في ثاني أيام الفصح اليهودي.. مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى (شاهد)
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
اقتحم مئات المستوطنين، الأربعاء، المسجد الأقصى بحراسة شرطية مشددة، في ثاني أيام عيد الفصح اليهودي الذي يستمر أسبوعا.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن "عدد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى الأربعاء بحماية من الشرطة الإسرائيلية ارتفع إلى 532 مستوطنا".
وفي وقت سابق الأربعاء، ذكرت "الأوقاف الإسلامية" في بيان أن "نحو 256 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى الأربعاء بحماية من الشرطة الإسرائيلية".
ولفتت إلى أن "الشرطة الإسرائيلية تقوم بالتضييق على المصلين".
وقال شهود عيان إن عناصر الشرطة الإسرائيلية انتشروا في ساحات المسجد الأقصى لتأمين حماية المستوطنين الذين يزداد عددهم تدريجيا أثناء اقتحاماتهم، بحسب وكالة "الأناضول".
وتمت الاقتحامات من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وفق الشهود.
تغطية صحفية: "مستوطنون يرفعون أعلام "الهيكل" المزعوم في محيط باب السلسلة بالقدس المحتلة". pic.twitter.com/tm2256GEDt
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) April 24, 2024تغطية صحفية: "بحماية قوات الاحتلال .. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك في ثاني أيام عيد الفصح العبري " pic.twitter.com/64W9rH0ug9
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) April 24, 2024وتسود حالة من التوتر الشديد أنحاء البلدة القديمة في مدينة القدس، وسط دعوات جماعات يمينية إسرائيلية لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بمناسبة عيد الفصح اليهودي.
إغلاق الحرم الإبراهيمي بوجه المسلمين وفتحه للمستوطنين
أغلقت السلطات الإسرائيلية الأربعاء، المسجد الإبراهيمي وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة أمام المصلين المسلمين بمناسبة عيد الفصح اليهودي، وفتحته أمام المستوطنين ليومين.
وتغلق "إسرائيل" المسجد 10 أيام في كل عام (خلال أعياد مختلفة) أمام المسلمين وتفتحه للمستوطنين في إطار استمرار تقسيمه زمانيا ومكانيا.
وأفاد مدير المسجد الإبراهيمي معتز أبو سنينة بأن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت الحرم الإبراهيمي الأربعاء والخميس بسبب عيد الفصح".
وقال أبو سنينة إن "السلطات الإسرائيلية فتحت المسجد أمام المستوطنين بكل أقسامه".
ويقع الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.
الأعياد اليهودية عبء على المسجد الأقصى
من جهته قال مدير أوقاف القدس عزام الخطيب، الأربعاء، إن الأعياد اليهودية عبء على المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس المحتلة بشكل عام، مؤكدا أنه يجب على العالم الإسلامي الالتفات للمسجد الأقصى ومدينة القدس لأنهما في خطر داهم في ظل الضرائب الباهظة ومصادرة الأراضي وإغلاق محال أهالي المدينة.
وأضاف الخطيب أن الدعوات لإدخال قرابين عيد الفصح اليهودي إلى المسجد الأقصى استفزت المسلمين كافة ولكنها فشلت.
وتواصل "جماعات الهيكل" المزعوم تحشيد أنصارها من المستوطنين المتطرفين، لتنفيذ مخططها لإدخال وذبح "قرابين" الفصح اليهودي، داخل المسجد الأقصى، حيث دعت إلى اقتحام واسع للمسجد، منتصف الليلة التي تسبق عيد الفصح اليهودي، في الثالث والعشرين من نيسان، لتقديم "القربان".
وعيد الفصح، عيد رئيسي عند اليهود، ويحتفل به في ذكرى خروج "بني إسرائيل" من مصر، ويحظر دينيا العمل في اليوم الأول والأخير منه، ويستمر سبعة أيام.
ورصدت الجمعيات الاستيطانية مكافأة مالية بقيمة 50 ألف شيكل قرابة (13 ألف دولار أمريكي) لكل مستوطن ينجح باقتحام المسجد وذبح "قربان" في باحاته.
ووفقا للتعاليم التوراتية التي يروّج لها هؤلاء المتطرفون، فإن "القربان" يجب أن يُذبح عشية عيد الفصح، وأن يُنثر دمه عند قبة السلسلة، وهو بمثابة "إحياء معنوي" للهيكل.
وتجري جماعات الهيكل المزعوم منذ العام 2016 محاكاة لـذبح "قربان الفصح"، في أماكن بعيدة عن المسجد الأقصى، تمهيدا لتنفيذ ذلك داخل المسجد.
في العام 2016، وبعدما تأكدت الجمعيات الاستيطانية من إتقان "طقوس القربان"، نقلت "المحاكاة" إلى جبل الزيتون شرقي المسجد الأقصى.
وفي العام 2017، نقلت "جماعات الهيكل" القربان إلى داخل البلدة القديمة من القدس أمام "كنيس الخراب"، لأول مرة منذ احتلال المسجد الأقصى.
وفي العام 2018، نفذت محاكاة القربان عند القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للمسجد الأقصى، وفي العام 2019، قُدّمت في البلدة القديمة قرب سوق اللحامين المطل على المسجد، فيما قُدمت في العام 2021 في ساحة مركز "ديفيدسون" داخل باب المغاربة في سور المدينة المقدسة.
وفي العام 2022، نفذت الجماعات المتطرفة محاكاة "تقديم القربان" في منطقة القصور الأموية الملاصقة للمسجد.
وتكمن خطورة نجاح المستوطنين بإدخال القرابين وذبحها في المسجد الأقصى، بإكمال دورة "العبادات" التوراتية، خاصة أنها نفذت معظم الطقوس التي تتعلق بالهيكل داخل الأقصى، كالنفخ في البوق برأس السنة العبرية، وتقديم القرابين النباتية في عيد العرش.
وبتحقيق ذبح القرابين يصبح المسجد "هيكلا" من الناحية المعنوية، وهو ما سيدفع المستوطنين وجمعياتهم إلى تنفيذ الجزء المادي، مما يعني بدء تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، كما حدث في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الأقصى مستوطنون فلسطين الأقصى مستوطنون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرطة الإسرائیلیة عید الفصح الیهودی الحرم الإبراهیمی البلدة القدیمة المسجد الأقصى للمسجد الأقصى وفی العام فی العام
إقرأ أيضاً:
تهويد وقرابين توراتية وغياب للمرجعيات الفلسطينية
الثورة
حذّر الخبير في شؤون المسجد الأقصى علي إبراهيم، من أن المسجد يمرّ بإحدى أخطر مراحله منذ احتلال القدس عام 1967م، مشيرًا إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة لم تعد تقتصر على الاقتحامات اليومية، بل باتت تسعى إلى فرض وقائع دينية ومكانية جديدة داخل المسجد، ترمي إلى ترسيخ وجود يهودي دائم فيه.
وقال إبراهيم إن الاحتلال يعمل على تثبيت الحضور اليهودي داخل “الأقصى” عبر منح المستوطنين موطئ قدم دائم، وتحويل ساحاته إلى مسرح للطقوس التوراتية، معتبرًا ذلك تحولًا نوعيًا في استهداف هوية المسجد ومكانته الإسلامية.
وأوضح أن الأمر لم يعد يقتصر على تنظيم الاقتحامات، بل يشمل محاولات إدخال قرابين حيوانية إلى المسجد، في إطار ما تُعرف بـ”استراتيجية التأسيس المعنوي للمعبد”، وهي خطة أطلقتها جماعات “منظمات المعبد” بهدف نقل طقوس “المعبد” المزعوم إلى داخل “الأقصى”.
وأشار إلى أن خطورة إدخال القرابين تكمن في رمزيتها الدينية، لافتًا إلى أنها تمثل “ذروة العبادة” في الفكر التوراتي، وأن نجاح المستوطنين في فرض هذا الطقس سيعني – عمليًا – تحويل المسجد الأقصى إلى مساحة يُمارَس فيها الدين اليهودي بشكل علني ورسمي.
ونوّه إبراهيم إلى أن المحاولة الأخيرة، التي جرت في 2 يونيو 2025م لإدخال قطع لحم إلى الأقصى خارج سياق عيد “الفصح العبري”، تعبّر عن تصعيد جديد، يهدف إلى فكّ ارتباط هذه الطقوس بالمناسبات الدينية الموسمية، وتحويلها إلى شعائر دائمة ومستمرة.
وأضاف أن هذه السياسات تأتي امتدادًا لتوجهات تيار “الصهيونية الدينية”، الذي يرى في بناء “المعبد” واستعادة شعائره طريقًا لتحقيق “الخلاص الإلهي”، ويربط الأساطير التوراتية بمشاريع سياسية واقعية تسعى إلى إنهاء الوجود الإسلامي في المسجد الأقصى.
ولفت إلى أن المستويين الأمني والسياسي في دولة الاحتلال منخرطان في دعم هذا التوجّه، من خلال تمديد أوقات اقتحام المستوطنين للمسجد، وتمويل الجولات الإرشادية داخله، وتعيين قيادات أمنية معروفة بتسهيل الاعتداءات على “الأقصى”.
وشدد إبراهيم على أن هذه الإجراءات تعكس “رغبة صريحة لدى سلطات الاحتلال بفرض السيادة الفعلية على المسجد الأقصى”، محذرًا من أن استمرار الصمت العربي والإسلامي سيؤدي إلى تحوّلات لا يمكن التراجع عنها.
وفي ما يتعلّق بالموقف الفلسطيني، أشار الخبير إلى أن المرجعيات الدينية داخل القدس تعاني من غياب التنسيق الفعّال، مبينًا أن المرجعيات غير الرسمية، مثل الشيخ عكرمة صبري، تؤدي دورًا بارزًا في التحذير ورفع الصوت، في حين يقتصر دور دائرة الأوقاف الإسلامية – كما قال – على إصدار بيانات بالأعداد اليومية للمقتحمين، دون ردود فعل ميدانية حقيقية.
ودعا إبراهيم إلى ضرورة استعادة روح الهبّات الشعبية التي شهدها المسجد في السنوات الماضية، وعلى رأسها هبّتا باب الأسباط وباب الرحمة، مشيرًا إلى أن التحام المرجعيات الدينية مع الجماهير هو السبيل الوحيد لوقف هذه السياسات و”منع الاحتلال من الاستفراد بالأقصى”.
وختم حديثه بالتأكيد على أن ما يجري في المسجد الأقصى “ليس حادثًا عابرًا، بل مشروع ممنهج يستهدف هوية المكان وروحه”، مشددًا على أن الوقت لم يعد يسمح بالمجاملات أو الاكتفاء بالبيانات، بل يتطلب تحرّكًا جادًا على كل المستويات، دفاعًا عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
قدس برس