استشهاد وإصابة 16 مدنياً بانفجار ألغام حوثية في اليمن خلال الثلث الأول من أبريل الجاري
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
تواصل الألغام الحوثية المزروعة في مناطق يمنية عدة حصد أرواح المدنيين بمن فيهم الأطفال، وتمثل كابوساً يؤرق حياة المسافرين والمزارعين ورعاة الأغنام، وطالت الأطفال الذين يذهبون لجلب المياه، ومع ذلك تظل الأمم المتحدة ملتزمة الصمت أمام الأرواح التي حصدتها الألغام الحوثية، دون الضغط على مليشيا الحوثي الإرهابية لتسليم خرائط الألغام ونزعها.
رصدت وكالة خبر خلال الثلث الأول من أبريل/ نيسان 2024م، استشهاد وإصابة 16 مدنيا، إثر انفجار ألغام الموت الحوثية في عدة مناطق يمنية، من بين الحصيلة استشهاد 6 مدنيين بينهم طفل، وإصابة 10 آخرين بينهم 4 أطفال، وهو ما يضاعف أعداد الضحايا نتيجة ألغام الموت الحوثية التي ما تزال مكدسة في الأرض.
وفي تفاصيل حوادث الألغام الحوثية، استشهد في 1 أبريل المواطن "سالم عايش محبوب" وأصيب "جارالله الدماجي" بجروح بليغة، إثر انفجار لغم حوثي في منطقة آل الدماجي بمديرية صرواح محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن).
وفي 2 أبريل، استشهد الشابان "فضل صالح حجيف"، و"هواش محمد حجيف" بانفجار لغم من مخلفات ما زرعته مليشيا الحوثي الإرهابية في منطقة كهبوب بالصبيحة محافظة لحج، حيث كانت المليشيات قد زرعتها قبل انسحابها منها، وقد انفجر بالشابين ودراجتهما النارية أثناء مرورهما في منطقة كهبوب، ما أدى إلى استشهادهما وتدمير الدراجة النارية.
وفي 5 أبريل، أفادت مصادر محلية بأن لغماً أرضياً من مخلفات مليشيا الحوثي انفجر بالعامل "عبدالملك الزعزعي"، أثناء أداء عمله في حراسة أرضية تابعة لمؤسسة خيرية في منطقة "أبو حلفة"، بمديرية الحالي محافظة الحديدة، أدى إلى بتر قدمي الضحية وإحدى يديه، وأصيب بجروح متفاوتة أخرى وصفتها مصادر طبية بالبليغة، وارتقى شهيداً بعد أيام قليلة متأثراً بجراحه.
ويوم 6 أبريل، أكدت مصادر حقوقية استشهاد طفل وإصابة ثلاثة آخرين، بانفجار لغم من مزروعات المليشيا الحوثية شرقي محافظة الحديدة، وانفجر اللغم بالأطفال أثناء عودتهم من جلب المياه من بئر في إحدى قرى مديرية المراوعة، أدّى الى استشهاد طفل يبلغ 13 عاماً، فيما أصيب ثلاثة أطفال، وأحد الأطفال بترت ساقه اليسرى، فيما أصيب آخر بشظايا في رأسه وصدره وحالته حرجة.
وفي 9 أبريل، استشهد مدني وأصيب ستة آخرون بينهم نساء وطفل جميعهم من أسرة واحدة، عشية عيد الفطر المبارك، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات مليشيا الحوثي (المصنّفة على قائمة الإرهاب) في محافظة أبين، جنوبي اليمن، وقد أفادت مصادر محلية، بأن الانفجار وقع بمركبة مدنية نوع "صالون" يقودها المواطن "صالح محمد جعيم القفعي" أثناء مروره في الطريق العام بمنطقة "الشطبة" على الحدود الإدارية لمحافظتي البيضاء وأبين، وأدّى الانفجار إلى استشهاد "القفعي"، وإصابة ستة آخرين، هم: محمد صالح محمد القفعي (نجل الضحية)، وعلي احمد عبدالله جعيم القفعي، وأربع نساء آخريات، حيث كان "القفعي" في طريق عودته إلى منزله الواقع في منطقة "دمان" شمال مديرية لودر بأبين لقضاء إجازة العيد.
وكان المرصد اليمني للألغام أكد، في بيان له بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام، الذي يصادف 4 أبريل من كل عام، أن الألغام والذخائر غير المنفجرة تواصل حصد أرواح المدنيين خاصة الأطفال والنساء في محافظات يمنية عدة، ففي كل يوم يتسبب هذا التلوث بوقوع فجائع وخسائر بشرية ومادية في عدد من المحافظات.
وذكر البيان، أن الفريق الميداني في المرصد اليمني للألغام تمكن خلال الفترة من الأول من يناير 2024 وحتى اليوم الرابع من أبريل 2024، من رصد وتوثيق سقوط 105 ضحايا في صفوف المدنيين (41 قتيلا و64 جريحا) معظمهم من الأطفال والنساء، كما أصيب عدد من الجرحى بإعاقات مستديمة، مشيراً إلى أن محافظة الحديدة تصدرت قائمة ضحايا انفجارات الألغام والذخائر، فيما توزعت خارطة الحوادث والضحايا على مناطق ملوثة بمحافظات لحج، تعز، البيضاء، مأرب، الجوف، صعدة، وحجة.
المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام فارس الحميري، قال: "إن الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون بعشوائية وبكثافة لوثت مناطق مأهولة ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وتحصد يوميا المزيد من أرواح اليمنيين"، مؤكداً أن "المدنيين في المناطق الملوثة يعيشون حالة خوف وقلق يومي في ظل غياب التوعية بكيفية حماية أنفسهم، كما يواجه النازحون العائدون إلى منازلهم والمسافرون على الطرقات بما في ذلك الطرق البديلة مخاطر موت محقق".
وأضاف الحميري، إنه رغم انخفاض التصعيد العسكري منذ بدء سريان الهدنة في أبريل 2022، لا تزال الألغام تفتك بالمدنيين، والحاجة الملحة تتمثل في البدء بإجراءات إزالة الألغام باعتبارها ركيزة أساسية في حماية المدنيين وإعادة دورة الحياة الطبيعية وشرطا أوليا لتحقيق الأمان والسلام في البلاد".
وجدد الحميري مطالبته لجماعة الحوثي بالتوقف فوراً عن زراعة المزيد من الألغام وتسليم خرائطها، والشروع الفوري في نزع الألغام من منازل النازحين والطرقات العامة ومصادر جلب المياه والأراضي الزراعية ومناطق رعي الماشية، كما جدد الدعوة للحكومة إلى تقديم المساعدات اللازمة لضحايا الألغام المدنيين، إضافة الى إيلاء الفرق العاملة في مجال التطهير والنزع الاهتمام الكامل والاستجابة لمطالب اعتماد فرع للمركز التنفيذي لمكافحة الألغام في الحديدة.
أما السفارة الأمريكية في اليمن فقد كتبت، في منشور على منصة إكس، تزامناً مع اليوم الدولي للتوعية من خطر الألغام الذي يصادف الـ4 من أبريل من كل عام، "قامت مليشيات الحوثي الإرهابية بزرع أكثر من (مليوني) لغم في اليمن"، موضحةً بأن هذا العدد الكبير من الألغام "حول اليمن إلى أكبر حقل ألغام على الإطلاق"، مشيرة إلى أن "إزالتها كلياً سيستغرق 8 سنوات".
وأضافت السفارة: "لقد حان الوقت لأن يتوقف الحوثيون عن استخدام أراضي الوطن (اليمن) كسلاح في الحرب، والبدء في العمل من أجل مستقبل سلمي لجميع اليمنيين"، وجددت تأكيد دعم بلادها وتقدير الجهود المبذولة لإزالة الألغام في اليمن، معتبرة "كل خطوة نحو إزالة الألغام هي خطوة نحو السلام".
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی من أبریل فی منطقة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
شلال دم لا يتوقف والعدو يتمادى في استهداف الأبرياء بغزة: استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين من الجوعى ومنتظري المساعدات
الثورة / متابعة/ حمدي دوبلة
استشهد عشرات المواطنين الفلسطينيين وأصيب آخرون، أمس الجمعة، في مجازر جديدة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأفاد مستشفى العودة في مخيم النصيرات، بوصول جثامين 23 شهيدا، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، جراء استهداف الاحتلال لمنتظري المساعدات بالقرب من “مفترق الشهداء” شمال المخيم، وسط القطاع.
وأفادت مصادر طبية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني باستشهاد 11 مواطنا وإصابة آخرين، جراء قصف الاحتلال منزلا بمنطقة المعسكر غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، وجرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة.
الى ذلك أعلن الدفاع المدني في غزة امس استشهاد 43 شخصا بينهم 26 كانوا ينتظرون المساعدات بنيران الجيش الإسرائيلي في القطاع الفلسطيني المحاصر الذي مزقته الحرب لأكثر من 20 شهرا.
وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير لوكالة الصحافة الفرنسبة إن 26 شخصا استشهدوا أثناء انتظارهم المساعدات قرب محور نتساريم في وسط قطاع غزة.
ويتوافد آلاف الأشخاص يوميا إلى مناطق مختلفة من القطاع، من بينها هذه المنطقة، على أمل الحصول على الطعام.
وأفاد المغير بأن 17 شخصا آخرين استشهدوا في خمسة مواقع مختلفة بنيران الجيش الصهيوني.
من جهتها أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن جيش العدو الصهيوني الإرهابي، ارتكب امس، في مشهد دموي يومي متكرر، سلسلة مجازر مروعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، راح ضحيتها نحو أربعين شهيداً.
وقالت الحركة- في بيان- إن الشهداء الأربعين ارتقوا جراء قصف العدو الصهيوني على المنازل وخيام النازحين، وإطلاق النار المباشر تجاه المجوّعين حول مراكز “السيطرة الصهيونية الأمريكية” على المساعدات الإنسانية.
وأضافت: “إنّ جيش العدو لا يستهدف سوى المدنيين العزّل، ويُمعن عمدًا في قتل العشرات منهم يوميًا، في سياسةٍ دمويةٍ ممنهجة، تهدف إلى إبقاء هذا المشهد الوحشي قائمًا ومتصاعدًا؛ فقتل الأطفال والنساء والأبرياء هو هدف يومي ثابت لجيش العدو، وعنوان رئيسي لحربه الإجرامية ضد شعبنا”.
وطالبت “حماس” المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بتحمّل مسؤولياتها، وتوثيق هذه المجازر والانتهاكات المروعة بحق الشعب الفلسطيني، والعمل على رفع ومتابعة الدعاوى القضائية أمام المحاكم الدولية والوطنية، ومحاسبة قادة العدو الإسرائيلي كمجرمي حرب.
وجددت النداء للشعوب العربية والإسلامية، وكل أحرار العالم، لتصعيد الضغط على العدو الصهيوني وداعميه في كل المحافل، والعمل لعزل ومقاطعة الكيان الفاشي، وكسر الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني، ودعم صموده في معركته من أجل الحرية والكرامة وتقرير المصير.
ووقعت سلسلة من الوقائع الدامية منذ 27 مايو الماضي تاريخ افتتاح مراكز الإغاثة المحدودة التي تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي منظمة ذات تمويل غامض تدعمها الولايات المتحدة و”إسرائيل”.
وترفض الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية غير حكومية العمل مع هذه المنظمة بسبب مخاوف بشأن إجراءاتها وحيادها.
وفي وقت متزامن، قتل الجيش الاحتلال أمس 11 فلسطينيا وأصاب آخرين إثر قصف جوي استهدف منزلا مأهولا يعود لعائلة “عياش” في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وفق ما أفاد به مصدر طبي في “مستشفى شهداء الأقصى”.
إنسانيا حذّرت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أولغا تشيريفكو، من أن مدينة غزة تقف على أعتاب تدهور كارثي، وقد تشهد الساعات المقبلة إغلاقا إضافيا للمرافق الحيوية ما لم يُؤمَّن الوقود بشكل عاجل.
وفي تصريحات لموقع الأمم المتحدة عقب زيارة ميدانية استمرت أياما عدة إلى غزة، وصفت تشيريفكو الوضع بـ”المروّع للغاية”، مشيرة إلى أن الملاجئ باتت مكتظة بالنازحين داخليا، فيما يستمر تدفق المواطنين الهاربين من القصف الإسرائيلي نحو مناطق شمالية أبعد.
وقالت تشيريفكو إن النقص الحاد في الوقود يهدد مباشرة المرافق المنقذة للحياة، بما في ذلك المستشفيات، ومرافق المياه، والصرف الصحي، مضيفة أن ذلك “يعرّض حياة الآلاف للخطر”.
وأشارت إلى أنها زارت أحد المواقع يوم الأربعاء الماضي حيث توقفت مضخات المياه كليًا بسبب نفاد الوقود، مؤكدة أنه “ما لم يُسمح بإدخال كميات جديدة من الوقود، والسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى مخزوناتها، فإن المزيد من المرافق ستُجبر على الإغلاق”.
وتأتي هذه المجازر ضمن حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023م والتي خلفت أكثر من 186 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.