تناولت صحيفة "صباح" التركية الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وانتهت اليوم، وتطرقت إلى أهميتها الإستراتيجية في هذه الفترة، التي وصفتها بالحرجة.

وقالت إن تقاربا إستراتيجيا ظهر بين البلدين على نطاق واسع تمت هندسته من قِبل وزير الخارجية هاكان فيدان، من خلال تشجيع المصالح المشتركة التي تظهر بالتزامن مع التحديات الإقليمية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كاتب أميركي: الهجمات الإسرائيلية على غزة ليست "أخطاء" بل جرائمlist 2 of 4لوموند: انتكاسة غربية كارثية في منطقة الساحلlist 3 of 4مسؤولان أميركيان: قواتنا في الخارج هشة أمام المسيراتlist 4 of 4نيويورك تايمز: الحقيقة المرة لمعركة إسرائيل بغزةend of list

وأوضحت أن التصعيد في الصراعات والأزمات الجيوسياسية بالشرق الأوسط واحتمال حدوث حروب إقليمية يشكّل تهديدات خطيرة يجب على البلدين تجنبها، قائلة إن العمل المشترك أصبح أكثر أهمية من السابق.

مصالح مشتركة ومكافحة الإرهاب

وأشارت إلى أنه، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لزيادة حجم التجارة الثنائية، وإدارة مشكلة المياه في العراق والمساهمات المحتملة من تركيا، يعد مشروع طريق التنمية الذي تم تصميمه وتقديمه بواسطة تركيا واحدا من القضايا المهمة في التعاون بين البلدين.

وأضافت أنه في الوقت الذي تهدد فيه النزاعات بين روسيا وأوكرانيا وبين إسرائيل وإيران الأمن الدولي، يبدو أن شبكة السكك الحديدية والطرق البرية التي ستمتد من البصرة إلى الحدود التركية تمتلك إمكانات كبيرة، ومن المتوقع أن تكون إزالة العقبات التي تحول دون تصدير النفط العراقي عبر تركيا إلى العالم مكسبا اقتصاديا مهما بالنسبة للعراق.

كذلك، تقول الصحيفة، إنه ومع ظهور العديد من المصالح المشتركة بين تركيا والعراق، تشكّل مكافحة "الإرهاب" إحدى أولويات الرئيس أردوغان، بلا شك.

أردوغان (الثاني من اليسار) يلتقي رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني في أربيل (الأناضول) نشاط دبلوماسي بدأ يحقق نتائجه

ويبدو أن النشاط الدبلوماسي، الذي تم بناؤه على الواقع الميداني في العراق لفترة من الزمن، بدأ يحقق نتائجه، وقد تم تقييم تصنيف العراق لحزب العمال الكردستاني كمنظمة "إرهابية" محظورة، وهذا يتوافق مع تصنيف تركيا، ويحث على اتخاذ إجراءات مشتركة.

وتوقعت الصحيفة أن يتم التوقيع على اتفاقية إستراتيجية بين البلدين لاتخاذ خطوات أكثر عملية ضد "حزب العمال الكردستاني"، وفي النهاية، من المقرر أن تقوم تركيا، بموازاة الظروف الجوية، ببدء عمليات برية جديدة ضد هذا الحزب في العراق، وتوسيع المناطق الآمنة بشكل أكبر، بهدف تحقيق السيطرة على منطقة بعمق 30 كيلومترا على طول الحدود التركية.

تأمين الحدود بين العراق وسوريا

وقالت إنه من المتوقع أيضا أن يتم تأمين الحدود بين العراق وسوريا لمنع تنقلات عناصر "حزب العمال الكردستاني"، واتخاذ خطوات جديدة نحو محاربة التنظيم في مناطق محمور وعاصوس وجارا وقنديل، ويبقى موقف إيران والقوات الموالية لها في هذا السياق أمرا مهما.

وأشارت إلى أنه عندما نأخذ في الاعتبار أن بعض مواقع "حزب العمال الكردستاني" تقع على مسار مشروع طريق التنمية، سيكون من الواضح معنى التحرك العراقي باتجاه مكافحة الحزب الكردستاني ضمن سياق الشراكة الإستراتيجية الجديدة مع تركيا ومصالحها الخاصة.

وختمت "صباح" تقريرها بالقول إذا نجحت السياسة الجديدة التي بنتها تركيا على أساس الواقع الميداني في العراق، فإن "حزب العمال الكردستاني" سيتلقى ضربة كبيرة بجانب تعزيز مصالح أنقرة مع بغداد وأربيل. بالإضافة إلى ذلك، ستفقد الجماعة القدرة على التنقل بين خط سنجار-فيش وخابور في سوريا، وستمثل هذه الخطوات المحتملة بداية فترة جديدة في إستراتيجية مكافحة "الإرهاب" لتركيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات حزب العمال الکردستانی فی العراق

إقرأ أيضاً:

تقرير حقوقي: دول الخليج تُهمِل حماية العمال من الحر الشديد وتُعرّض حياتهم للخطر

تقرير "هيومن رايتس ووتش" يكشف تعرض ملايين العمال الوافدين في الخليج لدرجات حرارة قاتلة، مع استمرار الحكومات في تجاهل التحذيرات والمبادرات الوقائية الفعالة. اعلان

بينما تسجل درجات الحرارة مستويات قياسية في دول الخليج، يبقى ملايين العمال الوافدين عرضة لمخاطر صحية حقيقية، نتيجة "غياب سياسات واقعية لحمايتهم من الإجهاد الحراري الشديد"، وفق تقرير جديد لمنظمة "هيومن رايتس ووتش".

وكشف التقرير أن "غالبية دول المنطقة ما زالت تعتمد على سياسات قديمة تقيّد العمل وقت الظهيرة بناءً على الروزنامة وليس على أساس الأدلة المناخية الفعلية". هذه السياسات، التي تحدّد ساعات محددة للحظر دون مراعاة ارتفاع الحرارة الحقيقي، "أثبتت عدم فعاليتها في ظل تغير المناخ وتكرار موجات الحرارة حتى قبل بدايتها الرسمية" حسب التقرير.

واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم، "دول مجلس التعاون الخليجي بعدم اتخاذ إجراءات كافية لحماية العمال الوافدين من مخاطر الحر الشديد خلال فصل الصيف، ما يعرّض حياتهم وصحتهم للخطر بشكل متكرر".

وأوضحت المنظمة أن "هذه الدول تتجاهل أدلة علمية تشير إلى عدم فعالية سياسات الحظر الزمنية المستندة إلى الروزنامة، والتي تنص عادة على منع العمل تحت الشمس بين الساعة 12 ظهراً و3 عصراً، رغم أن ذروة الحرارة قد تبدأ قبل ذلك بكثير".

وقال مايكل بيج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "مع حلول كل صيف، يتكرر المشهد المأساوي: عمال وافدون يموتون دون داعٍ، ويصابون بالفشل الكلوي، ويواجهون أمراضاً مزمنة بسبب عدم استجابة الحكومات الخليجية للتحديات الصحية المترتبة على ارتفاع درجات الحرارة".

وأجرت المنظمة مقابلات مع 19 عاملاً وافداً في السعودية والإمارات وقطر والكويت خلال الفترة من تموز/ يوليو 2024 إلى أيار/ مايو 2025، بالإضافة إلى مئات العمال في السنوات السابقة، حيث كشفت عن تعرضهم لدرجات حرارة قاتلة، وعدم توفر إجراءات حماية فعالة، مثل الراحة الكافية، والمياه الباردة، ومناطق الاستراحة المكيفة.

Relatedهيومن رايتس ووتش تندد بنظام ولاية الرجل في قطرهيومن رايتس ووتش تحث الكويت على إطلاق سراح امرأة متحولة جنسياهيومن رايتس ووتش تنتقد بايدن وآخرين لضعف دفاعهم عن الديمقراطية

وذكرت المنظمة أن "البحرين اتخذت خطوة إيجابية في 2025 بتمديد فترة حظر العمل وقت الظهيرة لثلاثة أشهر (من 15 حزيران/ يونيو إلى 15 أيلول/ سبتمبر)، لكنها أكدت أن هذا القرار لا يزال ضمن إطار السياسات السائدة في المنطقة، ولا يعالج الثغرات الجوهرية في الحماية الفعلية للعمال.

وأشارت إلى دراسات تثبت أن الحرارة القصوى في السعودية تحدث بين الساعة 9 صباحاً و12 ظهراً، أي قبل بدء تطبيق الحظر، وأن العمال ما زالوا يتعرضون لمخاطر صحية كبيرة حتى داخل الشركات التي تلتزم بالساعات الممنوعة رسمياً. كما أظهرت دراسة أخرى في الكويت زيادة في الإصابات المهنية المرتبطة بالحرارة، رغم وجود الحظر.

وشهدت دبي في أيار/ مايو الماضي تسجيل أعلى درجة حرارة لها ليومين متتاليين بلغت 51.6 درجة مئوية، بينما شهدت الكويت ارتفاعات مشابهة، مما يعكس تفاقم الوضع المناخي في المنطقة.

وأكدت المنظمة أن التعرض للحر الشديد يمكن أن يؤدي إلى طفح جلدي، تشنجات، إجهاد حراري، ضربة شمس، وقد يصل إلى الوفاة أو الفشل الكلوي النهائي.

ودعت المنظمة إلى اعتماد مؤشر ميزان الحرارة الرطب (Wet Bulb Globe Temperature - WBGT)، الذي يقيس الإجهاد الحراري المهني بناءً على درجة الحرارة والرطوبة، باعتباره وسيلة أكثر دقة وفعالية من الحظر الزمني الثابت. ورغم أن قطر هي الدولة الوحيدة التي اعتمدت المؤشر حتى الآن، فإن الحد الأقصى لدرجة الحرارة لوقف العمل (32.1 درجة) ما يزال مرتفعاً، في حين تشير دراسات إلى أن الإجهاد الحراري يبدأ عند درجات أقل بكثير.

كما سلطت المنظمة الضوء على "ظروف السكن غير اللائقة التي يعيش فيها العمال، بما في ذلك نقص المياه الباردة، وتأخر صيانة المكيفات، وازدحام الغرف، مما يؤدي إلى استيقاظ العمال منهكين ومجهدين قبل بدء يوم عمل طويل وشاق".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • اتحاد العمال: 2 مليار عامل حول العالم يعملون في الاقتصاد غير المنظم
  • بمشاركة سلطنة عمان .. وزاري التعاون يناقش تطورات العمل الخليجي المشترك
  • اتحاد عمال مصر يشارك في 4 لجان رئيسية بمؤتمر العمل الدولي
  • رئيس اتحاد عمال العراق يلتقي محمد جبران لبحث تعزيز التعاون المشترك
  • نظام جديد في تركيا لتعبئة الوقود: UTTS أصبح إلزاميًا للمركبات بدءًا من اليوم
  • تقرير حقوقي: دول الخليج تُهمِل حماية العمال من الحر الشديد وتُعرّض حياتهم للخطر
  • العراق ولبنان يؤكدان على تعزيز العلاقات بين البلدين
  • في الأسواق اللبنانية.. لماذا أصبح شراء أكثر من حبتين من هذا المنتج ممنوعًا؟
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • وزير الشؤون النيابية: العمل الخيري أصبح جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات التنمية المستدامة