محمد عبدالقادر: (ديوك المسلمية).. من اين اتى هؤلاء؟!!
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
لم يستطع ناشطو (قحت) قديما (تقدم)حديثا مغادرة حالة (ديك المسلمية) الذي تخبرنا الرواية الشعبية انه ظل (يعوعي) بينما ( بصلتو يحمرو فيها) كناية علي عدم ادراكه لمصير خطير ومحتوم ينتظره ( الذبح)…
هم يتحملون وزر اشتعال الحرب اللعينة لاسباب ثلاثة، اولها/ فشلهم فى ادارة الفترة الانتقالية والوصول بالاوضاع الى نفق مظلم نحصد ويلاته ونتائجه المرة الان.
وثانيها/ اغفالهم للتحذيرات التى كانت ترى تحت رماد التراخي والعمالة والارتهان للخارج والفشل فى الاداء التنفيذى وميض نار اسهم لاحقا فى كل الحريق الذى شهده السودان.
وثالثها/ التحالف واللهث وراء السلطة عندما فقدوها باي ثمن حتى ولو كان ذلك عبر بندقية المتمرد حميدتي الذى فض اعتصامهم وقتل انصارهم ولطالما صدعونا بهتافات مناوئة له من شاكلة (مافى مليشيا بتحكم دولة)، كيف سولت لهم انفسهم المريضة وهم الذين يطرحون انفسهم (قوى مدنية) ان يطلبوا تحقيق الديمقراطية من على ظهر دبابة ( قادرين تتخيلوا) مستوى الانتهازية والبؤس والنفاق.
الان وحتى بعد ان وقع الفاس فى الراس مازال القحتاويون سادرين فى غيهم بعيدين عن نبض الشارع وطموحات وهموم والام المواطنين، يغردون فى سرب الخيانة والعمالة ويسبحون عكس التيار الوطني العريض وبغباء غريب.
ولا ادري الي اين تسوقهم الاقدار ولكني اثق فى انهم سيظلون مرابطين في هذه ( الحالة الديكية) مع العلم ان الشعب الان هو الذى تولى مسؤولية ( تحمير البصلة) و(اعداد الحلة) التى تستهدف الاجهاز على ديك المسلمية (جماعة تقدم) والحكم عليهم بالاعدام من الحياة السياسية.
لم ينتبه منهم احد الي المصائر والسيناريوهات التي كانت تنتظر البلد في ظل معطيات واقع منقسم ومتشظ وخطير.. وبدلا من امعان القراءات المستقبلية بشكل واع وحكيم ولغت جماعة (قحت) ومن اجل كراسي السلطة فى انقلاب دموي من اجل العودة للحكم مازال يدفع ثمنه المواطن قتلا ودمارا وتنزيحا واغتصابا وانتهاكات يندى لها الجبين ..
كل معطيات فشل الدولة فى عهد القحاتة كانت ماثلة للعيان وبينما كانت (بصلتهم وبصلة الوطن بيحمروا فيها) كانوا يلهثون بغباء لتنفيذ انقلاب يجعل من المتمرد حميدتي كفيلا لهم ، كل الشواهد كانت تستدعي الانتباه لهشاشة الاوضاع قبل التورط فى مغامرة الانقلاب المشؤوم ، انهيار اقتصادي تفلتات امنية جيوش متعددة ، ضعف في سطوة المركز ونهاية لعهود سيطرته علي الاطراف تفشي حيازة الاسلحة، مظاهرات وموت في الشوارع، انهيار مخيف للعملة الوطنية تدهور في مناحي الحياة كافة، وبالرغم من ذلك لم يكن يدرك (ديوك المسلمية) انهم فى الطريق لمغادرة البطولة والمشهد برمته.
للاسف توافرت بيننا كافة المعطيات التي ادت الي تشرذم الدولة وانقسامها ودخولها في دوامة الحرب ومواجهات الشوارع والانقسام والضياع، وحده ديك المسلمية كان يصيح بالخيانة والعمالة والجعجة بينما ( بصلة السودان فى النار).
فى مقال سابق كتبته قبل اعوام سالت (ديوك المسلمية)، : ( لا ادرى هل يدرك الذين يقودون زمام الامور في السودان انهم ربما يكونوا اخر حكاما للسودان الواحد المستقر الموحد الامن المطمئن، لا اظنهم يعلمون ان التاريخ سيحسب عليهم نهاية عهد الدولة السودانية ودخولها مرحلة الغيبوبة التي ستنتهي الي الموت تحت انقاض الغبائن وتصفية الحسابات.)
للاسف مازالوا حريصين على ان يتعاركوا علي حطام وطن جريح مزقته المواجهات والحروبات والخلافات دون ان يكون هنالك عقلاء بينهم يقودون البلاد الي بر الامان، او يواسون على الاقل اهل السودان ضحايا حليفهم وكفيلهم المتمرد حميدتي. .. من اين اتى هؤلاء.؟!
محمد عبدالقادر
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
«الخلية»
لم يكن فيلم «الخلية» مجرد عمل سينمائى عن الإرهاب الأسود وقوى الظلام التى حاولت العبث بأمن المصريين، بل كان مرآة تعكس كيف تُحاك المؤامرات فى الخفاء، وكيف تُدار الخطط لاستهداف مفاصل الوطن الحيوية.. وفى النهاية يسدل الستار بالقضاء على التنظيم المتطرف.
ما لا يعرفه الكثيرون أن نسخة أخرى من «الخلية» تُعرض يوميًا، ولكن على شاشة البورصة المصرية.. السيناريو ذاته، لكن المشاهد مختلفة، والأبطال -أو بالأحرى الضحايا- مختلفون تمامًا.
على مدار سنوات، نشأت فى السوق «خلية»، مجموعة من الأفراد الذين ظلّوا يتحركون داخل المشهد بلا انقطاع، مُتقنين فنون التلاعب بالسوق كخبراء فى لعبة «الثلاث ورقات»، هؤلاء لا يكتفون بتحريك الأسعار، بل يصنعون حول الأسهم هالة من الوهم؛ يوهمون صغار المستثمرين بأن وراء الصعود أخبارًا جوهرية واعدة، بينما الحقيقة لا تتجاوز كونها مخططات ممنهجة لرفع أسعار أسهم لشركات يطاردها العجز والديون، وتخيم على ميزانياتها علامات استفهام عديدة.
لكى يُربكوا الجهات الرقابية، يتنقل أفراد الخلية بين أكواد مختلفة، ويوزعون عملياتهم بحرفية تبدو كما لو أنها تداولات طبيعية، ومع كل صعود صاروخى لسهم متهالك، تتصاعد الشكوك.. ما طبيعة علاقة هؤلاء المتلاعبين بهذه الشركات؟.. ومن المستفيد الحقيقى من كل خطوة محسوبة بينهم؟.. ولماذا ينجحون دائمًا فى تنفيذ خططهم بينما يتضرر صغار المستثمرين فى كل مرة؟
تساؤلات كثيرة دفعت الجهات الرقابية إلى تغيير استراتيجيتها.. فقد بدأت حملات تفتيش واسعة على شركات عدة، كشفت خلالها مخالفات بالجملة، وأصدرت قرارات رادعة بحقها.. وهذه خطوة لا يمكن إلا الوقوف أمامها باحترام، فهى محاولة جادة لتنظيف السوق من شركات استمرارها يمثل خطرًا على استقرار البورصة وعلى مدخرات المستثمرين البسطاء.
الأخطر من الشركات هم المتلاعبون أنفسهم.. تلك الأسماء التى تتكرر فى كل ملف، وتظهر فى كل قضية، وتطاردها مخالفات لا تُعد ولا تُحصى.. هؤلاء يمثلون «الجذور السامة» التى يجب اقتلاعها، لأن وجودهم هو الخطر الحقيقى الذى ينخر فى جسد السوق ويهدد ثقة المستثمرين.. وهو دور الجهات الرقابية.. فلم تعد مصمصة الشفاه تجدى.. وعليها الضرب بيد من حديد ضد هذه الأسماء، فالمشهد بات مضحكا للغاية، إذا ما أرادت استقرار التعاملات، وحماية السوق وأموال المستثمرين.