إسرائيل تتعرض لضغوط للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
تعرض القادة الإسرائيليون لضغوط متجددة للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة يوم الأربعاء بعد أن طلب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من بنيامين نتنياهو تسريع ومواصلة التحسينات خلال الأيام الأخيرة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع.
وفقا للجارديان، تقول الوكالات الإنسانية إنه على الرغم من أن عدد الشاحنات التي تدخل غزة بعد فحصها من قبل إسرائيل قد زاد بشكل كبير، إلا أنها لا تقدم سوى جزء صغير مما هو مطلوب.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن بلينكن أكد أهمية تسريع هذا التحسن والحفاظ عليه خلال اجتماع استمر ساعتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.
أعادت إسرائيل يوم الأربعاء فتح معبر إيريز، المعبر الوحيد على الطرف الشمالي لقطاع غزة، بعد أشهر من الطلبات من وكالات الإغاثة الدولية، في حين تقوم الولايات المتحدة ببناء رصيف بحري للسماح بإيصال المساعدات عن طريق البحر. وتصل البضائع الآن عبر ميناء أشدود، الذي لا يبعد سوى مسافة قصيرة بالسيارة عن المنطقة المدمرة.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه تم إحراز تقدم تدريجي نحو تجنب "مجاعة من صنع الإنسان يمكن منعها بالكامل" في شمال قطاع غزة، لكنه دعا إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهد. وتقول الوكالات الإنسانية إنها لا تزال تواجه عقبات بيروقراطية بالإضافة إلى صعوبات لوجستية خطيرة داخل غزة. وشكك بعض مسؤولي الإغاثة في الأساليب الإسرائيلية لإحصاء الشاحنات وحمولاتها التي تدخل القطاع.
قالت وزارة الخارجية الأردنية يوم الأربعاء إن مستوطنين إسرائيليين هاجموا اثنتين من قوافل المساعدات الإنسانية الأردنية أثناء توجههما نحو قطاع غزة عبر الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وأضافت الوزارة في بيان لها، أن الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والطحين وغيرها من المساعدات، تمكنت من مواصلة رحلتها والوصول إلى وجهتها. وقالت منظمة "هونينو"، وهي وكالة مساعدة قانونية إسرائيلية، إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت أربعة رجال "أوقفوا شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة" بالقرب من مستوطنة معاليه أدوميم بالضفة الغربية.
وقال العقيد موشيه تيترو، رئيس إدارة التنسيق والارتباط الإسرائيلية في غزة، إنه يأمل أن يكون معبر إيريز مفتوحا كل يوم، وأن يساعد في الوصول إلى هدف دخول 500 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميا. وسيكون ذلك متماشيا مع إمدادات ما قبل الحرب التي دخلت الجيب وأكثر بكثير مما تلقته خلال الأشهر السبعة الماضية.
تأتي رحلة بلينكن إلى إسرائيل وسط تكهنات متزايدة بأن إسرائيل ستشن قريبا هجوما تهدد به منذ فترة طويلة على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث يلجأ أكثر من مليون فلسطيني نزحوا من منازلهم إلى الشمال. وقد أثارت الخطة معارضة شديدة من حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تقول إن ظروف الاكتظاظ يمكن أن تؤدي إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين بالإضافة إلى المزيد من تعطيل عمليات تسليم المساعدات القادمة من مصر.
وقالت وزيرة الخارجية يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة لا تستطيع دعم عملية رفح دون خطة إنسانية، وأنها لم تر مثل هذه الخطة.
إسرائيل هي المحطة الأخيرة في جولة بلينكن في الشرق الأوسط، وهي زيارته السابعة للمنطقة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي في أعقاب الهجمات المفاجئة التي شنتها حماس على جنوب إسرائيل .
ووفقاً لتحديث للأمم المتحدة نُشر يوم الأربعاء، فإن القصف الإسرائيلي من الجو والبر والبحر مستمر في معظم أنحاء غزة، مما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين وتهجير وتدمير المنازل وغيرها من البنية التحتية المدنية.
وتركز الاهتمام في إسرائيل على احتمال إطلاق سراح الرهائن الباقين على قيد الحياة المحتجزين في غزة إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس.
وفي اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في نهاية نوفمبر تم إطلاق سراح 100 من نحو 240 رهينة مقابل إطلاق سراح حوالي 240 امرأة وطفلا فلسطينيا محتجزين في السجون الإسرائيلية، لكنه انهار بعد أسبوع. وتقدر إسرائيل أن 129 رهينة ما زالوا في غزة، ويعتقد أن 34 منهم ماتوا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: یوم الأربعاء المزید من إلى غزة
إقرأ أيضاً:
الجنائية الدولية تتعرض لهجوم سيبراني متطور وسط تصاعد الضغوط السياسية والقانونية
أعلنت المحكمة الجنائية الدولية، أمس الاثنين، عن تعرضها لـ"حادث أمني سيبراني متطور وموجه"، هو الثاني من نوعه خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك في وقت تشهد فيه المؤسسة القضائية الدولية تصعيدًا سياسيًا وقانونيًا غير مسبوق من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، بسبب مذكرات التوقيف الصادرة بحق مسؤولين إسرائيليين.
وقالت المحكمة، في بيان رسمي، إن الحادث وقع في نهاية الأسبوع الماضي، وتم رصده واحتواؤه بسرعة بفضل أنظمة الإنذار المبكر والاستجابة السيبرانية التي تعتمدها المؤسسة.
#ICC detects and contains new sophisticated cyber security incident ⤵️ https://t.co/t5AkO46I4u — Int'l Criminal Court (@IntlCrimCourt) June 30, 2025
وأشارت إلى أن "تحليل تداعيات الهجوم لا يزال جاريا"، موضحة أن تدابير قد اتُخذت للحد من تأثيراته.
ورفض متحدث باسم المحكمة، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، الإفصاح عن توقيت وقوع الهجوم أو الجهات المشتبه بها، في حين لم يتضمن البيان الرسمي أي إشارات إلى دوافع أو أطراف محتملة.
ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد حدة الهجمات السياسية والإعلامية ضد المحكمة، لا سيما بعد إصدارها مذكرات توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا، وبحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو٬ ووزير حربه السابق يوآف غالانت، بسبب اتهامهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وتعتبر هذه المذكرات تطورًا غير مسبوق في مسار العدالة الدولية، حيث تمثل تحديا مباشراً لحصانة قادة دول كبرى، وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي، ما أثار غضب حلفائها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة.
ترامب يهاجم المحكمة
وفي هذا السياق، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سبق أن فرض عقوبات على المحكمة خلال ولايته الأولى، هجومه ضد الجنائية الدولية، معتبرًا أن "الإجراءات التي تستهدف إسرائيل والولايات المتحدة تفتقر إلى أي أساس قانوني، وتشكل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية".
وقال ترامب، في تصريحات سابقة، إن المحكمة "تتجاوز اختصاصها"، واتهمها بـ"ملاحقة الجنود الأمريكيين بشكل غير مشروع"، في إشارة إلى التحقيقات الجارية بشأن ارتكاب القوات الأمريكية جرائم حرب في أفغانستان.
وكانت إدارة ترامب قد فرضت، في عام 2020، عقوبات على المدعية العامة السابقة للمحكمة فاتو بنسودا وأحد كبار مساعديها، ردًا على فتح تحقيقات تمس جنودًا ومسؤولين أمريكيين.
تحذيرات من تقويض عمل المحكمة
وفي كانون الأول/ديسمبر 2023، حذرت رئيسة المحكمة الحالية، القاضية اليابانية توموكو أكاني، من أن العقوبات الأمريكية "قد تقوض قدرة المحكمة على تنفيذ ولايتها القانونية، وتهدد وجودها ذاته كمؤسسة دولية مستقلة".
وأضافت أن مثل هذه الضغوط تؤثر سلبًا على جميع القضايا المعروضة على المحكمة، وليس فقط القضايا المرتبطة بالولايات المتحدة أو الاحتلال الإسرائيلي.
سابقة في 2023 وهجمات متكررة
ويعيد الحادث السيبراني الأخير إلى الأذهان هجومًا إلكترونيًا "غير مسبوق" تعرضت له المحكمة في أيلول/ سبتمبر 2023، والذي وُصف حينها بأنه يستهدف "التجسس"، دون أن تكشف المحكمة تفاصيل إضافية حول الجهات الضالعة فيه.
وفيما لم تتضح بعد طبيعة الهجوم الجديد، يرى مراقبون أن استهداف المحكمة قد يكون محاولة لتعطيل سير التحقيقات الجارية في عدد من القضايا ذات الحساسية الجيوسياسية، في مقدمتها العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أسفر عن استشهاد وإصابة نحو 190 ألف فلسطيني منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق إحصائيات فلسطينية.