لماذا سلك جيش الاحتلال محور نتساريم للوصول إلى النصيرات؟ خبير عسكري يجيب
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي -في تحليله العسكري على قناة الجزيرة- أن هناك عدة أسباب جعلت الجيش الإسرائيلي يختار محور نتساريم للذهاب باتجاه النصيرات وسط قطاع غزة.
ووفق قراءة الفلاحي، فإن جيش الاحتلال يتصور أن جزءا من كتائب المقاومة الفلسطينية في المغراقة والزهراء (وسط قطاع غزة)، ولذلك حاول التوغل في المنطقة ليواجه فصائل المقاومة.
والأمر الآخر -يضيف العقيد الفلاحي- هو أن الذهاب إلى النصيرات لا يمكن أن يحدث في حال وجود فصائل المقاومة في الزهراء أو المغراقة، مشيرا إلى أن عملية الدخول والوصول إلى النصيرات قد تؤدي إلى ضرب الخطوط الخلفية للقوة المتقدمة.
وكان الفلاحي قد أشار -في تحليل سابق له على قناة الجزيرة- إلى تصريح سابق لرئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي بوجود كتيبتين للمقاومة لم يتم تفكيكهما بعد في المنطقة الوسطى، على اعتبار أن العمليات العسكرية السابقة شملت مخيمات البريج والمغازي وقرية المصدر وجزءا من مدينة دير البلح.
ويتموقع لواء ناحال في محور نتساريم -الذي يفصل شمال القطاع عن الوسط والجنوب- وعزّزه جيش الاحتلال بلواء 401، ويقوم اللواءان بعملية مشتركة في الزهراء والمغراقة، وأبرز الخبير العسكري أن المنطقة العازلة باتجاه النصيرات تشكل مسافة أقصر للقطاعات العسكرية الإسرائيلية بنحو 2 كيلومتر مربع.
وحسب الخبير العسكري والإستراتيجي، فإن الاحتلال الإسرائيلي يحاول التوغل بشكل محدود إلى منطقتي الزهراء والمغراقة، وهي المنطقة التي يراها مفتوحة ويمكن أن تساعده على التقدم أكثر.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال منذ 5 أيام يقف على مشارف وادي غزة ولم يتم عبوره حتى اللحظة. وفي المقابل، هناك عمليات عسكرية تقوم بها فصائل المقاومة في المنطقة، خاصة العمليات غير المباشرة.
وقال إن الاحتلال قد يلجأ إلى الدفع بألوية جديدة إلى المنطقة في حال تطورت الأوضاع، وقد يقوم بالذهاب إلى النصيرات أو تطويقها عن طريق شارع الرشيد من الأعلى، وقد تكون هناك عمليات أخرى من اتجاه المنطقة العازلة.
وكان مراسل الجزيرة أعلن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نسف عددا من المنازل القريبة من منطقة وادي غزة شمال مخيم النصيرات، وذكر أيضا أن الطائرات الإسرائيلية شنت غارة على الأحياء الشرقية لمدينة غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات جیش الاحتلال إلى النصیرات
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: أميركا وإسرائيل تخفيان هدفهما الحقيقي في غزة تجنبا لتمرد الجيش
لا يزال احتلال قطاع غزة هدفا إستراتيجيا تراهن عليه إسرائيل وتسعى لتنفيذه ميدانيا عبر تدمير البنية التحتية وتعميق معاناة السكان، وفق الخبير العسكري أحمد الشريفي، الذي يرى أن حكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- لا تكشف عن كل أهدافها حتى لا تواجه تمردا عسكريا.
ففي تحليل للمشهد العسكري بالقطاع، أكد الشريفي أن إسرائيل تواصل تدمير القطاع بطريقة ممنهجة تتماشى مع نظرية القضم الجزئي بعيدا عن الواقع الميداني.
ويهدف تدمير هذه البنى إلى تجريف القطاع وخلق واقع جديد يمكن البناء عليه بعد أي اتفاق لوقف إطلاق النار بحيث يصبح من الصعب على الفلسطينيين العودة إلى مناطقهم.
ورغم إرسال إسرائيل العديد من الإشارات التي تدعم توجهها لاحتلال القطاع بشكل كامل، إلا أنها ستواجه صعوبة في الاندفاع والسيطرة لأن جيشها لن يكون قادرا على البقاء من دون التعرض لضربات المقاومة، كما يقول الشريفي.
وتعطي العمليات التي نفذتها المقاومة خلال الفترة الماضية والتي طال بعضها "قواعد برية" شديدة التحصين، دليلا قاطعا على أن القوات الإسرائيلية ستكون هدفا لكثير من الهجمات حال وجودها في القطاع بشكل دائم.
وقد أكد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير -خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر الذي عقد أمس الثلاثاء- أن أهداف الحرب أصبحت متضاربة، وأنه إذا قرر المستوى السياسي خلاف ذلك، فعليه أن يُعلنه صراحة كتوجيه.
وحسب هيئة البث الإسرائيلية، فقد كان زامير يستعرض موقف الجيش من احتمال توسيع العملية العسكرية إلى المخيمات الوسطى في قطاع غزة، إذ يُعتقد أن الرهائن الإسرائيليين محتجزون هناك.
وخلال هذا الاجتماع، شن وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش هجوما على زامير، واتهمه بالفشل في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من خلال عملية عربات جدعون، التي وعد بالسيطرة على 3 أرباع القطاع من خلالها.
إعلانوفي حين يستعد الجيش لدخول مناطق لم يسبق له دخولها في القطاع مثل المنطقة الوسطى، لا يزال رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر من التداعيات المحتملة لاحتلال غزة بشكل كامل.
تجنب تمرد الجيش
لكن الشريف يعتقد أن هناك حالة تعتيم سياسي متعمدة على ما تريده الولايات المتحدة وإسرائيل في غزة، ويرى أنهما تنسقان معا من دون إطلاع القادة العسكريين الميدانيين على الأهداف النهائية للساسة.
وتسعى واشنطن وتل أبيب إلى تثبيت القوات الميدان مع تجنب حدوث غضب قد يصل للتمرد في صفوف الجيش حال إطلاعه على الهدف النهائي الذي يريد الساسة تحقيقه في القطاع، برأي الخبير العسكري.