محمد السهلي وLAUGHTA يجتمعان في أغنية صيفية بعنوان "الليلة"
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
طرح المطربان محمد السهلي و LAUGHTA أغنيتهما الجديدة "الليلة"، حيث يقدم الثنائي العمل بطريقة مميزة من خلال كلمات وألحان رشيقة تناسب الأجواء الصيفية، تحمل الكثير من المفاجآت، وحازت الأغنية على تفاعل كبير من الجمهور، الذي يستمع لأغنية راقصة مبتكرة لا مثيل لها جمعت إثنين من نجوم البوب الشباب، نجم البوب السعودي محمد السهلي مع النجمة LAUGHTA بأغنية تحمل عنوان "الليلة"، التي كتب كلماتها وصاغ ألحانها السهلي و LAUGHTA.
"الليلة" من أعمال الموسيقي اللبناني الشهير سليمان دميان الذي ولفها بدقة كبيرة، وجعلها تمتلئ بطاقة جذابة، بداية من إيقاعاتها المؤثرة إلى الموسيقى التي لا تقاوم، ومن المتوقع أن تهيمن هذه الأغنية على منصات الأغاني وتشعل ساحات الرقص في جميع أنحاء المنطقة.
صوّر الفيديو كليب المخرج مجاهد الأحدب منMillmeter Productions في استوديو التسجيل بمركز الموسيقى السعودية وBeastHouse، متبعاً أسلوباً بسيطاً ولكن مبتكراً يجسد جوهر الأغنية وينقل المشاهدين إلى عالم من الصور الساحرة التي تتناغم مع الإيقاعات الرائعة لتُضيف عمقًا بصريًا إلى العمل، وعلى المستوى الفردي، يتألق كل من LAUGHTA ومحمد السهلي، لكن معًا يشكلان حالة فنية لا يمكن إنكارها، حيث ان الإنسجام الفني التام يجعل من أغنية "الليلة" أغنية مميزة.
في عام 2017، أثار السهلي ضجة كبيرة بإصدار أغنيته المنفردة الأولى " تعلق فيني "، والتي كانت بمثابة البداية المميزة لرحلته الموسيقية، ومع ذلك، فإن أغنيته المنفردة "أوصف إيه" التي أطلقها في عام 2019 هي التي عززت مكانته الفنية على مستوى عالمي، لم تهيمن هذه الأغنية على سباقات الأغاني فحسب، بل احتلت أيضاً المرتبة الأولى على YouTube في الشرق الأوسط خلال عام 2020، مما عزز سمعة السهلي كظاهرة موسيقية لا مثيل لها.
أما نجاحات النجمة LAUGHTA السابقة بأغاني مثل "Ain't the Same" و"Rooh" و"Belail" فقد عززت مكانتها كنجمة صاعدة في مشهد موسيقى الراب في المملكة المتحدة، وهي فنانة لبنانية عربية نشأت في لندن، تقدم مزيجاً مميزًا في مشهد الراب في المملكة المتحدة، حيث تمزج تراثها العربي مع قصائدها الغنائية الجريئة وطاقتها الخلاقة.
كما ان موهبتها وأسلوبها الفريد وخلفيتها الثقافية المتعددة شكلت حجر الأساس لفنها، مما جذب الإنتباه للأعمال التي تقدمها، وأهم دليل على ذلك حصولها على جائزة BBC المرموقة "One to Watch" في حفل توزيع جوائز AIM Independent Music Awards لعام 2023 في لندن.
الإثارة لا تنتهي عند هذا الحد، حيث سينشر محتوى إضافي عبر مختلف المنصات الرقمية، مرفقاً بتغطية خاصة لمراحل إنتاج أغنية "الليلة" وهي إحدى أغنيات الميني ألبوم الخاص بالنجمة LAUGHTA الذي يتضمن ٦ أغنيات ويصدر الأسبوع المقبل.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
محمد حميد الله.. العلّامة المنسي الذي أعاد السيرة النبوية إلى قلب الإنسان والعالَم
تعرّفتُ على محمد حميد الله (1908م ـ 2002م) بالواسطة؛ يوم وجدتُ كاتبا يحيل على كتابه "مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة"، تعرّفت على اسمه واسم كتابه دون أن أدرك مقامه العلمي والمعرفي، وأنّى لي هذا؛ فقد كان ذلك في البدايات الأولى لـ"وعيي" وعمري قد بلغ توّا الخامسة عشر ربيعا، أي عام 1990م، والسّبب الذي أشعل هذا الوعي ـ استطرادا ـ شأن العديد من مجايلي، هو حرب الخليج؛ فقد طوت بنا تلك الأحداثُ المأساويةُ المراحلَ والمسافات، فكان تكويننا ـ حينها ـ يتّبع أسلوب القفزات وليس التراكم، وهو الأسلوب الذي يحمل في طيّاته إيجابيات وسلبيات؛ فقد فُرضَ علينا أن لا ننضبط للمقولة البيداغوجية التي تصرّ أن التّعلّم الحقيقي العميق يبدأ بـ"صغير العلم قبل كبيره". يومها لم يهنأ لي بال حتى حصلت على نسختي من الكتاب؛ فقد وجدته باليا مغبّرا عند أحد باعة الكتب المستعملة. واستطرادا أيضا؛ فإنّ تجاربي مع الكتب المفقودة كثيرة؛ فما إن أنشغل بأحدها حتى أجدها ـ مهما مرّت الأيام ـ "تُباع على الأرض" وبأبخس الأثمان؛ هل هذا هو ما يسمى بـ"قانون الجذب"؟!
فيما بعد سأعرف أن الرّجل علّامة حقيقي، وتكوينه متين وأصيل، يزاوج في أصوله ومصادره المعرفية بين التقليدي والعصري، وهذا التّأسيس واحد من أكثر ما يمنح العالِم تميّزه وقوّته: دكتوراه في الفلسفة ـ بالمعنى المتين للدكتوراه وللفلسفة ـ وأخرى في السيرة النبوية من جامعتين غربيتين، وإتقان للكثير من اللغات، تجاوزت العشر، بشكل مدهش، وإكثار في التّأليف دون أن يمسّ هذا الإكثار عنصر الأصالة، وتخصّص لا يمكن لصاحبه أن يُبدع فيه ما لم يكن موسوعيّا. هو أحد أعلام الفكر الإسلامي والدّعوة في العصر الحديث، مشارك في عدد من المجالات المعرفية. يعتبر المختصّون ترجمتَه لمعاني القرآن الأحسن والأفضل من بين كل "المغامرات" المشابهة الأخرى.
عاش أغلب حياته في فرنسا. احتفظ بحبّ كبير جدا لبلدته "إمارة حيدر أباد" التي كان يودّ أن يراها مستقلّة عن الهند، وحينما فشل "مشروع الدّولة" غادر الهند ولم يعد إليها أبدا. ورغم أن فرنسا عرضت عليه أكثر من مرّة جنسيتها إلا أنه رفض التّخلي عن هويّته الحيدرأبادية إلى أن توفّي في بيت حفيدة أخيه في أمريكا، وكانت هي مَن ألحت عليه في الذّهاب معها إلى هناك بعد أن أتعبه العمر.
اليوم اقتنيتُ ترجمةَ كتابه "نبيّ الإسلام؛ سيرتُه وآثاره" الذي صدر لأوّل مرة بالفرنسية منذ حوالي ستّين سنة، أي منذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي، بترجمة الأكاديمي المغربي عبد الواحد العلمي، عن منتدى العلاقات العربية والدّولية. ولا أدري مَن سنُحمّل مسؤولية ما أعتبره خسارة كبيرة للكتاب؛ هل للمترجم أم للنّاشر؛ ذلك أن الكتاب بهذه القيمة وهذه الفخامة وهذا العمق وهذا الحجم يصدر دون فهارس ودون بيوغرافيا تفصيلية. ومهما كانت الجهة التي فرّطت في هذا الأمر المهمّ، فإنّها اقترفت عظيما! وليس أمامها سوى المسارعة لإعداده قبل الطبعة الثانية.
عاش أغلب حياته في فرنسا،. احتفظ بحبّ كبير جدا لبلدته "إمارة حيدر أباد" التي كان يودّ أن يراها مستقلّة عن الهند، وحينما فشل "مشروع الدّولة" غادر الهند ولم يعد إليها أبدا. ورغم أن فرنسا عرضت عليه أكثر من مرّة جنسيتها إلا أنه رفض التّخلي عن هويّته الحيدرأبادية إلى أن توفّي في بيت حفيدة أخيه في أمريكا، وكانت هي مَن ألحت عليه في الذّهاب معها إلى هناك بعد أن أتعبه العمر.يقع الكتاب في أكثر من ثمانمئة صفحة، وقد اكتفى المترجم بثلاث صفحات يتيمة تقديما بين يدي الكتاب، ولا أدري ما الذي جعله "يضنّ" على قُرّائه بالكشف عن كثير من الأمور المعرفية والمنهجية والموضوعاتية التي وقف عندها، سواء تلك المتعلّقة بالكاتب أو الكتاب أو ظروف إنشائه وسبب نشره. ولا يُتعلّل بأنّ ذلك كان سيزيد من عدد صفحاته، لأنّ عشر صفحات إضافية يقينا لن تحدث كثير فرق، خاصّة وأنّ غالبية المهتمين من جيلنا لا يكاد يعرف عن الرّجل سوى القليل.
ينقسم الكتاب، بعد مقدّمة وافية أجاب فيها عن سؤال: لماذا دراسة حياة نبيّ الإسلام؟ وخاتمة تحت عنوان: الدّفن ومشكلة الخلافة، إلى أربعة فصول، وقد جاءت تحت العناوين العامّة التالية: البداية، والرسالة، والحياة السياسية ـ الدّينية، والآثار.
أنشئ الكتاب قريبا من أسلوب الشّذرات المرقّمة، وقد كان المقصود منه ـ بالدّرجة الأولى ـ القارئ غير المسلم، ولكنّ هذا الأمر لم يجعل حميد الله يفرّط فيما سيعتبره ذلك القارئ ـ الذي فقد الإحساس بـ"سحر العالم" ـ "قضايا غير عقلانية"، بل و"منهجية غير عقلانية"، وأقصد هنا بالدّرجة الأولى مسألة المعجزات. الجميل أنّه قدّمها بأسلوب بارع، بعيد عن "الخرافية"، وتعامل معها باعتبارها مسألة عادية جدّا في حياة الأنبياء والرّسل و"منهج اشتغالهم".
وربّما الملاحظة "السّلبية" الوحيدة على بعض تفسيرات الكتاب وتأويلاته ـ وهي متفهمة ـ هي متعلّقة أساسا بالسياق المعرفي والاجتماعي الذي كُتب فيه، وقد أشار إليها المترجم في تقديمه، ولكن دون أن يقدّم أيّ أمثلة لأنّ القارئ قادر لوحده على اكتشافها دون عناء كبير؛ حيث أكّد على "أنّ مياها كثيرة جرت منذئذ، وتغيّرت بوصلة الذّهنيات وهواجس الباحثين وآفاق انتظارهم، فربّ مسوّغات للأحداث وتفسيرات لها أصبحت غير مستساغة عند كثير من النّاس باحثين وغيرهم".
لم يتدخّل المترجم أثناء ترجمته للمتن، وكان لزاما عليه أن يفعل ذلك في بعض المواضع، خاصة حين لحظة إحساسه بأنّه بصدد تقديم معلومة أو تحليل لقارئ مسلم عربي. أمّا ملاحظتي الثالثة على عمل المترجم، وهي في اتّجاهين؛ فإنّه كان عليه في تقديمه أن يخصصّ كلاما عميقا، وربما طويلا، للحديث عن مصادر الكتاب ويدرسها، ثمّ كان عليه أن يقوم بتخريج الأحاديث في الهامش.
وأخيرا؛ الكتاب ـ كما عبّر الأستاذ المترجم: "ماتع قيّم عظيم القدر والإفادة، ولا نغالي إن قلنا عنّه إنّه لحقيق به أن يُعدّ من أفضل ما كتب في عصرنا عن سيرة سيّد المرسلين صلوات الله عليه"، ومن جهتي لا يقترب منه سوى كتاب الأستاذ وضّاح خنفر الموسوم بـ"الربيع الأوّل".