي منطقته العازلة العسكرية من 300 متر إلى كيلومتر كامل حول القطاع بالكامل، مارس الماضي، وفقًا لفايننشال تايمز.
وأنشأ منذ أبريل طريقًا جديدًا يُسمى “ممر موراج” في جنوب غزة، نسبة إلى مستوطنة إسرائيلية كانت موجودة بين عامي 1972 و2005 قبل أن تنسحب إسرائيل من القطاع.
والنتيجة المباشرة لهذه السياسات أن المناطق “الآمنة” المتبقية لا تشكل سوى 20% من الحجم الأصلي لقطاع غزة، في حين أن أكثر من 60% من المناطق المبنية متضررة بشدة.
وتشير الصور الفضائية إلى أن جيش الاحتلال يعد الأرض جنوب الممر لوجود طويل الأمد، حيث تبدو مناطق واسعة وكأنها أُعدت لنقاط عسكرية محمية بحواجز ترابية ومركبات متوقفة في الجوار.
تهدف حكومة بنيامين نتنياهو، كما تكشف فايننشال تايمز، إلى تجميع السكان بأكملهم في زاوية صغيرة من جنوب غزة، مع جعل باقي القطاع محظورًا عليهم، وأن هذه المنطقة المستهدفة عبارة عن أرض صحراوية قاحلة بلا مياه جارية أو كهرباء أو حتى مستشفيات، حيث بلدة رفح الفلسطينية باتت معظمها أنقاضًا، والأرض الرملية حولها جرداء وخالية من الأشجار.
وحذر مراقبون دوليون وفقًا للصحيفة، من أن إجبار سكان غزة على التوجه جنوبًا بهذه الطريقة يرقى إلى مستوى التطهير العرقي، بينما يخشى الفلسطينيون أن يكون هذا تمهيدًا لطردهم من غزة نهائيًا.
وأظهرت خريطة نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي أن ثلاث نقاط لتوزيع المساعدات أُقيمت على طول الممر كجزء من خطة مثيرة للجدل، إذ يشرف مرتزقة أجانب وجنود إسرائيليون على توزيع الإمدادات، بحسب الصحيفة.
وكشف بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، عن النية الحقيقية وراء هذه السياسة في تصريحات نقلتها “فايننشال تايمز”، وفي مؤتمر عُقد مايو الماضي، إذ قال: “خلال أشهر قليلة ستُدمر غزة، وسيتم تركيز الغزيين في الجنوب”.
وأضاف سموتريتش : “هذا الاكتظاظ البائس خطوة ضرورية لتحقيق هدف طال انتظاره من قبل اليمين المتطرف الإسرائيلي، وهو إجبار الفلسطينيين على ترك غزة نهائيًا.”
وبحسب ما نقلته الصحيفة البريطانية يزعم سموتريتش، أنه بـ”فهم أنه لا يوجد أمل، ولا شيء للبحث عنه في غزة”، سيختار الفلسطينيون المغادرة وترك أرضهم لإسرائيل، معلقًا: “سيكونون في حالة يأس تام”.
وتحذر الأمم المتحدة من أن تركيز نقاط التوزيع على طول الممر سيجبر العائلات الجائعة على التخلي عن أراضيها في الشمال والقيام برحلة محفوفة بالمخاطر جنوبًا، حيث ينتظرهم اكتظاظ خانق يمثل واحدًا من أكثر التجمعات البشرية كثافة في العالم.
ووفقًا للمبادئ التوجيهية الطارئة للأمم المتحدة، يجب أن يحصل اللاجئون على 12 مترًا مربعًا على الأقل لكل شخص من مساحة المعيشة المغطاة، باستثناء مرافق الطبخ.
وتظهر “فايننشال تايمز” أنه حتى بأكثر الحسابات سخاءً سيحصل كل مدني في قطاع غزة المنهك بالحرب على مساحة أقل من غرفة صغيرة للبقاء على قيد الحياة.
وعند خصم الأراضي غير الصالحة للاستخدام، التي تشغلها الأنقاض والمستنقعات والطرق ومكبات القمامة، تكون المساحة المتبقية لكل فلسطيني أقل من ذلك بكثير، وفي أسوأ التقديرات، كما تشير الصحيفة البريطانية، قد تكون بحجم أريكة غرفة المعيشة فقط.