سودانايل:
2024-06-02@15:06:38 GMT

حرب الحفاظ على الوطن لا تقبل المساومات

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن أي خطابات أو كتابات متطرفة في زمن السلم الذي تتحاور فيه الأراء و البرامج سوف تفتح طرقا للفظ الخشن، و من ثم إلي الحرب، و خاصة إذا كان المجتمع خارجا من نظاما شموليا و الأغلبية في المجتمع تراهن على الديمقراطية، و نخب لا تنظر للعملية السياسية إلا من خلال مصالحها الخاصة مركزة في السلطة.

. و إشكالية القوى السياسية عجزت أن تقدم خطابا متوازنا يساعد على تعبيد الطريق الذي يوصل إلي الهدف، و القوى السياسية؛ إذا كانت شمولية في توجهاتها أو حتى رافعة شعارات الديمقراطية ليس لديها ثقافة النقد، لا تقبله من داخل دائرتها المحدودة من داخل المؤسسة الحزبية، أو كان من خارجها، أن قراءة النقد مسألة مهمة لدعاة الديمقراطية لكي يتبينوا إذا كان مسيرهم في الطريق الصحيح أم قد حدثت اخطاء يجب الوقوف عندها، فالنقد هو دعوة للمراجعة و التقييم و التقويم معا.. و هناك قوى سياسية الديمقراطية عندهم شعارات سياسية خالية المضمون الغرض منها التكتيك، هؤلاء ليس لديهم مبدئة و يحاولوا أن يكيفوا خطاباتهم بما تقتضي الضرورة..
فهل أصحاب خطاب العنف اللفظي كانوا يعتقدون أن خطاباتهم سوف تؤدي إلي تخويف الأخر و لا يجروء على ردة الفعل، غض النظر عن من يكون الأخر، هذا نوع من السذاجة السياسية، منذ إبريل 2019م كتبنا أن طريق الديمقراطية يحتاج لصدور مفتوحة و متسعة لقبول خطاب الأخر مهما كانت درجة الإختلاف، و عقول متقدة تساعد على الحوار.. لكن أن يكون خطاب البعض محمل بالبغض و الكره و الخشونة الفظية التي ساعدة على الحرب، ثم يقف اصحاب خطابات الكره في منبر أخر؛ و يتسألوا لماذا يقال للناس أوقفوا الحرب و لا يديرون لك بالا ؟.. فالذي دعا لها بطريق مباشر أو غير مباشر عليه أن يتحمل شرورها. و ليس الذي بدأ الحرب وحده قادر على إقافها، و خاصة أن الحرب لم تكن بين قوتين سياسيتين أو عسكرتين لوحدهما، أنما الحرب طالت أغلبية الشعب السوداني في الخرطوم و الجزيرة و كل ولايات دارفور و كردفان، و الحرب خلقت واقعا جديدا لن يعيد العجلة إلي الخلف..
إذا كانت النخب السياسية و بعض الكتاب يعتقدون أن الحرب سوف تحسمها تسوية سياسية عبر تفاوض يجري بين " الجيش و الميليشيا" يصبحوا خاطئين، قبل الحرب كان الصراع دائرة داخل القوى الموقعة على "الإتفاق الإطاري" و كتبنا من أجل قبول توسيع قاعدة المشاركة، و لكن أصرت أغلبية القيادات السياسية في الإطاري على رفض قاعدة المشاركة و قالوا " نرفض عملية الإغراق السياسي" و راهنوا على أن ميزان القوى مال لهم، و أغلبية الشعب كانوا يراقبون مجريات الأحداث دون أن يحددوا موقفهم، فالسياسي الحصيف دائما يتوقع أن ميزان القوى تحكمه المصالح، و يمكن أن يتغير في أي وقت، و اندلعت الحرب و أيضا الشعب يراقب و لكن بعد ما دخلت الميليشيا منازل الناس و استباحتها وقف أغلبية الشعب مع الجيش، لذلك لن تخسر قيادات الجيش وقوف الشعب معها، و سيظل الجيش يقاتل دون أن يستجيب لدعوات وقف الحرب. فالذي يريد أن يوقف الحرب عليه أن يغير قناعات الشعب، فهو الوحيد الذي يستطيع إقناع الجيش.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: إذا کان

إقرأ أيضاً:

حركة السودان الاخضر تطالب قيادة الجيش بالتنحي وتسليم الحُكم لحكومة (جسر) من خُبراء مستقلين

في بيان أصدرته..حركة السودان الاخضر

تطالب قيادة الجيش بالتنحي وتسليم الحُكم لحكومة (جسر) من خُبراء مستقلين

أصدرت حركة السودان الأخضر اليوم بيانا سياسيا وصحفيا قدمت فيه رؤيتها لحل الأزمة السودانية التي نشبت بسبب الحرب الدائرة في البلاد الآن، ومن خلال هذا البيان ناشدت الشعب السوداني بكل فئاته إلى الوحدة والتكاتف والمحبة والسلام من أجل العيش المشترك في وئام وأمان والاستفادة من السواعد الفتية بهدف امتلاك القرار الوطني ومن ثم اغلاق باب باب التدخلات الأجنبية للأبد، مشيرة إلى أن " الحرب فرقت الكلمة وأضاعت الثوابت الوطنية وأدت إلى التشظي ونشرت الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد، وانتشر الفقر والجوع والمرض الأمر الذي أدى إلى حركة النزوح الداخلي والخارجي وطلب اللجوء إلى الدول المجاورة".
وجاء في البيان أن الحركة تطالب قيادة القوات المسلحة السودانية بالتنحي عن الحُكم وتسليم مقاليده لحكومة (جسر) مكونة من خُبراء مستقلين مشهود لهم بالكفاءة وحسن السيرة والمسيرة، وتكون مهمتهم الأساسية الإشراف على انتخابات المجالس البلدية والريفية فى كل أنحاء الوطن، ومنها يتم التصعيد للمجالس الأعلى (من القرية، للمدينة، للمحلية، للولاية) وصولا للمجالس التشريعية الولائية الانتقالية، التى تصعد بدورها من عضويتها للمجلس القومى الانتقالي، ويقع على عاتق تلك المجالس اختيار الحكومات الولائية الانتقالية، وحكومة السودان الانتقالية، والتأسيس لسودان المستقبل (الدستور، الانتخابات، نظام الحُكم..الخ).
واقترحت الحركة في بيانها السياسي والصحفي أن تتشكل الوزارات الولائية والمركزية خلال الفترة الانتقالية التي تعقب حكومة (الجسر) من مجلسين من الخُبراء والعُلماء المختصين، مجلس تنفيذى يقوده الوزير ويتخذ فيه القرار ديمقراطيا، ومجلس استشاري للوزارة، وتكون المهمة الأولى هى بناء نُظم الحوكمة والرقابة فى كافة مؤسسات الدولة، استعدادا للبناء وإعادة الإعمار على أسس علمية ومنهجية، كما دعت حركة السودان الأخضر بالتنحي عن قيادة الجيش وتسليم القيادة إلى هيئة أركان من ضباط وطنيين مهنيين لا علاقة لهم بأى انتماء سياسي يمثلوا كافة أنحاء الوطن، كما طالب البيان قيادة الجيش بالتوقف فورا عن تدمير البنية التحتية، مثلما ما حدث مؤخرا فى مصفاة الجيلي، والتوقف عن كافة أنواع الممارسات التى لا علاقة لها بالجيوش الوطنية المهنية.

*قوات الدعم السريع

وبالنسبة لقيادة قوات الدعم السريع فقد تقدمت الحركة بمطالبها قائلة "إن الحرب قد كشفت بوضوح أن قواتكم تقوم بنشر روح الكراهية والعنصرية وبندقيتها موجهة بشكل أساسي إلى المواطنين وسفك دماؤهم، وتهجيرهم قسريا، واحتلال دورهم وأراضيهم، وهتك أعراضهم، ونهب ممتلكاتهم، إلى جانب التطهير العرقى الموثق، وحتى ممارسة الرق واختطاف الفتيات، وخطف المدنيين والمطالبة بـ(فدية) مقابل اطلاق سراحهم، إلى جانب علاقاتكم بحكومات أجنبية تسرق مواردنا وتطمع فى احتلال وطنا العزيز وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من الحرب الأهلية، اننا ندعوكم إلى التنحى وتسليم الأسلحة والعتاد إلى هيئة أركان الجيش المذكورة أعلاه، واطلاق سراح جميع المخطوفين والأسرى والمعتقلين، وإخلاء دور المواطنين والمؤسسات الخاصة، والمرافق العامة المرتبطة بحياة الناس".
وأشار بيان الحركة إلى "ان مشاكل الصراع حول السلطة والثروة لا يمكن حلها بدون مشاركة أصيلة للشعب فى الحُكم والإدارة بكل ربوع الوطن، لذلك ندعوا لتسلم حُكم وادارة البلاد عن طريق مجالس بلدية وريفية منتخبة من القواعد فى كل قرية وحي وحارة، ومن ثم التصعيد إلى مجالس أعلى وصولا للمجالس التشريعية الولائية والقومية التأسيسية التى تختار الحكومات الولائية الانتقالية، وحكومة السودان الانتقالية، وتؤسس لسودان السلام والمحبة والخضرة وفقا لبوصلة التنمية المستدامة التى تظللها الحوكمة البيئية".

*مصالحة مجتمعية

وفي السياق نفسه دعت حركة السودان الأخضر الشعب السوداني إلى مصالحة مجتمعية قاعدية شاملة، تقوم على التراضى والشفافية، والتسامى فوق الجراح، وتغليب المصلحة الوطنية، مع العمل على جبر الضرر وتعويض الضحايا، مصالحة مجتمعية قاعدية شاملة لا تسقط العدالة والحقوق، وترصف الطريق للسلام والتنمية المستدامة، مؤكدة " أن المصالحة المجتمعية القاعدية الشاملة لا تعنى مطلقا الافلات من العقاب وعدم المحاسبة، ولكنها تستفيد من التجارب الاقليمية المشابهة مثل جنوب افريقيا ورواندا، ومدى ملائمتها لبيئتنا".

*الاحزاب السياسية

وطالبت الحركة الأحزاب والمنظومات والحركات السياسية والعسكرية إلى "توقف كافة منظوماتكم منفردة او متحالفة في الصراع والنزاعات والتشاحن وبث روح العداء والكراهية وما شابه ذلك بكافة أنواعها واشكالها، وأن تبتعد كافة منظوماتكم عن المشاركة فى حُكم وإدارة السودان خلال الفترة الانتقالية، والانخراط فى العمل على تنظيمها وتاسيسها ديمقراطيا، ومن ثم التجهيز لخوض الانتخابات بكافة مستوياتها"، كما دعت حركة السودان الأخضر الأحزاب والمنظومات والحركات السياسية والعسكرية إلى الابتعاد عن التواصل او الاستعانة بالحكومات الأجنبية فيما يمس السيادة الوطنية واستقلالية القرار السودانى، والحرص على سلامة الوطن انسانا وحدودا ومواردا"، كما طالبت كافة الحركات المسلحة القيام بحصر قواتها وجمع الاسلحة والعتاد استعدادا لتسليمها، ومن ثم تملكيهم الأراضي ووسائل الانتاج، للاتجاه إلى التنمية المستدامة، وتوفير الحياة الحرة الكريمة لهم ولأسرهم.

وفي الفقرة الأخيرة من البيان وجهت الحركة دعوتها إلى "كافة الدول التى تؤجج الحرب فى السودان وتساعد على استمرارها بالعدة والعتاد للتوقف فورا عن كل ما يؤدي استمرار الحرب والدمار والذى بلا شك ستكون عواقبه وخيمة على استقرار المنطقة وسلامة شعوبها"، كذلك دعت حركة السودان الأخضر الإدارات الأهلية التى تساهم فى هذه الحرب بشكل مباشر أو غير مباشر، بتوقيف أبناؤها ومحاسبتهم وارجاعهم للحق، داعية الجميع وبدون استثناء، إلى الجلوس على طاولة للتفاوض وحوار الشجعان لتنفيذ ما جاء في هذا البيان.

الجمعة 31 مايو 2024م


gsudanmovement@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • 50 ألف موظف لإدارة العملية الانتخابية
  • بابكر حمدين: فشل مسرحية تقدم بأديس ابابا
  • الرؤية والهدف!!
  • حركة السودان الاخضر تطالب قيادة الجيش بالتنحي وتسليم الحُكم لحكومة (جسر) من خُبراء مستقلين
  • صدمة بإسرائيل .. أغلبية الضباط لا يريدون مواصلة الخدمة بعد انتهاء حرب غزة
  • هل يمكن اعادة المسيحيين الى ما قبل العام 2005؟
  • إيقاف وإنهاء الحرب – ولكن كيف؟ (5-7)
  • ايقاف الحرب … ذلك التحدي الكبير (2/2)
  • نِقوش على جِدار الحرب السودانية (5): حكومة بورتسودان
  • البيان الختامي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”