ما لا يمكن البوح به (خلوها سكتة)
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
يبدو اننا وصلنا إلى أخطر مرحلة من مراحل التحولات التاريخية غير المتوقعة نحو الارتماء في أحضان الشياطين والابالسة، حتى بات من الصعب البوح بما يدور حولنا من صفقات وتوافقات وعقود وتشابكات في العلاقات الإقليمية المعلنة وغير المعلنة. .
قبل قليل اكتشفنا عن طريق الصدفة ان معظم البلدان العربية في الشرق الأوسط، بمن فيها البلدان التي ترفض التطبيع مع إسرائيل، والتي تقف شعوبها بقوة مع غزة، هي التي ترسل شحنات النفط الخام إلى الموانئ الإسرائيلية بشهادة المنظمات الدولية المعنية بهذا الأمر.
لا نريد استعراض اسماء تلك البلدان، ولا نريد ذكرها حتى لا تنهال علينا الشتائم واللعنات، لأننا نشعر بالخيبة والخذلان والخجل كلما اطّلعنا على التقارير الدولية، لكن اسماء تلك البلدان معلومة ومعروفة ومثبتة، ويمكنك التعرف عليها من خلال تصفح تقارير مؤسسة (Oil Change International) المتاحة على شبكة جوجل الدولية. .
لا ريب انكم سوف تصابون بصدمة عنيفة عندما ترون الدعم الذي تقدمه بلدانكم العربية والإسلامية في الشرق الأوسط، وعندما تتأكدون من حرصها على تجهيز الموانئ الإسرائيلية بما تحتاجه من النفط الخام ومن المنتجات البترولية منذ السابع من اكتوبر وحتى يومنا هذا. ونترك لكم حرية التعرف بأنفسكم على تلك البلدان، والتعرف على عدد الشحنات وكمياتها، وهل كانت الشحنات مرسلة مجاناً، أم عن طريق السداد الآجل. .
لم نعد نصدق تصريحات الرؤساء والملوك والأمراء، ولن نقتنع بعد الآن بخطاباتهم الحماسية المناصرة لغزة. فالزعيم السيسي الذي اقسم بأغلظ الإيمان انه لم ولن يوصد بوابات معبر رفح بوجه المساعدات المرسلة إلى غزة، ولم يشترك في فرض الحصار عليها. بقوله: (اروح من ربنا فين إذا كنت أنا الذي تسببت بتجويع الفلسطينيين)، واذا به هو الذي يصر على تجويعهم وتعطيشهم وحرمانهم وتعذيبهم بشهادة الرئيس الأمريكي (جو بايدن)، وبشهادة صديقه الحميم (نتنياهو)، وبشهادة محكمة العدل الدولية. ولم نعد نصدق أفلام الاكشن التي أخرجها وأنتجها ملك الأردن وهو يقود الطائرات ويرمي المساعدات بالمظلات المثقوبة . .
ولكي نختزل الكلام، ونقتصر الطريق يكفي ان نقول: لا توجد دولة نفطية واحدة من دول الشرق الأوسط لم تشحن نفطها الى اسرائيل. والدليل على ذلك ما جاء في التقارير اليومية التي تنشرها مؤسسة (Oil Change International). اما إذا كانت تقاريرها كاذبة وملغومة وغير صحيحة، فما الذي يمنع تلك البلدان من دحضها وتكذيبها والطعن في مصداقيتها ؟؟. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات تلک البلدان
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: مصير الشرق الأوسط قد يتوقف على علاقة ترامب بنتنياهو
سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على الخلافات المتزايدة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك في وقت حساس قبل أول جولة خارجية لترامب في الشرق الأوسط.
على الرغم من التناغم الكبير بينهما في الأشهر الماضية، بدأت تظهر اختلافات جوهرية بين الزعيمين في ملفات أمنية حساسة.
لقاء خارج عن المألوف بين ترامب ووزير إسرائيلي متجاوزا نتنياهو عاجل- نتنياهو يعقد جلسة نقاشية حول تطورات ملف الرهائن ووقف إطلاق النار تفاهمات سابقة بين ترامب ونتنياهوأثناء زيارة نتنياهو للبيت الأبيض في فبراير الماضي، كان اللقاء بين الزعيمين يشير إلى تناغم تام في المواقف، حيث تحدث كلاهما عن منع إيران من الحصول على السلاح النووي، كما اتفقا على فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
إلا أن الأمور تغيرت في الزيارة اللاحقة بعد شهرين، حيث جلس نتنياهو شبه صامت بجوار ترامب بينما كان الأخير يتناول مواضيع متعددة لا علاقة لها بـ إسرائيل، ما أبرز التباين بينهما.
ترامب يرفض المضي في التحركات العسكرية ضد إيرانمع اقتراب ترامب من زيارته المرتقبة إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، رفض الرئيس الأمريكي الضغط الذي مارسه نتنياهو بشأن القيام بعمل عسكري مشترك ضد إيران للقضاء على برنامجها النووي.
بدلًا من ذلك، بدأ ترامب حوارًا مع طهران، وهو ما جعل نتنياهو يعبر عن قلقه من اتفاق غير متوازن، مشيرًا إلى أن الصفقات السيئة قد تكون أسوأ من عدم وجود اتفاق على الإطلاق.
تطورات مفاجئة في اليمن تؤثر على العلاقات بين البلدينوفي الأسبوع الماضي، أعلن ترامب عن اتفاق مع الحوثيين في اليمن لوقف الضربات الجوية ضدهم مقابل توقفهم عن استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر.
جاءت هذه الأنباء المفاجئة لإسرائيل بعد أيام قليلة من ضرب صاروخ حوثي للمطار الرئيسي في تل أبيب، بالإضافة إلى الهجمات الإسرائيلية على أهداف في اليمن، مما يسلط الضوء على الخلافات المستمرة بين الجانبين.
أزمة غزة واستمرار الخلافاتورغم دعم ترامب لسلوك نتنياهو في الصراع، فإن مبعوثي ترامب لا يزالون يحاولون الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة.
في حين أن ترامب لم ينتقد علنًا الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، إلا أن الخلافات بشأن كيفية التعامل مع الوضع لا تزال قائمة بين الطرفين.
اختبار لعلاقة ترامب ونتنياهو في ظل التحولات الكبرىترى صحيفة نيويورك تايمز أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو تشهد اختبارًا كبيرًا في هذا التوقيت، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية الضخمة التي يشهدها الشرق الأوسط.
يرى المحللون السياسيون في كل من الولايات المتحدة والشرق الأوسط أن تجاوز الخلافات بين ترامب ونتنياهو قد يكون له تأثير كبير في مستقبل المنطقة، وقد يساعد في تحديد مسار التاريخ السياسي هناك في الأوقات القادمة.