جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-13@18:28:42 GMT

الأم.. وقدسيَّة حياة

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT

الأم.. وقدسيَّة حياة

 

 

مُحمَّد بن رامس الرَّواس

عندما نعيشُ مع أناسٍ أعزَّاء، نُحبُّهم ويحبُّوننا، قد لا نكتشف جميع مآثرهم وسماتهم ونحن معهم، لكن وبعد فُرَاقِهم وفقدانهم تتَّضح لنا العديد من خِصَالهم وطباعهم السامية العظيمة.

لقد كانْ لأمي -رحمها الله- مآثر كثيرة؛ منها: تيسيرها للأمور، ومباركتها لكل عمل فيه خير، وعدم قولها لا، أو مُعارضتها لشيء فيه صلاح للجميع، وإن كان على حساب حقِّها؛ فهي لا تُحبُّ أن تُشعِرَ من حولها بأدنى أنواع التعب أو الإرهاق، ولو بأقل القليل، كما أنَّها لا تحب أن تُثقِل أحدًا بمطالبها حتى ولو كانوا أبناءها، سواء بقول أو فعل؛ فأخلاقها السامية لا تسمح لها بتعنيف أو توبيخ من حولها، رغم أنه قد يكون على غير حق؛ فتشعر وأنت معها أنك مع إنسان لا تخشى معه ضررًا قد يُصيبك، أو أن يقول لك قولً قد لا يُعجبك، أو كلامًا قد يُزعجك، فتستأنس في الجلوس معها: كرمًا في قولها، وعطفها، وعطائها، ولطف أفعالها.

رَحِمَ الله أمِّي.. فقد كانت من المُحْسِنات، والمُكِثرات من الدعاء للجميع بالصَّلاح والنجاح والفلاح، ومن المُوَاظِبَات على كثرة الصلاة على النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام- حتى تصل لألف صلاةٍ باليوم؛ بقولها: "اللهم صلِّ وسلم على سيدنا مُحمد وآله واملأ قلوبنا بأنواره عددَ نعم الله وأفضاله"، وهذا الرقم هو المتوسط، فقد تزيد في أحيان كثيرة على ذلك طمعًا في نيل بركات الصلوات المباركات على رسولنا الكريم.

إنَّ رَابِطة الأمومة القدسية التي زَرَعَها الله في أفئدة الأمهات لا تتأثر بالزمان ولا بالمكان، فهي من أعظم القيم الإنسانية وأهمها، التي أوْدَعَها الله بقلوب البشر، ولقد اجتمعت كافة العقائد والأديان على ذلك وتوحَّدت عليه؛ فهذه المحبة قيمة كبرى في الأمم والمجتمعات.

إنَّ برَّ الأمهات على أحسن وجه يجعل الإنسانَ يعيشُ سعيدًا ومحبوبًا بين الناس؛ فهي مصدرُ صلاح علاقة الإنسان بربه، وينبوع الحنان والإحسان والمحبة الذي يفيضُ خيرًا لنا. هُنَّ مصدر كل خير من السمات الفاضلة، وبفضلهن نقوم بتصدير هذه السمات لغيرنا، وعند برِّنا بهنَّ ذلك البر الذي أمر الله به، نرى بأمِّ أعيننا أبناءنا يقومون بمثله معنا.

محبَّةٌ عظمية وقُدسيَّة حياة لا تنتهي، تلك هي الأم باختصار؛ فهي رابطة محبة وفؤاد مليء بالشفقة، يحنو عليك ويدعو لك في غيابك وعند سفرك وعندما تبتعد عن ناظريها.. قال تعالى: "وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ".

إنَّ طاعة الأم ورضاها بابٌ من أبواب الجنة؛ فبما تملكه من رحمة أودعها الله بفؤادها إنَّما هي رحمة مُتصلة برحمته عز وجل بالناس، وعندما نفقد أمهاتنا تتقلَّص في الحياة أمور كثيرة، ونفقد ركنًا من أركان الحياة كان ينبوعَ رحمة يدعو لنا، كما تنقطع عنا إحدى السُّبل التي تُوْصِلنا إلى الجنة، وينقطع معها واحدٌ من أفضل الأعمال ألا وهو البر.. لقد قضى الله وأمر في مُحكم التنزيل ببر الوالدين، وتقدَّمت الأم بثلاث درجات لتصبح قُدسيَّة بِرِّهَا هي السِّراج المنير لنا بالحياة.

وختامًا.. لم يبقَ لنا من بِرِ أمهاتنا بعد مماتهن إلا الدعاء والتصدق وبر أرحامهن؛ فذلك هو الوفاء والإحسان لهن بعد مماتهن، رحم الله أمهاتنا وأسكنهن الفردوس الأعلى من الجنة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

في حديث صريح... رندة كعدي توضح موقفها من تكرار دور الأم وتعلّق على فكرة الاعتزال

على مدى 26 عاماً من الإبداع والعطاء في عالم التمثيل، استطاعت الممثلة اللبنانية القديرة رندة كعدي أن تترك بصمة فريدة في قلوب المشاهدين من مختلف الأعمار، بفضل قدرتها النادرة على التقمّص الكامل للشخصية وأدائها الصادق الذي يجعل الجمهور ينسى أنه أمام مشهد تمثيلي.   تنقّلت كعدي بين الدراما التلفزيونية والسينما والمسرح، مقدّمةً شخصيات غنيّة ومتنوعة عكست نضجها الفني وعمق تجربتها. وفي أحدث أدوارها، جسّدت شخصية "نجوى نصر" في مسلسل "القدر"، الأم والزوجة والحماة القوية، الحنونة والعصبية في آنٍ واحد، مؤكدةً مجدداً مكانتها كإحدى أبرز نجمات التمثيل في لبنان والعالم العربي. 
 
تعود بدايات رندة كعدي إلى مرحلة الطفولة، حين شاركت والدها في أعمال مسرحية زرعت فيها حبّ التمثيل منذ الصغر. لكنها تؤكد في حديثها لـ"لبنان 24" أن تلك التجربة لم تكن السبب الوحيد الذي جعلها تستمر في هذه المهنة، بل لأنها تمتلك الموهبة الحقيقية التي دفعتها إلى تطوير نفسها أكاديمياً وصقل أدواتها الفنية. وتقول: "الموهبة هي الأساس، واكتشاف الشغف في خوض التجارب هو الحافز الأهم للاستمرارية".
 
وكشفت أنها تعلّمت من والدها قيم الالتزام والصدق في الأداء، والصبر والمغامرة في اكتشاف أدوات التعبير الفني، وهي مبادئ لا تزال ترافقها حتى اليوم وتشكل جوهر مسيرتها.

بين المسرح والسينما والتلفزيون
قليلات هنّ الممثلات اللواتي نجحن، كما فعلت رندة، في التنقّل بسلاسة بين المسرح والسينما والتلفزيون، رغم اختلاف خصوصية كل مجال وتحدّياته. وقد علّقت على ذلك بقولها: "التنقّل بين أنواع المساحات أمام الكاميرا أو أمام الجمهور جوهر واحد، عشق المهنة والالتزام بصدق التعبير. فالتمثيل يختلف بتقنياته، أمّا المبدأ فواحد لا يختلف".

تجسيد دور الأم في أعمالها   أما في ما يتعلّق بتجسيدها المتكرر لدور الأم في عدد كبير من الأعمال، فتوضح أنها كانت في بداياتها تخشى أن تُحتجز ضمن هذا القالب الواحد، إلا أن شغفها بالتمثيل منحها مساحة واسعة لأداء أدوار متعددة في عالم الأمومة. فقدّمت مختلف صور الأم، من الحنونة والضعيفة إلى الصلبة والعصبية، مؤكدة أنها لم تقع في فخ التكرار لأنها، كما تقول: "منحت كل أم هوية خاصة وشخصية مختلفة عن الأخريات".   وفي حديثها عن الأزمة الاقتصادية التي طالت لبنان وأثّرت على الممثلين المحليين، تقول كعدي بأسف: "الأزمة تطال كل شرائح المجتمع، ونتمنى الفرج في العهد الحالي، فعندما تُحلّ الأزمة سيستعيد الجميع حقوقهم المادية والمعنوية." لكنها رغم الصعوبات، ما زالت مؤمنة بأن الإبداع لا يُقاس بالظروف بل بالإصرار والاستمرارية.
أما عن مفهوم النجومية، فترى كعدي أن اللقب الحقيقي لا يُقاس بالشهرة ولا بعدد المتابعين، بل بصدق الفنان في عمله، قائلة: "كل مخلص لعمله هو نجم في نظري".
وفي ظلّ الجدل الدائم حول مشاركة الممثلين السوريين في الأعمال اللبنانية والعكس، كان موقفها واضحاً وحاسماً بقولها: "الفنّ أكبر من الصراعات الزائفة".
أما عن أعمالها المقبلة، فتشير إلى أن الفن بالنسبة لها يقوم على مبدأ "العرض والطلب"، وتقول بثقة: "حيث يُدعَوني أشارك".  وتوضح أن ما يهمّها أولاً وأخيراً هو السيناريو والشخصية التي ستقدّمها، سواء كانت في عمل محلي أو مشترك أو معرّب، مشددة على أن الأولوية دائماً لما يليق بالمشاهد ويحترم ذائقته الفنية.   هل تفكّر بالإعتزال؟
وعند سؤالها عمّا إذا كانت تفكر يوماً في الاعتزال، أجابت: "لن أعتزل إلا بمشيئة الخالق".
بموهبتها التي لا تعرف الزمن وإحساسها النابع من القلب، تواصل رندة كعدي مسيرتها بثبات، لتبقى واحدة من أعمدة الدراما اللبنانية، وأحد أجمل الوجوه التي رسّخت معنى التمثيل الحقيقي القائم على الإحساس، الصدق، والتفاني.      


      المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة حديث منسوب إلى ميقاتي.. توضيح من المكتب الإعلامي Lebanon 24 حديث منسوب إلى ميقاتي.. توضيح من المكتب الإعلامي 12/10/2025 13:01:30 12/10/2025 13:01:30 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الطاقة بعد جلسة مجلس الوزراء: سأعقد مؤتمراً صحافيّاً للحديث عن دور الهيئة الناظمة للكهرباء Lebanon 24 وزير الطاقة بعد جلسة مجلس الوزراء: سأعقد مؤتمراً صحافيّاً للحديث عن دور الهيئة الناظمة للكهرباء 12/10/2025 13:01:30 12/10/2025 13:01:30 Lebanon 24 Lebanon 24 فكرت في الاعتزال.. فنانة شابة تكشف عن أصعب مراحل حياتها Lebanon 24 فكرت في الاعتزال.. فنانة شابة تكشف عن أصعب مراحل حياتها 12/10/2025 13:01:30 12/10/2025 13:01:30 Lebanon 24 Lebanon 24 اللواء عباس ابراهيم في حديث لـ" الجديد": أفكّر بالترشح للانتخابات النيابية المقبلة Lebanon 24 اللواء عباس ابراهيم في حديث لـ" الجديد": أفكّر بالترشح للانتخابات النيابية المقبلة 12/10/2025 13:01:30 12/10/2025 13:01:30 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص فنون ومشاهير مقالات لبنان24 الوحيد الذي اللبنانية لبنان 24 lebanon فنان في التزام القدير تابع قد يعجبك أيضاً جامعة الحكمة تُطلق حصة جديدة حول "المفقودين والمخفيين قسرا" برعاية وزير العدل Lebanon 24 جامعة الحكمة تُطلق حصة جديدة حول "المفقودين والمخفيين قسرا" برعاية وزير العدل 12:56 | 2025-10-12 12/10/2025 12:56:12 Lebanon 24 Lebanon 24 عوده: نشكُرَ اللهَ لأنَّ الحَرْبَ تَوقَّفَتْ في غَزّة Lebanon 24 عوده: نشكُرَ اللهَ لأنَّ الحَرْبَ تَوقَّفَتْ في غَزّة 12:46 | 2025-10-12 12/10/2025 12:46:08 Lebanon 24 Lebanon 24 مخزومي عزى دار الفتوى بمدير الشؤون الادارية Lebanon 24 مخزومي عزى دار الفتوى بمدير الشؤون الادارية 12:29 | 2025-10-12 12/10/2025 12:29:23 Lebanon 24 Lebanon 24 الحواط: أنا لست قواتيا ولكنني رأيت أن خطّ هذا الفريق يبني وطنا Lebanon 24 الحواط: أنا لست قواتيا ولكنني رأيت أن خطّ هذا الفريق يبني وطنا 12:27 | 2025-10-12 12/10/2025 12:27:46 Lebanon 24 Lebanon 24 شيخ العقل يعزّي دولة قطر بوفاة الدبلوماسيين في شرم الشيخ Lebanon 24 شيخ العقل يعزّي دولة قطر بوفاة الدبلوماسيين في شرم الشيخ 12:15 | 2025-10-12 12/10/2025 12:15:24 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة إطلاق نار في الضاحية و "بيان قديم لأدرعي".. ماذا يجري؟ Lebanon 24 إطلاق نار في الضاحية و "بيان قديم لأدرعي".. ماذا يجري؟ 20:29 | 2025-10-11 11/10/2025 08:29:23 Lebanon 24 Lebanon 24 على متن سيارة "نيسان"... هذا ما كانا يفعلانه على الأوتوستراد الممتد من زوق مصبح إلى جبيل (صورة) Lebanon 24 على متن سيارة "نيسان"... هذا ما كانا يفعلانه على الأوتوستراد الممتد من زوق مصبح إلى جبيل (صورة) 17:17 | 2025-10-11 11/10/2025 05:17:58 Lebanon 24 Lebanon 24 هذه هوية المستهدف في "غارة قلاويه" Lebanon 24 هذه هوية المستهدف في "غارة قلاويه" 16:12 | 2025-10-11 11/10/2025 04:12:51 Lebanon 24 Lebanon 24 "أونصة" بـ50 دولاراً في لبنان.. ماذا يشهد "سوق الصاغة"؟ Lebanon 24 "أونصة" بـ50 دولاراً في لبنان.. ماذا يشهد "سوق الصاغة"؟ 22:39 | 2025-10-11 11/10/2025 10:39:50 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد العدوان الإسرائيلي على المصيلح...بيان من "حزب الله"! Lebanon 24 بعد العدوان الإسرائيلي على المصيلح...بيان من "حزب الله"! 15:18 | 2025-10-11 11/10/2025 03:18:31 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب إليانا ساسين - Eliana Sassine أيضاً في لبنان 12:56 | 2025-10-12 جامعة الحكمة تُطلق حصة جديدة حول "المفقودين والمخفيين قسرا" برعاية وزير العدل 12:46 | 2025-10-12 عوده: نشكُرَ اللهَ لأنَّ الحَرْبَ تَوقَّفَتْ في غَزّة 12:29 | 2025-10-12 مخزومي عزى دار الفتوى بمدير الشؤون الادارية 12:27 | 2025-10-12 الحواط: أنا لست قواتيا ولكنني رأيت أن خطّ هذا الفريق يبني وطنا 12:15 | 2025-10-12 شيخ العقل يعزّي دولة قطر بوفاة الدبلوماسيين في شرم الشيخ 12:11 | 2025-10-12 فضل الله: الحكومة تتجاهل ما يحصل على أرض الجنوب وترفض إعادة الإعمار فيديو "الشتاء جايي"... فاستعدّوا للغرق بالنفايات لا بالأمطار! Lebanon 24 "الشتاء جايي"... فاستعدّوا للغرق بالنفايات لا بالأمطار! 20:30 | 2025-10-07 12/10/2025 13:01:30 Lebanon 24 Lebanon 24 "نجم جنتلمان".. إعلامية وابنة ممثلة سورية بطلة "فيديو كليب" راغب علامة (فيديو) Lebanon 24 "نجم جنتلمان".. إعلامية وابنة ممثلة سورية بطلة "فيديو كليب" راغب علامة (فيديو) 08:56 | 2025-10-03 12/10/2025 13:01:30 Lebanon 24 Lebanon 24 توقعات ليلى عبد اللطيف.. اغتيالات وانقطاع للانترنت وهذا ما سيحل بالذهب و"واتساب" (فيديو) Lebanon 24 توقعات ليلى عبد اللطيف.. اغتيالات وانقطاع للانترنت وهذا ما سيحل بالذهب و"واتساب" (فيديو) 22:00 | 2025-09-30 12/10/2025 13:01:30 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • ترامب: لا أعتقد أنني سأدخل الجنة ولكنني أنقذت حياة كثيرين من الهلاك
  • الجعفراوي قبل استشهاده: أنا الآن في الجنة مع رفاقي الذين سبقوني
  • المعينا: رحل نصيف وبقي الأثر
  • في حديث صريح... رندة كعدي توضح موقفها من تكرار دور الأم وتعلّق على فكرة الاعتزال
  • هل وفاة الجنين يشفع لوالديه؟ دار الإفتاء تجيب
  • سبب دخول والد البنات الجنة .. الإفتاء توضح
  • موت الصغير .. الإفتاء تزف بشرى عظيمة للوالدين جزاء لاحتسابهما
  • هل يشفع الابن لوالديه إذا مات في سن الخامسة عشرة؟ أمين الفتوى يجيب
  • فضل تربية البنات في الإسلام.. رزق في الدنيا وطريقك إلى الجنة
  • حسن تربية البنات.. وصية رسول الله ﷺ وسبب لصحبته في الجنة