شاهد.. الوكرة والريان يبلغان نهائي كأس قطر
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
بلغ الوكرة والريان نهائي كأس قطر 2024 بعدما تجاوزا السد والغرافة 5-4 بركلات الترجيح (2–2 في الوقت الأصلي) و2-1 تواليا في الدور نصف النهائي من البطولة التي تشارك بها الفرق صاحب المراكز الأربعة الأولى في الدوري.
وفي المباراة الأولى عوض الوكرة رابع ترتيب الدوري، تأخره أمام السد المتوج بطلا في الشوط الأول بهدفين، وعادل النتيجة في الشوط الأول، ليجر المواجهة إلى ركلات الترجيح التي أنهاها لصالحه، ضاربا موعدا مع الريان في النهائي.
وبسط السد أفضلية كبيرة خلال الشوط الأول وسجل هدف السبق مبكرا عبر نجمه أكرم عفيف الذي استغل تمريرة البرازيلي باولو أوتافيو ووضعها في الشباك (12).
وعزز الإكوادوري غونسالو بلاتا النتيجة للسد عندما أحسن استقبال تمريرة عبدالله اليزيدي داخل منطقة الجزاء وحولها إلى الشباك (27).
وانتفض الوكرة في الشوط الثاني وفرض هيمنة كبيرة على المجريات، ليقلص الفارق عبر المغربي أيوب عسال الذي وصلته تمريرة ناصر اليزيدي وحولها إلى المرمى (73).
وفي الوقت الذي كان فيه السد يستعد للاحتفال بالتأهل إلى النهائي، أطلق الأنغولي جاسينتو دالا كرة قوية من خارج المنطقة بطريقة رائعة لترتطم بالعارضة وتسكن الشباك (93) مانحا فريقه التعادل.
ولجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح مباشرة وفق تعليمات البطولة، ليتألق حارس الوكرة الشاب عمير عبد الله الذي صد ركلتين، فيما اكتفى حارس المنتخب القطري والسد مشعل برشم بصد ركلة واحدة لم تجنب فريقه الخسارة.
شوف|
ركلات الترجيح وفوز #الوكرة على #السد والتأهل إلى نهائي #كأس_قطر2024#السد_الوكرة#قنوات_الكاس pic.twitter.com/yZTytxTkvk
— قنوات الكاس (@AlkassTVSports) May 1, 2024
الريان يثأر من الغرافةوفي نصف النهائي الثاني، ثأر الريان وصيف الدوري من خسارتيه أمام الغرافة في الدوري ذهابا وإيابا، وأقصاه من كأس قطر بالفوز عليه 2-1.
ويدين الريان بفوزه إلى النجم المغربي أشرف بن شرقي صاحب الهدفين (78 و87) فيما سجل هدف الغرافة الوحيد السنغالي سيدو سانو (69).
وكان الريان الطرف الأفضل في الشوط الأول وسجل هدفا عبر الإسباني رودريغو مورينو الذي استغل مجهودا رائعا لبن شرقي، لكن تدخلا من تقنية حكم الفيديو (في أيه ار) ألغى الهدف (28).
وسجل الغرافة تفوقا واضحا مطلع الشوط الثاني ليسجل هدفا السبق عبر سانو الذي استغل خطا فادحا من حارس الريان فهد يونس (69).
هدف |
سيدو سانو يضع الغرافة في المقدمة أمام الريان في الدقيقة 62 والحكم يحتسب الهدف بعد العودة لتقنية الفيديو 'VAR' … نصف نهائي كأس قطر 2024#الريان_الغرافة || #كأس_قطر2024 || #قنوات_الكاس pic.twitter.com/YafHDHFGWE
— قنوات الكاس (@AlkassTVSports) May 1, 2024
وعدل بن شرقي النتيجة عندما طار لركينة لاعب المنتخب القطري السابق رودريغو تباتا وحولها الى الشباك (78) .
هدف |
أشرف بن شرقي يدرك التعادل للريان أمام الغرافة في الدقيقة 78 … نصف نهائي كأس قطر 2024#الريان_الغرافة || #كأس_قطر2024 || #قنوات_الكاس pic.twitter.com/pYqhwAufVr
— قنوات الكاس (@AlkassTVSports) May 1, 2024
وبعد دقيقة واحدة فقط استعاد الغرافة الأسبقية بتسجيل هدف ثان عبر المهاجم احمد علاء، لكن تدخلا آخر من تقنية حكم الفيديو (في أيه آر) ألغى الهدف بداعي لمس علاء الكرة بيده قبل التسجيل (81).
وفي غمرة بحث الغرافة عن استعادة الأسبقية، شن الريان هجمة مرتدة وصلت لمورينو الذي أرسل كرة عرضية أخطأ الحارس خليفة أبو بكر في صدها وهيأها لبن شرقي الذي حولها بلعبة خليفة جميلة ألى الشباك (87).
هدف |
أشرف بن شرقي يضع الريان في المقدمة أمام الغرافة في الدقيقة 87 … نصف نهائي كأس قطر 2024#الريان_الغرافة || #كأس_قطر2024 || #قنوات_الكاس pic.twitter.com/0hbyqi2gTy
— قنوات الكاس (@AlkassTVSports) May 1, 2024
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات نهائی کأس قطر 2024 نصف نهائی کأس الشوط الأول الغرافة فی فی الشوط بن شرقی
إقرأ أيضاً:
في اليوم الذي يسمونه يوم القدس
في اليوم الذي يسمونه "يوم القدس"، لا يتم الاحتفاء بالقدس وإنما تتعرض البلدة القديمة للتدنيس، حيث تتحول مسيرة العلم الإسرائيلي، التي تنظم سنوياً تحت راية الفخر القومي إلى مشهد من مشاهد الكراهية التي لا حدود لها.
وهذا العام انحطت إلى قعر الخسة والفجور.
أوردت صحيفة هآريتز أن الفتيان الإسرائيليين انطلقوا في مسيرة عبر الحي الإسلامي وهم يهتفون "الموت للعرب"، "امسحوا غزة"، "لا توجد في غزة مدرسة، لم يبق فيها أطفال". كانت صواري الأعلام تدق في الأبواب العتيقة، بينما ينهال المشاركون في المسيرة بالسباب والشتائم على النبي محمد ويسخرون من ذكرى فلسطين.
لم يُلق القبض على أحد بتهمة التحريض.
في يوم القدس يتم فعلياً تجميد قانون التحريض، وتصبح الكراهية سلوكاً تحض عليه الدولة. ما تنطلق به الحناجر من شعارات ليس هتافاً موجهاً ضد حماس، وإنما إعلان حرب على العرب والمسلمين – وعلى روح المدينة نفسها.
وعلى النقيض من المزاعم بأن هذا من فعل مجموعة هامشية، تبدو الحقيقة أكثر بشاعة. فكما يلاحظ صحفي هآريتز نير حسون، الهاشميون ليسوا العنصريين، وإنما أولئك الذين يرفضون الانضمام إليهم.
وحتى المنظمات المتحالفة مع التيار اليميني السائد، مثل إم ترتوز المنتسب إلى الليكود، انطلقت عناصرها وهي ترفع لوحات كتب عليها "لا نصر بلا نكبة". تلقى مسرح الكراهية هذا تمويله بشكل مباشر من بلدية القدس، التي خصصت 700 ألف شيكل (ما يعادل 200 ألف دولار) – بدون مناقصة عامة – لدعم منظمي المسيرة.
الغزو والتطهير
هذه ليست فورة عاطفية، وإنما عقيدة قيد التطبيق، واستعراض للاهوت يقوم على الاعتقاد بالتفوق العنصري على الآخر، تتواجد في القلب منه رؤية تنبؤية ليس من أجل إقامة السلام أو التعددية وإنما من أجل الغزو والتطهير.
من أبرز مهندسي هذه الرؤية الحاخام إسحق غينزبيرغ، الأب الروحي لما يسمي "شباب رؤوس التلال"، وهي مليشيا مكونة من المستوطنين، تمارس العنف قتلاً وإفساداً في مختلف أرجاء الضفة الغربية. يشيد غينزبيرغ علانية بباروخ غولدستين الذي ارتكب مذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل في عام 1994 وأزهق أرواح 29 فلسطينياً بينما هم ركوع في صلاة الفجر بالحرم الإبراهيمي. بل نشر غينزبيرغ كتابات يحض فيها على قتل نساء وأطفال غير اليهود.
وكان غينزبيرغ قبل عقدين اثنين من الزمن قد ألقى خطبته الشهيرة بعنوان "حان الوقت لكسر الجوزة"، حيث شبه إسرائيل بثمرة محاطة بأربعة أغلفة – تتكون من الدولةل العلمانية ومؤسساتها – كانت لها من قبل غاية ومبررات، ولكنها باتت الآن عقبة تعيق الخلاص.
أعلن في خطبته أنه ينبغي تدمير هذه الأغلفة، ألا وهي الإعلام، والقضاء، والحكومة، والميثاق الأخلاقي للجيش. فقط من خلال القضاء عليها يمكن أن يبرز اللب الخالص للتفوق اليهودي ويمكن للعهد المهدوي أن ينطلق.
هذه ليست حالة من الفوضى وإنما عملية منظمة قيد تنفيذ.
إن الهتافات التي تردد صداها في طرقات القدس هذا العام لم تكن تشوهات، بل أعراضاً لمنظومة تخلصت من رداء الديمقراطية العلمانية. وما تبقى منها غير قومية عرقية ومهدوية معراة، رؤيتها مستمدة من سفر الرؤيا، وتوجهاتها تشي بارتكاب الإبادة الجماعية.
من الوزراء اليمينيين المتطرفين إيتامار بن غفير وبيزاليل سموتريتش، لم تعد النزوة مقصورة على الهمس، بل باتت تذاع على الملأ. في هذه الأثناء، انطلق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عبر نفق "طريق الحاج" تحت المسجد الأقصى، معلناً أمام طلاب المعاهد الدينية اليهودية: "سوف تنطلقون من هناك وتخرجون [إلى الهيكل]."
إلا أن سموتريتش، كعادته، كان أكثر صراحة، فقد أعلن في نفس ذلك اليوم، متحدثاً أمام جمهور من الأتباع المتحمسين: "بعون من الرب، سوف نوسع حدود إسرائيل، ونحقق الخلاص التام، ونعيد بناء الهيكل ههنا."
إن الدعوة إلى بناء الهيكل الثالث مكان المسجد الأقصى ليست مجرد انتهاك للوضع القائم، وإنما هي إعلان شامل للحرب الدينية، الأمر الذي يتبدد معه وهم التعايش، وذلك أن المشروع الصهيوني ليس إعلان حرب على المسلمين فقط، وإنما هو حرب معلنة على المسيحيين كذلك. ها هو الوجود المسيحي في القدس – بكل عراقته وأصالته وقدسيته – يتعرض للاستئصال بشكل منتظم.
حقبة جديدة
في وقت مبكر من عام 2023، أي قبل شهور من السابع من أكتوبر، حذر زعماء الكنائس من الهجمات المتصاعدة، ومن الاستيلاء على الأراضي، ومن الحصانة من المساءلة والمحاسبة التي تمنح لمن يرتكبون ذلك.
أعلن الأب دون بيندر، من كنيسة القديس جورج، قائلاً: "إن العناصر اليمينية المتطرفة عازمة على تهويد البلدة القديمة." أما الكاردينال بيتزابالا فقال إن عام 2024 كان "أسوأ فترة عشتها على الإطلاق." وبحلول عام 2025، مُنع المسيحيون من حضور الصلوات في عيد الفصح، وارتفع منسوب المضايقات التي يواجهونها والاعتداءات التي تتعرض لها ممتلكاتهم وأعمال التخريب. وغدا البصق على المسحيين روتينا، بحث عليه بن غفير ويصفه بأنه "تقليد يهودي".
هذه ليست أعمالا معزولة، بل جزءا من حملة منظمة. فالصهيونية لا تسعى فقط إلى الهيمنة على المدينة، وإنما إلى مسح خصائصها العربية والإسلامية والمسيحية كذلك.
ما نشهده ليس مجرد عنصرية، بل تهويد، مشروع الغاية منه إعادة تشكيل المدينة لتجسد عقيدة التفوق العرقي اليهودي.
ومع ذلك ثمة نموذج آخر ينبع لا من القهر بل على التعايش. في القرن السابع، كانت القدس المدينة الوحيدة التي شد إليها الخليفة عمر بن الخطاب الرحال لتسلم مفاتيحها، نزولا عند طلب زعيمها الديني المسيحي البطريرك صوفرونيوس. رفض عمر الصلاة داخل كنيسة القيامة خشية أن يراه المسلمين فيستحوذوا عليها لاحقا، وأدى الصلاة بدلاً من ذلك بتواضع على الدرجات في الخارج، ثم ألصدر مرسوماً بتحريم مصادرتها.
بل سمح العهد الإسلامي الجديد في القدس لليهود بالعيش في المدينة بعد أن كان ذلك محظوراً عليهم لعقود تحت الحكم البيزنطي. في كتابه بعنوان "التاريخ المقتضب لإسرائيل"، يلاحظ المؤلف بيرنارد ريتش أنه "منذ بداية الحكم الإسلامي، استؤنف التواجد اليهودي في القدس، ومُنح المجتمع اليهودي الإذن بالعيش تحت "الحماية"، وهو الوضع المتعارف عليه لغير المسلمين في ظل الحكم الإسلامي، والذي يصون حياتهم وممتلكاتهم وحريتهم في العبادة، مقابل دفع جزية خاصة وضرائب على الممتلكات."
بعد ذلك بقرون، وفي ظل تنازع الطوائف المسيحية على أحقية الإشراف على الكنيسة، عهد السلطان صلاح الدين بمفاتيح نفس تلك الكنيسة إلى عائلتين مسلمتين، آل جودة وآل نسيبة، ظلتا على مدى 850 عاماً هما من يفتح ويغلق أبوابها بكل إخلاص ونزاهة.
"القلق الصليبي"
هذه هي القدس كما ينبغي لها أن تكون، مدينة الأمانة لا الهيمنة، والتوقير لا التطهير.
إلا أن المعركة على روح القدس لم تنته، بل إنه الصراع الأكثر رمزية على الإطلاق، بين الغزاة وأهل البلاد، بين دعاة الإقصاء ودعاة الاستيعاب، بين عقيدة استيطانية استعمارية تعبد النقاء الخالص عبر العنف، ومدينة كانت عظمتها ذات يوم ثمرة تعدديتها المقدسة.
ثمة تشابه مع الحروب الصليبية. ففي عام 1099، اجتاحت جيوش الصليبيين القدس وذبحت الآلاف من المسلمين واليهود. واليوم، ها هم الصهاينة يرددون نفس منطق الصليبيين، ويستعيدون صورهم، وينهجون سبيلهم. من إيماءات نتنياهو حول الهيكل إلى عقيدة الإبادة التي يحملها غينزبيرغ، ها هي الصليبية تنبعث من جديد.
إلا أن ممالك الصليبيين تهاوت. فقد حرر صلاح الدين القدس من الصليبيين بعد ثمانية عقود من الاحتلال، وانهارت المغامرة الصليبية بأسرها خلال قرنين، تاركة خلفها ندوباً عميقة، وفي نفس الوقت عزماً قوياً وثابتاً على مقاومة الغزاة.
يشعر الجنود الإسرائيليون أنفسهم بهذه المقارنة. كتب المؤرخ ديفيد أوهانا يقول إن "القلق الصليبي" يطارد النفسية الإسرائيلية – إنها الخشية الدفينة من أن الصهيونية، كما كان حال سلفها في القرون الوسطى، قد تنتهي ذات يوم وكأنها لم تكن من قبل. وهذا حق، لأن القدس لا تجوز لمن ينتهكون حرمتها.
قد تحترق غزة، وقد تنزف الضفة الغربية، ولكن تبقى القدس هي درة التاج. مهما بلغ توحش الصهيونية، فإنها لن تتمكن من طمس ما تشكل بفعل التاريخ والجغرافيا والعقيدة. تعيش فلسطين في قلوب الملايين، والقدس ليست على الهامش من ذلك، بل إنها تتربع في القلب من العالمين العربي والإسلامي.
مهما حفر الصهاينة من أنفاق، ومهما رفعوا من أعلام، ومهما بثوا من أحقاد، سوف يستمر الفلسطينيون في الإنشاد، كما غردت ذات يوم المغنية اللبنانية المسيحية فيروز "يا قدس، يا مدينة الصلاة. عيوننا إليك ترحل كل يوم. تدور في أروقة المعابد، تعانق الكنائس القديمة، وتمسح الحزن عن المساجد .... وبأيدينا سنعيد بهاء القدس، بأيدينا للقدس سلام."
قد تكون مسيرة الكراهية صاخبة اليوم، ولكنها سوف تصمت يوماً لا محالة. وفي ذلك اليوم سوف تتحرر القدس من الاحتلال ومن الغلو ومن العنصرية، وسوف تعود إلى أهلها، لم تنكسر روحها، ولم تُنتقص قدسيتها.