الصحة: فحص 6 ملايين و389 طفلًا ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
أعلنت وزارة الصحة والسكان، تقديم خدمات الفحص السمعي لـ 6 ملايين و389طفلًا، ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر وعلاج فقدان السمع لدى الأطفال حديثي الولادة، وذلك منذ انطلاقها في سبتمبر 2019.
وأشار الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى زيادة أعداد مستشفيات ومراكز الإحالة السمعية لـ 34 بدلًا من 30 مركزًا، بجميع محافظات الجمهورية، وتزويدها بأحدث الأجهزة والمستلزمات الطبية، لتقديم خدمات مبادرة السمع.
ولفت «عبدالغفار» إلى تحويل 345 ألفا و6 طفلًا من إجمالي الأطفال الذين تم فحصهم لإعادة الفحص من خلال إجراء اختبار تأكيدي، بعد أسبوع من الفحص الأول، وفي نفس الوحدة التي تم فحصهم بها، كما تم تحويل 42 ألف و28 طفلا، بعد الاختبار الثاني إلى مستشفيات ومراكز الإحالة بهدف تقييم الحالة بدقة أعلى، وبدء العلاج أو تركيب سماعة للأذن، أو تحويل الطفل لإجراء عملية زرع القوقعة لمن تستدعي حالته.
وقال إن المبادرة تأتي في إطار التوسع في التغطية الصحية الشاملة، وحصول الأطفال على رعاية صحية ذات جودة، بإتباع أحدث أساليب العلاج، الأمر الذي ينعكس على توفير حياة صحية آمنة للأطفال حديثي الولادة، وصولًا إلى المستهدف من مبادرات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، تحت شعار «100 مليون صحة» وتماشيًا مع رؤية «مصر 2030».
ونوه «عبدالغفار» إلى زيادة عدد مراكز فحص الكشف السمعي للأطفال بدءً من يوم الولادة وحتى عمر 28 يومًا، إلى 3500 وحدة صحية في جميع محافظات الجمهورية، موضحا أن عدم اجتياز الطفل للاختبار الثاني، لا يعني الإصابة بضعف السمع، ولكنه مؤشر على أن الطفل يحتاج إلى فحوصات متقدمة في مراكز الإحالة الخاصة بالمبادرة.
وأكد الدكتور أحمد مصطفى المدير التنفيذي لمبادرة رئيس الجمهورية، للكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع لدى الأطفال حديثي الولادة، أن الاكتشاف المبكر لضعف السمع يجنب الطفل الإعاقة السمعية ويسهل فرص العلاج، بالإضافة إلى تجنب مشكلات التخاطب التي يمكن أن تتسبب في أزمات نفسية للطفل.
وتابع، أنه تم تدريب أطقم التمريض، للعمل على جهاز الانبعاث الصوتي بالوحدات الصحية، بالإضافة إلى تدريب مدخلي البيانات التابعين للوحدات الصحية، بكافة محافظات الجمهورية، لتسجيل بيانات الأطفال من حديثي الولادة على الموقع الإلكتروني الخاص بالمبادرة، بهدف إنشاء ملف كامل للطفل يتضمن حالته الصحية، إلى جانب إدراج خانة للفحص السمعي في شهادات الميلاد.
ومن جانبه، نوه الدكتور محي السيد منسق عام المبادرة، بأن الوزارة تستقبل استفسارات المواطنين بخصوص مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، للكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع لدى الأطفال حديثي الولادة، على الخط الساخن 15335 الخاص بمبادرات «100 مليون صحة».
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: للکشف المبکر وعلاج حدیثی الولادة
إقرأ أيضاً:
د. هبة عيد تكتب: دمعة لا تجد سؤالًا صادقًا
في عالمٍ يبدو فيه كل شيء واضحًا للكبار، نجد هناك طفلا صغيرا يعيش داخله صمتًا أكبر من عمره. فالطفل الذي يتعرّض للتحرّش لا يصمت لأنه قوي، أو لأنه لا يشعر بالألم، بل لأنه لم يجد حتى الآن سؤالًا واحدًا صادقًا يطمئنه بأن صوته سيُحتضن لا يُدان. فالصمت عند الطفل ليس ضعفًا، بل هو محاولة فطرية لحماية نفسه عندما يشعر بأن الأمان غير مكتمل، في البيت أو المدرسة أو بداخله.
فعندما يمرّ الطفل بتلك التجربة لا يملك من الكلمات القدرة على وصفها. جسده يخبره أن هناك شيئًا خاطئًا، لكن عقله لا يستطيع تفسير ما يحدث. ويشعر بالخوف، بالارتباك، وبالعار الذي لا يعرف مصدره. هذا المزيج من المشاعر يجعله يظن أنه قد يكون جزءًا من الخطأ، فيؤدي ذلك إلى شلل نفسي يمنعه من الكلام. ويبدأ الطفل في مراقبة ردود أفعال الكبار، ويستعيد كل لحظة بكى فيها ولم يُسأل عن السبب، وكل مرة خاف فيها وقيل له “عيب”، وكل مرة حاول أن يحكي فقوبل باللوم أو تجاهل مشاعره. ومع تكرار هذا النمط، يتراجع صوته خطوة…تلو أخرى… حتى تختفي جرأته على البوح والتعبير.
وتصبح القضية أكثر تعقيدًا. ففي بعض البيوت، تُعامل مشاعر الطفل كأمور بسيطة، ويُنظر إلى خوفه كدلال أو نوع من المبالغة. وفي المدرسة، قد يشعر الطفل أن الشكوى قد تجلب له عقابًا، أو سخرية من زملائه، أو تشكيكًا من معلمه. وحين يفقد الطفل الثقة بأن الكبار سيصدّقوه أو يفهموه، يصبح السر ثقيلًا على قلبه الصغير، لكنه يفضّل حمله وحده بدلًا من مواجهة عالم غير مستعد لسماعه.
ولأن حماية الطفل لا تبدأ بعد وقوع الأذى، بل قبله، تصبح مسؤولية البيت والمدرسة مشتركة. ففي البيت، يجب أن يكون الحوار جزءًا من الحياة اليومية مثل أسئلة بسيطة، كلمات مطمئنة، مساحة آمنة لكي يحكي دون تهديد أو عقاب. يحتاج الطفل أن يتعلم أن جسده ملكه، وأن اللمس غير المريح ليس سرًا، وأن أهله أقرب إليه من أي خوف. أما في المدرسة، فيجب أن يحمل المعلمون حساسية عالية تجاه الإشارات النفسية التي تظهر على الأطفال مثل الانطواء المفاجئ، الخوف من شخص بعينه، تغيّر السلوك بلا سبب واضح. والسعي لوضع آلية واضحة وسرية للإبلاغ، والعمل على التثقيف المستمر للأطفال بصورة مبسطة ، لكي تنشأ بيئة تعليمية لا تُسكت الخوف بل تعالجه… كل هذا يصنع فرقًا حقيقيًا.
وحين يعمل البيت والمدرسة معًا، يتحوّل صمت الطفل إلى لغة يستطيع التعبير بها. ليصبح الطفل قادرًا على أن يقول “أنا مش كويس”، دون خوف من اللوم، ودون شعور بأنه سيُتّهم أو يُساء فهمه. فهو يحتاج قلوبًا تسمع قبل أن تحكم، وتشعره بأن سؤاله مهم، ودمعته ليست شيئًا يتم تجاهله.
ومع ذلك، يبقى هناك عدد من الأطفال يعيشون ألمهم في الظل… يبكون دون أن يجدوا سؤالًا واحدًا يقترب من دموعهم.
يحملون خوفهم بمفردهم لأنهم لم يجدوا أحدًا يسألهم: “إنت كويس؟ إحكي لي… أنا جنبك”. وتتحوّل دموعهم إلى صمتٍ ثقيل، ووجعٍ لا تفسير له.
وفي النهاية، تختصر الحقيقة كلها في جملة واحدة تعرفها كل روح تُنصت لوجع الأطفال أن هناك دائماً دمعة لا تجد سؤالاً صادقاً.