دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة «سيلفر نوت» لجودلفين يحصد «ذهب الكورن ستيكس» فريق أمني بريطاني يشارك في تأمين دورة باريس الأوليمبية

لم تعد القضايا التقليدية، من قبيل الهجرة والرعاية الصحية والوضع الاقتصادي، هي التي تهيمن وحدها على اهتمامات البريطانيين، في عام الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها بعد بضعة شهور من الآن، والتي لم يتم حتى اللحظة الإعلان رسمياً عن موعدها.


فبعد عام حُطِمَت فيه الأرقام المُناخية القياسية على مستوى العالم، بما انعكس بالتبعية على أحوال الطقس في المملكة المتحدة، أصبح ملفا المُناخ والبيئة يحظيان باهتمام كبير على الساحة السياسية هناك، وذلك في ظل تقارير تفيد بأن المخاوف المتعلقة بتبعات التغير المناخي، باتت تشغل عدداً لا يستهان به من أنصار الأحزاب الرئيسة في البلاد.
فوفقاً لتقرير أعدته وكالة بريطانية لتقديم الاستشارات والتواصل مع الرأي العام، اعتبر 10% من الناخبين ممن قالوا إنهم يعتزمون التصويت لصالح حزب «المحافظين» الحاكم، أن تغير المُناخ يمثل مصدر القلق الأكثر أهمية بالنسبة لهم. وازدادت هذه النسبة في أوساط المؤيدين المحتملين لحزب «العمال» المعارض، لتصل إلى 12%، وذلك في حين بلغت قرابة 27% بين من أكدوا اعتزامهم الإدلاء بأصواتهم دعماً لحزب «الخضر».
إضافة إلى ذلك، كشف استطلاع للرأي، نُشر في ديسمبر الماضي، أن 41% من المستطلعة آراؤهم، قالوا إنهم أكثر ميلاً لدعم الحزب الذي يتعهد باتخاذ إجراءات صارمة للتصدي لظاهرة التغير المُناخي وانعكاساتها.
وأظهر الاستطلاع نفسه أن 40% من المشاركين فيه يرون أن تأجيل الحكومة الحالية لبعض السياسات الرامية لتقليص الانبعاثات الكربونية أو إلغاءها تماماً أثر بالسلب على سمعة بريطانيا وصورتها في الخارج.
وربط خبراء ومحللون بين هذه النسب وما شهدته المملكة المتحدة في العام الماضي من ظواهر جوية ناجمة عن تسارع وتيرة التغير المُناخي. 
فـ 2023، صُنِّف باعتباره ثاني أكثر الأعوام حرارة في البلاد، منذ بدء تسجيل البيانات المتعلقة بهذا الأمر. كما يتوقع خبراء الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، أن تؤدي الأزمة المُناخية إلى رفع درجة الحرارة في البلاد خلال فصل الصيف، بما يتراوح بين درجة و6 درجات، وتقليص معدلات الأمطار التي تهطل عليها، بنسبة قد تبلغ 60% بحلول عام 2070. 
وأشار الخبراء إلى أن هذه التطورات والتوقعات ألقت بظلالها على استعدادات الأحزاب البريطانية لخوض الانتخابات التشريعية التي يُتوقع إجراؤها في أكتوبر المقبل، لا سيما بعدما أفاد تقرير أعده الفرع البريطاني لحركة «جرين بيس» المعنية بأوضاع البيئة في العالم، بأن السياسات المتبعة حيال القضايا المُناخية والبيئية، باتت تلعب دوراً حاسماً في التأثير على تفضيلات الناخبين، خاصة في الدوائر التي تحتدم فيها المنافسة بين الأحزاب.
ويعني ذلك، وفقاً لتقرير نشرته منصة «إيرث» الإخبارية الإلكترونية المهتمة بقضايا البيئة والملفات المتعلقة بالشؤون المؤثرة على الحياة على كوكب الأرض، أن الناخبين البريطانيين باتوا يسعون للحصول على مقترحات واضحة من المرشحين في الانتخابات المقبلة، وأن يقطع هؤلاء التزامات صارمة على أنفسهم، فيما يتعلق بتبديد المخاوف البيئية والمُناخية.
ويشير تضافر كل هذه العوامل إلى أن نتائج الانتخابات العامة المرتقبة في بريطانيا ستؤثر بشكل كبير على سياساتها المستقبلية حيال ملف التغير المُناخي، وقد تحدد ملامح الدور الذي ستضطلع به البلاد في الجهود العالمية المبذولة على هذا الصعيد، وهو ما جعل السجال يحتدم بين الحكومة والمعارضة، على مدار الفترة القليلة الماضية في ذلك الصدد.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: بريطانيا المناخ الرعاية الصحية الانتخابات البرلمانية التغیر الم الم ناخیة

إقرأ أيضاً:

تطورات المنطقة تهيمن على اجتماعين خليجيين مع اليمن وتركيا

الدوحة ـ على وقع القضايا الدولية والإقليمية المتسارعة استضافت العاصمة القطرية الدوحة اليوم الاجتماعين الوزاريين المشتركين بين دول مجلس التعاون الخليجي مع كل من الجمهورية اليمنية، والجمهورية التركية، كل على حدة.

وسيطرت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط من الحرب على غزة وصولا للمواجهات في البحر الأحمر، على الاجتماعين الوزاريين، حيث أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن هذه الأزمات انعكست على أمن واستقرار المنطقة، وفاقمت آثارها الأمنية والسياسية والاقتصادية الضائقة التي تواجهها الجمهورية اليمنية.

وأوضح رئيس الوزراء القطري أن السبيل الوحيد لحل الأزمة اليمنية هو التفاوض بين اليمنيين على أساس مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن وخاصة القرار 2216.

رئيس الوزراء القطري: المنطقة تمر بأزمات وصراعات دامية (وكالة الأنباء القطرية) موقف خطير وحساس

ونبه رئيس الوزراء القطري من خطورة ما تمر به منطقة الشرق الأوسط من أزمات وصراعات دامية وقال: نحن أمام موقف خطير وحساس للغاية يحتم حسم الأزمات في المنطقة بالحل السلمي، وانتهاج الحوار بين الأطراف بديلا عن العنف، وهذا يستلزم تكثيف الجهود الدولية والإقليمية من أجل وقف إطلاق النار في غزة كونها النواة التي ترتبت عليها بقية الأزمات وفي مقدمتها التوترات في البحر الأحمر.

الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي عبر عن تخوفه من تفاقم الوضع في اليمن خاصة في ظل ما تشهده الأوضاع من تطورات طارئة، تصدرتها التوترات الإقليمية التي تلقي بظلالها على فرص السلام في اليمن، واستمرار حالة الجمود في نتائج الجهود والمساعي الدولية الهادفة إلى إنعاش المسار السياسي.

من جانبه، رحب المجلس الوزاري الخليجي باستمرار الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والاتصالات القائمة مع كافة الأطراف اليمنية لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق حل سياسي شامل ومُستدام في اليمن، وضرورة وقف إطلاق النار.

ودعا المجلس الحوثيين لضرورة الانخراط بإيجابية مع الجهود الدولية والأممية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام لتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب اليمني.

المجلس الخليجي عقد اجتماعا منفصلا مع الجانب التركي (الأناضول) تمديد خطة العمل "الخليجي التركي"

وخلال الاجتماع الوزاري الخليجي التركي، أوضح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن خطة العمل المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا أثبتت جدواها السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، مما دفع إلى تمديد خطة العمل المشترك بين الطرفين إلى الفترة 2024 – 2029.

وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن تركيا من أهم الدول الداعمة لجهود الوساطة القطرية المصرية في غزة، مشيدا بالدعم الإنساني الذي تقدمة إسطنبول بالشراكة مع قطر لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ونحو شراكة إستراتيجية تشمل كافة المجالات عبر رئيس الوزراء القطري عن أمله في أن يحقق التعاون الخليجي التركي الهدف المشترك الأسمى للطرفين من خلال القنوات الدبلوماسية والاقتصادية للوصول إلى الاستقرار في المنطقة وتعزيز السلم الدولي.

كلمة معالي الأمين العام لـ #مجلس_التعاون @jasemalbudaiwi، خلال انعقاد الاجتماع الوزاري المشترك بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون والجمهورية اليمنية، والمُنعقد اليوم الأحد الموافق 9 يونيو 2024م، في العاصمة القطرية #الدوحة.#مجلس_التعاون#اليمن pic.twitter.com/Yb5EN9yGmG

— مجلس التعاون (@GCCSG) June 9, 2024

إعلان بايدن

وفي البيان الختامي الصادر عن المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الـ160 دعا المجلس الوزاري إلى التعامل بإيجابية وجدية مع إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن بتاريخ 31 مايو/أيار الماضي عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وعودة النازحين إلى منازلهم بشكل آمن، وتقديم المساعدات الإنسانية الكافية للمدنيين.

عقدنا في الدوحة بمعيّة أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الاجتماع الوزاري الـ160، والاجتماع الخليجي المشترك مع الجمهورية اليمنية الشقيقة والجمهورية التركية الشقيقة. نحرص في دول مجلس التعاون على تكثيف علاقاتنا مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية. pic.twitter.com/oiiyHgmRUu

— محمد بن عبدالرحمن (@MBA_AlThani_) June 9, 2024

إغاثة غزة

وأكد المجلس بحسب البيان على ضرورة البناء على هذا الإعلان للتوصل إلى إطار سياسي لاستئناف المفاوضات من أجل تحقيق السلام الشامل القائم على حل الدولتين، مشيدا بالجهود التي تبذلها دولة قطر ومصر لوقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ورحب المجلس الوزاري بانعقاد المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، بتنظيم مشترك بين مصر والأردن في 11 يونيو/حزيران الجاري، دون تفاصيل أكثر بشأنه.

وأدان "الاقتحامات المتكررة من قبل المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين لباحات المسجد الأقصى"، مؤكدا أن "الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات تفاقم التوتر وتدفع بالأوضاع إلى دوامة عنف مستمرة".

وأعاد المجلس التأكيد على "مواقفه الثابتة وقرارته السابقة بشأن إدانة استمرار احتلال إيران للجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) التابعة للإمارات"، داعيا "إيران للاستجابة للمساعي الإماراتية لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية".

وشدد على أن "حقل الدرة يقع بأكمله في المناطق البحرية لدولة الكويت".

نشعر بفائق الفخر والاعتزاز بالنتائج القيّمة التي خرجت عن اجتماعات الدورة الـ 160 للمجلس الوزاري لدول #مجلس_التعاون، والتي تصب في صالح المسيرة المباركة للعمل الخليجي المشترك.
كما نشيد بمخرجات الاجتماعين المشتركين مع وزيري خارجية #تركيا ???????? و #اليمن ???????? اليوم في #دوحة الخير في #قطر.… pic.twitter.com/NbFqwkBx3H

— جاسم محمد البديوي (@jasemalbudaiwi) June 9, 2024

 ملف إيران

وبشأن إيران، أعرب المجلس الوزاري عن "قلق دول مجلس التعاون من تطورات الملف النووي الإيراني"، مشددا على "أهمية الإسراع نحو التوصل إلى تفاهمات بناءة بين إيران والدول المعنية حول الملف النووي من أجل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة".

وشدد على "استعداد دول المجلس للتعاون والتعامل بشكل فعال مع الملف النووي الإيراني، ومشاركتها في جميع المفاوضات والمباحثات والاجتماعات الإقليمية والدولية بهذا الشأن".

وأدان المجلس "استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، في 1 أبريل/نيسان الماضي، وعبر عن رفضه لاستهداف المنشآت الدبلوماسية"، في إشارة للضربة الإسرائيلية آنذاك.

مقالات مشابهة

  • «الوزراء»: عدد المهاجرين بسبب المناخ سيصل 40 مليون في جنوب آسيا بحلول 2050
  • رئيسي مثال.. كيف يستخدم النظام الإيراني مصطلح "شهيد" لخدمة أغراضه السياسية؟
  • العبدلي: الأمم المتحدة وبعثتها تعمل على توريط ليبيا بنفس الازمات التي ورطوا بها لبنان سابقًا
  • الانتخابات والتحديات القادمة أمام إيران
  • الانتخابات الأوروبية.. ما سر صعود اليمين المتطرف في أوروبا؟
  • اليمين الشعبوي يتقدم في الانتخابات الأوروبية: مستقبل مليء بالمخاطر
  • تطورات المنطقة تهيمن على اجتماعين خليجيين مع اليمن وتركيا
  • ناشطو المناخ يعطلون حفل زفاف دوق وستمنستر في بريطانيا
  • الحزب الحاكم بجنوب أفريقيا يعتزم تشكيل حكومة وحدة وطنية
  • كوربن للجزيرة نت: سأناضل لإسماع صوت غزة بالبرلمان البريطاني