بوابة الوفد:
2025-05-20@09:14:45 GMT

إيران-إسرائيل ومآرب أخري

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

 

لا حديث يعلو فوق الحديث عن ماذا فعلت إيران وماذا ستفعل إسرائيل؟.. فى ظل حالة اضطراب لم تشهدها منطقة الشرق الأوسط بين قوتين تعتبر كل واحدة منهما الأقوى، وتريد كل واحدة منهما بسط سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط، بعدما كانت العلاقة بينهما علاقة الحمل الوديع، وذلك فيما قبل عصر الثورة الإيرانية، وبالتحديد فى حقبة الشاه.

. فلا عجب، فكانت إيران فى هذه الفترة تطلب ود إسرائيل والغرب، واليوم سبحان مغير الأحوال تنقلب العلاقات رأسًا على عقب، وتناصب إيران إسرائيل والغرب العداء، وتطلب ود العرب لولا تدخلها فى الشئون الداخلية لِجُل العرب، ونشر مذهبها الشيعى.

واليوم تضع كل من إسرائيل وإيران العالم على أهبة الاستعداد مع أو ضد، وشخوص أبصاره إلى الشرق الأوسط، المسرح العسكرى للدول العظمى، ومطمعها الاقتصادى الأول، بعد أن ضربت إيران قلب اسرائيل ردًا على هجومها على قنصليتها فى سوريا، وقتل عدد من الإيرانيين، بينهم قيادات إيرانية، ما وضعهم فى موقف لا يحسدون عليه، استوجب الرد حتى ولو لحفظ ماء الوجه كما يتردد، وهو ما كان، فبمئات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية تم ضرب إسرائيل، وأن من بين الأهداف التى أُصيبت داخل إسرائيل قاعدة نوتام الجوية الإسرائيلية، وهى خسائر فى مجملها غير معتبرة، وهى المرة الأولى التى تواجه فيها إيران إسرائيل مواجهة مباشرة وجهًا لوجه.

ولكن ورغم أن الهجوم الإيرانى هذا لم يسفر عن خسائر معتبرة، فقد نتج عنها إصابة واحدة واستهداف لقاعدة جوية فى جنوب إسرائيل، إلا أن أصوات العبريين تعالت لتوجيه ضربة مباشرة وقاسية للجمهورية الإسلامية، فى حين على المستوى الشعبى الإيرانى لاقت الضربة الايرانية استحسانًا مشوبًا بضبابية نظرًا لتعدد الاعتداءات والاغتيالات الإسرائيلية السابقة لقادة وعلماء طهران.

وبعيدًا عن الإرادة الشعبية لكلتا الدولتين والتأييد مع أو ضد الضربات الانتقامية.. يأتى الهدف السياسى الاستراتيجى والأعلى والأولى لكلتيهما.. فها هى طهران تريد بسط نفوذها فى الشرق الأوسط، وتسعى قدمًا مسابقة الزمن لاكتمال برنامجها النووى حلم قرابة ٤٠ عامًا، تشد وترخى حتى مبلغ هدفها.. لذلك أرادت الحفاظ على الوتيرة الدولية والحفاظ على استعراضها الدائم لقوتها العسكرية، ما أجبرها على رد اعتبارها بضرب إسرائيل بطريقة خاضعة للرقابة، خاصة لتجنب التعرض لرد فعل كبير من جانب إسرائيل والذى من شأنه أن يعرض برنامجها النووى للخطر.. لذا صرح رئيس الأركان الإيرانى، اللواء محمد باقرى بأن إيران حققت هدفها وليس لديها أى نية لمواصلة عملياتها.

ولا نقلل منه، فقد أظهرت طهران رسالة من أنها قادرة على ضرب عمق تل أبيب من أراضيها مباشرة، مع كون الضربة نفسها لا تقبلها أى دولة مهما كان حجمها.. فما بالكم بدولة متعجرفة تستند لدولة عظمى وحلفائها.

وهذه هى إسرائيل الأخرى تسعى لمآربها، يأتى فى مقدمتها حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، الذى يبدأ بأرض المستقر، وهى أرض فلسطين، وبسط نفوذها عليها، والإلمام بزمام الأمور بها، ثم التوسع تباعًا وراء خريطة إسرائيل الكبرى، فكيف بها تصل لهدفها وموطنها فلسطين تؤرقه فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة ككتائب الشهيد عزالدين القسام وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب أبوعلى مصطفى وكتائب المقاومة الوطنية.. فهذه الفصائل هى هدف إسرائيل الأول، والقضاء عليها يسهل لها بسط سيطرتها عليها، لذلك تريد القضاء على الفصائل التابعة لحماس فى القطاع وغيرها فى الضفة الغربية وفلسطين عامة، لذلك لا تريد إسرائيل توسعة نطاق الحرب، وهو ما رأيناه عن بايدن وستعمل به تل أبيب، وهو حق الرد على نفس النطاق وفى توقيت يحسب مستقبلًا، تجنبًا لتوسعة نطاق الحرب، والتفرغ لهدفهم الأعلى الذى تسعى له منذ سنوات ببناء المستوطنات وغيرها، وربما كان ضرب القنصلية الايرانية لشغل العالم عما تفعله فى غزة.. اللهم احفظ مصر وارفع قدرها.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط إسرائيل والغرب

إقرأ أيضاً:

الرياض عاصمة القرار السياسي في الشرق الأوسط

 

 

علي بن سالم كفيتان

زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية الرياض في جولة شملت الدوحة وأبوظبي كانت بمثابة رسم خارطة جديدة للتحالفات في المنطقة ونهاية للفتور في العلاقات بين الرياض وواشنطن في عهد الرئيس السابق جو بايدن؛ حيثُ طغت لغة المال على لغة السياسة، ولا شك أنَّ سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، يعرف فك شفرة الرئيس ترامب وقدَّم المملكة برؤيتها الجديدة للعالم من باب المال والأعمال.

والحقيقة السياسية التي بدت من خلف الكواليس تقول لأمريكا إذا أرادت التطور السلام والتنمية والشراكة فبابها هو الرياض التي احتضنت قمة خليجية أمريكية، وإذا أرادت الحروب والدمار وخنق طرق التجارة العالمية، عليها أن تتبع تلابيب وحكومة نتنياهو الإرهابية المتطرفة، التي كلَّفت واشنطن مليارات الدولارات، ورسمت صورة سيئة للولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت تنصِّب نفسها حاميةً للحريات وحقوق الإنسان والتعبير عن الرأي. ونعتقد أنَّ الرئيس ترامب كرجل أعمال سينحاز للسلام والتنمية والازدهار الاقتصادي أفضل من لغة الحروب والدمار، ولا نستبعد عقد صفقة مع إيران؛ إذ إنَّ ترامب بات يؤمن أكثر من أي وقت مضى بأنَّ على إسرائيل التي لا تستمع له أن تخوض معركتها منفردة، وأن ذلك جليًا من خلال اتفاق وقف إطلاق النار مع صنعاء بعيدًا عن إسرائيل.

لعلها كانت الفرصة الكاملة لشرح تطلعات منطقة الشرق الأوسط للسلام مع رئيس أمريكي يؤمن بوقف الحروب، ويتبنى لغة الصفقات التجارية بين أمم وشعوب العالم لحل الأزمات، وما حصل عليه خلال جولته هذه كان خير شاهد على اختيار عرب الخليج الشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الباب الذي يُمكن الولوج منه لحل نهائي للقضية الفلسطينية؛ فالرئيس ترامب هو الزعيم الأمريكي الوحيد الذي لديه القدرة على فرض السلام على الكيان الصهيوني في الوقت الحاضر.

إنَّ إقناع الرياض الرئيس ترامب برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا منذ عقد من الزمن، يُعد اختراقًا كبيرًا للعقلية الأمريكية التي دأبت على إلصاق تهمة الإرهاب بالمشرق العربي الذي عانى من ويلات الحروب والتشريد والحصار؛ فعودة الحياة إلى دمشق مجددًا هي استعادة النبض لعاصمة مُهمة، طالما شكلت محورًا مُهمًا في عالمنا العربي. وكُل مُحب للخير يرى في ذلك إنجازًا عظيمًا حققته هذه الزيارة مهما كانت كلفتها؛ حيث إنَّ عودة سوريا إلى الحضن العربي ورجوع ملايين اللاجئين إلى بلادهم لا يُقدَّر بثمنٍ، ولا شك أن سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز راهن بكل ثقله على ذلك، فما لم تحققه القمم العربية ولا قرارات الأمم المتحدة حققه بن سلمان في صفقة واحدة، وساهم في إحياء قطر عربي رزح تحت الظلم والطغيان لعقود.

العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية مُهمة لكل شعوب العالم؛ كونها القوة العظمى الوحيدة، فقد رأينا توقيع الصين لاتفاق الرسوم الجمركية مع أمريكا والوصول لحل وسط يُرضي الطرفين، رغم قوة الصين وأهميتها الاقتصادية التي تطمح لبلوغ سقف الاقتصاد العالمي، إلّا أنها آثرت الصُلح مع المارد الأمريكي، والتجاور معه بلغة المال التي يُفضِّلها ترامب على لغة التصعيد والحرب الاقتصادية التي سوف تعصف بالعالم وتتسبب في أزمات جديدة. لهذا لا نرى عجبًا ولا استنكارًا أن يتفاهم عرب الخليج بذات اللهجة مع ترامب لحماية استقرار المنطقة ونموها وازدهارها؛ فالكثير من المُنادين بالمناكفة لا يعون العواقب.

للأسف لم تنل القضية الفلسطينية حسب الظاهر الاهتمام الذي توقعناه من هذه الزيارة؛ حيث كنَّا نأمل إعلان اعتراف أمريكي بالدولة الفلسطينية من قلب جزيرة العرب وتراجعها عن حماية الكيان الصهيوني سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا ووقف الحرب الوحشية والتطهير العرقي الممنهج في قطاع غزة وقضم الأراضي في الضفة الغربية. وبيَّنت قطر أنَّها تحمل همَّ هذا الملف وأوصلته بمهنية إلى الرئيس ترامب، وعسى أن نرى تطورًا لافتًا خلال الأيام المقبلة وخاصة بعد إطلاق الأسير الأمريكي الجنسية عيدان ألكسندر كبادرة حُسن نية من حركة المقاومة الإسلامية حماس تزامنًا مع الزيارة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • «الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات» ينطلق في الشارقة 28 الجاري
  • جولة ترامب في الشرق الأوسط تكشف تجاهله لغزة
  • الرياض عاصمة القرار السياسي في الشرق الأوسط
  • ترامب يعيد رسم تحالفات الشرق الأوسط ورسالة صامتة تضع العراق في الظل
  • ماذا تريد إيران دوليا وإقليميا من منتدى طهران للحوار؟
  • ترامب يغير الشرق الأوسط وليس نتنياهو
  • إيران والسعودية.. مساران متناقضان في الشرق الأوسط
  • بخبرة 98 عاما.. سيجوارت تضيف منتجات تصنع لأول مرة في الشرق الأوسط..تعرف عليها
  • آية الله خامنئي: تصريحات ترامب بشأن إيران لا تستحق الرد
  • خامنئي يرد على ترامب: تصريحاته بشأن طهران «لا تستحق الرد عليها»