يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي -في تحليله العسكري على قناة الجزيرة- أن هناك عدة أسباب جعلت الجيش الإسرائيلي يختار محور نتساريم للذهاب باتجاه النصيرات وسط قطاع غزة.

ووفق قراءة الفلاحي، فإن جيش الاحتلال يتصور أن جزءا من كتائب المقاومة الفلسطينية في المغراقة والزهراء (وسط قطاع غزة)، ولذلك حاول التوغل في المنطقة ليواجه فصائل المقاومة.

والأمر الآخر -يضيف العقيد الفلاحي- هو أن الذهاب إلى النصيرات لا يمكن أن يحدث في حال وجود فصائل المقاومة في الزهراء أو المغراقة، مشيرا إلى أن عملية الدخول والوصول إلى النصيرات قد تؤدي إلى ضرب الخطوط الخلفية للقوة المتقدمة.

وكان الفلاحي قد أشار -في تحليل سابق له على قناة الجزيرة- إلى تصريح سابق لرئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي بوجود كتيبتين للمقاومة لم يتم تفكيكهما بعد في المنطقة الوسطى، على اعتبار أن العمليات العسكرية السابقة شملت مخيمات البريج والمغازي وقرية المصدر وجزءا من مدينة دير البلح.

ويتموقع لواء ناحال في محور نتساريم -الذي يفصل شمال القطاع عن الوسط والجنوب- وعزّزه جيش الاحتلال بلواء 401، ويقوم اللواءان بعملية مشتركة في الزهراء والمغراقة، وأبرز الخبير العسكري أن المنطقة العازلة باتجاه النصيرات تشكل مسافة أقصر للقطاعات العسكرية الإسرائيلية بنحو 2 كيلومتر مربع.

وحسب الخبير العسكري والإستراتيجي، فإن الاحتلال الإسرائيلي يحاول التوغل بشكل محدود إلى منطقتي الزهراء والمغراقة، وهي المنطقة التي يراها مفتوحة ويمكن أن تساعده على التقدم أكثر.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال منذ 5 أيام يقف على مشارف وادي غزة ولم يتم عبوره حتى اللحظة. وفي المقابل، هناك عمليات عسكرية تقوم بها فصائل المقاومة في المنطقة، خاصة العمليات غير المباشرة.

وقال إن الاحتلال قد يلجأ إلى الدفع بألوية جديدة إلى المنطقة في حال تطورت الأوضاع، وقد يقوم بالذهاب إلى النصيرات أو تطويقها عن طريق شارع الرشيد من الأعلى، وقد تكون هناك عمليات أخرى من اتجاه المنطقة العازلة.

وكان مراسل الجزيرة أعلن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نسف عددا من المنازل القريبة من منطقة وادي غزة شمال مخيم النصيرات، وذكر أيضا أن الطائرات الإسرائيلية شنت غارة على الأحياء الشرقية لمدينة غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات جیش الاحتلال إلى النصیرات

إقرأ أيضاً:

خبير استراتيجي لبناني: اليمن نقل المعركة إلى عمق الكيان وأربك الهيمنة الأمريكية عالميًا

يمانيون../
أكد الكاتب والباحث الاستراتيجي اللبناني، الدكتور علي حمية، أن اليمن حقّق نصرًا استراتيجيًا نفسيًا وردعيًا في مواجهته المباشرة مع الكيان الصهيوني، كاسرًا المعايير التقليدية للصراع ومبددًا أوهام التفوق العسكري والتكنولوجي للعدو وأسياده في واشنطن.

وفي تصريحات اعلامية له اليوم السبت، شدد حمية على أن العدو الصهيوني ارتكب خطأً استراتيجيًا جسيمًا عندما ظن أن اغتيال شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله – رضوان الله عليه – في سبتمبر الماضي، سيكون كفيلاً بكسر محور المقاومة. وأضاف: “الكيان توهم أن برحيل قائد المقاومة سيسقط المشروع، لكنه فوجئ بأن راية المقاومة انتقلت من يد السيد نصر الله إلى يد قائد آخر لا يقل صلابة وبأسًا، هو السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي”.

وأوضح حمية أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في تطوير أساليب حرب نفسية استراتيجية ذات طابع ردعي، أربكت العدو وأفشلت حساباته التي بنيت على معادلات المسافة والتفوق، مشيرًا إلى أن “اليمن لم يكتفِ بالبيانات ولا الشعارات، بل ترجم مواقفه عمليًا من خلال إطلاق الصواريخ الباليستية الفرط صوتية والطائرات المسيّرة، وفرض حصار بحري وجوي على الكيان، أثبت أن المسافة الجغرافية لم تعد عائقًا في زمن الإرادة المقاومة والتقنيات المرنة”.

وأضاف أن هذه الإنجازات اليمنية كشفت وهم “القبة الحديدية”، وأسقطت هيبة الرادارات الأمريكية ومنظوماتها الاعتراضية المتقدمة، مؤكدًا أن “واشنطن فشلت في اعتراض الصواريخ اليمنية بدقة، بل فشلت حتى في رصدها من حيث انطلقت”.

وأشار الدكتور حمية إلى أن الخطاب الإعلامي والميداني اليمني رفع سقف التهديد ضد الكيان الصهيوني بطريقة لم يسبق لها مثيل، ما أدى إلى تضاعف الضغط الداخلي في كيان العدو، وغيّر موازين القوى على طاولة المفاوضات، لا سيما فيما يتعلق بقضية غزة.

وأضاف: “بوجود اليمن، باتت غزة أقوى تفاوضيًا وأكثر تأثيرًا. ولو لم تكن هناك وساطات من أنظمة الخليج المطبّعة وانبطاحها أمام المفاوض الأمريكي، لكانت المعادلة اليوم مختلفة تمامًا، ولكانت غزة أكثر حرية ومناعة”.

وفي سياق تحليله للمشهد الإقليمي، أوضح حمية أن المشروع الأمريكي–الصهيوني كان يهدف إلى تحقيق هزيمة شاملة لمحور المقاومة في فترات زمنية قصيرة: شهرين لإسقاط غزة، ثلاثة إلى أربعة أشهر لحزب الله، وستة أشهر للقضاء على اليمن، لكن الواقع كذّب هذه التقديرات. “لم يحققوا أي إنجاز حقيقي، وبدلاً من ذلك، تضاعفت أزمات الكيان، وتحوّلت اليمن إلى رقم فاعل يغيّر التوازنات”، بحسب تعبيره.

وأكد الباحث اللبناني أن اليمن ساهم في إفشال المشروع الأمريكي الإمبراطوري، إذ أجبر واشنطن على مراجعة أولوياتها العالمية، بعد أن أصبحت مكلفة ومهددة، وفشلها في الحفاظ على التفوق العسكري والسياسي في المنطقة.

واختتم حمية تصريحه بالقول: “ما فعله اليمن هو إسقاط لعصر القطب الأوحد، وإعادة تشكيل الوعي الجيواستراتيجي العالمي. لم تعد أمريكا فوق الجميع، واليمن رغم محدودية موارده استطاع أن يعيد ترتيب المشهد العالمي ويكسر أسطورة الهيمنة الأمريكية”.

مقالات مشابهة

  • خبير استراتيجي لبناني: اليمن نقل المعركة إلى عمق الكيان وأربك الهيمنة الأمريكية عالميًا
  • التحول الاستراتيجي اليمني: من الصمود إلى فرض الإرادَة في المعادلات الإقليمية والدولية
  • خبير عسكري: الاعتراف المرتقب بالدولة الفلسطينية يحظى بـإجماع دولي متزايد
  • خبير عسكري: جيش الاحتلال يسعى عبر خطته العسكرية لتغيير هندسة قطاع غزة
  • الجولان في قبضة الاحتلال.. مشروع استيطاني أم فشل استعماري؟ كتاب يجيب
  • لماذا يصل تأثير زلزال كريت إلى سكان مصر؟.. خبير فلكي يجيب
  • لماذا يبتلي الله عباده وماذا أعد لهم؟ خطيب المسجد الحرام يجيب
  • وزير الدفاع ورئيس الأركان يجتمعان بقيادة المنطقة الرابعة ومحاورها
  • اجتماع تاريخي للمقاومة اليمنية في تعز يدعو لتعزيز العمل العسكري وإنهاء الانقلاب
  • خبير عسكري: هجمات الحوثيين تؤكد أنهم لم يفقدوا قدراتهم العسكرية