أستاذ نظم معلومات: نقص الشرائح الإلكترونية يؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي (حوار)
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
أكّد الدكتور عصام الجوهرى، أستاذ نظم المعلومات وإدارة التحول الرقمى، أن الرّقائق الإلكترونية لها أهمية كبيرة على مستوى الاقتصاد العالمى ومجال التكنولوجيا، حيث تُمثّل النواة الأساسية للكثير من الصناعات، بدءاً من لعب الأطفال وأجهزة الحاسوب والأجهزة المنزلية والهاتفية، وتدخل فى صناعة السيارات والطائرات والصواريخ والأقمار الصناعية.
وأوضح «الجوهرى»، فى حوار مع «الوطن»، أن مصر تمتلك مقومات صناعة الشرائح الإلكترونية، حيث توجد فيها كميات وفيرة من الرمال البيضاء، المصدر الرئيسى لمادة «السيليكون»، التى تُعتبر أساس صناعة الشرائح الإلكترونية، فضلاً عن امتلاك مصر ميزة تنافسية فى منظومة سلاسل التوريد العالمية، بسبب موقعها الجغرافى الاستراتيجى، وكذلك وفرة الموارد البشرية القادرة على قيادة هذه الصناعة.. وإلى نص الحوار:
«تايوان» تصنع أكثر من 65% من الإنتاج العالمىفى البداية، نود أن نتعرّف أكثر على صناعة الشرائح الإلكترونية، أو ما يُعرف بـ«أشباه الموصلات»؟
- الشرائح الإلكترونية عبارة عن مجموعة من الدوائر الإلكترونية على قطعة صغيرة مسطّحة من السيليكون، ويمكن من خلال هذه الرقاقة التحكم بعمل كمبيوتر السيارة أو أى تقنية فيها، وقد أخذ الطلب على الشرائح الإلكترونية يتنامى بشكل متزايد، نتيجة زيادة مستخدمى الأجهزة الإلكترونية، والتوسُّع فى استخدم الذّكاء الاصطناعى، خاصة أثناء جائحة كورونا العالمية، واضطرار الكثير من المؤسسات إلى اتباع سياسات العمل والتعلم عن بُعد.
وما الأسباب التى تقف وراء نقص الشرائح الإلكترونية عالمياً؟
- حتى نعرف الأسباب، يجب أن نعود إلى الوراء، خصوصاً إلى عام 2018، أى قبل نحو 6 سنوات، إذ بدأت أزمة نقص الشرائح الإلكترونية بسلسلة من الاضطرابات، بسبب الصّراع الدائر بين أمريكا والصين، حيث أصدرت الولايات المتحدة قرارات بمنع تصدير الشرائح الإلكترونية إلى الشركات الصينية، وبالأخص شركة «هواوى»، وتفاقمت الأزمة فى أوائل عام 2020 جراء تفشى جائحة كورونا، واضطرت شركات صناعة السيارات وكثير من الموردين والتّجار إلى الإغلاق ووقف طلبات الشرائح الإلكترونية مؤقتاً، نظراً للركود الاقتصادى، ليعود الطلب مرة أخرى على الشّرائح فى قطاع صناعة الإلكترونيات والهواتف والحسّاسات المرتبطة بتقنيات «إنترنت الأشياء» والطائرات المسيّرة فى الفترة نفسها، والأجهزة الذكية فى مجالات التعليم والصحة، نظراً للاتجاه المتزايد نحو العمل والتعلم عن بُعد، ومحاولات مواجهة الجائحة، مما أدى إلى توجيه إنتاج الشرائح الإلكترونية إلى صناعة الإلكترونيات الذكية، ولكن سرعان ما عادت صناعة السيارات فى النصف الأخير من عام 2020، مما زاد الطلب على الشرائح الإلكترونية، وتسبّب ذلك فى حدوث نقص بصناعة الشرائح، فضلاً عن نقص العمالة، وإعاقة سلاسل الإمداد، التى سبّبها الإغلاق الناجم عن الجائحة، حيث إن الفجوة بين طلب الشرائح ووقت تسليمها قد يصل إلى 22 أسبوعاً تقريباً.
وما انعكاسات أزمة نقص الشرائح الإلكترونية على أسواق العالم؟
- يتركز تصنيع الشرائح الإلكترونية فى عدد قليل من دول شرق آسيا، وبالأخص تايوان، التى تُنتج أكثر من 65% من الإنتاج العالمى، وقد كان للنقص فى الشرائح الإلكترونية آثار عالمية جسيمة، فى حين تضرّر ما مجموعه 169 صناعة بهذا النقص، وكانت الأكثر ضرراً صناعة السيارات، حيث اضطرت الشركات إلى خفض إنتاجها من بعض الموديلات، التى تعتمد بشكل أساسى على الشرائح، ومثال على ذلك، فى النصف الأول من عام 2021، تم تأجيل إنتاج أكثر من مليون سيارة فى أمريكا الشمالية، وكانت الشركات الأكثر تضرّراً هى «فورد وجنرال موتورز»، وتأثرت أيضاً شركات الأجهزة الإلكترونية، مثل «أبل وسونى»، كل هذه التداعيات أثرت سلباً على الاقتصاد العالمى.
ما الدور الذى يمكن أن تلعبه مصر لحل أزمة نقص الشرائح الإلكترونية؟
- فى الحقيقة، مصر تمتلك بعض مقومات صناعة الشرائح الإلكترونية، حيث توجد فيها كميات وفيرة من الرمال البيضاء، المصدر الرئيسى لمادة «السيليكون»، التى تُعتبر أساس صناعة الشرائح الإلكترونية، فضلاً عن امتلاك مصر ميزة تنافسية فى منظومة سلاسل التوريد العالمية، بسبب موقعها الجغرافى الاستراتيجى، وكذلك وفرة الموارد البشرية القادرة على قيادة هذه الصناعة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الرقائق الإلكترونية التطور التكنولوجي الإلكترونيات الشرائح الإلكترونية أمريكا الصين صناعة الشرائح الإلکترونیة صناعة السیارات التى ت
إقرأ أيضاً:
كيف يؤثر الكافيين على الدماغ أثناء النوم؟
#سواليف
يستهلك الملايين حول العالم الكافيين يوميا لتحسين #التركيز واليقظة، إلا أن دراسة حديثة كشفت أن تأثيره لا يقتصر على ساعات #الاستيقاظ، بل يمتد أيضا إلى #النوم.
وأظهر فريق البحث من جامعة مونتريال الكندية، كيف يؤثر الكافيين على أنماط النوم ووظائف #الدماغ، حيث استخدم مزيجا من الذكاء الاصطناعي وتخطيط كهربية الدماغ (EEG) لتحليل التغيرات الدقيقة في النشاط العصبي الليلي.
وشملت الدراسة 40 شخصا بالغا خضعوا لتسجيل نشاط أدمغتهم خلال ليلتين منفصلتين: في الأولى، تناول المشاركون كبسولتين من الكافيين قبل النوم (إحداهما قبل 3 ساعات، والثانية قبل ساعة واحدة)، وفي الليلة الأخرى تناولوا علاجا وهميا.
مقالات ذات صلة الأسرار السبع للوقاية من أمراض القلب قبل فوات الأوان 2025/06/01وأظهرت التحليلات أن #الكافيين زاد من تعقيد الإشارات العصبية، وجعل نشاط الدماغ أكثر ديناميكية وأقل قابلية للتنبؤ، خاصة خلال مرحلة النوم غير الحركي (NREM)، وهي مرحلة حيوية لاستعادة الذاكرة والتعافي الذهني.
كما لاحظ الباحثون أن الكافيين يعزز حالة تعرف بـ “الحرجية” – وهي توازن دقيق بين النظام والفوضى في الدماغ.
ووصف البروفيسور كريم الجربي، أستاذ علم النفس والباحث في معهد ميلا-كيبيك للذكاء الاصطناعي، هذه الحالة بأنها تشبه “أداء أوركسترا منظم تماما: ليست ساكنة تماما ولا صاخبة بلا هدف”. وتعتبر هذه الحالة مثالية أثناء اليقظة، لكنها غير ملائمة للنوم، حيث تعيق عملية الاسترخاء العميق الضروري لاستعادة الدماغ لنشاطه.
وأظهر تخطيط الدماغ أيضا أن الكافيين يضعف التذبذبات البطيئة مثل موجات ثيتا وألفا، والتي ترتبط بالنوم العميق، بينما يزيد من نشاط موجات بيتا، المرتبطة باليقظة والتفكير النشط، ما يجعل الدماغ أقرب إلى حالة الاستيقاظ.
وكشفت الدراسة أن التأثيرات كانت أوضح لدى المشاركين الأصغر سنا (بين 20 و27 عاما)، مقارنة بمن هم في منتصف العمر (بين 41 و58 عاما).
ويفسّر الباحثون ذلك بارتفاع كثافة مستقبلات الأدينوزين في أدمغة الشباب، ما يجعلهم أكثر استجابة لتأثير الكافيين. (الأدينوزين: جزيء يتراكم في الدماغ تدريجيا على مدار اليوم ويسبب الشعور بالنعاس. ويعمل الكافيين عن طريق حجب هذه المستقبلات، ما يعزّز اليقظة).
ويشير الباحثون إلى أن التأثيرات العصبية للكافيين قد تكون ضارة عند تناول الكافيين في وقت متأخر من اليوم، خصوصا لدى الفئات العمرية الأصغر. ويؤكدون أهمية إجراء دراسات إضافية لفهم العلاقة بين الكافيين وجودة النوم والصحة الإدراكية، بما يمكّن من تقديم توصيات مخصّصة لاستهلاكه.