قال مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في غزة، سكوت أندرسون، يوم الاثنين، إن المنطقة الإنسانية الموسعة حديثًا في المواصي- حيث وجه الجيش الإسرائيلي آلاف الأشخاص من شرق مدينة رفح للإخلاء إليها- ليست "مناسبة تمامًا" للعيش.

ونقلت "سي إن إن" عن أندرسون قوله إن الجانب الساحلي الغربي من قطاع غزة منطقة رملية فيها الكثير من الشواطئ.

."إنه ليس مكاناً مناسباً للناس ليقيموا خيامهم ويكونوا قادرين على المكوث ومحاولة العيش وتلبية احتياجاتهم الأساسية كل يوم".

وأضاف مدير الوكالة: "أعلم أنهم وسعوا المنطقة (الإنسانية) مؤخرا، ولكن الكثير منها (المنطقة) تقع في خان يونس، التي ما زلنا نحاول أن نجعلها تتعافى من عملية حدثت هناك.. كان هناك الكثير من الدمار، الكثير من التأثير على المرافق مثل الرعاية الصحية، وحقا ما يفعلونه هو الانتقال من منطقة واحدة إلى أخرى من المفترض أن تكون أكثر أمانا",

 الموقف الإسرائيلي

من جانبه، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الكولونيل نداف شوشاني إن المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي، وهي بلدة ساحلية في جنوب قطاع غزة غربي خان يونس، تضمنت "مستشفيات ميدانية وخياما وكميات متزايدة من الغذاء والماء والأدوية والإمدادات الإضافية".

 وذكر شوشاني أيضاً أن جزءاً من توسيع المنطقة الإنسانية شمل إصلاح خط مياه محلي.

وقال مسؤول الأونروا لشبكة "سي إن إن" الأميركية إن بعض الأشخاص الذين سيتأثرون بأمر الإخلاء قد تنقلوا بالفعل أربع أو خمس مرات.

 المواصي

تقع المواصل على الشريط الساحلي للبحر المتوسط، وتمتد على مسافة 12 كم وبعمق كيلومتر واحد، من دير البلح شمالاً، مروراً بمحافظة خان يونس جنوباً، وحتى بدايات رفح أقصى الجنوب. تقسم المواصي التي تبعد عن مدينة غزة نحو 28 كيلومتراً، إلى منطقتين متصلتين جغرافياً، تتبع إحداهما محافظة خان يونس، في أقصى الجنوب الغربي من المحافظة، وتتبع الثانية محافظة رفح، وتقع في أقصى الشمال الغربي منها. تعدّ المنطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، وهي تفتقر للبنى التحتية والشوارع المرصوفة وشبكات الصرف الصحي وخطوط الكهرباء وشبكات الاتصالات والإنترنت، وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية، ويسكن هناك نحو 9000 نسمة يتعيشون من مهنتي الصيد والزراعة.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات قطاع غزة خان يونس المواصي غزة غزة المواصي رفح رفح قطاع غزة خان يونس المواصي غزة أخبار فلسطين الکثیر من خان یونس

إقرأ أيضاً:

من رفح إلى المجهول.. قصص مأساوية لفلسطينيين فقدوا كل شيء

فر 600 ألف فلسطيني من رفح بعد مرور عشرة أيام فقط من إطلاق الجيش الإسرائيلي لعملياته في المدينة، وفقا لتقديرات أممية، وذلك في أحدث حركة نزوح جماعي في حرب طبعتها جولات متكررة من عمليات التهجير القسري.

وعلى مدار الأيام الماضية، سار الآلاف سكان من غزة حاملين الأطفال والخيام وكل ما تبقى لديهم، على طول الطرق المتضررة من الحرب إلى مخيمات بائسة ومناطق مدمرة حيث لا يوجد سوى القليل من الطعام والماء أو المأوى.

ومن المتوقع أن يستمر عدّاد النزوح في الارتفاع مع فرار أكثر من 150 ألف شخص بين يومي الثلاثاء والخميس، تزامنا مع تحرك القوات الإسرائيلية نحو مناطق أعمق في رفح، التي اعتبرت حتى وقت قريب "منطقة آمنة"، واحتضنت حوالي نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة. 

ومنذ 6 مايو، أصدرت إسرائيل أوامر بإخلاء شرق رفح، وطلبت من السكان التوجه شمالا إلى "مناطق إنسانية" محددة.

وفي اتصالات هاتفية على مدار الأسبوع الماضي، وصف سكان غزة لصحيفة "واشنطن بوست"، معاناتهم مع اتخاذ خيارات مؤلمة بشأن ما إذا كان عليهم المغادرة، وإلى أين يذهبون وكيف يعيشون. 

"مدينة أشباح"

شيرين أبو قمر، 36 عاما، تقول للصحيفة: "أصبحت غزة بالنسبة لي كمدينة أشباح لا تصلح للحياة البشرية".

وبينما وصفت القوات الإسرائيلية العملية بأنها "محدودة"، تقول الصحيفة إن تأثيرها على المدنيين "كان هائلا"، إذ وجد الكثير منهم في رفح استقرارا وأمانا هشا، خلال الأشهر الماضية.

وفرت أبو قمر مع عائلتها من مخيم بيت حانون للاجئين في شمال القطاع في الأيام الأولى من الحرب، بعد أن تعرض منزلهم للقصف.وفي سبعة أشهر تم تشريدهم ست مرات.

وقالت "لا تزال رحلة النزوح مستمرة".

وتحدثت الصحفية السابقة هذا الأسبوع من مخيم مؤقت تديره الأمم المتحدة في تل السلطان، خارج منطقة الإخلاء الإسرائيلية، حيث عاشت منذ فبراير في خيمة مصنوعة يدويا مع زوجها وأطفالها الثلاثة. 

وبحلول يوم الأربعاء، لم يبق سوى حوالي 30 شخصا في المخيم الذي كان يضم في السابق أكثر من 500، حيث سارعت العائلات لاستباق الهجوم الإسرائيلي.

وحاولت أبو قمر المغادرة أيضا. ومطلع الأسبوع الجاري، تمكنت مع زوجها من تأمين مقعد في رحلة مكلفة إلى خان يونس، إلا أنهم اتخذوا قرارا بالبقاء بعد أن نصحهم أقاربهم بتجنب المنطقة نظرا للأوضاع الصعبة هناك.

وقالت أبو قمر، وهي تقيّم المخاطر: "في خان يونس يوجد ازدحام سكاني شديد واكتظاظ لا يصدق. الماء غير متوفر، والنازحون يقطعون مسافات أطول لشراء الماء."

وفي رفح، كان لديها على الأقل مياه مجانية ومساحة لخيمتها. كان الطعام ينفد، لكن هذا كان هو الوضع في كل مكان.

وتابعت، الأربعاء: "منذ دخول الجيش إلى رفح وإغلاق المعبر، لم نتلق أي مساعدات [من الأمم المتحدة] ولا يوجد طعام"،  كانت شطيرة الجبن هي كل ما أكلته في ذلك اليوم.

الرحلة نحو المواصي 

من جهته، اضطر وسام، البالغ من العمر 40 عاما، إلى حمل أطفاله والفرار من رفح في الأسبوع الفائت. وفي حديثه لصحيفة "واشنطن بوست"، اشترط عدم ذكر سوى اسمه الأول خشية على أمنه وسلامته.

وعاش وسام في الجنينة، في وسط مدينة رفح. وعلى عكس معظم سكان غزة، استطاع التاجر البقاء في منزله طوال الحرب. ويقول: "كان لدي ألواح شمسية ومياه وإنترنت وأمان".

ولم يكن حي وسام جزءا من منطقة الإخلاء الأولية. عندما صدرت الأوامر الإسرائيلية في 6 مايو، وظن أنه لا يزال أمامه بعض الوقت. 

غير أنه في اليوم التالي، شنت القوات الإسرائيلية حملة قصف مكثفة في الجنينة، زاعمة استهدافها مسلحي حماس.

يقول وسام إن أطفاله الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و4 و6 سنوات، كانوا مرعوبين.

وفي 9 مايو، قرر أنه يجب عليهم أن يرحلوا، لينطلق مع عائلته نحو المواصي، حاملين كل ما يمكنهم - فراش وبطانيات وأطباق وأكواب وإبريق ماء والأطعمة المعلبة التي كانوا يدخرونها.

وقال "كانت الطرق مزدحمة والأطفال يصرخون".

الجيش الإسرائيلي يدعو سكان غزة للانتقال لمنطقة المواصي

ووصفت القوات الإسرائيلية المنطقة الساحلية في المواصي، وكذلك أجزاء من خان يونس المجاورة ووسط دير البلح، بأنها "منطقة إنسانية موسعة" حيث "سيتم تزويد المدنيين بالمياه والغذاء والإمدادات الطبية ومراكز الإيواء".

ولم يجد وسام أيا من ذلك عندما وصل إلى المنطقة. وبسبب عدم قدرته على تأمين خيمة - والتي هي باهظة الثمن ويصعب الحصول عليها - ابتكر مأوى مؤقتا من العصي والبطانيات. 

وقال "ليس لدي حمام، لا طعام، لا ماء، خدمة الإنترنت والهاتف ضعيفة.. لن يكون الموت أصعب".

تحذيرات

وحذرت الجماعات الصحية من أن ضيق المساحة وانعدام الصرف الصحي من المرجح أن يكونا مرتعا للأمراض المعدية، بينما يكشف وسام أن أقرب عيادة تبعد بعشرات الكيلومتبرات.

ولا يمكن العودة إلى رفح. ففي يوم السبت، وسعت قوات الدفاع الإسرائيلية منطقة الإخلاء لتشمل الجنينة. بعد ثلاثة أيام، دخلت الدبابات الإسرائيلية حيه.

وقالت وكالات الإغاثة لأشهر إن المواصي - وهي منطقة زراعية قبل الحرب - تفتقر إلى البنية التحتية لاستضافة أعداد كبيرة من الفلسطينيين النازحين. أدى الاندلاع المفاجئ للقتال واستيلاء إسرائيل على معبر رفح وإغلاقه إلى قطع وكالات الإغاثة عن مراكز التخزين، وتركها مع القليل من الطعام أو الوقود للتوزيع.

وقال مارتن غريفيث، رئيس المساعدات في الأمم المتحدة، يوم الخميس، إن عمليات الإغاثة الإنسانية في غزة "عالقة" و"لا يمكن التخطيط لها"، معتبرا أن المجاعة خطر "فوري".

وقال عامل إغاثة، تحدث للصحيفة طالبا عدم ذكر اسمه لمناقشة قضية حساسة: "لقد حاولنا لفترة نقل المساعدات من كرم أبو سالم، لكننا نحتاج إلى الظروف الأمنية والتنسيقات المناسبة من السلطات التي ستسمح لنا بالتسليم من الجانب الآخر من الحدود داخل غزة بأمان". 

وتابع أن "الطرق حول المعبر غير آمنة، غير صالحة للسفر، أو مزدحمة بالنازحين".

ولطالما عارضت الولايات المتحدة "هجوماً كبيرا" على رفح، مشددة على ضرورة أن تكون أي عملية هناك مصحوبة بخطة إسرائيلية موثوقة لإجلاء المدنيين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في 6 مايو: "المشكلة الآن هي أن هناك أماكن محدودة للغاية بالنسبة لهم للذهاب داخل غزة ولا توجد طريقة فعالة لتوزيع المساعدات عليهم والتأكد من حصولهم على المأوى والصرف الصحي في الأماكن التي سيذهبون إليها". 

ومع إفراغ رفح وتوسع الكارثة الإنسانية في غزة، يصر المسؤولون الأميركيون على أن الحملة الإسرائيلية هناك لم تتجاوز بعد "الخط الأحمر" الذي وضعه بايدن.

وقالت كارين جان بيير، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، الأربعاء: "ما نفهمه هو أن تلك العمليات م محدودة. هذا ما أُخبرنا به. سنواصل مراقبة الوضع".

"لا أشعر بشيء"

أما بالنسبة سكان غزة غير القادرين على الفرار من رفح سيراً على الأقدام لديهم خيارات نقل قليلة. ارتفعت أسعار الوقود بسبب نقصه. 

وبحسب شهادات الأهالي وسائقي المركبات الفلسطينيين، الذين يتم تبادل معلومات التواصل معهم عبر تطبيق "تلغرام"، فإن تكلفة الرحلة خارج المدينة قد تكلف ما يصل إلى 200 دولار، وفي كثير من الأحيان تتجاوز هذا المبلغ  بكثير".

ومن بين 14 رقما تم الاتصال بها، لم تتمكن واشنطن بوست من الوصول إلا إلى ثلاثة سائقين. قال اثنان إنهما لم يعودا قادرين على تقديم رحلات - سُرقت بطارية شاحنة أحدهما، والآخر لم يستطع تحمل تكاليف الوقود.

ودفع محمد خالد ووالداه وشقيقتاه وإخوته الأربعة 700 دولار مقابل رحلة من رفح إلى مخيم البريج للاجئين في وسط غزة، الاثنين.

وتمنى لو أنهم لم يضطروا للمغادرة. قال "كانت كل المساعدات في رفح. لا يوجد أمان في كل غزة، لكن رفح كانت أفضل بشكل نسبي".

الآن في نزوحهم التاسع، تتشارك عائلته منزلاً من غرفتين مع أخت أخرى وزوجها وطفليهما. قال إن المبنى تضرر في قصف الأسبوع الماضي، لكنه لا يزال صامداً.

وتابع: "لا أشعر بشيء. لقد اعتدنا على هذا".

مقالات مشابهة

  • «الأونروا»: نصف سكان غزة مجبرون على النزوح ولا مكان آمن
  • لماذا يتجاهل الغرب المأساة الإنسانية في غزة ؟
  • "الأونروا": نحو 800 ألف شخص في رفح أصبحوا على الطرقات
  • «الأرصاد» تحذر سكان الصعيد من طقس اليوم.. العظمى تسجل 45 درجة
  • الأونروا: 800 ألف شخص “أجبروا على الفرار” من رفح
  •  مفوض الأونروا: لا يوجد مكان آمن في غزة ونصف سكان رفح مضطرون للنزوح
  • مفوض الأونروا: لا يوجد مكان آمن في غزة.. نصف سكان رفح مضطرون للنزوح
  • الأونروا: 800 ألف شخص "أجبروا على الفرار" من رفح
  • الأونروا تحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة بسبب عملية رفح
  • من رفح إلى المجهول.. قصص مأساوية لفلسطينيين فقدوا كل شيء