حصن «حب بعدان» بإب .. اقدم الحصون اليمنية .. مقر ملك حمير «ذو رعين» .. صور
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
كان الحصن موضع صراع عسكري بين حكام الدويلات المتعاقبة على اليمن.
ودمرت أسواره مرات عدة حين الغزو العثماني الأول حيث أعاد الأتراك بناءه وفق الطراز اليمني القديم لاستخدامه حصناً عسكرياً للقوات.
استخدم الحصن لقرون كمركز آمن لخزن الحبوب والغذاء في مخازن صخرية لا تزال باقية حتى اليوم كما استخدم كقلعة حصينة لصد غارات الغزاة .
يتميز الحصن بطرازه المعماري الفريد ويعد معجزة في البناء والتشييد، كما يحوي آثاراً تاريخية تعود إلى العصر الحميري القديم .
ويعتقد أن الحصن كان مقراً لملك حميري يدعى يريم بن ذو رعين ويقال إنه دفن في هذا الحصن.
كما عثر الآثاريون على جثمان أحد التبابعة الحميريين يعتقد أنه التبع يريم بن أيمن ذو رعين .
منذ ما قبل الإسلام، حرص كثير من الملوك والأمراء على الاستحواذ على الحصن نظراً لمميزاته العسكرية الدفاعية وكثير منهم كان يعده واحداً من رموز القوة وتماماً كما هو رمز للمقاومة الوطنية في كثير من محطات الغزو الأجنبي لليمن في التاريخ القديم الوسيط وزاد من ذلك موقعه الاستراتيجي الفريد، فهو يطل من أعلى على مساحات شاسعة من الوديان والقرى الزراعية، ناهيك عن أنه كان قديماً يقع على طريق القوافل التجارية.
وأنشأ الملوك الذين تعاقبوا على الحصن فيه العديد من مخازن الحبوب المحفورة في عمق الجبل وكانت حتى وقت قريب تستخدم لخزن كميات كبيرة للغاية من الحبوب تأمن احتياجات الدول من الغذاء خصوصاً أن هذا الموقع كان آمناً من اللصوص وغارات قطاع الطرق والعزاة .
تشير كتب التاريخ إلى أن الملك المظفر يوسف بن عمر بن رسول كان أول من اكتشف خصائص الحصن العسكرية واستخدمه في القرن السابع الهجري نقطة انطلاق للسيطرة على المناطق الجبلية الوسطى في اليمن بعد مقتل والده .
ولاحقاً تحكم في الحصن العديد من الملوك والأمراء في عهد الدولة الصليحية وصولاً إلى دولة بني رسول ثم الزريعيين ثم خضع لسيطرة الأيوبيين الذين فرضوا على الحصن حصاراً في عهد القائد طفطكين الذي خاض حروباً مع الزريعيين من أجل السيطرة على الحصن الذي اتخده تالياً نقطة انطلاق للتوسع العسكري في اليمن .
وبعد رحيل الأتراك من اليمن سيطر عليه الأئمة من آل حميد الدين الذين ساهموا في ترميمه لاستخدامه حصناً عسكرياً .
ينظر الآثاريون إلى حصن حب باعتباره من أهم معالم التاريخ الإسلامي في هذه المنطقة، وفي التاريخ الحديث حول إلى مزار سياحي خصوصاً أنه من أهم المعالم التاريخية في محافظة إب اليمنية لما يتسم به من تصميم هندسي فريد جمع خصائص فن العمارة اليمنية بعمارة المعاقل العسكرية المنيعة .
ويرتبط سور الحصن ببوابة كبيرة تؤدي إلى فنائه الذي يضم مباني عتيقة وأحواضاً لتجميع مياه الأمطار، فضلاً عن أطلال حدائق وجامع وحمامات ومعصرة للزيوت .
صمم اليمنيون القدامى الطريق إلى الحصن بشكل هندسي فريد امتصت إلى حد كبير صعوبة الوصول إليه كما وفرت للحصن الحماية من الاختراق وغزو الجيوش.
يقع حصن حب فوق قمة جبلية عالية في مديرية بعدان شرق محافظة: إب وسط اليمن
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: على الحصن
إقرأ أيضاً:
عمق الأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة
وضاح اليمن الحريري
تأخذ الازمة اليمنية الحالية أكثر من بعد سياسي او عسكري، كما إنها ليست مسألة أرض يتم استعادتها او منطقة نفوذ بهذا الشكل أو ذاك، إنها تمثل أزمة تحمل في مظاهرها تصدعات المشروع الدولاتي لمنظومة الفكر السياسي العربي وأمنه القومي ببعده الجيوسياسي وهو في طور التفكيك واعادة التشكل، حقله في اليمن هو أحد النماذج للتفكيك المباشر، بخلق اسباب كافية لتطبيقه، تعود إلى سوء الادارة واخفاقات التنمية والتقدم في ظروف سابقة.
نعني بالأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة، تصرف الانتقالي الجنوبي منفردا بدخول قواته الى تلك المحافظتين والسيطرة على أراضيها، متخذا أكثر من مبرر لذلك الفعل، غير مكترث بالتبعات اللاحقة وفيما قد تسفر عنه، في محاولة لفرض واقع عسكري جديد فيهما، هنا تكون المسألة واضحة في أن الانتقالي الجنوبي اتخذ قراره، مرتجلا او متأنيا، في التصعيد تجاه الشرعية التي يمثل في نفس الوقت أحد مكوناتها، مما يعني إنه لم يكن ينظر يوما لنفسه ولقواته الا باعتبارهما جزءا مؤقتا في بنية الشرعية، لارضاء أطراف من دول التحالف.
تقف في الضفة الأخرى من مجرى الأزمة واندفاعها، بقية مؤسسة الشرعية ممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي يستند هو الاخر الى تحالفات سياسية وعسكرية حاضرة محليا وإقليميا، ترى في السلوك المنفرد للانتقالي اعتداء صارخا على مرجعيات تم التوافق عليها مسبقا، أهمها اتفاق الرياض واعلان نقل السلطة. لكن حتى هذا التحالف يقف أيضا في خانته قوى تتفاوت في مدى لؤمها السياسي واستعدادها العسكري لتفجير الموقف عسكريا، في انتظار الاشارة لذلك.
يجب أن ينظر الى الأزمة في شقها السياسي، لنزع فتيل الاشتعال وتنفيسها، في الاتجاه الذي ينفس من تصاعد التوتر، بعد أن تفاقمت عملية الاحتشاد عند المجموعتين، لأن الأزمة وأبعادها لا تعني الانتقالي الجنوبي وحده ولا تعني مؤسسة الشرعية وحدها، كي يتصرفا كما يشاءان، لكنها تمس وبقوة حسابات اقليمية لها وزنها وثقلها، كحسابات المملكة السعودية، بل والأهم من هذا، إنها تمس وبعمق فرص الاستقرار والعيش الآمن للناس في كامل الاتساع الجغرافي والأمني لليمن على اقل تقدير، مما يمثل رهانات غير محسوبة العواقب بدقة، على اعتبار أن الأمر الواقع سيفرض نفسه دون تحديات فعلية، رغم أن خيار الحسم بطريقة صلبة يعلن عنه ومازال قائما.
سيذهب المختلفون حول الأزمة والمتفاوتون في تقديرها الى تقديرات غير صحيحة بالمرة، اذا ظنوا إنها ستمر مرورا عابرا، على حقول النفط وموارد الثروة في شرق اليمن، مع العلم ان هذه الموارد هي فقط المرئية في الأفق، بينما ما خفي قد يكون أعظما، بالتالي فإن خيار الانتقالي الجنوبي وخيار المؤسسة الشرعية، لا يمثلانهما وحدهما، لكن ايضا يمثلان حسابات أخرى ذات ارتباط شديد الأهمية، بما سيجر خلفه من التبعات والتبدلات في القرارات والمواقف، بانعكاس كل ذلك على المواطنين اليمنيين جنوبا وشمالا بالدرجة الأولى.
لن أقول هنا إن علينا بالحكمة اليمانية،لأنها مفقودة في هذه اللحظة على اية حال، لن أقول أن علينا بالدم لأنه لغة الأبطال الذين يذهبون سدى من اجل تغيير التوازنات على أرض الواقع، سأقول أن علينا بالسياسة والمزيد من السياسة الحصيفة والمسئولة، عند التعامل مع هذه المستويات العالية من الأزمة.
تصرف الانتقالي الجنوبي منفردا، فاقدا لصبره وبانيا لخياراته مستندا على حسابات الغير وتقديرهم للموقف، بينما تتصرف مؤسسة الشرعية خارج احتواء الموقف وطنيا نتيجة تشتتها وبعثرتها المرئية، المبنية على عدم قدرتها على اتخاذ القرارات في وقتها المناسب، عاجزة عن تفعيل المرجعيات المتفق عليها، المملكة أيضا تتصرف بالاستناد الى المعركة السياسية التي تخوضها على المستوى الاقليمي ووفق مصالحها، بغض النظر عن التبعات فيما سيعانيه المواطنون، إذن من يخيف من في هذه الأزمة الشرسة وغيومها تتجمع على رؤوس اليمنيين وتتفاقم جنوبا وشمالا.
سيمضي الوقت دون قرارات، لن يتمكن الانتقالي الجنوبي من اعلان دولته واذا اعلنها سيحمل الناس ما لا طاقة لهم به وسيكتفي بالبقاء على الأرض، لن تتمكن مؤسسة الشرعية الا بالبقاء كضيف دائم الاقامة في الرياض حتى اشعار آخر، لن تتمكن المملكة من اتخاذ قرارات صعبة بسهولة ولها أن تحتفظ بمصالحها، لن يتمكن المشاغبون الاقليميون من انهاء الحصة دون درس وسيجبرون على البقاء على مقاعدهم كأشقياء..السياسة ومزيدا من السياسة هي الحل المؤثر حاليا..علينا اذا بدأ الحوار أن نمضي فيه حتى آخره وله مساراته واوعيته واجراءاته واذا لم يبدأ فلابد ان ينطلق فورا..ودمتم.