بخطوات ممنهجة وبخبرات وطنية… المضي قدماً نحو استكمال منظومة الدفع الإلكتروني
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
دمشق-سانا
بخطوات مدروسة وممنهجة وبخبرات وطنية تمضي سورية قدماً في تطوير واستكمال منظومة الدفع الإلكتروني محققة قفزات نوعية منذ انطلاقة المنظومة في نيسان عام 2020، على الرغم من الحصار الجائر والإجراءات الأحادية القسرية التي تسببت بصعوبة توريد الأجهزة والمعدات والبنى المصرفية والتقنية الضرورية جداً لعمل المنظومة.
وترافقت الجهود الحكومية المبذولة لتطوير عمليات الدفع الإلكتروني مع السعي الحثيث والمتواصل والمحاولات الدؤوبة من كل الجهات العامة والخاصة لتأمين الربط الشبكي الموحد بين المؤسسات المالية والمصرفية من جهة والشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية وشركات الدفع الخاصة من جهة أخرى، إلا أن ذلك اصطدم بعدم توافر الأدوات التكنولوجية واللوجستية، الأمر الذي اضطر الكفاءات الوطنية إلى إنجاز الربط على مراحل عبر شركات الدفع الإلكتروني العامة والخاصة.
وشكل تعزيز البنية التشريعية للدفع الإلكتروني خلال العام الماضي أرضاً صلبةً لتطوير عمليات دفع الفواتير والرسوم عبر بوابات الخدمات الإلكترونية، ومع صدور القانون رقم 21 لعام 2023 الذي تم بموجبه إلزام اعتماد الحسابات المصرفية لاستيفاء المطالبات المالية لأصحاب المهن والنشاطات بدأت كل الفعاليات التجارية والصناعية والسياحية وغيرها بالتوجه نحو رقمنة أعمالها، بالتوازي مع التحديث الحاصل في النظام المالي والمصرفي بهدف تبسيط الإجراءات وتسهيل تقديم الخدمات والمنتجات للمواطنين، والابتعاد عن مخاطر التعامل بأوراق البنكنوت المصرفية، وتوفير الوقت والجهد.
التطوير المستمر لبنية الدفع الإلكتروني وزيادة الإقبال عليه من قبل المواطنين أسهم في ارتفاع قيمة المطالبات المالية التي سددت منذ نيسان عام 2020 حتى نهاية الربع الأول من العام الجاري، من خلال منظومة الشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية لتصل إلى 44.214.066 مطالبة بقيمة إجمالية تجاوزت 1.68 تريليون ليرة سورية، وذلك وفقاً لبيانات الشركة.
وحسب هذه البيانات بلغ عدد المطالبات المالية المسددة عبر منظومة الشركة ذاتها من بداية العام ولغاية الـ 22 من شباط الماضي 8.374.294 مطالبة مالية، بقيمة إجمالية تجاوزت 270.5 مليار ليرة سورية، حيث تجاوزت هذه القيم عدد المطالبات المسددة للفترة نفسها من العام الماضي، مع العلم أن عدد المطالبات المالية المسددة خلال عام 2023 بلغ 16.02 مليون مطالبة.
وبناء على مؤشرات عمل وزارة الاتصالات والتقانة بلغ عدد المشتركين بالخطوط الخلوية الذين يمتلكون حسابات زبائن 381.025 مشتركاً، في حين بلغ عدد مشتركي الخطوط الخلوية الذين يمتلكون حسابات تجار 901 مشترك، وذلك منذ انطلاق منظومة الدفع الإلكتروني حتى نهاية 2023.
وشهد العام الماضي خطوات متسارعة أكدت نجاح عملية الدفع الإلكتروني، ووصل عدد المطالبات المالية المسددة إلكترونياً عبر منظومتي الشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية مدفوعات وسيب أونلاين إلى 14.459 مليون مطالبة بقيمة 758.9 مليار ليرة سورية، في حين تجاوزت قيمة الفواتير المسددة إلكترونياً عبر الخطوط الخلوية 41.9 مليار ليرة سورية، كما تجاوزت القيمة المالية لعمليات الدفع الإلكتروني المسددة من زبون لتاجر 31.3 مليار ليرة سورية.
كما أصدر مركز خدمة المواطن الإلكتروني في العام ذاته أكثر من 2.2 مليون معاملة إلكترونية موزعة على المحافظات، وعبر بوابة المكتب القنصلي الإلكتروني تم إنشاء 43.098 حساباً إلكترونياً، وأصدر المكتب للمغتربين عبر هذه الحسابات خلال العام الماضي 40.008 معاملات الكترونية لعدة خدمات حكومية، كما أضاف مركز خدمة المواطن الإلكتروني خدمات التجنيد للمغتربين السوريين عبر المكتب القنصلي الإلكتروني، وهي خدمات التأجيل والخدمات التجنيدية بالإضافة إلى خدمة تسهيلات زيارة المغتربين.
وزارة النقل بدورها أعلنت العام الماضي إنجاز أكثر من 1.26 مليون معاملة عبر عمليات الدفع الإلكتروني، وكذلك المصرف الصناعي الذي أكد أن قيمة الفواتير المسددة عبر منظومة الدفع الإلكتروني خلال شباط الماضي وحده بلغت 450 مليون ليرة، إضافة إلى أنه نتيجة الإقبال على الخدمات الإلكترونية أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان تمديد مهلة منح بطاقة الدفع الإلكتروني لمكتتبي السكن الشبابي والعمالي.
من جانبها استمرت وزارة المالية بتطوير البنية التحتية في المصارف العامة وتأمين التجهيزات اللازمة لمواكبة متطلبات الدفع الإلكتروني والتحول الرقمي متضمنة الربط مع شركات الدفع الإلكتروني، ما مكن عملاء المصارف من الاستفادة من كل وسائل الدفع الإلكتروني الخاصة بشركات الدفع والمصارف، إضافة إلى التوسع في نشر نقاط البيع أجهزة ال بي أو إس في فروع المصارف العامة ومراكز المؤسسة العامة للبريد.
وفي خطوة متقدمة تم إطلاق خدمة تسديد قيمة الوقود إلكترونياً باستخدام البطاقات المصرفية للبنوك العاملة في 16 محطة في دمشق وطرطوس وغيرهما، ووفقاً لبيانات الوزارة أتاحت منظومة الدفع الإلكتروني تسديد الضريبة عبر وسائل الدفع الإلكتروني، كما تم إطلاق خدمة تسديد ضريبتي ريع العقارات والدخل المقطوع إلكترونياً في محافظات دمشق وحلب وريف دمشق عبر الشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية.
وفيما يتعلق بالربط الإلكتروني للفواتير المصدرة مع الإدارة الضريبية أصدرت الهيئة العامة للضرائب والرسوم جملة قرارات ألزمت بموجبها مكلفي مهن متعددة بآلية الربط المعتمدة من قبل الهيئة، بهدف تحقيق الشفافية الضريبية وتسهيل إجراءات تسديد الضرائب ومكافحة التهرب الضريبي والاستغناء عن العامل البشري.
ويأتي كل ذلك بينما تواصل الإدارة الضريبية مشروعها الطموح لأتمتة نظام الإدارة الضريبية المتكامل للهيئة العامة للضرائب والرسوم ضمن مشروع التحول الرقمي، كما سبق أن أصدرت وزارة المالية قراراً يقضي بوضع الطابع الإلكتروني اللصاقة بالتداول اعتباراً من أول تشرين الثاني القادم، وذلك ضمن خطتها لأتمتة العمل الضريبي وتبسيط الإجراءات للمكلفين والإدارة الضريبية، وتوفير الوقت والجهد، والحد من التهرب الضريبي، ومنع ارتكاب أي حالات فساد، بينما سيصار لاحقاً إلى ربط هذا الطابع مع أدوات الدفع الإلكتروني وأي وسيلة متاحة للدفع إلى جانب الدفع النقدي.
وسيم العدوي وطارق السيد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: منظومة الدفع الإلکترونی المطالبات المالیة ملیار لیرة سوریة العام الماضی
إقرأ أيضاً:
محمد بن سلمان: نجاحات الحج تتواصل ونمضي قدماً لراحة ضيوف الرحمن
بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، ألقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كلمة هنأ فيها المواطنين والمقيمين وحجاج بيت الله الحرام، داعياً الله أن يعيد هذه المناسبة على المملكة والمسلمين في أنحاء العالم بالخير والسلام.
وجاءت كلمة ولي العهد خلال استقباله المهنئين بعيد الأضحى في الديوان الملكي بقصر منى، حيث أكد أن النجاحات المتواصلة التي تحققت في خدمة ضيوف الرحمن جاءت نتيجة جهود الدولة الكبيرة في العناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، مشدداً على استمرار العمل لتوفير أقصى درجات الراحة والأمان للحجاج.
وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى الدور الكبير الذي يبذله العاملون والمتطوعون من الرجال والنساء في مختلف القطاعات، مشيداً بالتنسيق والتنظيم الذي يُمكّن الحجاج من أداء مناسكهم في أمن وسكينة تامة، وذلك وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس).
واختتم ولي العهد كلمته بالدعاء الله تعالى أن يديم على المملكة نعمة الأمن والأمان، وأن يوفق الجميع لمواصلة هذا الواجب العظيم بأفضل صورة.
وكان ولي العهد قد وصل يوم الخميس إلى مشعر منى للإشراف على الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، نيابة عن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مؤكداً حرص القيادة على تقديم أفضل التسهيلات للحجاج.
هذا وفي إطار منظومة العمل المتكاملة لموسم حج هذا العام 1446هـ، نفذت الخطط التنظيمية حركة انسيابية عالية لضيوف الرحمن من مشعر مزدلفة إلى مشعر منى، مع سهولة وصول الحجاج إلى منشأة الجمرات لأداء شعيرة رمي جمرة العقبة الكبرى واستكمال مناسكهم في أجواء آمنة ومطمئنة.
وشهدت الخطط الأمنية والخدمية تنسيقاً متكاملاً بين الجهات المختصة، واستخدام أدوات تقنية حديثة ونماذج تشغيلية مدروسة مكنت من إدارة تدفقات الحشود بكفاءة عالية، مع مراعاة التنوع الثقافي والجغرافي لضيوف الرحمن.
وعلى صعيد النقل، واصل قطار المشاعر المقدسة أداءه المتميز بنقل أكثر من 604 آلاف حاج ضمن ثلاث حركات رئيسة، مما يعكس الكفاءة التشغيلية العالية للنظام. كما نفذت الهيئة الملكية لمدينة مكة والمشاعر المقدسة نقل الحجاج عبر أكثر من 23 ألف حافلة موزعة على عدة مسارات ترددية، مع تسجيل أوقات قياسية لأداء عمليات الإفاضة.
وفي الجانب الصحي، قدمت وزارة الصحة خدمات طبية متكاملة، حيث بلغ عدد الخدمات المقدمة أكثر من 125 ألف خدمة، منها عمليات قسطرة قلبية وقلب مفتوح نفذتها كوادر طبية سعودية مؤهلة، مما يدل على تطور الجاهزية الصحية في المشاعر المقدسة.
كما استخدمت وزارة الحج والعمرة حتى الآن أكثر من 5.5 ملايين عملية قراءة إلكترونية لبطاقة “نسك”، بهدف رفع كفاءة التفويج وتعزيز السلامة التنظيمية، إضافة إلى تقديم مركز العناية بضيوف الرحمن عبر الرقم الموحد أكثر من 310 آلاف خدمة للحجاج منذ بداية الموسم، فضلاً عن تنفيذ أكثر من 65 ألف جولة رقابية لضمان جودة الخدمات.
وتجسد هذه الجهود المتكاملة مستوى التنسيق بين الجهات الحكومية ضمن توجيهات القيادة الرشيدة، وتتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى الارتقاء بمنظومة الحج، وتوفير تجربة آمنة ومنظمة لضيوف الرحمن، مع استغلال التقنيات الحديثة.
آخر تحديث: 7 يونيو 2025 - 08:49