لجريدة عمان:
2025-06-15@12:06:51 GMT

السقوط السياسي لنتانياهو وعملية رفح

تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT

رغم أن الجهود الدبلوماسية أسفرت يوم الاثنين الماضي عن انفراج كبير نحو وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع من خلال جهود الوساطة القطرية المصرية بالتنسيق مع الجانب الأمريكي وموافقة حركة حماس على خطة السلام لوقف الحرب إلا أن الكيان الصهيوني لا يزال يشعر بمرارة هزيمة السابع من أكتوبر، وأيضا من خلال المتطرفين في عصابة نتانياهو لتقوم دبابات الكيان باقتحام جزء من مدينة رفح وقصف أحياء من المدينة التي يسكنها أكثر من مليون ونصف فلسطيني، وتوقفت الحركة في معبر رفح من الجانبين الفلسطيني والمصري بعد سيطرة الجيش الصهيوني عليه، والسؤال ما هي الدوافع التي جعلت نتانياهو وحكومته المتطرفة يقدمون على هذا الفعل الإجرامي؟ وما هو مستقبل خطة السلام لوقف العدوان علاوة على الموقف الأمريكي الذي يعارض أي تحرك عسكري إسرائيلي ضد مدينة رفح؟.

إن نتانياهو وحكومته المتطرفة في وضع صعب وكارثي وهذا يعود إلى التذمر الشعبي وإلى المظاهرات اليومية التي تطالب نتانياهو بالموافقة على صفقة تبادل الأسرى من الجانبين. كما أن الجانب الأمريكي بدا بالضغط على نتانياهو الذي أصبح يشكل معضلة للإدارة الديموقراطية في البيت الأبيض، خاصة وأن الانتخابات الأمريكية أصبحت على بعد أشهر قليلة، وبالتحديد في نوفمبر القادم، وبالتالي فإن الحزب الديموقراطي يركز على الحملة الانتخابية في ظل تراجع شعبية الرئيس الأمريكي بايدن. علاوة على ضغط كبير شكلته الاعتصامات الطلابية في الجامعات الأمريكية. كما أن موافقة حركة حماس أظهرت الكيان الصهيوني بالمعتدي وأنه ضد كل المبادرات والحلول السلمية، بل إن نتانياهو وحكومته المتطرفة يتصرفون حتى ضد إرادة أهالي الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية.

ومن هنا جاءت خطوة محاكمة رفح بهدف خلط الأوراق وإيجاد نصر وهمي خاصة وأن القيادات العسكرية الإسرائيلية والسياسية وفي مقدمتهم نتانياهو سوف يخضعون لمحاكمات حول مسؤوليتهم المباشرة لما حدث من زلزال عسكري زلزل الكيان الصهيوني وجعل الولايات المتحدة الأمريكية تسرع لنجدة الكيان.

إن الأحداث تقول إن سبعة أشهر من المواجهة العسكرية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وبين المقاومة الفلسطينية أسفر عن فشل تام لجيش الاحتلال في تحقيق أي هدف استراتيجي ومن بينها استرداد المحتجزين. كما أن الهدف الاستراتيجي الأساسي وهو القضاء على حركة حماس لم يتحقق حيث استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تلحق بجيش الاحتلال خسائر كبيرة على الصعيد البشري والمعدات العسكرية من خلال هزيمة هي الأقسى لجيش الاحتلال منذ وجود الكيان الصهيوني المحتل على أرض فلسطين عام ١٩٤٨.

إن العدوان الإسرائيلي على رفح هو استمرار لمسلسل الإبادة ضد الشعب الفلسطيني. كما أن تلك الخطوة الإسرائيلية الرعناء والمتهورة تعطي مؤشرا على تخبط نتانياهو وحكومته المتطرفة والتي سوف تسقط سياسيا وخاصة من الداخل كما أن فجوة الخلافات بين إدارة بايدن ونتانياهو سوف تتسع سلبيا، وأن المجتمع سوف يترسخ بقناعة أن الكيان الصهيوني أصبح يشكل تهديدا كبيرا على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بشكل كامل، خاصة إذا توسع نطاق الحرب وتوقفت الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن وحتى في البحر الأبيض المتوسط، كما هدد بذلك أنصار الله.

علاوة على توسع الحرب بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية، وهو ما سيقود إلى حرب إقليمية شاملة. ومن هنا فإن هناك ضرورة إستراتيجية ودولية لوقف ولجم المتطرف نتانياهو وعصابته في الكيان الإسرائيلي والذي يجب تقديمه إلى محكمة الجنايات الدولية وإصدار مذكرات باعتقاله وكل المسؤولين في الكيان الصهيوني الذين شاركوا بصورة مباشرة أو غير مباشرة في ارتكاب الإبادة ضد المدنيين من الشعب الفلسطيني وقتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء وتدمير البنية الأساسية من مستشفيات ومنازل بل وأحياء سكنية كاملة. علاوة على قيام الكيان الصهيوني باستهداف عشرات الصحفيين الفلسطينيين. وعلى ضوء ذلك فإن مجمل تلك الجرائم لابد من توثيقها وتقديم ملفات جماعية إلى المحاكم الدولية.

إن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لرفح وارتكاب المزيد من المجازر ضد الإنسانية وضد المدنيين من الشعب الفلسطيني يعطي صورة واضحة بأن نتانياهو وعصابته يشكلان خطرا داهما على السلام العالمي وأن على مجلس الأمن الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وكل المحامين والقانونيين التحرك بشكل سريع لوقف جرائم نتانياهو وحكومته المتطرفة، والتي سوف تشعل حربا شاملة في منطقة الشرق الأوسط وتهدد الملاحة البحرية والاقتصاد العالمي ويخلق مواجهة شاملة. ومن هنا فإن المشهد السياسي في فلسطين أصبح في غاية الخطورة والتعقيد ولابد من استمرار الجهود الديبلوماسية لإفشال مخطط نتانياهو وحكومته المهزومة وأيضا تعرية هذا المجرم نتانياهو والذي ينبغي أن يكون مكانه السجن كمجرم حرب وبقية المجرمين وتتم محاكمتهم على غرار محاكمات نورمبرج في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية. وبدون أي تحرك دولي لوقف العصابة التي تحكم الكيان الإسرائيلي فإن المشهد السياسي الدولي سوف يدخل في مفترق طرق، وهذا بلا شك سوف يخلق حالة سياسية في غاية التعقيد، وسيؤدي إلى كارثة إنسانية في فلسطين خاصة في رفح، كما حدث في قطاع غزة. فوقف العربدة الصهيونية أصبح مسؤولية دولية وأخلاقية وقانونية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی علاوة على کما أن

إقرأ أيضاً:

بن جامع: الكيان الصهيوني يزرع الفوضى في المنطقة بأسرها

حذر الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، من تبعات استمرار زرع الكيان الصهيوني، الفوضى في المنطقة بأسرها.

وقال بن جامع، في مداخلته الجمعة بنيويورك، خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن حول الوضع في إيران: “نواجه مرة أخرى عملاً عدوانياً خطيراً ومتعمداً. بعدما شنّ الجيش الصهيوني ضربات منسقة على الأراضي الإيرانية”.

وتساءل الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عن التوقيت الذي اختاره الكيان الصهيوني لشن هجماته على إيران.

وذكّر أنها جاءت في الوقت الذي تجري فيه طهران وواشنطن، بوساطة سلطنة عمان، مفاوضات غير مباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

حيث كان من المقرر عقد جولة سادسة من المباحثات نهاية هذا الأسبوع الجاري في مسقط.

وانتقد بن جامع “اللجوء إلى القوة دون ترخيص من مجلس الأمن”. قائلا: “في غياب حالة الدفاع الشرعي كما تنص عليه أحكام المادة 51 من الميثاق الأممي. يقوض أسس النظام القانوني الدولي”.

وشدّد بن جامع على أنّ العدوان الصهيوني ضد إيران هو “عمل مجرد تماماً من أي أساس قانوني”. وتأسف لكون الكيان “يتصرف وكأنّ القانون غير موجود، أو لا ينطبق عليه”.

وشدّد بن جامع بالقول: “الكيان يزرع الفوضى في المنطقة بأسرها وسلوكه لا يليق بعضو في الأمم المتحدة”.

وأضاف بن جامع: “نحن نشهد أعمال عدوان متكررة، من قصف للعاصمة اللبنانية، واحتلال لمناطق جديدة في سوريا ولبنان وفلسطين”.

وأحال بن جامع على “الانتهاكات المتكررة للسيادة السورية، بما في ذلك اختطاف للمدنيين كما حدث الجمعة”.

الكيان الصهيوني يستخدم “التجويع” كأسلوب حرب في غزة

وأشار مجدداً إلى أنّ الكيان الصهيوني يستخدم “التجويع كأسلوب حرب في غزة، وهو ما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي”. وعاد ليؤكد أنّ الأمر يتعلق بـ “إبادة جماعية ترتكب أمام أعيننا”.

كما أكّد بن جامع أنّ “المجتمع الدولي لا يمكنه أن يسمح بخلق سابقة يتصرف فيها أعضاء في الأمم المتحدة كقضاة وأطراف”.

وركّز على أنّ هؤلاء الأعضاء “يشنّون هجمات أحادية الجانب في انتهاك للمعايير القانونية القائمة”.

وحذّر من أنّ “مثل هذه التصرفات من شأنها أن تقوّض مصداقية مجلس الأمن وتضعف من سلطة ميثاق الأمم المتحدة نفسه”.

ودعا أعضاء المجلس إلى “إعادة التأكيد، بشكل واضح وجماعي، على أنّ المبادئ المنصوص عليها في الميثاق ليست اختيارية” بل “ملزمة”.

وانتهى بن جامع إلى أنّ “حظر استخدام القوة واحترام سيادة الدول الأعضاء هما الركيزتان الأساسيتان اللتان يقوم عليهما نظامنا الدولي”.

كما أكّد بن جامع، أن هذه الأفعال غير مبرّرة ولا يمكن تبريرها، بل تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

الجزائر لطالما حذّرت من الخطر المتزايد لنشوب نزاع إقليمي واسع النطاق

وذكر أنّ الجزائر منذ بداية عهدتها في مجلس الأمن، “لطالما حذّرت من الخطر المتزايد لنشوب نزاع إقليمي واسع النطاق”.

وسجّل أنّ هذا الخطر تغذيه دوامة من الأفعال غير المشروعة والاستفزازات من قبل الكيان الصهيوني. وأشار بن جامع إلى أنّ أحداث الجمعة أتت لتؤكد صحة هذه التحذيرات.

واستشهد بالميثاق الأممي الذي ينصّ على أنّ “جميع الأعضاء يمتنعون في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها.

كما شدّد بن جامع، على أن منطق القوة الأحادية، وما يعرف بالضربات الوقائية خارج أي تفويض قانوني، لا يمكن قبوله ولا التسامح معه.

وأضاف : “هذه الهجمات تؤكد مرة أخرى أنّ الشيء الوحيد الذي يمكن أن تمنعه الضربات الوقائية هو السلام”.

وأشار إلى أنّ عدّة أجهزة استخباراتية، بما فيها التابعة لأقرب حليف للكيان، “لا تزال تعتبر أنّ إيران لا تصنع الأسلحة النووية”.

وشدّد بن جامع على أنّ “المبررات” التي قدمها المسؤولون الصهاينة “غير مقبولة وخاطئة”.

وأحال على أنّ المبررات ساقها عضو في الأمم المتحدة “يواصل العمل خارج إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية”.

ولاحظ أنّ هذا العضو “لا يخضع بالكامل لنظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية”. و”يرفض باستمرار المشاركة في المفاوضات المتعلقة بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط”.

كما أوضح بن جامع أنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذكّرت صباح الجمعة. بعدّة قرارات اتخذها المؤتمر العام بشأن موضوع الهجمات العسكرية على المنشآت النووية.

وتضمنت القرارات أنّ “أي هجوم مسلح أو تهديد ضد منشآت نووية مخصصة لأغراض سلمية يشكل انتهاكاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة”. وتتعارض الهجمات مع القانون الدولي والنظام الأساسي للوكالة.

وأحال بن جامع إلى تشديد الوكالة على أنّ “الهجمات المسلحة ضد المنشآت النووية قد تؤدي إلى انبعاث مواد مشعة”. ويترتب عن ذلك الانبعاث “عواقب وخيمة داخل حدود الدولة المستهدفة وخارج حدودها”.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • هجمات إيرانية عنيفة ومدمرة على الكيان الصهيوني خلال ساعات
  • الردع الإيراني لمواجهة الكيان الصهيوني
  • الكيان الصهيوني يقصف مستشفى للأطفال في طهران
  • بن جامع: الكيان الصهيوني يزرع الفوضى في المنطقة بأسرها
  • خامنئي: لن ينجو الكيان الصهيوني من هذه الجريمة سالماً
  • الكيان الإسرائيلي يغلق سفاراته حول العالم خشيةً من هجمات انتقامية
  • المجلس السياسي الأعلى : العدوان الصهيوني على إيران جريمة كبرى والولايات المتحدة شريكة في الجريمة (تفاصيل)
  • السياسي الأعلى يُدين العدوان الصهيوني على إيران ويؤكد أن العربدة الصهيونية بالمنطقة يجب أن تتوقف إلى الأبد
  • بعد الهجوم الصهيوني على ايران..بيان عاجل للمكتب السياسي لأنصار الله
  • المرشد الإيراني: على الكيان الصهيوني أن ينتظر عقابا شديدا