الرؤية- ريم الحامدية

أعلنت شركة هيدروجين عُمان "هايدروم"، بصفتها المنسق والمخطط الرئيس لقطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان، اكتمال الجولة الثانية من المزايدات على أراضي مشاريع الهيدروجين الأخضر، وذلك بتوقيع اتفاقيات تطوير مشروع وحق الانتفاع بالأرض لمشروعين في محافظة ظفار؛ بإجمالي استثمارات بلغ 11 مليار دولار أمريكي؛ ليصل إجمالي السعة الإنتاجية للهيدروجين في عُمان بحلول عام 2030 إلى 1.

38 مليون طن سنويًا.

وجرى توقيع الاتفاقية الأولى مع تحالف يضم شركة كهرباء فرنساش.م.، والشركة التابعة لها "إي دي إف" للطاقة المتجددة (مجموعة EDF)، وشركة الطاقة الكهربائية اليابانية (جي باور)، وشركة يامنة ليمتد (يامنة). أما الاتفاقية الثانية، فتم توقيعها مع شركة أكتس، إحدى أكبر شركات الاستثمار العالمية في مجال البنية الأساسية المستدامة، وشركة فورتسكيو، وهي شركة عالمية متكاملة للطاقة الخضراء، والمعادن والتكنولوجيا.


 

وقال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن رئيس مجلس إدارة شركة هيدروجين عمان: "تقع سلطنة عُمان بين مراكز الطلب الأساسية للهيدروجين الأخضر في أوروبا وآسيا، ويعزز موقعنا الاستراتيجي، إضافة إلى قدراتنا اللوجستية العالمية وبنيتنا الأساسية منتنافسيتنا على قائمة أوائل الدول المنتجة والمصدرة للهيدروجين الأخضر على مستوى العالم". وتطرق معاليه إلى مقومات سلطنة عُمان في هذا القطاع والتي تشمل وفرة مصادر الطاقة المتجددة الطبيعية والسياسات التنظيمية الجاذبة في قطاع الطاقة المتجدّدة والموقع الجيوسياسي الذي تتميز به البلاد.

وأكد معاليه أن الجولة الثانية من المزايدات لاقت اهتمامًا عالميًا واسعًا؛ حيث تقدمت 200 شركة من حول العالم لفرصة المزايدة على أراضٍ لتطوير مشاريع متكاملة للهيدروجين الأخضر؛ وهو الأمر الذي من شأنه تعزيز مكانة سلطنة عُمان ضمن أكبر الدول المصدرة للهيدروجين منخفض الكربون بحلول عام 2030.

ويهدف المشروع- مع تحالف "إي دي إف" و"جي باور" و"يامنة"- إلى إنتاج ما يقارب 178000 طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030؛ باستخدام ما يقارب 4.5 جيجاوات من طاقة الرياح والطاقة الشمسية المقترنة بتخزين البطاريات، إضافة إلى مُحلل كهرباء بسعة 2.5 جيجاوات.

وسيتم توريد الهيدروجين الذي يتم إنتاجه إلى مصنع أمونيا مُقرَّر إنشاؤه في المنطقة الحرة بصلالة بسعة إنتاجية تبلغ 1 مليون طن سنويًا من الأمونيا الخضراء.

فيما سيتضمن المشروع مع أكتس وفورتسكيو، تطوير ما يقارب من 4.5 جيجاوات من موارد طاقة الرياح والطاقة الشمسية المتجددة وتوظيفها في تشغيل محللات كهربائية لإنتاج ما يقارب 200000 طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا. وسيتم بيع هذا الإنتاج محليًا، إضافة إلى تحويله إلى مشتقات (مثل الأمونيا الخضراء) ليتم بعد ذلك تصديره عبر ميناء صلالة.

ومن خلال توظيف أحدث التقنيات في مجال الهيدروجين الأخضر، ستعمل هذه المشاريع على تسخير الموارد والخبرات المشتركة لإيجاد اقتصاد مستدام للهيدروجين الأخضر في عُمان.

من جانبه، قال المهندس عبدالعزيز بن سعيد الشيذاني المدير العام لشركة هيدروجين عُمان (هايدروم): "تتقدم سلطنة عُمان بوتيرة سريعة في تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر؛ حيث انتقلنا من مرحلة تحديد الأراضي والمواقع إلى مرحلة المزايدات العالمية وتوقيع الاتفاقيات في أقل من سنتين. والآن، نحقق إنجازًا جديدًا في رحلتنا عبر إسناد مشروعين جديدين إلى شركائنا الجُدد. وبعد استكمالنا لهذه الجولة، تتقدم عُمان بثقة نحو تحقيق أهدافها الطموحة لإنتاج من 1 مليون إلى 1.5 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030".

وتغطي اتفاقيات الهيدروجين الجديدة- التي جرى توقيعها- مساحة إجمالية تبلغ 682 كيلومترًا مربعًا؛ حيث يتراوح متوسط سرعة الرياح بين 6.8 ميل في الثانية و8.3 ميل في الثانية، فيما تصل مستويات الإشعاع الشمسي إلى 2410 واط لكل متر مربع.

وإلى جانب المشاريع الستة التي أُسندت في عام 2023، تكون "هايدروم" قد نجحت في بلوغ أهداف الإنتاج المرسومة في الاستراتيجية الوطنية لعام 2030؛ مما يُعزِّز من إمكانات البلاد بين الدول المنتجة للهيدروجين منخفض الكربون.

وقال لوك كوشلين الرئيس التنفيذي لشركة "EDF" في الشرق الأوسط: "تعتز مجموعة EDF والشركة التابعة لها ’إي دي إف‘ للطاقة المتجددة، وشركائها في ’جي باور‘ و’يامنة‘ بهذا الإسناد، ونتطلع للمساهمة في تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان، واذ نتقدم بجزيل الشكر إلى هايدروم نظير ثقتها في قدرتنا على إنشاء مشروع تحويلي يُسهم في تحقيق استراتيجية عُمان للاستدامة وتحول قطاع الطاقة في العالم".

وقال تعليق مشترك من معتز قنديل رئيس شركة فورتسكو في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وجايمس ميتيل مدير البنية الأساسية في أكتس، في تعليق مشترك: "تتشاركّ أهداف شركتي أكتس وفورتسكو من أجل إزالة الكربون والمساهمة في إيجاد قطاع جديد للطاقة النظيفة والمستدامة عالميًا. كما نتقاسم نفس الرؤى ونؤمن بالدور المهم الذي يلعبه الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في إيجاد مستقبل مستدام. وفي سلطنة عُمان، تتوفر جميع المقومات التي تحقق ذلك بفضل وفرة الموارد الطبيعية ومكانتها كموجهة عالمية جاذبة لصناعات الأمونيا الخضراء بتكلفة تنافسية بفضل توفر الأراضي وما تمتلكه عُمان من بنية أساسية متطورة في الموانئ وما تقدمه من دعم يضمن تطور وازدهار هذه الصناعات. ونطمح من خلال هذه الشراكة الاستراتيجية بين هايدروم وأكتس وفورتسكو إلى تطوير مشروع ضخم للهيدروجين الأخضر في عُمان. ونتطلع إلى مواصلة التعاون المثمر والوثيق مع الحكومة العُمانية والمجتمعات المحلية في هذا المشروع".

يُشار إلى أن شركة هايدروم تأسست في عام 2020؛ كمخطط رئيسي لقطاع الهيدروجين الأخضر في عُمان. وحتى اليوم منحت الشركة ما يزيد عن 2300 كيلومتر مربع من الأراضي لمشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر من أصل 50000 كيلومتر مربع. وبإجمالي استثمارات تتجاوز 49 مليار دولار أمريكي، تقود هايدروم استراتيجية الهيدروجين والتي تعد جزءًا من استراتيجية أوسع للطاقة تهدف إلى توفير طاقة مستدامة وآمنة وبتكلفة تنافسية لدفع عجلة النمو الاقتصادي في عُمانمن خلال توطين وتنويع القطاع فضلًا عن تمكين البلاد لتحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الكوارث الطبيعية تسبب أضراراً بـ 131 مليار دولار

ميونخ"د. ب. أ": تسببت الكوارث الطبيعية، مثل حرائق الغابات والعواصف والزلازل، في أضرار بقيمة 131 مليار دولار حول العالم في النصف الأول من عام 2025، بحسب تحليل أجرته شركة إعادة التأمين الألمانية "ميونخ ري".

ووفقا للتحليل، فإن ذلك ثاني أعلى إجمالي خسائر يتم تسجيله خلال نصف أول من العام منذ عام 1980.وتسببت حرائق الغابات في كاليفورنيا وحدها في أضرار تقدر بنحو 53 مليار دولار في يناير الماضي، ما يجعلها كارثة الحريق الأعلى تكلفة على الإطلاق، وفقا لـ"ميونخ ري".

وبوجه عام، يفاقم التغير المناخي وتيرة وشدة الجفاف والحرائق في أنحاء العالم حيث جاءت كانت الولايات المتحدة الأكثر تضررا من الكوارث الطبيعية، حيث تسببت العواصف والأعاصير الشديدة في خسائر إجمالية بلغت 92 مليار دولار، وهو ما يمثل 70% من الأضرار العالمية.

وكان الحدث الأكثر فتكا هو الزلزال الذي هز ميانمار في 28 مارس الماضي، والذي أودى بحياة 4500 شخص.

وبحسب الخبراء في "ميونخ ري"، فإن الكوارث الطبيعية المرتبطة بالطقس أصبحت أكثر تواترا وشدة بسبب الاحتباس الحراري.

ونجت أوروبا من كوارث كبرى، وتكبدت خسائر متواضعة نسبيا بلغت حوالي 5 مليارات دولار.

ومع ذلك، حذر توبياس جريم، كبير خبراء المناخ في "ميونخ ري"، من التراخي، وقال: "لقد كان من حسن الحظ أن أوروبا تجنبت كوارث مناخية كبيرة في النصف الأول من العام".

وكان أحد الاستثناءات هو الانهيار الأرضي الذي وقع في مايو الماضي في كانتون فاليه السويسري، حيث طمر انهيار جليدي من الصخور والجليد قرية بلاتن ودمر 130 منزلا، متسببا في أضرار تقدر بنحو 500 مليون دولار.

وذكرت "ميونخ ري" أن ذوبان الجليد الدائم في جبال الألب بسبب تغير المناخ يزيد من المخاطر الجيولوجية في المناطق الجبلية.

ومن بين إجمالي الأضرار البالغة 131 مليار دولار، بلغت قيمة الأموال التي شملها التأمين 80 مليار دولار - وكلاهما أعلى بكثير من المتوسط المسجل في العقود الأخيرة، والذي قدرته الشركة بعد احتساب متغيرات التضخم بنحو 79 مليار دولار. وكان الاستثناء هنا هو عام 2011، الذي شهد زلزال وتسونامي اليابان بخسائر إجمالية أعلى مقارنة بمتوسط النصف الأول من العقود الثلاثة الماضية.

وفي سياق الكوارث الطبيعية في الوقت الراهن، يحاول المئات من عناصر الإطفاء اليوم إخماد حرائق تشتعل في أنحاء البرتغال وتخشى السلطات من أن تؤججها درجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية.

وأُعلنت في كل أنحاء البلاد تقريبا حالة الإنذار بسبب مخاطر "قصوى أو مرتفعة جدا" من اندلاع حرائق، بحسب توقعات المعهد البرتغالي للبحر والغلاف الجوي.

ويكافح 1500 عنصر إطفاء قرابة 10 حرائق ولا سيما حريقين كبيرين في شمال البلاد ووسطها.

ففي وسط البرتغال يبذل يحاول نحو 500 عنصر السيطرة على حريق حول بلدية أروكا.

وفي الشمال تتسع رقعة حريق اندلع السبت في محيط بونتي دا باركا، علما بأن أربع طائرات انضمت لجهود الإطفاء.

وقال رئيس بلدية بونتي دا باركا أوغوستو مارينهو "إنه حريق ينطوي على صعوبات، في منطقة جبلية وينتشر بسرعة مع الكثير من الرياح" ويمتد قرب مناطق سكنية.

ومثل الكثير من الدول تشهد البرتغال كل صيف حرائق غابات.

وفي الصين، لقي ثلاثون شخصا مصرعهم وتمّ إجلاء أكثر من 80 ألف شخص في بكين بسبب أمطار غزيرة هطلت على العاصمة الصينية، بحسب ما أعلن الإعلام الرسمي اليوم.

وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية الصينية اليوم إنذارا بالمستوى الثالث على سلم من أربع درجات محذرة من تساقط أمطار غزيرة في بكين ومنطقتي خبي وتيانجين المحاذيتين للعاصمة وعشر مقاطعات أخرى في شمال الصين وشرقها وجنوبها، على ما أوردت وكالة الصين الجديدة للأنباء (شينخوا) الرسمية.

وفي بكين، أفادت وكالة الصين الجديدة نقلا عن المركز البلدي لمكافحة الفيضانات أن "أحدث موجة من العواصف الرعدية الشديدة أسفرت حتى منتصف ليل الإثنين عن مقتل 30 شخصا".

من جانبها، أوردت صحيفة "بيجينغ ديلي" الرسمية على موقع ويتشات أنّه "حتى الآن تمّ إجلاء ما مجموعه 80332 شخصا" في العاصمة.

وسجل أكبر قدر من الاضرار في منطقة مييون بشمال شرق بلدية بكين.

وروت جيانغ وهي من سكان المنطقة لوكالة فرانس برس أن "المطار كانت غزيرة إلى حد استثنائي هذه المرة، لا يحصل هذا عادة".

وأوضحت أن "الطريق غارقة بالمياه، وبالتالي لا يمكن للناس الذهاب إلى عملهم"، مشيرة إلى طريق أمام منزلها يجري فيها سيل من المياه.

وشاهد صحافيون في وكالة فرانس برس في الموقع جرافة تنقل سكانا وكلبا إلى الأمان وعناصر إنقاذ يسيرون والمياه تغمرهم حتى الركبتين.

وعلى مقربة في مدينة موجيايو رأى صحافيون في فرانس برس خزانا يفرغ سيلا من المياه وسيارات إسعاف وآليات عسكرية تجوب الشوارع المغمورة بالمياه، وخطوط كهرباء جرفتها سيول وحلية.

وأسعف عناصر الإطفاء 48 شخصا كانوا محاصرين في مركز للمسنين، وفق شبكة سي سي تي في التلفزيونية العامة.

كذلك طالت الأمطار منطقتي هوايرو في الشمال وفانغشان في جنوب غرب البلاد.

وذكرت "بيجينغ ديلي" أن عشرات الطرقات باتت مقطوعة فيما قطع التيار الكهربائي عن أكثر من 130 قرية في المنطقة.

وكتبت الصحيفة "يرجى الانتباه إلى توقعات الطقس والتحذيرات، وتجنّب التوجه إلى المناطق العالية الخطورة إلا للضرورة القصوى".

وحض الرئيس شي جينبينغ مساء الإثنين السلطات على تسريع جهود إيواء سكان المناطق المعرضة لخطر فيضانات.

وخصصت الحكومة 350 مليون يوان (42 مليون يورو) لعمليات الإغاثة في تسع مناطق شهدت أمطارا غزيرة، بحسب ما أفاد تلفزيون سي سي تي في، مشيرا من جهة أخرى إلى تخصيص 200 مليون يوان (24 مليون يورو) للعاصمة.

وفي مقاطعة خبي المحيطة بالعاصمة، أسفر انزلاق تربة الإثنين في قرية عن أربعة قتلى وثمانية مفقودين، بحسب التلفزيون.

وغالبا ما تشهد الصين كوارث طبيعية ولا سيما في الصيف حين تهطل أمطار غزيرة على بعض المناطق فيما تسجل موجات حر في مناطق أخرى.

وتسجل الصين أعلى مستوى في العالم من انبعاثات غازات الدفيئة التي يؤكد العلماء أنها تسرع التغير المناخي وتجعل ظواهر الطقس القاسية أكثر تواترا وشدة.

كما أن الصين رائدة في قطاع الطاقات المتجددة وتطمح لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060.

وشهدت مقاطعة شاندونغ (شمال شرق) في وقت سابق هذا الشهر فيضانات مفاجئة أسفرت عن قتيلين وعشرة مفقودين. كما أدى انزلاق للتربة على طريق عام في مقاطعة سيتشوان (جنوب غرب) إلى مقتل خمسة أشخاص.

مقالات مشابهة

  • الحكومة تستهدف طرح استثمارات بـ 3.91 مليار دولار.. ما القصة؟
  • الحكومة اليمنية: مليشيا الحوثي تنهب نصب مليار دولار من عائدات التبغ
  • احتياطيات ضخمة من الهيدروجين الطبيعي تحت قشرة الأرض
  • رئيس اقتصادية قناة السويس يشهد وضع حجر الأساس لمشروعين صينيين جديدين
  • وضع حجر الأساس لمشروعين صينيين جديدين في قطاع المنسوجات بمنطقة السخنة الصناعية
  • فورد: رسوم ترامب سترفع خسائرنا إلى 2 مليار دولار في 2025
  • تعلن وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار عن حل وتصفية شركة اللواء الأخضر للتجارة
  • مروان بن تركي يفتتح "ملتقى الصداقة العماني الصيني 2025".. غدا
  • 131 مليار دولار قيمة خسائر الكوارث الطبيعية
  • الكوارث الطبيعية تسبب أضراراً بـ 131 مليار دولار