الداخل إليه ميت.. ما قصة الكهف الأكثر دموية في العالم ؟
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
في أدغال أفريقيا أسست الأفيال بأنيابها كهف كيتوم في كينيا، عندما كانت تزور هذا المكان لكشط الجدران بحثًا عن الملح، ومع الوقت أصبح هذا الكهف من أكثر مسببات الأمراض فتكًا التي عرفها الإنسان.
في عام 1980، أصيب مهندس فرنسي من مصنع سكر قريب بفيروس ماربورغ الذائب في الجسم أثناء زيارته لكهف كيتوم، الذي يقع داخل البركان الخامد في قلب متنزه جبل إلغون الوطني في كينيا، وتوفي سريعًا في مستشفى بنيروبي.
كانت حالته الصحية بالغة الصعوبة فكان النسيج الضام في وجهه يذوب، ويتدلى العظم الأساسي، كما تحلل الرجل السريع من النزف الفيروسي أو الحمى المفرزة للدم، 'كما لو أن الوجه ينفصل عن نفسه والجمجمة.
وبعد سبع سنوات، أخذ كهف كيتوم ضحية أخرى، وهو تلميذ دنماركي كان يقضي إجازة مع عائلته، فقد توفي الصبي بسبب فيروس نزفي ذي صلة، يُسمى الآن فيروس رافن.
يدرك العلماء الآن أن المعادن المالحة الثمينة الموجودة في الكهف، والتي جعلت منه مقصدًا ليس فقط للأفيال، ولكن أيضًا الجاموس والظباء والفهود والضباع في غرب كينيا، قد حولت كيتوم إلى حاضنة للأمراض الحيوانية المنشأ.
عندما تم اكتشاف كيتوم لأول مرة، لم يكن الباحثون يعرفون ماذا يفعلون بالخدوش والخدوش الموجودة على طول جدرانه، حيث افترضوا أن العمال المصريين القدماء قاموا بالتنقيب في الموقع بحثًا عن الذهب أو الماس.
جاء لاحقًا إدراك أن الكهف الذي يبلغ عمقه 600 قدم قد تم تعميقه وتوسيعه باستمرار بواسطة الأفيال، ليصبح ملاذًا للخفافيش الحاملة للأمراض.
أطلق معهد الأبحاث الطبية للأمراض المعدية التابع للجيش الأمريكي (USAMRIID) رحلة استكشافية إلى كهف كيتوم بعد حوادث الثمانينات، مرتديًا بدلات عرقية مضغوطة ومفلترة، لكنه ناضل من أجل تحديد الأنواع المسؤولة عن انتشار مسببات الأمراض القاتلة للبشر.
ولكن بعد أكثر من عقد من الزمن، تم اكتشاف ماربورغ RNA في خفاش الفاكهة المصري الذي يبدو سليمًا (Rousettus aegyptiacus) والذي تم سحبه من الكهف في يوليو 2007.
وكانت مستودعات الفيروس القاتل موجودة في كبد أنثى الخفاش الحامل، والطحال، وأنسجة الرئة، وقد اكتشف العلماء منذ ذلك الحين كميات هائلة من جينات الإنترفيرون من النوع الأول، الواقية داخل خفافيش الفاكهة المصرية، بالإضافة إلى ما يسمى بمستقبلات الخلايا القاتلة الطبيعية"NK".
لقد بحث الناس سابقًا في عدد من جينومات الخفافيش ولم يتمكنوا من العثور على أي مستقبلات خلايا NK تقليدية'، كما أوضحت عالمة الأحياء الدقيقة بجامعة بوسطن ستيفاني بافلوفيتش للنشرة الداخلية للمدرسة The Brink.
وأوضح عالم الأحياء الدقيقة "توم كيبلر" قد يقوم الخفاش بتهدئة الفيروس لفترة قصيرة من الزمن، محاولًا منع نمو الفيروس دون شن هجوم كامل، موضحًا:"هناك شيء مثير للاهتمام حقًا يحدث هنا".
في العام الماضي، تم نشر فرق من منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في جميع أنحاء أفريقيا، للعمل بكامل قوتها لوقف تفشي آخر لفيروس ماربورغ، والذي تم اكتشافه منذ ذلك الحين في كهوف أخرى، عبر القارة.
كما تم تحذير الأطباء في الولايات المتحدة من الحذر من الحالات المستوردة، مما أثار مخاوف من احتمال انتشار الفيروس تحت الرادار.
تم وصف فيروس ماربورغ باعتباره التهديد الوبائي الكبير التالي، حيث وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه "معرض للوباء".
ويمكن أن ينتقل إلى البشر من خفافيش الفاكهة التي تعيش في وسط أفريقيا، ويمكن أن ينتشر أيضًا بين الناس عن طريق ملامسة سوائل الجسم من شخص مصاب، كما يمكن أن يصاب الأشخاص أيضًا بالمرض عن طريق لمس المناشف أو الأسطح التي لامست أيضًا شخصًا مصابًا.
ويمكن لفيروس ماربورغ أن يحتضن الأشخاص الذين يصابون به لمدة تتراوح بين يومين و21 يومًا قبل ظهور الأعراض، ولكن العلامات التحذيرية، عندما تندلع، تبدو في البداية مشابهة لأمراض استوائية أخرى مثل الإيبولا والملاريا.
يصبح المرضى المصابون شبيهين بالأشباح، وغالبًا ما تتطور لديهم عيون عميقة ووجوه خالية من التعبير، ولكن في مراحل لاحقة، فإنه يؤدي إلى نزيف من فتحات متعددة بما في ذلك الأنف واللثة والعينين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إفريقيا
إقرأ أيضاً:
أكثر من 300 شهيد خلال 48 ساعة.. إسرائيل ترتكب 26 مجزرة دموية في غزة
أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 26 مجزرة دامية خلال 48 ساعة فقط، أسفرت عن استشهاد أكثر من 300 مدني، إلى جانب مئات الجرحى والمفقودين، في هجمات متفرقة استهدفت مناطق مختلفة من القطاع.
وأوضح المكتب أن المجازر نُفذت من خلال قصف متعمد لمراكز الإيواء والنزوح المكتظة بعشرات آلاف الفلسطينيين، إضافة إلى استهداف الاستراحات العامة مثل "استراحة الباقة"، والأسواق الشعبية، والمنازل السكنية، والمرافق الحيوية. كما استهدف الاحتلال مدنيين أثناء بحثهم عن الغذاء، في وقت يعاني فيه القطاع من أزمة إنسانية خانقة.
وفي سياق متصل، جدد وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير موقفه الرافض لأي اتفاق تهدئة مع المقاومة الفلسطينية، قائلاً: "لن أسمح بتمرير صفقة متهورة، وآمل أن ينضم إليّ سموتريتش". وأضاف أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة كان "خطأ كبيراً"، داعياً إلى مواصلة العمليات العسكرية بـ"قوة"، ورافضاً أي توقف للحرب قبل "القضاء التام على حركة حماس".
وأكد بن غفير أن إجراء الانتخابات الإسرائيلية في الوقت الراهن ليس أولوية، مشدداً على أهمية "الحفاظ على حياة جنود الاحتلال واحتلال كامل قطاع غزة وتشجيع الهجرة".
كلمات دالة:غزةمجزرةالاحتلال الاسرائيليفلسطين© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن