رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالاستقالة
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
واشنطن– استباقا لظهورها في جلسة استماع حول ما يوصف بـ"تزايد العداء للسامية داخل حرم جامعة كولومبيا"، اختارت نعمت شفيق، رئيسة الجامعة، اللجوء لصحيفة وول ستريت جورنال في محاولة لتجنب مصير رئيسات جامعات عريقة اضطررن للاستقالة عقب الإدلاء بشهادتهن حول القضية نفسها، وأمام اللجنة ذاتها قبل 4 أشهر.
وعقب إدلاء شفيق، ذات الأصول المصرية، بشهادة لم ترضِ من خلالها أنصار إسرائيل بمجلس النواب ولا أغلب أساتذة الجامعة وطلابها، تضاعفت المطالبات الداعية لاستقالتها، خاصة بعدما طلبت من شرطة مدينة نيويورك اقتحام حرم الجامعة لفض اعتصام سلمي أقامه طلاب مناصرون للفلسطينيين، مما أسفر عن إلقاء القبض على 108 منهم.
ووصفت رئيسة الجامعة إخلاء مخيم الاحتجاج يوم الخميس بأنه "خطوة غير عادية"، وقالت إنه من الضروري توفير بيئة آمنة. وكانت تلك هي المرة الأولى التي تقتحم فيها الشرطة حرم الجامعة منذ احتجاجات حرب فيتنام في نهاية ستينيات القرن الماضي.
استجداء المحافظينوكتبت شفيق مقالا للرأي لصحيفة "وول ستريت جورنال"، التي يتمتع فريق تحريرها بتحيز أيديولوجي جمهوري يميني ظنا منها أن ذلك قد يخفف من شدة أسئلة الأعضاء المحافظين باللجنة، ولم تكتب في "نيويورك تايمز" الليبرالية والأكثر قربا من المزاج العام والتوجه الأيديولوجي لجامعة كولومبيا.
وقالت شفيق في مقالها "كان يوم 7 أكتوبر مثل 11 سبتمبر/أيلول 2001 الذي غير العالم. لم يتوقع أحد منا الهجوم الإرهابي المروع لحماس في إسرائيل، ولا تأثير تلك الأحداث عبر جامعات مثل كولومبيا والمجتمع الأميركي بأسره. إن اللجنة التي سأشهد أمامها غدا هي في حد ذاتها هيئة متنوعة، تمثل طيفا واسعا من وجهات النظر التي تجعل أميركا فريدة من نوعها في تسامحها مع النقاش الصارم وفخرها به. وهذا يجعلها لا تختلف عن الجامعة".
وأضافت "آمل أن نتمكن من البدء في إيجاد أرضية مشتركة لإيجاد حلول لمعاداة السامية، ليس فقط لجعل حرم الجامعات أكثر أمانا وأكثر ترحيبا بالطلاب اليهود، ولكن من أجل ديمقراطيتنا".
وقبل أشهر، دفعت جلسة استماع أمام لجنة التعليم بمجلس النواب قدمت خلالها 3 رئيسات من أفضل الجامعات الأميركية والعالمية شهاداتهن في الكونغرس -حول التوتر الذي تشهده ساحات الحرم الجامعي على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة- إلى غضب كبير بين المانحين والخريجين والطلاب والسياسيين، وأبرزت التوترات المتأججة بين الطلاب اليهود والمسلمين.
واضطرت رئيستا جامعتي هارفارد وبنسلفانيا للاستقالة، بسبب الضغوط التي تعرضتا لها، ولإجاباتهن التي اعتبرها البعض غامضة وغير حاسمة.
وحاولت نعمت شفيق التملق اللوبي اليهودي، فعلى سبيل المثال، وبدلا من الدفاع عن البروفيسور جوزيف مسعد، المعارض للعدوان الإسرائيلي على غزة، قالت شفيق في شهادتها أمام لجنة مجلس النواب إنه إذا كان الأمر متروكا لها، فلم يكن ليحصل مسعد على الترقية لدرجة الأستاذية، وهي درجة لا يمكن معها فصل الأستاذ بسبب آرائه ومعتقداته.
وقالت إن "أي عضو هيئة تدريس في كولومبيا يتصرف بطريقة معادية للسامية أو تمييزية يجب أن يجد مكانا آخر يذهب إليه".
كولومبيا فشلت
وحصلت جامعة كولومبيا على درجة "د" في تصنيف جديد للجامعات الأميركية حول مواجهتها "العداء للسامية". وكانت رابطة مكافحة التشهير "إيه دي إل" (ADL) إحدى أكبر وأهم المنظمات اليهودية الأميركية، كشفت النقاب مؤخرا عن تصنيف 85 جامعة أميركية من تلك التي تضم أكبر تجمعات للطلاب اليهود الأميركيين.
واستند التصنيف إلى 21 معيارا وضعتها المنظمة، لقياس "درجة معاداة السامية في الحرم الجامعي"، وما اعتبرته ممارسات جديدة متزايدة تستهدف الطلاب اليهود.
ويعكس تصنيف الرابطة لجامعة كولومبيا رسوبا، ويعني ذلك أن الجامعة لا تقوم بما يجب من جهود لمنع "العداء للسامية" في نظر هذه المنظمة اليهودية.
كما رد مايكل أورين، سفير إسرائيل السابق في الولايات المتحدة، وعضو الكنيست وكبير مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو خريج جامعة كولومبيا، على مقال نعمت شفيق بمقال في صحيفة وول ستريت جورنال، وقال فيه إن سياسات جامعة كولومبيا اللينة لم تمنع "معاداة السامية" من الازدهار في الحرم الجامعي.
وأضاف أورين أن شفيق حاولت "تجنب أخطاء نظرائها في جامعات هارفارد وبنسلفانيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الذين قللوا في ديسمبر من محنة اليهود في الحرم الجامعي، وأكدت أن الدعوات للإبادة الجماعية لليهود معادية للسامية، وتعهدت بمعاقبة أولئك الذين يستخدمون لغة عنيفة".
وبرأي أورين، فإن شفيق لم تعترف بفشل الجامعة في تطبيق الإجراءات التي سنتها لحماية الطلاب والأساتذة اليهود. كما أنها تتطرق إلى كيف أصبحت جامعة كولومبيا، تحت راية حرية التعبير، "غير مضيافة لليهود". ولم تعترف كيف أن المظاهرات الخطيرة مثل إقامة مخيم الاعتصام "كان نتاج تقاعس الجامعة بالأساس".
دعوات لإقالة شفيق
عقب دعوة شفيق الشرطة لاقتحام حرم الجامعة لفض اعتصام الطلاب الاحتجاجي والسلمي، دعا كثير من الأساتذة والطلاب لاستقالتها الفورية.
وعلى النقيض وخلال جلسة الاستماع، ضغطت النائبة ليز ستيفانيك على شفيق حول ما إذا كانت تعتبر هتافات المحرضين المناهضين لإسرائيل في الواقع معادية لليهود. واعترفت شفيق بأن تلك الشعارات التي سمعت في الحرم الجامعي كانت "معادية لليهود تماما"، وهو تعديل وتغيير في كلمات شهادتها الرئيسية.
إلا أن النائبة ليز ستيفانيك، والتي تعد ثالث أهم عضو جمهوري بمجلس النواب، دعت لاحقا جامعة كولومبيا إلى إقالة الرئيسة الحالية ومجلس الإدارة في بيان أصدرته بعد انتهاء جلسة الاستماع.
وقالت ستيفانيك "بينما أمضت قيادة جامعة كولومبيا الفاشلة مئات الساعات في التحضير لجلسة استماع الكونغرس هذه، من الواضح أنها كانت محاولة للتغطية على فشلها الذريع في فرض قواعد الحرم الجامعي الخاصة بها وحماية الطلاب اليهود في الحرم الجامعي".
أضافت النائبة الجمهورية أنه خلال الأشهر القليلة الماضية وخلال الـ24 ساعة الماضية خاصة، فقدت قيادة جامعة كولومبيا بوضوح السيطرة على حرمها الجامعي مما يعرض سلامة الطلاب اليهود للخطر.
وبرأي النائبة، تحتاج جامعة كولومبيا -التي كانت في السابق منارة للتميز الأكاديمي أسسها ألكسندر هاملتون- إلى قيادة جديدة. و"يجب على رئيسة الجامعة نعمت شفيق الاستقالة على الفور".
ونعمت شفيق الحاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد، عملت في القطاع المالي العالمي في مراحل مختلفة ومع مؤسسات متعددة.
وبحسب مجلة التمويل والتنمية التابعة لصندوق النقد الدولي، عملت شفيق في البنك الدولي عام 1989. وقادت في منتصف العقد الأول من القرن الـ21، وزارة التنمية الدولية في حكومة المملكة المتحدة.
وكذلك عملت في صندوق النقد الدولي في مهام عدة، وشغلت منصب نائب محافظ بنك إنجلترا أثناء الاضطرابات التي صاحبت اتفاق خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي "بريكست".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات فی الحرم الجامعی جامعة کولومبیا الطلاب الیهود
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة البترا يرعى حفل تخريج الفوج 31 ويعلن عن استحداث برامج جديدة
صراحة نيوز- رعى رئيس جامعة البترا، الأستاذ الدكتور رامي عبد الرحيم، حفل تخريج الفوج الحادي والثلاثين من طلبة الجامعة للفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 2024-2025، والذي أقيم على مدى يومين، وشهد تخرج قرابة ستمئة طالب وطالبة، بحضور أهالي الخريجين والسفير السوداني حسن سوار الذهب، ودبلوماسيين من السفارة الليبية، وعدد من شخصيات المجتمع المحلي.
وأعلن عبد الرحيم خلال كلمته في الحفل عن استحداث جامعة البترا برامج أكاديمية جديدة، هي: بكالوريوس تكنولوجيا صناعة الأسنان، وماجستير ذكاء الأعمال وتحليل البيانات.
وأكد عبد الرحيم أن الجامعة تفخر بخريجيها الذين يثبتون تميزهم في سوق العمل ومختلف ميادين الحياة، مشيرًا إلى أن هذا التميز يعكس رؤية الجامعة في أن تكون “الخيار الأفضل للعلماء والمتعلمين”. كما استعرض أبرز إنجازات الجامعة في مجالي الجودة والاعتمادات الدولية والبحث العلمي باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لنجاح مخرجاتها.
وأشار عبد الرحيم إلى أن الجامعة حصلت على أكثر من عشرين اعتمادًا دوليًا من هيئات أمريكية وبريطانية وألمانية وفرنسية وكندية، لافتًا إلى أن كلية الحقوق حصلت مؤخرًا على الاعتماد الفرنسي لمدة خمس سنوات متتالية، مضيفًا أن جامعة البترا هي أول جامعة أردنية تنال شهادة ضمان الجودة.
وفي مجال البحث العلمي، أوضح عبد الرحيم أن الإنتاج البحثي لأعضاء هيئة التدريس ارتفع من 150 بحثًا سنويًا عام 2012 إلى نحو 600 بحث متوقع هذا العام، مؤكدًا أن ذلك يعود إلى السياسات التحفيزية التي اعتمدتها الجامعة، مثل إطلاق “جائزة الباحث المتميز” على مستوى كل قسم أكاديمي، وربط 30% من تقييم الأستاذ الجامعي بالبحث العلمي، مشيرًا إلى أن هذا التميز البحثي أثمر ابتكارات نوعية حصدت جوائز مرموقة، منها فوز مشروعين بجائزة الحسن بن طلال للتميز العلمي.
وهنأ عميد شؤون الطلبة، الأستاذ الدكتور إياد الملاح، الخريجين وذويهم، مؤكدًا أن دور العمادة لا يتوقف عند تخرج الطلبة، وقال:
“تحرص العمادة خلال فترة دراسة الطلبة على توفير بيئة جامعية داعمة تنمي مهاراتهم وشخصياتهم، كما تمتد هذه الرعاية إلى ما بعد التخرج من خلال مكتب متابعة شؤون الخريجين.”
وألقت الطالبة رواند شويكي كلمة الخريجين في اليوم الأول معبرة عن امتنانها العميق للجامعة التي منحتها “الثقة الغالية”، وقالت:
“إنها لحظة لا تعبر عنها الكلمات، لكنها ستبقى خالدة في القلب حتى الممات.”
وبيّنت أن الجامعة علمتهم أن “المسؤولية تبدأ بالفكرة، وأن التميز لا يُمنح بل يُنتزع بالصبر والاجتهاد والإيمان بالذات.”
وقدمت شويكي شكرها لأساتذتها قائلة:
“لقد سلحتمونا بالعلم والمعرفة، وزرعتم في وجداننا العزيمة والإرادة والنظر إلى المستقبل بإشراق.”
كما وجهت رسالة امتنان لذوي الخريجين:
“لكم منا كل الشكر والامتنان على تعبكم وسهركم ودموعكم وتحملكم الصعاب. فضلكم لا يضاهيه فضل، ومعروفكم يعلو على كل معروف.”
وفي اليوم الثاني، افتتح الطالب مهدي الشوابكة كلمة الخريجين موجهًا شكره لأساتذته وجامعته قائلاً:
“في هذا اليوم، نقف باحترام أمامكم وأمام جامعتنا، بيتنا الثاني، التي فتحت لنا أبواب المعرفة والحوار، وغرست فينا قيما سنحملها معنا ما حيينا.”
ووجه الشوابكة شكره للأمهات والآباء قائلاً:
“أنتم الحقيقة التي لا تتغير، أنتم التعب الذي لا يُنسى، والدعاء الذي كان يسبقنا دائمًا. نجاحنا اليوم هو ثمرة صبركم وقوتكم وإيمانكم.”
واختتم كلمته قائلاً:
“فليكن هذا اليوم بداية لا تنتهي، ولتكن شهاداتنا جواز عبور نحو تغيير نؤمن به ونستحقه.”
وشهد الحفل استضافة قصص نجاح لخريجي الجامعة، منها قصة الدكتورة لينا الغصين، خريجة تربية الطفل وماجستير الإرشاد النفسي والتربوي، التي عادت لاستكمال دراستها بعد انقطاع تسع سنوات، وتمكنت من الحصول على درجة الدكتوراه بتقدير امتياز عام 2024. وأكدت الغصين أن الجامعة كانت “الحضن الدافئ والداعم الصادق” لمسيرتها، وأن أساتذتها كانوا مصدر إلهام وتشجيع.
وأضافت الغصين أنها انطلقت بعد تخرجها إلى العمل المجتمعي والخيري، وترأست اللجنة الثقافية في الجمعية الأردنية لرعاية المرأة والطفل، وقدمت محاضرات توعوية ضمن برنامج المقبلين على الزواج، كما حصلت على شهادة مدرب دولي معتمد من كلية أكسفورد، وشاركت في برامج إذاعية وتلفزيونية حول شؤون الأسرة، وأصبحت محاضرة غير متفرغة في جامعة الزيتونة الأردنية.
أما في اليوم الثاني، فقد استضاف الحفل قصة نجاح المهندسة المعمارية دلال عبد الله، خريجة عام 2005، والتي انتقلت من إدارة المشاريع الهندسية الكبرى مثل مشروع العبدلي، إلى عالم ريادة الأعمال وتصميم الأزياء. وأكدت أن “الشغف والفضول كانا يدفعانها دائمًا إلى زيارة مواقع المشاريع، ما ساعدها على فهم المخططات والتفاصيل على الورق.”
وأوضحت عبدالله أنها التحقت بعد تخرجها بدورات في إدارة الأعمال والتسويق والمحاسبة حتى أسست علامتها التجارية الخاصة “Minimal”، التي تهدف إلى تمكين النساء وتغيير مفهوم الجمال. كما عملت مديرة مشاريع في شركة إماراتية كبرى، وقادت مشاريع بارزة في الأردن، منها فندق كمبينسكي ومبنى إيكيا عمان.