عاد الحديث عن فيروس إنفلونزا الطيور بعد زيادة الحالات المصابة خلال الأعوام الماضية، وتقارير عن انتشاره بين أنواع جديدة، مما أثار مخاوف من انتشاره بين البشر.

وبعد أن أدى تفشي المرض مجددا، منذ عام 2020، إلى نفوق الملايين من الدواجن، قالت منظمة الصحة العالمية إن انتشار الفيروس، الذي يعرف بـ (H5N1)، بين العديد من أنواع الثدييات، بما في ذلك الماشية في الولايات المتحدة، أدى إلى زيادة خطر انتقاله إلى البشر.

وحذر خبراء في الصحة العالمية، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن انتشار عدوى إنفلونزا الطيور بين الحيوانات والبشر يمثل مصدرا للقلق على الصحة العالمية.

وقالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن الخطر الإجمالي الماثل في الوقت الحالي بسبب الفيروس منخفض، لكنها حثت الدول على البقاء حذرة ومتأهبة لظهور حالات منقولة من الحيوانات إلى البشر.

ما هو؟

فيروس H5N1 هو الفيروس المسبب لإنفلونزا الطيور. ويمكن أن يصيب الجهاز التنفسي العلوي والرئتين، بل وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الدماغ.

وإنفلونزا الطيور مرضٌ شديد العدوى، يصيب الطيور البرية والدواجن، وقد ينتقل منها إلى البشر. وتزامنت جميع الحالات البشرية مع حدوث تفشي بين الدواجن، وفق منظمة الصحة العالمية.

وتقول كليفلند كلينك إنه يمكن أن يصاب البشر بإنفلونزا الطيور إذا كانوا على اتصال بسوائل جسم حيوان مصاب، مثل البصق (اللعاب)، أو قطرات الجهاز التنفسي أو البراز. ويمكن استنشاقه من جزيئات الغبار الصغيرة الموجودة في بيئات الحيوانات أو دخوله إلى عينيك أو أنفك أو فمك بعد لمس سوائل الجسم.

لكن لا يصاب البشر نتيجة تناول الدواجن أو البيض المطبوخ جيدا. وغالبا ما يتم يتم إخراج أي قطعان معروف أنها مصابة بفيروس إنفلونزا الطيور على الفور من الإمدادات الغذائية البشرية.

وأعراض العدوى في البشر تشمل الحمى والسعال وأوجاع العضلات وسيلان الأنف والتهاب الحلق والغثيان والإسهال وضيق التنفس والعين الوردية. وقد تتفاقم الأعراض للإصابة بالالتهاب الرئوي والوفاة.

هل إنفلونزا الطيور معدية؟

لم يتم حتى الآن تأكيد أن إنفلونزا الطيور معدية بين البشر وبعضهم البعض، وفي جميع الحالات تقريبا حتى الآن، جاءت إصابات إنفلونزا الطيور البشرية نتيجة الاتصال بحيوانات مصابة.

وقال كبير العلماء لدى منظمة الصحة العالمية، الطبيب جيريمي فارار، إن السلالة A(H5N1) المنتشرة حاليا أصبحت "جائحة حيوانية عالمية".

وأشار إلى أنه لم يتم تسجيل حالات انتقال للفيروس من إنسان لآخر، إلا أن معدل الوفيات "مرتفع للغاية بين مئات الأشخاص المعروف أنهم أصيبوا به حتى الآن".

وأضاف فارار أن "عدوى إنفلونزا الطيور انتشرت خلال العامين الماضيين بين الدواجن والبط" فيما انتقلت لتنتشر بين الحيوانات، مما يعني تطور الفيروس.

و"القلق الأكبر بالطبع أنه عند إصابة البط والدجاج ثم الثدييات بشكل متزايد، يتطور هذا الفيروس الآن ويطور القدرة على إصابة البشر ومن ثم القدرة على الانتقال من إنسان إلى آخر".

ما مدى انتشاره؟

وفقا لتقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية، فإنه في الفترة ما بين يناير 2003 و28 مارس 2024، كانت هناك 888 حالة إصابة بشرية بإنفلونزا الطيور. ومن بين تلك الحالات الـ888، توفي 463 (52 في المئة).

وانتشر الفيروس بسرعة في إقليم شرق المتوسط، عام 2006، مع حدوث أوبئة حيوانية كبيرة، أُعلِن عنها في العراق ومصر والأردن والأراضي الفلسطينية  وأفغانستان وباكستان وجيبوتي والسودان. وكانت مصر البلد الأكثر تضررا في إقليم شرق المتوسط، حيث ظل المرض متوطنا، مع حدوث أوبئة حيوانية متكررة و167 حالة بشرية، بما فيها 60 حالة وفاة، وفق المنظمة.

وفي عام 2020، ظهر الفيروس مرة أخرى في أوروبا وأدى إلى نفوق ملايين الطيور، لكنه تطور وأصبح يصيب الثدييات (في البر والبحر) بشكل متزايد.

وفي الولايات المتحدة، أعلنت السلطات الصحية، خلال الشهور الماضية، عن إصابة شخصين بالفيروس، بعد إصابة قطعان في ولايات عدة. 

وحتى الخميس، تم اكتشاف إنفلونزا الطيور في 33 قطيعا في 8 ولايات هي أيداهو وكانساس وميشيغان ونيو مكسيكو ونورث كارولاينا وساوث داكوتا وأوهايو وتكساس.

لكن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، التابعة لوزارة الصحة الفيدرالية، قالت إنها لن تغير تقييمها لخطر إنفلونزا الطيور على صحة البشر في الولايات المتحدة، الذي تصنفه حاليا على أنه منخفض. 

ويخشى خبراء من ازدياد عدد الثدييات المصابة بسلالة "إتش 5 آن 1" الحالية واحتمال انتقال الفيروس بين ثدييات أخرى، وإن كانت الحالات المسجلة في صفوف البشر نادرة للغاية.

وأعلنت إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة (أف دي إيه)، الخميس الماضي، العثور على "آثار لفيروس إنفلونزا الطيور في 1 من كل 5 عينات من الحليب المبستر". 

لكن خبراء الصحة شددوا على أن الحليب المبستر آمن للاستهلاك البشري، في حين أكدت (أف دي إيه) أنه تم العثور في الحليب على قطع صغيرة من الفيروس وليست فيروسات حية معدية.

ووفق "سي دي سي" و"أف دي إيه" ووزارة الزراعة، لا توجد مخاوف بشأن سلامة إمدادات الحليب التجاري في هذا الوقت، لأن المنتجات يتم بسترتها قبل دخولها إلى السوق. 

ما الاحتياطات الواجبة؟

ودعت منظمة الحصة العالمية التابعة للأمم المتحدة الدول إلى تنفيذ تدابير لمكافحة العدوى وإجراءات لتقليل تعامل البشر مع الطيور والثدييات التي يُحتمل أنها مصابة بإنفلونزا الطيور أو فيروسات إنفلونزا حيوانية أخرى.

وأوصت المنظمة بقوة باستهلاك الحليب المبستر، إذ أن البكتيريا والفيروسات الموجودة فيه يتم التخلص منها من خلال هذه العملية.

وكانت هيئة الصحة في تكساس ذكرت أن إصابة الماشية لا تشكل مصدر قلق بالنسبة لإمدادات الحليب التجارية إذ يتعيّن على منتجي الألبان التخلّص من الحليب المستخرج من أبقار مصابة، كما أن عملية التعقيم تقضي على أي فيروسات.

وقال فارار، الطبيب بمنظمة الصحة العالمية، إن الجهود جارية من أجل تطوير اللقاحات والعلاجات لفيروس إنفلونزا الطيور، وشدد على الحاجة إلى التأكد من أن السلطات الصحية الوطنية في جميع أنحاء العالم لديها القدرة على تشخيص الفيروس.

ودعا أيضا إلى زيادة المراقبة، قائلا إنه "من المهم للغاية فهم عدد الإصابات البشرية التي تحدث.. لأن هذا هو المكان الذي سيحدث فيه التكيف مع الفيروس".

وقال فارار إن الهدف من ذلك هو "إذا وصل فيروس H5N1 إلى البشر وانتقل من إنسان إلى آخر"، فإن العالم سيكون "في وضع يجب عليه الاستجابة الفورية"، داعيا إلى الوصول العادل إلى اللقاحات والعلاجات ووسائل التشخيص. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فیروس إنفلونزا الطیور منظمة الصحة العالمیة فی الولایات المتحدة إلى البشر

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية: الهجوم عى مستشفة الفاشر «مفزع»

 

وصفت منظمة الصحة العالمية الهجوم الأخير على مستشفى الفاشر غربي السودان بـ «المفزع» ونوهت إلى أنه المرفق الطبي الوحيد الذي يتمتع بقدرة جراحية في المدينة.

الخرطوم ــ التغيير

و أدت الاشتباكات المسلحة بولاية شمال دارفور إلى خروج مستشفى الفاشر الجنوبي عن الخدمة نتيجة لاقتحامه من قبل قوات الدعم السريع.

وقالت الصحة العالمية، في منشور على حسابها عبر منصة «إكس»، إن خروج مستشفى الفاشر الرئيسي عن الخدمة في أعقاب الهجوم أدى إلى إجهاد المستشفيين الآخرين الموجودين هناك بما يتجاوز طاقتهما، ما زاد من تقييد الوصول إلى الخدمات المنقذة للحياة.
وأعربت المنظمة الأممية عن فزعها إزاء الهجوم الأخير على مستشفى الفاشر الجنوبي، باعتباره المرفق الطبي الوحيد الذي يتمتع بقدرة جراحية في المدينة.

و كان قد أكدت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، في بيان الأحد اقتحام مستشفى الفاشر الجنوبي من قبل الدعم السريع.

وبحسب اللجنة، صاحب الهجوم أعمال نهب وأسر لمرافقي المرضى واعتداء على المواطنين والعاملين في المستشفى ما أدى إلى إصابات متفاوتة بينهم، بما في ذلك إصابات في الكوادر الطبية.

وأوضحت اللجنة أن الحادثة تسببت في تعطيل المستشفى التي تعتبر إحدى نوافذ الخدمات الطبية القليلة المتبقية لمواطني مدينة الفاشر.

وقالت إن هذا الهجوم من قبل الدعم السريع تكراراً لنمط سلوكها في كل المناطق التي تتقدم إليها.

وأدانت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان الاعتداءات على المدنيين والعاملين في المجال الصحي ومقدمي الخدمات في المستشفيات والمراكز الصحية. وأكدت أن هذا السلوك يتنافى مع المواثيق والمعاهدات الدولية. ونادت بعدم نقل الصراع المسلح إلى مناطق وُجود المدنيين ومرافقهم الصحية.

وناشدت منظمات العمل الإنساني ومنظمات الأمم المتحدة للقيام بدورها في توفير العلاج والإمداد الصحي والغذائي لمناطق النزاعات وحماية المدنيين.

 

الوسومالدعم السريع الفاشر مستشفى هجوم

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: الهجوم عى مستشفة الفاشر «مفزع»
  • ذكرى إعلان الصحة العالمية وباء إنفلونزا الخنازير.. إحصائيات وأرقام
  • أنجولا: أكثر من 300 ألف شخص مصابون بفيروس الإيدز في البلاد
  • الببغاء ينحرف يمينا والنحل يسارا.. لماذا لا تتصادم الطيور في الأجواء كما البشر على الأرض؟
  • وزير الصحة: اقليم كوردستان يندرج ضمن قائمة المراكز الصحية العالمية
  • هل إجراءات كورونا اختراع؟ فاوتشي اعترف وصعق العالم
  • دراسة أمريكية حول انتشار إنفلونزا الطيور في الجهاز التنفسي للأبقار الحلوب
  • ما هي أعراض متحور إنفلونزا الطيور؟.. احذر من آلام العضلات
  • "الصحة العالمية": نواصل الجهود الحثيثة لإدخال المساعدات إلى غزة رغم القيود
  • الصحة العالمية: نواصل الجهود الحثيثة لإدخال المساعدات إلى غزة