إنترنت الفضاء ستارلينك.. خيار حكومي يُهدد قبضة الحوثي على قطاع الاتصالات
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
كشفت وكالة أمريكية عن اقتراب الحكومة اليمنية من عقد صفقة ترخيص مع شركة "ستارلينك" (Starlink) التابعة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك لتوفير خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
ونقلت وكالة بلومبرغ الأمريكية عن مسؤول حكومي بأن الحكومة تضع اللمسات الأخيرة على الترخيص، رغم أن الأمر قد يستغرق شهراً آخر حتى اكتماله.
وفي حالة نجاح الصفقة –بحسب الوكالة الأمريكية- سينضم اليمن إلى دول مثل إسرائيل والأردن التي هي من بين عدد قليل جداً من الدول التي وافقت على استخدام "ستارلينك" في الشرق الأوسط.
وتعد هذه الخطوة في حالة إتمامها، ضربة قوية توجهها الحكومة بوجه احتكار جماعة الحوثي المدعومة من إيران لقطاع الاتصالات في اليمن، وفشل محاولات سابقة للشرعية بتوفير خدمات الاتصالات بالمناطق المحررة بعيداً عن سيطرة الجماعة.
و"ستارلينك" هي خدمة لتزويد الإنترنت من قبل شركة "سبيس إكس" التابعة لماسك، ويتكون نظام ستارلينك من آلاف الأقمار الصناعية الموضوعة في مدار أرضي منخفض، والتي يتم ربطها ببعضها البعض لإنشاء شبكة متداخلة قادرة على توفير وصول عالي السرعة إلى الإنترنت.
وبدأت الشركة عام 2018م في إطلاق مئات الأقمار الصناعية الصغيرة التي لا يتجاوز وزنها 250 كجم نحو الفضاء، وصل عددها مطلع العام الحالي الى نحو 5 آلاف قمر وتقول بأنها تخطط في نشر نحو 42 ألف قمر بحلول 2030م.
وبحسب موقع الشركة، فإن خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك" تقدم سرعات تحميل تتراوح بين 100 -200 ميغابايت في الثانية، مع تأخر في الاستجابة تصل إلى 20 مللي من الثانية فقط، وعبر باقات مختلفة تتميز بحجم تنزيل لا محدود من البيانات.
ودشنت الشركة تقديم خدمة الإنترنت لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2020م، وفي حين تؤكد الشركة أن تغطية أقمارها الصناعية باتت تغطي العالم ويمكن تقديم الخدمة لأي دولة، إلا أن الخدمة تعمل حالياً بشكل رسمي في نحو 40 دولة.
حيث تعمل خدمة "ستارلينك" بشكل غير رسمي في العديد من الدول، ومن بينها اليمن وتحديداً المناطق المحررة، التي شهدت خلال الأشهر الماضية إدخال المئات من أجهزة الخدمة، دفع بوزارة الاتصالات بالحكومة الشرعية مطلع مارس الماضي للتحذير من استخدام أجهزة ستارلينك الفضائية بدون الحصول على التراخيص اللازمة.
ولاقت أجهزة "ستارلينك" طلباً في السوق بالمحافظات المحررة على الرغم من ارتفاع سعرها لثلاثة أضعاف بسبب طريقة دخولها غير الرسمية التي رفعت أسعارها ما بين 1500- 2000 دولار، في حين أن سعرها الرسمي بموقع الشركة لا يتجاوز 500 دولار، ما يعني أن توصل الحكومة إلى اتفاق مع الشركة سيسهل من دخول هذه الأجهزة بشكل رسمي وبسعر منخفض.
كما أن عمل الخدمة بشكل غير رسمي أجير مستخدميها في اليمن على الاشتراك في باقات تجوال دولي تصل قيمتها إلى نحو 100 دولار شهرياً، في حين أن سعر الباقة "المنزلية" الرسمي من قبل الشركة يبلغ 62 دولاراً شهرياً فقط.
هذا الرقم يجعل من سعر الخدمة رخيصاً جداً بالمقارنة مع سعر خدمة الإنترنت الذي تقدمه شركات الاتصال الخاضعة لسيطرة الحوثي في صنعاء، فأعلى باقة لخدمة الإنترنت المنزلي من شركة "يمن نت" لا تتجاوز سرعتها 8 ميجا فقط وتصل سعر الباقة الشهرية برصيد استخدام 700 جيجا فقط إلى 60 ألف ريال أي نحو 113 دولاراً.
في حين أن خدمة الـ(G4) الذي تقدمه شركة "يمن نت" والتي لا تتجاوز سرعتها 30 ميجابايت، فإن أعلى باقة في هذه الخدمة برصيد استخدام 500 جيجابايت فقط إلى 46 ألف ريال، أي نحو 86 دولاراً.
أما أعلى سرعة يمكن أن تقدمها الشركة وهي خدمة محصورة في بعض أحياء صنعاء وتدعى الـ"الفايبر" وتقول إن أقصى سرعة لها تصل إلى 100 ميجابايت (أي متوسط ما تقدمه خدمة "ستارلينك" غير المحدودة) فإن الاشتراك الشهري بباقة رصيدها 1 تيربايات، فإن سعرها هو 111 ألف ريال، أي نحو 210 دولارات.
أرقام تظهر الفروق الكبيرة بين ما تقدمه شركات الاتصال الخاضعة لسيطرة الحوثي من خدمة إنترنت سيئة بسرعات متواضعة وباقات مرتفعة الثمن، مقابل ما تقدمه خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك" من سرعات لم تصل لها هذه الشركات وبباقات استخدام غير محدودة، وأرخص.
ما يظهر حجم التهديد والخطر الذي تمثله خدمة الإنترنت الفضائي، وهو ما دفع بجماعة الحوثي قبل أكثر من عامين للتحذير عبر وزارة الاتصالات التابعة لها في صنعاء من استيراد واستخدام أجهزة خدمة الإنترنت الفضائي الذي تقدمه شركة "ستارلينك".
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: خدمة الإنترنت الفضائی فی حین
إقرأ أيضاً:
غزة تختنق.. جوع وموت ودمار في قبضة الاحتلال
في قطاع غزة لا جديد سوى المزيد من الألم، هنا لا تتبدل العناوين منذ بداية الحرب لكنها تزداد ثقلا: قصف ومجاعة وأمراض وتشريد يطال الجميع.
وبينما تئن المدينة المحاصرة تحت وطأة الجوع والموت، يصعّد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه بلا توقف منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي مخيمات الشتات، نرى أطفالا بأجساد نحيفة ووجوه شاحبة، يطاردون رغيفا يُبقيهم على قيد الحياة، ولا حديث يعلو على سؤال "هل من طعام؟".
ووفق تقارير أممية، يواجه أكثر من 1.1 مليون فلسطيني في قطاع غزة خطر المجاعة، وسط انهيار تام للمنظومة الغذائية والصحية، وعجز المنظمات الإنسانية عن تقديم المساعدات.
وتتواصل المجاعة بغزة جراء إغلاق إسرائيل المعابر في وجه المساعدات الإنسانية المتكدسة على الحدود منذ الثاني من مارس/آذار الماضي.
ومنذ بداية الحرب، لم يعرف الاحتلال التراجع.. غارات جوية متواصلة، واقتحامات برية، تقطع أوصال القطاع المنهك أصلا من حصار دام 17 عاما.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عقيدة المحيط.. هل تسعى إسرائيل لحرق العرب بنار "الأقليات"؟list 2 of 2عقدة أوكرانيا.. لماذا فشل الغرب في هزيمة روسيا حتى الآن؟end of list إعلان
وفي اليوم الـ63 من استئناف الاحتلال عدوانه على غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي غاراته العنيفة على كافة أنحاء القطاع، مما خلّف شهداء ومصابين.
يأتي ذلك بعد شن الجيش الإسرائيلي في الساعات الماضية عمليات برية واسعة في مناطق بشمالي وجنوبي قطاع غزة ضمن حملة جديدة أطلق عليها اسم "عربات جدعون".
وتتزايد معاناة النازحين في غزة مع اتساع رقعة القصف، حيث لم تعد المخيمات المؤقتة ملاذا آمنا، بل تحوّلت إلى أهداف مباشرة للهجمات الإسرائيلية.
وتُسفر تلك الاستهدافات عن سقوط ضحايا من النساء والأطفال، في مشاهد تُجسد مأساة لا ملاذ فيها من الموت.
ووسط صمت دولي متواطئ، يتحدث شهود عيان عن مشاهد مروعة لضحايا يُنتشلون من تحت الأنقاض، وجرحى يموتون أمام المستشفيات المغلقة أو المدمرة.
ومع تدمير نحو 80% من المنشآت الطبية وخروج معظم المستشفيات من الخدمة، تحوّلت غزة إلى بيئة مثالية لتفشي الأمراض، ومنها الكوليرا والتيفوئيد وأمراض الجلد المنتشرة، وسط انعدام المياه النظيفة وانهيار شبكات الصرف الصحي.
ويحذر أطباء ميدانيون من كارثة صحية "غير مسبوقة" تهدد حياة الملايين، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وإغلاق المعابر بوجه الإجلاء الطبي.
وبين كل هذا الدمار، لا تطلب غزة الكثير، فقط أن تتوقف آلة القتل، وتدخل المساعدات دون قيد، ومحاسَبة من يرتكب المجازر على مرأى العالم.
ولكن في ظل التواطؤ الدولي، يبقى الرهان على إرادة الشعوب الحرة وعلى الأصوات التي لا تزال تؤمن بأن للحق مكانا، ولو تأخر.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة أن عدد ضحايا العدوان على القطاع ارتفع إلى 53 ألفا و339 شهيدا، و121 ألفا و34 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إعلان