منظمة دولية: اليمنيون يعانون واحدة من أسوأ أزمات العالم المتعلقة بالألغام والمتفجرات
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
دعت منظمة HALO Trust الدولية، السبت، إلى تجديد التركيز على التنمية الإنسانية وجهود السلام في اليمن، حيث لا يزال السكان المدنيون يعانون من واحدة من أسوأ الأزمات في العالم المتعلقة بالألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة.
وقالت المنظمة -ومقرها في بريطانيا- في بيان لها، إنه بعد ستة أشهر من الهجوم الأول على السفن التجارية في البحر الأحمر، من الضروري ألا ننسى الرجال والنساء والأطفال اليمنيين العاديين الذين يعيشون يوميًا في حاجة إنسانية شديدة، والمخاطر التي تشكلها الأسلحة غير المنفجرة بالقرب من منازلهم.
وكانت تقارير وخبراء دوليون أوضحوا أن ما لا يقلّ عن مليوني لغم تم زرعها من قبل مليشيا الحوثي خلال سنوات الحرب التي اندلعت في منتصف 2014. وتسببت الألغام بمقتل وإصابة الآلاف من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء.
وسجلت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، خلال الفترة من يناير 2018 وحتى فبراير 2024م، 3 آلاف و607 حالات تضرر بشرية شملت القتل والإصابة خلفتها الألغام الأرضية المضادة للدروع والمضادة للأفراد التي زرعتها مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا.
وقال مات سميث، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "تتم معظم أعمال منظمة HALO في اليمن في بيئات حضرية مزدحمة ومعقدة وعلى مقربة من الخطوط الأمامية النشطة وساحات القتال السابقة، مما يعني أنها تتطلب مهارات مختلفة واتصالًا مجتمعيًا أكبر مقارنة بعمليات التطهير في المناطق الريفية.
ومنذ عام 2019، تقوم منظمة هالو اليمن بإزالة الألغام والمتفجرات الأخرى من الخطوط الأمامية في تعز، وهي مدينة مقسمة على خطوط القتال بين شمال وجنوب البلاد على مدى السنوات التسع الماضية، وفق البيان.
وذكر البيان، أن فرق HALO استجابت لأكثر من 100 نداء لإزالة أو تدمير العديد من العناصر الخطرة في تعز وقامت بتطهير حقول الألغام بفرق مدربة وآلات مدرعة، مما أعاد الأراضي الآمنة إلى المجتمعات التي تعاني بانتظام الحوادث المميتة أو المتغيرة للحياة.
وأوضح أنه في العديد من الأماكن، يتم العثور على متفجرات بما في ذلك الألغام والصواريخ وقذائف الهاون والقذائف المضادة للطائرات والعبوات الناسفة بين المنازل والعيادات والمدارس وغيرها من المرافق.
وقال سميث: "يشكل ذلك تهديداً يومياً للمدنيين اليمنيين، وخاصة الأطفال. يُصاب العديد من الأطفال أثناء اللعب، أو عند جمع الخردة المعدنية لبيعها والمساعدة في إطعام أسرهم".
ووفق البيان، "حتى الآن، قامت فرق HALO لإزالة الألغام بتأمين مليوني متر مربع من الأراضي في تعز وعدن - أي ما يعادل حوالي 280 ملعب كرة قدم - حتى يتمكن الناس من الذهاب إلى العمل والأسواق بأمان، ويمكن للأطفال المشي إلى المدرسة واللعب في الخارج دون خوف من فقدان أحد الأطراف، أو ما هو أسوأ".
وذكر أنه "خلال وقف إطلاق النار لعام 2022، كانت هناك زيادة بنسبة 160٪ في حوادث الذخائر غير المنفجرة وحوادث الألغام عندما حاول الناس العودة إلى منازلهم في تعز، مما يوضح أن أنشطة مكافحة الألغام يجب أن تلعب دورًا أساسيًا في عملية السلام حتى تكون جهود بناء السلام ناجحة".
وأشار سميث، إلى أنه "سوف يتم أيضًا إعاقة التعافي وإعادة الإعمار في المناطق الحضرية إذا لم تتم معالجة كمية الذخائر المتفجرة الموجودة في المناطق الحضرية في جميع أنحاء اليمن" .
وشدد على أن "هناك حاجة إلى إزالة الألغام الأرضية والمتفجرات على الطرق الرئيسية على طول الخطوط الأمامية المقترح إعادة فتحها بموجب هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة".
ولفت إلى أن HALO تعمل بشكل وثيق مع مكتب المبعوث الخاص (OSESGY) والجهات الفاعلة الأخرى لمعالجة التهديد المعقد في حالة توصل الأطراف إلى اتفاق.
وبحسب البيان، فإن هالو التي أنشأت مكتبًا مسجلاً في عدن في عام 2019 هي المنظمة الإنسانية غير الحكومية الدولية الوحيدة التي تقوم بالتخلص من الذخائر في حالات الطوارئ في تعز، والمنظمة الوحيدة التي تستخدم التطهير الميكانيكي في البلاد.
وأشارت المنظمة إلى أنها تعمل بشكل وثيق مع المنظمة الوطنية لمكافحة الألغام، حيث نقوم بتدريب وتوجيه موظفيها للمساعدة في تطوير حل مستدام لإزالة الألغام الأرضية والمتفجرات الأخرى على نطاق واسع.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الألغام الأرضیة فی تعز
إقرأ أيضاً:
منظمة مكافحة الجريمة: ترحيل المهاجرين من أمريكا إلى ليبيا يغذي الجريمة المنظمة ويهدد استقرار المنطقة
حذرت المنظمة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية في جنيف من أن خطط الولايات المتحدة المحتملة لترحيل مهاجرين غير نظاميين إلى ليبيا قد تؤدي إلى عواقب كارثية، ليس فقط على سلامة المرحّلين، بل على استقرار ليبيا والمنطقة ككل، مؤكدة أن هذه الخطوة قد تُسهم في ازدهار الشبكات الإجرامية وتعميق حالة الفوضى القائمة في البلاد.
جاء هذا التحذير ضمن تقرير صدر عن المنظمة بعنوان “الترحيل إلى الخطر”، حلل بالتفصيل التداعيات الأمنية والإنسانية والسياسية المرتبطة بترحيل المهاجرين من الولايات المتحدة إلى بلد يعاني من انقسام سياسي وعنف ممنهج منذ أكثر من عقد.
وأشار التقرير إلى أن ليبيا ما تزال بيئة غير آمنة بدرجة كبيرة، حيث تنتشر الميليشيات المسلحة، بينما تنشط شبكات تهريب البشر والابتزاز والاتجار بالأشخاص، وحذّرت المنظمة من أن إعادة مهاجرين إلى هذه البيئة تُعرّضهم مباشرة لمخاطر الاحتجاز التعسفي، والتعذيب، والعنف الجنسي، والعمل القسري، والانتهاكات المنظمة لحقوق الإنسان.
وأكدت المنظمة أن عمليات الترحيل من شأنها تغذية الاقتصاد الإجرامي في ليبيا، الذي ازدهر منذ عام 2011، لا سيما في مجالات التهريب والاتجار بالبشر، وحذّر التقرير من أن ترحيل المهاجرين قد يُستخدم كأداة سياسية من قبل الفاعلين المسلحين، مما يساهم في توسيع نفوذهم على حساب الدولة المركزية، ويؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار السياسي والأمني، في العاصمة طرابلس.
وفي تحذير واضح للسلطات الأمريكية، دعت المنظمة واشنطن إلى إعادة النظر في سياساتها المقترحة تجاه المهاجرين القادمين من دول مضطربة، مؤكدة أن الترحيل إلى ليبيا قد يعود بنتائج عكسية على المدى الطويل، ويُقوّض المصالح الأمريكية في المنطقة، سواء في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب أو كبح جماح الهجرة غير النظامية.
وقالت المنظمة إن ترحيل المهاجرين إلى ليبيا لا يُعدّ فقط تهديدًا مباشراً لسلامة الأفراد المرحّلين، بل يشكل خطرًا بنيويًا على بنية الاستقرار الإقليمي، لأنه يضخ دماءً جديدة في شرايين السوق السوداء ويمنح شبكات الإجرام فرصًا إضافية للربح والتوسع.
يأتي التقرير في وقت تداولت فيه تقارير صحفية أنباءً عن استعداد واشنطن لترحيل مهاجرين غير نظاميين إلى ليبيا، دون أن يصدر أي تأكيد أو نفي رسمي من الإدارة الأمريكية حتى منتصف مايو 2025. ورغم عدم تنفيذ أي عمليات ترحيل حتى الآن، إلا أن الاحتمال ذاته أثار موجة تحذيرات من منظمات حقوقية ومراقبين دوليين.