الوزير بنسعيد يوقع اتفاقية شراكة مع وزير الصناعة والتجارة لتعزيز حماية التراث الثقافي المغربي
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
وقع وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، اليوم الاثنين 15 أبريل 2024، اتفاقية شراكة مع وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، بهدف حماية الملكية الفكرية في هذا المجال، وذلك في خطوة هامة نحو تعزيز حماية التراث الثقافي المغربي.
وتم توقيع الاتفاقية بحضور المدير العام للمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، عبد العزيز ببقيقي، وذلك من أجل تعزيز التعاون بين مختلف القطاعات في مجالات الملكية الفكرية وحماية التراث الثقافي اللامادي للمملكة.
كما تهدف الاتفاقية إلى رفع الوعي بأهمية هذا التراث ومكافحة محاولات التقليد والسرقة، ودعم المبدعين والفاعلين في هذا المجال.
في هذا الإطار، أوضح الوزير بنسعيد أن هذه الاتفاقية تروم رفع إجراءات حفظ عناصر التراث الثقافي للمملكة؛ انطلاقاً من الاعتراف الدولي من قبل المنظمات الدولية مثل الإيسيسكو واليونيسكو، إلى الحماية القانونية من محاولات السرقة أو التقليد أو الاستغلال التي تطاله أحيانا من قبل بعض الشركات الدولية وحتى بعض الدول.
وطالب بنسعيد، في لقاء صحفي أعقب حفل توقيع الاتفاقية، بضرورة انخراط جميع المعنيين بالأمر، من حرفيين وصناع في هذا المشروع الوطني؛ من خلال تقديم المعايير الواجب اعتمادها لإعداد التعريف القانوني لعناصر التراث اللامادي الثقافي للمملكة. واستشهد بنسعيد بمثال “الزليج الفاسي” كعنصر تراثي يستحق الحماية القانونية.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: التراث الثقافی فی هذا
إقرأ أيضاً:
“حيحا” عودة مسرحية إلى التراث المغربي بروح معاصرة
الثورة نت /..
تقدّم فرقة مسرح البساط عملها الجديد “حيحا” في عودة إلى جذور الحكاية المغربية، مع إعادة صياغتها بلغة مسرحية تستحضر الذاكرة الشعبية وتمنحها أفقاً جديداً. العرض، الذي قُدّم الأسبوع الفائت بمسرح سيدي بليوط بالدار البيضاء ضمن مهرجان الأصيل الوطني للفن والثقافة، يستلهم تراث البساط والحلقة وعبيدات الرمى، ويحوّله إلى بناء درامي يشرك المتفرج في قلب الحكاية.
تبدأ المسرحية في السوق الأسبوعي، مسرح الحكواتيين التقليدي. يصل أربعة حكواتيين ويتنازعون أسبقية افتتاح الحلقة، فيلجأون إلى طقس بسيط لحسم الخلاف: يضع كل منهم بَلْغَته (حذاء تقليدي) في كيس واحد، ويُترك لمتفرج من الجمهور اختيار واحد. بهذا الفعل العفوي، يعيد المخرج عبد الفتاح عشيق تشكيل العلاقة بين الخشبة والقاعة، ليصبح الجمهور شريكاً في صناعة الحكاية لا مجرد متلقٍّ لها.
تستعيد المسرحيةُ أسماء حكواتيين سكنت الذاكرةَ الجماعية؛ مثل: لمسيح والكريمي وزروال ولبشير. هي أسماء تنتمي إلى فضاءات بدت في طريقها إلى الأفول، من جامع الفنا إلى ساحة الهديم وساحة تارودانت، تستحضرها “حيحا” بوصف أصحابها علامات دلالية على زمن كان الحكي فيه فعلاً يُرمّم الوجدان ويمنح المعنى للمهمّشين.
من خلال أربع حكاياتٍ تتوازى في خطاباتها وتتشابك في رموزها، تبني المسرحية عالماً يتداخل فيه العبث مع النقد الاجتماعي. وفي هذا العالم، تظهر إحدى الحكواتيات التي تُمنع من تقديم رقمها، في إقصاء لصوتها، فتبقى في الانتظار على هامش الحلقة. هذا الإقصاء يفتح الباب لقراءة رمزية عميقة، فالمرأة التي تُؤجل حكايتها ليست سوى صورة لصوت مُعطَّل، لحضور يُراد له أن يُهمَّش، وكائن يترك خارج دائرة الاعتراف.
مشهد أخير يتحوّل فيه الانتظار الطويل إلى حدثٍ مفصلي
تبلغ المسرحية ذروتها في مشهدها الأخير، حين يتحوّل الانتظار الطويل إلى حدثٍ مفصلي. تُزف الحكواتية نفسها، التي ظلّت مؤجَّلة، إلى أحد الحكواتيين في عرس مغربي تراثي يستعيد الطقوس في صفائها البدائي؛ زغاريد، رقصات وإيقاعات الرمى، وأهازيج تفتح باب الفرح على مصراعيه. يتحول الختام بذلك إلى لحظة استرجاع للحق في الحكي، وكأن العرض يعلن أن الحكاية التي حاول البعض إسكاتها ستجد طريقها مهما طال الزمن.
تتشكل اللوحة بفضل أداء جماعي وسينوغرافيا بُنيت على رؤية تجعل الحلقة مركز الفعل المسرحي، تحيطها مرايا تعكس حركة الجسد والصوت، وتفتح لها ممرات محفوفة بالضوء والموسيقى التي صاغها رضى مساعد، فيما أضفت صفاء كريث من خلال الأزياء، وعبد الرزاق أيت باها من خلال الإضاءة، طبقات جمالية أثرت الفضاء الدرامي.
كل ذلك تحت إشراف عبد الفتاح عشيق، مؤلف ومخرج العمل، الذي يقول”: “حاولتُ، رفقة فريق العمل، جعل التراث يتكلّم من جديد بلغته القديمة وروحه المعاصرة، فكان. أردنا للحلقة أن تستعيد مكانها الطبيعي؛ فضاءً يُنصف الحكاية ويُعيد للإنسان حقَّه في أن يسمَع قبل أن يرى”