لجريدة عمان:
2024-06-09@05:59:32 GMT

السقوط السياسي لنتانياهو وعملية رفح

تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT

رغم أن الجهود الدبلوماسية أسفرت يوم الاثنين الماضي عن انفراج كبير نحو وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع من خلال جهود الوساطة القطرية المصرية بالتنسيق مع الجانب الأمريكي وموافقة حركة حماس على خطة السلام لوقف الحرب إلا أن الكيان الصهيوني لا يزال يشعر بمرارة هزيمة السابع من أكتوبر، وأيضا من خلال المتطرفين في عصابة نتانياهو لتقوم دبابات الكيان باقتحام جزء من مدينة رفح وقصف أحياء من المدينة التي يسكنها أكثر من مليون ونصف فلسطيني، وتوقفت الحركة في معبر رفح من الجانبين الفلسطيني والمصري بعد سيطرة الجيش الصهيوني عليه، والسؤال ما هي الدوافع التي جعلت نتانياهو وحكومته المتطرفة يقدمون على هذا الفعل الإجرامي؟ وما هو مستقبل خطة السلام لوقف العدوان علاوة على الموقف الأمريكي الذي يعارض أي تحرك عسكري إسرائيلي ضد مدينة رفح؟.

إن نتانياهو وحكومته المتطرفة في وضع صعب وكارثي وهذا يعود إلى التذمر الشعبي وإلى المظاهرات اليومية التي تطالب نتانياهو بالموافقة على صفقة تبادل الأسرى من الجانبين. كما أن الجانب الأمريكي بدا بالضغط على نتانياهو الذي أصبح يشكل معضلة للإدارة الديموقراطية في البيت الأبيض، خاصة وأن الانتخابات الأمريكية أصبحت على بعد أشهر قليلة، وبالتحديد في نوفمبر القادم، وبالتالي فإن الحزب الديموقراطي يركز على الحملة الانتخابية في ظل تراجع شعبية الرئيس الأمريكي بايدن. علاوة على ضغط كبير شكلته الاعتصامات الطلابية في الجامعات الأمريكية. كما أن موافقة حركة حماس أظهرت الكيان الصهيوني بالمعتدي وأنه ضد كل المبادرات والحلول السلمية، بل إن نتانياهو وحكومته المتطرفة يتصرفون حتى ضد إرادة أهالي الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية.

ومن هنا جاءت خطوة محاكمة رفح بهدف خلط الأوراق وإيجاد نصر وهمي خاصة وأن القيادات العسكرية الإسرائيلية والسياسية وفي مقدمتهم نتانياهو سوف يخضعون لمحاكمات حول مسؤوليتهم المباشرة لما حدث من زلزال عسكري زلزل الكيان الصهيوني وجعل الولايات المتحدة الأمريكية تسرع لنجدة الكيان.

إن الأحداث تقول إن سبعة أشهر من المواجهة العسكرية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وبين المقاومة الفلسطينية أسفر عن فشل تام لجيش الاحتلال في تحقيق أي هدف استراتيجي ومن بينها استرداد المحتجزين. كما أن الهدف الاستراتيجي الأساسي وهو القضاء على حركة حماس لم يتحقق حيث استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تلحق بجيش الاحتلال خسائر كبيرة على الصعيد البشري والمعدات العسكرية من خلال هزيمة هي الأقسى لجيش الاحتلال منذ وجود الكيان الصهيوني المحتل على أرض فلسطين عام ١٩٤٨.

إن العدوان الإسرائيلي على رفح هو استمرار لمسلسل الإبادة ضد الشعب الفلسطيني. كما أن تلك الخطوة الإسرائيلية الرعناء والمتهورة تعطي مؤشرا على تخبط نتانياهو وحكومته المتطرفة والتي سوف تسقط سياسيا وخاصة من الداخل كما أن فجوة الخلافات بين إدارة بايدن ونتانياهو سوف تتسع سلبيا، وأن المجتمع سوف يترسخ بقناعة أن الكيان الصهيوني أصبح يشكل تهديدا كبيرا على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بشكل كامل، خاصة إذا توسع نطاق الحرب وتوقفت الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن وحتى في البحر الأبيض المتوسط، كما هدد بذلك أنصار الله.

علاوة على توسع الحرب بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية، وهو ما سيقود إلى حرب إقليمية شاملة. ومن هنا فإن هناك ضرورة إستراتيجية ودولية لوقف ولجم المتطرف نتانياهو وعصابته في الكيان الإسرائيلي والذي يجب تقديمه إلى محكمة الجنايات الدولية وإصدار مذكرات باعتقاله وكل المسؤولين في الكيان الصهيوني الذين شاركوا بصورة مباشرة أو غير مباشرة في ارتكاب الإبادة ضد المدنيين من الشعب الفلسطيني وقتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء وتدمير البنية الأساسية من مستشفيات ومنازل بل وأحياء سكنية كاملة. علاوة على قيام الكيان الصهيوني باستهداف عشرات الصحفيين الفلسطينيين. وعلى ضوء ذلك فإن مجمل تلك الجرائم لابد من توثيقها وتقديم ملفات جماعية إلى المحاكم الدولية.

إن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لرفح وارتكاب المزيد من المجازر ضد الإنسانية وضد المدنيين من الشعب الفلسطيني يعطي صورة واضحة بأن نتانياهو وعصابته يشكلان خطرا داهما على السلام العالمي وأن على مجلس الأمن الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وكل المحامين والقانونيين التحرك بشكل سريع لوقف جرائم نتانياهو وحكومته المتطرفة، والتي سوف تشعل حربا شاملة في منطقة الشرق الأوسط وتهدد الملاحة البحرية والاقتصاد العالمي ويخلق مواجهة شاملة. ومن هنا فإن المشهد السياسي في فلسطين أصبح في غاية الخطورة والتعقيد ولابد من استمرار الجهود الديبلوماسية لإفشال مخطط نتانياهو وحكومته المهزومة وأيضا تعرية هذا المجرم نتانياهو والذي ينبغي أن يكون مكانه السجن كمجرم حرب وبقية المجرمين وتتم محاكمتهم على غرار محاكمات نورمبرج في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية. وبدون أي تحرك دولي لوقف العصابة التي تحكم الكيان الإسرائيلي فإن المشهد السياسي الدولي سوف يدخل في مفترق طرق، وهذا بلا شك سوف يخلق حالة سياسية في غاية التعقيد، وسيؤدي إلى كارثة إنسانية في فلسطين خاصة في رفح، كما حدث في قطاع غزة. فوقف العربدة الصهيونية أصبح مسؤولية دولية وأخلاقية وقانونية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی علاوة على کما أن

إقرأ أيضاً:

الأزهر يندد بمجزرة النصيرات .. ويدعو أحرار العالم للاستنفار من أجل غزة

أدان الأزهر الشريف  المجزرة الوحشية التي ارتكبها إرهابيو الاحتلال الصهيوني المجرم، اليوم السبت، تجاه المدنيين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من مائتي شهيد وأربعمائة جريح، في جريمة جديدة تضاف للسجل الصهيوني الأسود تجاه الفلسطينيين أصحاب الأرض.

 

حرب إبادة جماعية

 

ندد الأزهر باستمرار دعم ومباركة بعض الأنظمة والحكومات، لإجرام هذا الكيان الغاشم وارتكابه للمجازر الدموية تجاه المدنيين العزل، بما يؤكد للعالم أجمع أنها حرب إبادة جماعية تجري على أرض فلسطين.

 

والأزهر إذ يدين ويشجب تلك المجازر الوحشية، فإنه لا يزال ينادي ويستصرخ المجتمع الدولي، وأصحاب الضمير الحر، من أجل وقف نزيف الدم في غزة وحماية وغوث المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، مطالبا بمحاسبة وملاحقة الكيان الصهيوني على انتهاكه القوانين والأعراف الدولية كافة، وعدم السكوت عن مجازر الإرهابيين الصهاينة الذين بغوا في الأرض فسادا، بما يمثل وصمة عار في جبين الإنسانية.

 

 

على الجانب الآخر يعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عن إطلاق مسابقة «القدس بين المزاعم الصهيونية والحق الإسلامي»  برعاية من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر  بداية من ١٠ يونيو ٢٠٢٤ وحتى ١٠ أغسطس  فى إطار الجهود التي تبذلها مؤسسة الأزهر الشريف في العمل على إيقاظ الوعي بالقضية الفلسطينية وأبعادها لدى كافة أفراد المجتمع، والتعريف بحق الشعب الفلسطيني المظلوم في استعادة أراضيه من الصهاينة المعتدين، وبخاصة في ظل الحرب الشرسة التي يشنها الكيان الصهيوني الغاصب بحق الشعب الفلسطيني في غزة.


قال الأمين العام إن المسابقة تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي بالقضية الفلسطينية عامة، وبالقدس خاصة، وتأكيد عروبتها وإسلاميتها، والحق الإسلامي والعربي، وإسلامية القدس، تسليط الضوء على ما يقوم به الأزهر الشريف تجاه قضايا الأمة الإسلامية، فتح منصة للتفاعل المثمر بين الأزهر الشريف ومؤسسات المجتمع وهيئاته، مضيفًا أن المسابقة تشتمل على ثلاثة محاور،  وللمتسابق أن يشارك في أحدها، وهي: المحور الأول: معارف ومفاهيم: عبارة عن أسئلة بنظام«Bubble sheet»، تذاع عبر بوابة الأزهر
الإلكترونية، وتصحح بطريقةٍ آلية، وذلك من خلال الرابط الآتي: https://service.azhar.eg/services/magazinecompet


 

 

مقالات مشابهة

  • أنصار الله تدين بشدة مجزرة النصيرات وسط غزة: الكيان الصهيوني مجرد عصابة إجرامية مارقة
  • تحرير مقابل مجزرة بالوسطى
  • إسرائيل لم تعد تنام!
  • الأزهر يندد بمجزرة النصيرات .. ويدعو أحرار العالم للاستنفار من أجل غزة
  • المادة السادسة... هل ستفعل ضد الكيان الصهيوني ؟!
  • إذا لم يكن هذا إرهابًا فما الإرهاب إذًا؟
  • فلسطين.. والمواقف العربية والغربية
  • الأمم المتحدة تدرج الكيان الصهيوني في القائمة السوداء
  • المسيرات الشعبية تُحبط مؤامرات “التطبيع” على غزة
  • كولومبيا توصي بفرض قيود على مبيعات الفحم للكيان الصهيوني