صحيفة التغيير السودانية:
2024-06-11@21:54:47 GMT

ديمقراطية المسلحين

تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT

ديمقراطية المسلحين

خالد فضل

في الأخبار أن السيد الجنرال ياسر العطا، وهو قائد كبير في القوات المسلحة، قال في تصريح له أنهم لن يسلموا السلطة إلا لحكومة منتخبة.

هذا هو المشروع السياسي لقيادة القوات المسلحة إذا، وعلى ضوء هذا المشروع يمكن النقاش، وهذا المشروع في الحقيقة ليس جديدا، فعشية الإطاحة برأس النظام السابق والتحفظ عليه في مكان آمن بحسب البيان الأول للجنرال عوض ابن عوف، ظهر المسؤول السياسي في المجلس العسكري آنذاك، وهو يتحدث عن فترة انتقالية مدتها عام واحد، وإجراء الانتخابات لتسليم السلطة للحكومة المنتخبة.

واستشهد ذلك الضابط بسابقة الجنرال سوار الدهب؛ مما حدا به للقول (كلنا سواراب)!، في الجهة المقابلة للمشروع السياسي العسكري كان هناك المشروع السياسي المدني، وخلاصته؛ أن تكون هنالك فترة انتقالية مدتها (4_5) سنوات، يكون فيها الحكم مدنيا تسوده قوى الثورة؛ أي القوى التي ساهمت وشاركت في إسقاط نظام البشير.

ولحسن الحظ فإن هذه القوى معروفة، وإليها أشار الجنرال البرهان بالألف واللام في أحد خطاباته، فقد حددها مباشرة، وسماها بصفاتها _ يمكن الرجوع إلى خطابات البرهان للتأكد؛ مما زعمت _ وبالفعل، فإنه عقب الإطاحة بعوض ابن عوف والمسؤول السياسي للمجلس العسكري، حدث ما حدث من تطورات معلومة للجميع، بإقرار المشروع السياسي لقوى الثورة مع مراعاة ظروف التسوية والوساطات الإفريقية والدولية التي نشطت في تلك الفترة، وأسفرت عن ميلاد ما عرف بـ (الوثيقة الدستورية) وهي وثيقة جعلت الفترة الانتقالية 4 سنوات، وتكون على نظام الشراكة المدنية العسكرية خلال هذه الفترة، ورغم أن الوثيقة قد تم تعديلها إثر توقيع ما عرف باتفاقية سلام جوبا مع الجبهة الثورية، إلا أنها حافظت على الفترة الانتقالية بعنصريها الرئيسين (مدتها وشراكتها).

والجميع يعلم أن المكون العسكري قد أخلّ بالوثيقة، ونفض يده عن العهد والميثاق الذي وقعه بيده , وانقض على جزء من شريكه المدني؛ بانقلاب البرهان/حميدتي في 25 أكتوبر 2021؛ في الحقيقة انقضّ على الجزء الرئيس الذي وقع معه، وأبقى على من عُدّلت الوثيقة من أجل سلامهم (تُقرأ وظائفهم، ولما كنا في السودان قد تجاوزنا حكاية العجايب من زمان الإنقاذ الأولى، ولم يعد هناك ما يدعو لعقد حاجب الدهشة، فلا عجب يا صاح !!

نعود إلى العملية الانتخابية التي بموجبها سيسلم ود العطا ورفاقته السلطة للحكومة المنتخبة تلك، وكما في معرفة الكافة، فإن الانتخابات تعتبر الآلية الديمقراطية للتداول السلمي للسلطة، هنا نلمح بصيص ديمقراطية في المشروع السياسي للجيش السوداني، يا لفرحتنا بهذا البصيص.

وعلى وزن ما كتبه الراحل معين بسيسو الكاتب الفلسطيني في يوميات مفعمة سجل فيها أيام السجن الحربي في مصر الخمسينات (شيء مفرح أن يتذكر جلادك أنّك كنت ذات يوم تمسك قلما)،  فمفرح أن يتذكر الديكتاتور (انتخابات!! ولكن مهلا وحتى لا (نكشح) مويتنا على الرهاب كما في القول الشعبي المتداول، لننظر في الفصائل التي ستخوض هذه الانتخابات، وستشكل الحكومة التي تتسلم السلطة من السيد ياسر العطا وزمرته من الجنرالات.

بحسب معرفتي المحدودة يمكنني تسمية بعض هذه الفصائل: وهي، القوات المسلحة السودانية قيادة البرهان، القوات المسلحة قيادة مالك عقار، القوات المسلحة قيادة جبريل إبراهيم، القوات المسلحة قيادة مني أركو مناوي، القوات المسلحة قيادة تنقور المنشق عن القوات المسلحة قيادة مناوي، القوات المسلحة قيادة علي كرتي، القوات المسلحة قيادة نسيت اسمه) لكن قواته اسمها كتائب البراء بن مالك، القوات المسلحة المعروفة ب(المقاومة الشعبية) قيادة مين!!! التوم هجو ربما، ولكي تكون الانتخابات حرة ونزيهة وشفافة وديمقراطية كمان لابد أن يشارك فيها حزب المستقلين التلقائي، وحزب الحقيقة الاتحادي، وحزب العدالة والتحرير أ / السيسي، وحزب العدالة والتحرير ب/ أبوقردة، وحزب الأمة / النور جادين، وحزب الحركة الشعبية/ ثابيتا بطرس , وحزب الأمة/ حسن إسماعيل،…..إلخ أها نسيت القوات المسلحة قيادة الجنرال ابتهاج!!.

هذه هي القوى الوطنية المعتمدة في سودان ما بعد الإطاحة برأس النظام والتحفظ عليه في مكان آمن كما قال الجنرال ابن العوف، هذه هي الديمقراطية السمحاء التي ينشدها المشروع السياسي للسيد العطا، ومن ترصع كتوفهم الدبابير من رفاقته، ومن لم تتزين بها أكتفهم من سادته!! ودقي يا مزيكا. هل أتيت على ذكر لشيء اسمه قوى الثورة؟؟ هذا رجس من عمل التقدم، فاجتنبوه ولا عاش من ينشد للسودان تقدما.

الوسومخالد فضل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: خالد فضل القوات المسلحة قیادة المشروع السیاسی

إقرأ أيضاً:

آلاف العسكريين وعشرات الطائرات ومئات الآليات.. عرض عسكري احتفالا باليوبيل الفضي فيديو

3200 عسكري يشاركون بالفعالية 8 آلاف محتفل في ميدان الفعالية بحضور جلالة الملك والملكة تحليق 35 طائرة ومقاتِلة نفّاثة ومروحية  156 آلية عسكرية 

يحتفل الأردنيون الأحد باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية وجلوسه على العرش قبل 25 عاماً.

وتشهد مختلف المحافظات فعاليات وطنية في هذه المناسبة بمشاركة عسكرية ومدنية، تتضمن فقرات تبرز إنجازات المملكة خلال الربع قرن الماضية.

ميدان الفعالية يستقبل 8 آلاف شخص من مختلف المراتب والخلفيات. 

الاحتفال المهيب سيقام في ميدان أعد لهذه الغاية بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني وسائر أفراد العائلة المالكة وممثلون عن مختلف الهيئات الرسمية والشعبية. 

وسيقام في الميدان عرض عسكري تنفذه القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، والأجهزة الأمنية؛ لإبراز جانب من التطورات التي شهدتها هذه المؤسسات الوطنية خلال الـ25 عاماً.

وينتظم بالفعالية العسكرية 3200 فارس/ة من حماة الديار يمثلون مختلف الصنوف والقطاعات العسكرية والأمنية، وفقا للمعلومات التي حصلت عليها "رؤيا".

وسيشتمل العرض على دخول عشرات الآليات والطائرات، وقفز بالمظلات بهدف تبيان التطورات التي شهدتها القوات المسلحة تدريبا وتسليحا، نوعاً وكمّاً. 

وحسب الأرقام التي وصلت "رؤيا" يشارك بالعرض:

3200 عسكري 156 آلية عسكرية تحليق 35 طائرة قفز مظلي  21 طلقة مدفعية وآليات تستعرض حقول التنمية وتنقل أجواء المحافظات وتضاريسها إلى العاصمة

وتشهد الفعاليات تحليق طائرات F16 الحربية وعرض معدات عسكرية صنّعت وطورت بأدمغة وأيد أردنية من أبناء القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي.

وحسب معلومات "رؤيا" ستطلق المدفعية 21 طلقة ترحيبية بعد وصول موكب جلالة الملك عبدالله الثاني إلى موقع الفعالية، ومن ثم تعبر الأجواء مقاتلتان من طراز F16 لتقديم ما يعرف بـ"تحية الميدان".

ويتبع ذلك عرض كوكبة الرايات بمرور سبعة أعلام عسكرية وشرطية وعلم اليوبيل في مشهد مهيب يعكس مكانتها ورمزيتها الوطنية.

وستقدم الأعلام وفقا للترتيب التالي:

علم المملكة الأردنية الهاشمية علم القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي علم مديرية الأمن العام علم دائرة المخابرات العامة علم قيادة سلاح الجو الملكي الأردني علم قيادة القوة البحرية والزوارق الملكية علم اليوبيل الفضي

 وفي الشق المدني، تختال شاحنات أرض الميدان كل منها تحمل مجسمّات لإحدى محافظات المملكة الاثنتي عشرة بما يعكس مزايا المحافظة ومراحل تطورها وتضاريسها وإرثها الثري من قلاع وقصور وغابات وأزهار.  

وفي ختام الاحتفال، تزين الألعاب النارية سماء حدائق الحسين في منطقة دابوق بحضور آلاف الأردنيين الذين المحتِفين بهذا اليوم التاريخي.

  

مقالات مشابهة

  • مركز أبحاث أمريكي: اليمن قلب حسابات واشنطن الأمنية في المنطقة
  • مركز ابحاث امريكي يتحدّث عن القدرة القتالية العالية للقوات المسلحة اليمنية
  • مركز “ويلسون”: اليمن قلب حسابات أمريكا الأمنية في الشرق الأوسط
  • ناظر عموم الكواهلة يكشف تفاصيل بشأن لقاء البرهان
  • القوات الروسية تدمر مقاتلتين من طراز "سو-27" و"سو-25"
  • الدفاع الروسية: توجيه 6 ضربات إلى المسلحين في حمص ودير الزور بسوريا
  • جيش الكونغو يستعيد 3 قرى
  • الحروبُ سِجال.. !!
  • آلاف العسكريين وعشرات الطائرات ومئات الآليات.. عرض عسكري احتفالا باليوبيل الفضي فيديو
  • انتخابات البرلمان الأوروبي.. ديمقراطية أوروبا تمر بلحظات عسيرة