أكّد الدكتور عصام الجوهرى، أستاذ نظم المعلومات وإدارة التحول الرقمى، أن الرّقائق الإلكترونية لها أهمية كبيرة على مستوى الاقتصاد العالمى ومجال التكنولوجيا، حيث تُمثّل النواة الأساسية للكثير من الصناعات، بدءاً من لعب الأطفال وأجهزة الحاسوب والأجهزة المنزلية والهاتفية، وتدخل فى صناعة السيارات والطائرات والصواريخ والأقمار الصناعية.

وأوضح «الجوهرى»، فى حوار مع «الوطن»، أن مصر تمتلك مقومات صناعة الشرائح الإلكترونية، حيث توجد فيها كميات وفيرة من الرمال البيضاء، المصدر الرئيسى لمادة «السيليكون»، التى تُعتبر أساس صناعة الشرائح الإلكترونية، فضلاً عن امتلاك مصر ميزة تنافسية فى منظومة سلاسل التوريد العالمية، بسبب موقعها الجغرافى الاستراتيجى، وكذلك وفرة الموارد البشرية القادرة على قيادة هذه الصناعة.. وإلى نص الحوار:

«تايوان» تصنع أكثر من 65% من الإنتاج العالمى

فى البداية، نود أن نتعرّف أكثر على صناعة الشرائح الإلكترونية، أو ما يُعرف بـ«أشباه الموصلات»؟

- الشرائح الإلكترونية عبارة عن مجموعة من الدوائر الإلكترونية على قطعة صغيرة مسطّحة من السيليكون، ويمكن من خلال هذه الرقاقة التحكم بعمل كمبيوتر السيارة أو أى تقنية فيها، وقد أخذ الطلب على الشرائح الإلكترونية يتنامى بشكل متزايد، نتيجة زيادة مستخدمى الأجهزة الإلكترونية، والتوسُّع فى استخدم الذّكاء الاصطناعى، خاصة أثناء جائحة كورونا العالمية، واضطرار الكثير من المؤسسات إلى اتباع سياسات العمل والتعلم عن بُعد.

وما الأسباب التى تقف وراء نقص الشرائح الإلكترونية عالمياً؟

- حتى نعرف الأسباب، يجب أن نعود إلى الوراء، خصوصاً إلى عام 2018، أى قبل نحو 6 سنوات، إذ بدأت أزمة نقص الشرائح الإلكترونية بسلسلة من الاضطرابات، بسبب الصّراع الدائر بين أمريكا والصين، حيث أصدرت الولايات المتحدة قرارات بمنع تصدير الشرائح الإلكترونية إلى الشركات الصينية، وبالأخص شركة «هواوى»، وتفاقمت الأزمة فى أوائل عام 2020 جراء تفشى جائحة كورونا، واضطرت شركات صناعة السيارات وكثير من الموردين والتّجار إلى الإغلاق ووقف طلبات الشرائح الإلكترونية مؤقتاً، نظراً للركود الاقتصادى، ليعود الطلب مرة أخرى على الشّرائح فى قطاع صناعة الإلكترونيات والهواتف والحسّاسات المرتبطة بتقنيات «إنترنت الأشياء» والطائرات المسيّرة فى الفترة نفسها، والأجهزة الذكية فى مجالات التعليم والصحة، نظراً للاتجاه المتزايد نحو العمل والتعلم عن بُعد، ومحاولات مواجهة الجائحة، مما أدى إلى توجيه إنتاج الشرائح الإلكترونية إلى صناعة الإلكترونيات الذكية، ولكن سرعان ما عادت صناعة السيارات فى النصف الأخير من عام 2020، مما زاد الطلب على الشرائح الإلكترونية، وتسبّب ذلك فى حدوث نقص بصناعة الشرائح، فضلاً عن نقص العمالة، وإعاقة سلاسل الإمداد، التى سبّبها الإغلاق الناجم عن الجائحة، حيث إن الفجوة بين طلب الشرائح ووقت تسليمها قد يصل إلى 22 أسبوعاً تقريباً.

وما انعكاسات أزمة نقص الشرائح الإلكترونية على أسواق العالم؟

- يتركز تصنيع الشرائح الإلكترونية فى عدد قليل من دول شرق آسيا، وبالأخص تايوان، التى تُنتج أكثر من 65% من الإنتاج العالمى، وقد كان للنقص فى الشرائح الإلكترونية آثار عالمية جسيمة، فى حين تضرّر ما مجموعه 169 صناعة بهذا النقص، وكانت الأكثر ضرراً صناعة السيارات، حيث اضطرت الشركات إلى خفض إنتاجها من بعض الموديلات، التى تعتمد بشكل أساسى على الشرائح، ومثال على ذلك، فى النصف الأول من عام 2021، تم تأجيل إنتاج أكثر من مليون سيارة فى أمريكا الشمالية، وكانت الشركات الأكثر تضرّراً هى «فورد وجنرال موتورز»، وتأثرت أيضاً شركات الأجهزة الإلكترونية، مثل «أبل وسونى»، كل هذه التداعيات أثرت سلباً على الاقتصاد العالمى.

ما الدور الذى يمكن أن تلعبه مصر لحل أزمة نقص الشرائح الإلكترونية؟

- فى الحقيقة، مصر تمتلك بعض مقومات صناعة الشرائح الإلكترونية، حيث توجد فيها كميات وفيرة من الرمال البيضاء، المصدر الرئيسى لمادة «السيليكون»، التى تُعتبر أساس صناعة الشرائح الإلكترونية، فضلاً عن امتلاك مصر ميزة تنافسية فى منظومة سلاسل التوريد العالمية، بسبب موقعها الجغرافى الاستراتيجى، وكذلك وفرة الموارد البشرية القادرة على قيادة هذه الصناعة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الرقائق الإلكترونية التطور التكنولوجي الإلكترونيات الشرائح الإلكترونية أمريكا الصين صناعة الشرائح الإلکترونیة صناعة السیارات التى ت

إقرأ أيضاً:

كوريا الشمالية تصعّد ضد سيئول: لا وحدة ولا حوار ولا قمة مرتقبة

أعلنت كيم يو جونغ، شقيقة زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون، أن بيونغ يانغ ترفض بشكل قاطع الانخراط في أي حوار مع كوريا الجنوبية، ووصفت مبادرات إدارة الرئيس الكوري الجنوبي الجديد لي جيه ميونغ بأنها “عديمة الجدوى وتكرار أعمى لسياسات سلفه”، متهمة إياه بالسير في خط المواجهة عبر التحالف مع الولايات المتحدة.

وجاء تصريحها اليوم الإثنين، عبر وكالة الأنباء المركزية الكورية، في أول رد رسمي من كوريا الشمالية على الإدارة الجديدة في الجنوب، والتي تولت السلطة قبل نحو 50 يومًا، حسب ما نقلته وكالة “يونهاب” الكورية.

وقالت كيم يو جونغ في بيانها، إن حكومة بيونغ يانغ “لا تكترث” لأي جهود تبذلها سيئول لجذب انتباهها، مؤكدة أن الموقف تجاه الجنوب “ثابت ولن يتغير”، وأضافت: “لن نناقش أو نتفاوض مع كوريا الجنوبية تحت أي ظرف، ولن ننخدع ببعض العبارات العاطفية”.

واتهمت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، الرئيس لي جيه ميونغ، بمواصلة “الانصياع الأعمى للتحالف مع أمريكا”، مشيرة إلى أن إدارته تسير على نفس نهج التصعيد والمواجهة، وأن سياسته “لا تختلف قيد أنملة عن سابقيه الذين جعلوا من الشمال عدوا رئيسيا”.

كما انتقدت كيم يو جونغ بشدة مقترحات في الجنوب لإعادة هيكلة وزارة الوحدة الكورية، قائلة إن وجود هذه الوزارة “غير منطقي” لأن “الكوريتين دولتان منفصلتان”، واتهمت سيئول بأنها “لا تزال مهووسة بوهم الوحدة عبر الدمج”.

وسخرت كيم يو جونغ من إعلان كوريا الجنوبية وقف البث الإذاعي والتلفزيوني الموجه إلى الشمال، واعتبرته “عديم القيمة”، مشيرة إلى أن مثل هذه الإجراءات لن تُغيّر شيئًا في موقف بيونغ يانغ أو سلوكها.

وفي ختام البيان، سخرت من مقترح جنوبي بدعوة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون للمشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، التي تعتزم كوريا الجنوبية استضافتها، ووصفت الدعوة بأنها “وهم سخيف”.

وتأتي هذه التصريحات الحادة في وقت تشهد فيه شبه الجزيرة الكورية توترًا متصاعدًا، وسط مناورات عسكرية مشتركة بين واشنطن وسيئول، وتصعيد متبادل في الخطاب السياسي بين الجانبين، كما أن جهود الرئيس لي لإحياء الحوار بين الكوريتين، بما في ذلك إشارات دبلوماسية ودعوات إلى خفض التصعيد، لم تلقَ أي تجاوب فعلي من الشمال حتى الآن.

ويرى مراقبون أن بيان كيم يو جونغ يحمل رسالة استراتيجية بأن بيونغ يانغ لن تغير موقفها إلا إذا تغيّرت قواعد اللعبة الإقليمية، خصوصًا فيما يتعلق بالوجود العسكري الأمريكي في الجنوب، وسياسة العقوبات.

رئيس كوريا الجنوبية: مستمرون في تعزيز التحالف مع الولايات المتحدة لحماية السلام والحرية

أكد رئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونغ التزام بلاده بتعزيز التحالف مع الولايات المتحدة في مختلف المجالات، مشيراً إلى أهمية هذا التحالف في ضمان الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.

وفي رسالة بمناسبة الذكرى السنوية لتوقيع الهدنة التي أنهت الحرب الكورية (1950 – 1953)، قال لي جاي ميونغ إن “التحالف الكوري-الأمريكي هو تحالف الدم، وسنواصل تعزيزه عبر جهود شاملة تشمل السياسة والاقتصاد والأمن والثقافة، لضمان ثبات الحرية والسلام”.

ووجّه الرئيس الكوري الجنوبي الشكر للولايات المتحدة على “تضحياتها في الحرب الكورية”، مشيراً إلى أن أكثر من 36 ألف جندي أمريكي قضوا خلال المعارك ضمن القوات المتعددة الجنسيات التي دعمت سيئول.

وشهدت كوريا الجنوبية الأحد مراسم رسمية لإحياء الذكرى السنوية لتوقيع اتفاق الهدنة مع كوريا الشمالية، والذي أوقف القتال في 27 يوليو 1953، دون أن يؤدي إلى اتفاق سلام رسمي حتى اليوم، ما يجعل البلدين في حالة حرب من الناحية القانونية.

مقالات مشابهة

  • أستاذ بالأزهر: محاولات تحويل الغضب العالمي من إسرائيل إلى مصر وقاحة غير مسبوقة
  • عطل بمنصة «X» يؤثر في نظام الإشعارات
  • صندوق النقد يرفع توقعاته للنمو العالمي إلى 3% عام 2025
  • مدبولي: حوافز خارج الصندوق لتوطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر
  • الحكومة: لدينا خطة متكاملة لتوطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر
  • من الساعات إلي أحد أقطاب صناعة السيارات.. قصة نجاح فورد؟
  • تقرير: الحروب التجارية الأمريكية تُكبد الاقتصاد العالمي خسائر تقدر بـ2 تريليون دولار
  • حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
  • كوريا الشمالية تصعّد ضد سيئول: لا وحدة ولا حوار ولا قمة مرتقبة
  • الحر الشديد يؤثر سلبا على إنتاج الحبوب الشتوية في تركيا