أبوظبي- وام 
أكدت لانا زكي نسيبة مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، رفض دولة الإمارات القاطع للادعاءات الزائفة التي أدلى بها المندوب الدائم للسودان، مؤكدة أنها مزاعم لا أساس لها من الصحة.

وأشارت إلى أن دولة الإمارات وجهت رسالة إلى مجلس الأمن في 21 أبريل الجاري، شددت خلالها على أن نشر المعلومات المضللة والروايات الزائفة بعد مرور عام على الصراع، يرمي إلى التهرب من المسؤولية، وتقويض الجهود الدولية الرامية إلى معالجة الأزمة الإنسانية في السودان.

وفي هذا الصدد، أكدت الإمارات العربية المتحدة أنها ستظل ملتزمة بدعم الحل السلمي للصراع في السودان ومواصلة العمل مع جميع المعنيين؛ لدعم أية عملية تهدف إلى وضع السودان على المسار السياسي للتوصل إلى تسوية دائمة، وتحقيق توافق وطني لتشكيل حكومة بقيادة مدنية.

وجاء في نص الرسالة التي وجهها محمد أبو شهاب سفير دولة الإمارات والمندوب الدائم للدولة في الأمم المتحد، إلى فانيسا فرايزر رئيسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة:

بناء على توجيهات حكومتي أكتب إليكم رداً على الادعاءات الواردة في بيان المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن رقم 9611 بتاريخ 19 أبريل 2024 في إطار بند جدول الأعمال «تقارير الأمين العام بشأن السودان وجنوب السودان».

إن الإمارات العربية المتحدة ترفض رفضاً قاطعاً الادعاءات التي أدلى بها المندوب الدائم للسودان والتي لا أساس لها من الصحة، وتتعارض مع العلاقات الأخوية الراسخة بين بلدينا، ويبدو للأسف أن هذه ليست أكثر من مجرد محاولة لصرف الانتباه عن الصراع وعن الحالة الإنسانية المتدهورة الناجمة عن استمرار القتال.

إن كافة الادعاءات المتعلقة بتورط الإمارات العربية المتحدة في أي شكل من أشكال العدوان أو زعزعة الاستقرار في السودان، أو تقديمها لأي دعم عسكري أو لوجستي أو مالي أو سياسي لأي فصيل في السودان هي ادعاءات لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى أدلة موثوقة لدعمها.

فمنذ اندلاع الصراع في السودان، لطالما أعربت الإمارات العربية المتحدة عن إيمانها الراسخ بأنه لا يوجد حل عسكري للصراع، ويساورنا بالغ القلق إزاء عدم استجابة أطراف النزاع للدعوة المتكررة للوقف الفوري للأعمال العدائية أو الجهود الرامية إلى إيجاد حل مستدام للصراع من خلال الحوار، بما في ذلك الدعوة الأخيرة من قبل مجلس الأمن في القرار 2724 (2024).

فبالرغم من النداءات العديدة التي صدرت عن الجهات الإقليمية والمجتمع الدولي بأسرع؛ إلا أن أطراف النزاع استمرت في إطالة الأعمال العدائية، والتي تسبب للشعب السوداني مشقة ومعاناة لا يمكن وصفها ويهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها.

وفي هذا السياق، تعرب الإمارات العربية المتحدة أيضاً عن قلقها البلاغ إزاء نشر معلومات مضللة وروايات كاذبة، والتي من شأنها تقويض أي جهود تهدف إلى تعزيز الحوار البناء وتمهيد الطريق نحو تحقيق السلام الدائم في نهاية المطاف.

وبالنيابة عن حكومتي، أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعيد التأكيد على احترام والتزام الإمارات العربية المتحدة بإعلاء مبادئ القانون الدولي، بما في ذلك مبادئ ميثاق الأمم المتحدة كما تحترم الإمارات العربية المتحدة سيادة الدول الأخرى، وتمتنع عن أي تدخل في شؤونها الداخلية وتلتزم بالامتثال التام لقرارات مجلس الأمن وبالتعاون مع المجلس وهيئاته الفرعية.

وبناء على ذلك، ستظل دولة الإمارات ملتزمة بدعم الحل السلمي للصراع في السودان، وتحقيقا لهذه الغاية، ستواصل الإمارات العربية المتحدة العمل مع جميع أصحاب المصلحة، ودعم أية عملية تهدف إلى وضع السودان على المسار السياسي للتوصل إلى تسوية دائمة، وتحقيق توافق وطني لتشكيل حكومة بقيادة مدنية.

فقد تواصلت الإمارات العربية المتحدة بشكل فعال مع الأطراف في السودان وأصحاب المصلحة المعنيين؛ بما في ذلك الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) والاتحاد الإفريقي، ودعمت المحادثات في جدة والمنامة، كما شاركت في «المؤتمر الإنساني الدولي بشأن السودان والبلدان المجاورة»؛ والذي عقد مؤخراً في باريس، وانضمت إلى إعلان المبادئ الصادر عنه من أجل الدفع قدما بمبادرات السلام الخاصة بالسودان، وتعهدت بتقيدم 100 مليون دولار أمريكي دعماً للجهود الإنسانية في السودان ودول الجوار.

تؤمن الإمارات العربية المتحدة إيماناً راسخاً بأن الحوار هو السبيل الوحيد لمعالجة المظالم وتمهيد الطريق نحو السلام المستدام في السودان، وتؤكد على ضرورة التزام جميع الأطراف التزاماً حقيقياً بالمشاركة في محادثات السلام بحسن نية، إذ يجب على جميع الأطراف في السودان التركيز على المشاركة البناءة والحوار الهادف؛ بدلاً من التهرب من المسؤولية وتقويض الجهود الرامية إلى حل الصراع ومعالجة الأزمة الإنسانية في السودان، فالوضع الحالي في السودان يتطلب من جميع الأطراف المعنية إظهار التزام حقيق بتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في السودان.

إن الإمارات العربية المتحدة ستواصل دعم جميع الجهود الحقيقة الرامية إلى تحقيق السلام والاسقرار في السودان، وستظل ملتزمة بالتعاون مع جميع أصحاب المصلحة من أجل التوصل إلى حل سلمي الصراع.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات السودان مجلس الأمن مجلس الأمن الدولي

إقرأ أيضاً:

مناوي يطالب “الأمم المتحدة” باتخاذ هذا الإجراء…

متابعات – تاق برس- طالب حاكم إقليم دارفور، منى أركو مناوي، بتعزيز الوجود الأممي والحقوقي في الإقليم لتوثيق الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين.

جاء ذلك خلال لقاء مع الخبير المعين لحالة حقوق الإنسان في السودان، رضوان نويصر، حيث ناقشا رفع الحصار عن مدينة الفاشر وفتح الممرات الإنسانية لضمان وصول المساعدات الغذائية والدوائية.

 

مناوي شدد على أهمية إزالة المعوقات التي تعترض دخول المساعدات الإنسانية إلى الإقليم، وتأمين عودة النازحين إلى المدن الآمنة ووقف جميع أشكال العنف ضد المرأة.

وأوضح مناوي في منشور له على صفحته على منصة فيس بوك أن اللقاء ناقش حقوق الإنسان في الإقليم، خاصة في مدينة الفاشر، في ظل الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة.

 

اللقاء شهد حضور ممثلة الآلية الوطنية لحقوق الإنسان بوزارة العدل، بثينة محمد الطيب، والمستشار القانوني لحاكم الإقليم ومدير عام الرعاية الاجتماعية وممثل وحدة حقوق الإنسان في إقليم دارفور.

الأمم المتحدةرضوان نويصرمبعوث حقوق الإنسان في السودان

مقالات مشابهة

  • مشروع تأسيس الانفصالي بالسودان.. رفض دولي وإقليمي واسع
  • مناوي يطالب “الأمم المتحدة” باتخاذ هذا الإجراء…
  • مدبولي: مصر لم تتوانَ عن إدخال المساعدات لغزة.. وحل الدولتين أساس السلام الدائم
  • السودان يرد على الجامعة العربية
  • صنعاء تحذر الأمم المتحدة: التصعيد السعودي الوحشي يهدد جهود السلام ويمزق خارطة الطريق
  • يذوبون من الجوع بين الممرات الإنسانية الزائفة.. 40 ألف رضيع بغزة بلا حليب
  • الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية يؤكدان دعمهما لحل الدولتين ويحثان حماس على نزع سلاحها
  • روسيا: السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية
  • "وصلت لأسوأ مستوياتها".. تحذيرات أممية من الأوضاع الإنسانية في غزة
  • الإمارات: تعزيز السلام والأمن الدوليين حجر الأساس لاستقرار الشعوب وتحقيق التنمية