انتقد مسؤولون إسرائيليون تهديد الرئيس الأميركي جو بايدن بوقف تسليح إسرائيل إذا اجتاحت مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في المقابل دعا زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لبيد للتوصل إلى صفقة تبادل ووقف الحرب.

وفي تطور لافت، حذر بايدن أمس الأربعاء إسرائيل علنا للمرة الأولى من أن واشنطن ستتوقف عن إمدادها بالأسلحة إذا اجتاحت مدينة رفح.

 وأقرّ الرئيس الأميركي للمرة الأولى بأن القنابل التي زودت بها بلاده إسرائيل استُخدمت في قتل مدنيين فلسطينيين.

وفي أول رد فعل رسمي إسرائيلي على تصريحات بايدن، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان وصفه الموقف الأميركي بالصعب والمحبط والمخيب للأمال.

وأضاف إردان أن من شأن الموقف الأمريكي منع إسرائيل من تحقيق هدفها الأساسي للحرب وهو إسقاط حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومنح أعداء إسرائيل الأمل بالنجاة، على حد تعبيره.

بدوره، رد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على تصريح الرئيس الأميركي في حسابه على منصة إكس بأن حماس تحب بايدن.

Hamas ❤️Biden

— איתמר בן גביר (@itamarbengvir) May 9, 2024

وعلق الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ على تغريدة بن غفير، قائلا إنه "يجب تجنب التصريحات غير المسؤولة والمهينة والتي لا أساس لها".

فيما قال وزير الطاقة إيلي كوهين للصحيفة ذاتها، معلقا على القرار الأميركي إن "الاستقلال في إنتاج الأسلحة والذخيرة أمر بالغ الأهمية لأمن إسرائيل".

وأضاف كوهين، الذي شغل سابقا منصب وزير الخارجية، لسنا بحاجة إلى الانتظار حتى نهاية الحرب، يجب أن نتحرك على الفور لإنشاء أنظمة إنتاج في الشركات القائمة، وإنشاء شركات دفاع جديدة لإنتاج الأسلحة والذخيرة.

من جانبها، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن أحد المسؤولين قوله إنه يجب احتلال رفح كي تظهر للعالم أن إسرائيل ليست "محمية أميركية".

إحباط إسرائيلي

وفي الأثناء، نقل موقع أكسيوس عن مصدرين مطلعين إن مسؤولين إسرائيليين كبارا حذروا نظراءهم الأميركيين من أن قرار تعليق شحنات أسلحة إلى إسرائيل قد يقوض مفاوضات الرهائن. وذكر الموقع أن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا إدارة بايدن أنها بحاجة للضغط على حماس لا على إسرائيل.

كما نقل الموقع أن مسؤولين إسرائيليين أعربوا لمسؤولين أميركيين عن إحباطهم ليس بسبب تعليق شحنة الأسلحة وحسب، بل ولتسريب الأمر إلى وسائل الإعلام أيضا.

هذا ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير أن الجيش الإسرائيلي سيدخل رفح في جميع الأحوال وأن لدى إسرائيل الوسائل الكافية لفعل ذلك دون مساعدات.

في حين أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن المناقشات بين كبار المسؤولين الإسرائيليين والحكومة الأميركية بشأن عملية عسكرية محتملة في رفح، توقفت منذ 3 أسابيع، كما لم يتم تحديد أي موعد لإجراء مزيد من المناقشات.

وأضافت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مسؤولين أنه من المستحيل بدء الجزء العسكري من العملية داخل رفح، دون مناقشات مع الأميركيين.

ويأتي ذلك في وقت ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن إسرائيل لن تتمكن من تجاهل تهديد بايدن بوقف إمدادها بالذخيرة إن بدأت عملية واسعة برفح، مؤكدة أن العملية الواسعة في رفح تم وقفها حتى الآن، معتبرة أن بايدن أضر بمكانة إسرائيل في المفاوضات عندما جردها من عامل الضغط العسكري الكبير الذي لديها.

وقف الحرب

في المقابل، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إنّ إسرائيل بحاجة إلى صفقة ويجب استنفاد التحرك في القاهرة لإعادة المختطفين إلى الوطن، حسب قوله. ورأى أن تهديد الرئيس الأميركي جو بايدن بمنع تزويد إسرائيل بالأسلحة هو نتيجةً للإدارة الفاشلة لحكومة بينامين نتنياهو.

وأضاف لبيد أنه عرض على نتنياهو ما سماها شبكة أمان لافتاً إلى أن رئيس الحكومة لم يقم بالصفقة لأنه مسجون من قبل هؤلاء المجانين وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، حسب وصفه.

وتابع أنه لو لم يكن الوزيران بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس وغادي آيزنكوت في الحكومة لكانت إسرائيل تجاوزت عهد نتنياهو وبن غفير وسموتريتش.

وفي منشور على حسابه على منصة إكس كتب لبيد أنّ العنف تجاه عائلات المختطفين أمر لا يغتفر ويجب على الشرطة احتواء احتجاجات العائلات وآلامها. وأردف قائلا "بدلاً من إرسال الشرطة لضرب عائلات المختطفين يجب على الحكومة أن تفعل كل شيء لإعادة أبنائهم".

وضع معقد

من جهته، رفض الرئيس السابق للإنتاج والمشتريات الدفاعية الإسرائيلي الادعاء بأن إسرائيل تستطيع التعامل مع ما وصفه بـ"التهديدات" دون أسلحة أميركية، قائلا إن إسرائيل ستكون مضطرة للحصول على أسلحة من مكان آخر.

ونقلت صحيفة هآرتس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه يجب على تل أبيب الاستماع للتحذيرات الأميركية، وإلا ستجد نفسها أمام وضع معقد، وفق تعبيره. وذكرت الصحيفة نقلا عن المسؤولين أن وقف المساعدات العسكرية الأميركية لتل أبيب سينعكس سلبا عليها إذا اندلعت حرب في جبهات أخرى.

وقبل يومين، قال مسؤول أميركي إن الولايات المتّحدة علقت الأسبوع الماضي إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل بعدما فشلت في معالجة "مخاوف" واشنطن إزاء خطط جيش الاحتلال الإسرائيلي لاجتياح رفح.

وقال المسؤول "لقد علقنا الأسبوع الماضي إرسال شحنة واحدة من الأسلحة قوامها 1800 قنبلة، زنة الواحدة منها ألفا رطل (907 كيلوغرامات)، و1700 قنبلة زنة الواحدة منها 500 رطل (226 كيلوغراما)".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا على غزة خلفت أكثر من 113 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الرئیس الأمیرکی

إقرأ أيضاً:

هكذا تؤثر الحرب الإسرائيلية في غزة على شعبية الرئيس بايدن

 لا تزال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تؤثر على مختلف مناطق العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، الداعم الأكبر للاحتلال في حربه على غزة، وطال التأثير أيضا شعبيا الرئيس جو بايدن.

نشرت مجلة "ذا نيشن" تقررًا حول تأثير الحرب الإسرائيلية في غزة على شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن واستعداداته للانتخابات الرئاسية لسنة 2024، وسط تزايد الانتقادات لسياساته تجاه الحرب على غزة. 

وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن انتخابات 2024 تستمر في التناقض مع نفسها مع اقتراب الانتخابات التمهيدية من نهايتها. فمن ناحية، تشير استطلاعات الرأي في السباق بين جو بايدن ودونالد ترامب إلى ثورة جمهورية. وعلى مدى الأشهر الثمانية الماضية، تقدم ترامب بشكل مستمر في استطلاعات الرأي الوطنية وفي الولايات المتأرجحة الحاسمة، وهو أمر، إذا استمر، سيمنحه فوزًا سهلاً بأكثر من 300 صوتًا انتخابيًا ويجعله أول جمهوري يفوز بالتصويت الشعبي منذ جورج دبليو بوش في سنة 2004.

ولكن في الوقت نفسه، أظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا تقدمًا قويًا للمرشحين الديمقراطيين لمجلس الشيوخ في نفس الولايات، ومع أقل من ستة أشهر قبل يوم الانتخابات، أصبح السؤال السائد في الحملة هو: لماذا لا يتمتع بايدن بشعبية كبيرة مقارنة بحزبه؟

أشارت المجلة إلى أنه بالنسبة للكثيرين من اليسار، الجواب بسيط: غزة. فمن بين جميع أعضاء حزبه، يقف الرئيس وحيدًا في درجة تواطؤه في الحملة الإسرائيلية التي لا يمكن الدفاع عنها أخلاقيًا والتي لا تحظى بشعبية متزايدة، لقد رفض أن ينأى بنفسه عن الصراع حتى مع ارتفاع عدد القتلى إلى مستويات لا يمكن تصورها والروايات المروعة عن الانتهاكات الإسرائيلية. وقد تسبب هذا في انخفاض دعمه بين الناخبين الشباب والناخبين الملونين إلى ما دون المعايير التاريخية والأرقام التي حققها الديمقراطيون الذين حصلوا على أصوات منخفضة، مما سمح لترامب بالتقدم.

وكل هذا يضيف درجة أخرى من الضرورة إلى شيء أراده الناس بالفعل: إنهاء الحرب. يقال: أوقفوا نتنياهو، ولن ينقذ هذا أرواحًا لا حصر لها فحسب، بل سينقذ أيضًا الرئاسة، وبالتالي الديمقراطية الأمريكية ذاتها.

لكن البعض اعترض على هذا التفسير للانتخابات، مشيرين إلى استطلاعات الرأي التي تظهر أن الناخبين الشباب والناخبين الملونين يعطون أولوية أعلى للقضايا المحلية مقارنة بإسرائيل، ويجادلون بأن فكرة تخلي القاعدة الديمقراطية عن بايدن بسبب سياساته في غزة هي مجرد تخمين أكثر من كونها حقيقة مثبتة؛ ويرون أن التركيز على غزة باعتبارها مصدر مشاكل الرئيس هو مثال آخر على زمرة إعلامية يسارية منعزلة ومثقفة للغاية تعتقد أن آراءها هي آراء البلاد ككل. 

أوضحت المجلة أن تحديد أصح هذه الآراء يعتمد على السؤال الذي تطرحه. فإذا كنت تحاول تحديد مدى اهتمام الجمهور الأمريكي الواسع بتفاصيل سياسة بايدن تجاه إسرائيل، فمن المحتمل أن تنحاز إلى المعسكر الثاني. فلا يمكن إنكار أن السياسة الإسرائيلية لا تحمل نفس الوزن الانتخابي مثل الهجرة أو الاقتصاد، فالأمريكيون نادرًا ما يضعون أي قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية على رأس اهتماماتهم، وعندما يفعلون ذلك، فإن هذه القضايا غالباً ما تتعلق بشكل مباشر بالقوات الأمريكية.

مع ذلك، فإن الادعاء الأكبر من جانب معسكر "اليساريين بعيدون عن الواقع" بأن غزة لها تأثير ضئيل على الانتخابات لا يمكن أن يكون أكثر خطأ. قد يبدو الأمر غير مفهوم للوهلة الأولى فكيف يمكن لمشكلة تسبب قلقًا بسيطًا نسبيًا لمعظم الناس أن تكون ذات أهمية كبيرة للانتخابات؟ ولكي تفهم ذلك، عليك أن تتعلم من جديد كل ما أخبرتك به هذه المجموعة عن عدم شعبية بايدن.

ذكرت المجلة أنه منذ إعلان بايدن إعادة انتخابه قبل سنة، كان من المسلّم به أن صراعه الأكبر هو الاقتصاد. وقد وجهت الصحافة تغطيتها للحملة حول هذه النظرية، وقد وجهت حملة بايدن نفسها حول هذا الموضوع، وكانت بعض النقاشات الأكثر إزعاجًا في تاريخ الخطاب عبر الإنترنت مبنية على هذا الافتراض المفرد. لكن هذا الافتراض خاطئ، ورغم سوء بعض جوانب الاقتصاد في عهد بايدن وبقدر ما يكره الناس طريقة تعامله مع الأمر، إلا أن ذلك لم يكن السبب وراء انخفاض شعبيته في البداية، لقد كان الجاني الحقيقي وراء فشل بايدن هو سجله في السياسة الخارجية.

ورغم غرابة التفكير في ذلك، فقد قدم بايدن نفسه في حملته الانتخابية 2020 والفترة الأولى من رئاسته كرجل دولة كبير السن قادر على إدارة أمريكا في العالم بطريقة لم يستطع ترامب أبدًا أن يفعلها. وحدد هذا المفهوم معظم جوانب شخصيته العامة، وجعله ذلك يتمتع بشعبية أكبر من معظم أعضاء حزبه، يمكن القول أنه جعله رئيسًا. وقد اختفت تلك الهالة منذ فترة طويلة، ولم يكن الاقتصاد هو الذي بدأ تدميرها، بل انهيار الحكومة الأفغانية في آب/أغسطس 2021.

أكدت المجلة أن بداية أزمة ضخمة أخرى في السياسة الخارجية كانت واحدة من أسوأ الأشياء التي يمكن أن تحدث لبايدن على الإطلاق في الفترة التي سبقت إعادة انتخابه. عزز ذلك تصورات الناخبين عنه: بأنه غارق في جنونه، وعجوز تجاوزته الأحداث، وهذا هو الجانب الذي رفضه فريق بايدن من شخصيته السياسية. ورغم حساسيتهم تجاه كل التفاصيل التي لا يوافق عليها الناخبون في سجله الاقتصادي، إلا أنهم كانوا غير مبالين بشكل لا يصدق بشأن ضعف الرئيس فيما يتعلق بالسياسة الخارجية بشكل عام، وغزة على وجه الخصوص.

إن تسمية هذا بأنه نقطة عمياء يعد تقليلًا من شأنه، فقد وصل الوهم إلى حد التطرف لدرجة أن البيت الأبيض اعتبر غزة بمثابة رصيد من شأنه أن يسمح لبايدن بمقارنة نفسه بشكل إيجابي مع ترامب، وغني عن القول أن الأمر ليس كذلك.

لا ينظر الناخبون إلى الحرب ويرون أن بايدن شخصية قوية وموثوقة، ويتوافق دعمه المهووس لإسرائيل مع تعاطفهم المفترض، بل يرون رئيسًا غائبًا غير كفؤ أثبت أنه غير قادر على إدارة البلاد، ناهيك عن العالم. ومع كل شهر يستمر فيه الصراع وكل شيك بقيمة مليار دولار يتم إرساله إلى الخارج، يزداد هذا التصور سوءًا، مما يقنع عددًا صغيرًا ولكن ذا معنى من الناخبين بأن بايدن، وليس ترامب، هو الأكثر سوءًا بين الخيارين السيئين.

لهذه الأسباب كانت حرب غزة بمثابة كارثة سياسية كاملة بالنسبة لبايدن، وبقدر ما قد تسخر دائرته من فكرة أن الناس يمكن أن ينظروا إليه باعتباره أقل جدارة بالثقة من دونالد ترامب، فإن هذا التصور حقيقي. وعلى افتراض أن الوقت لم يفت بعد، فإن أفضل شيء يمكن لبايدن أن يفعله - إن لم يكن من أجل عدد لا يحصى من الأرواح البريئة المعرضة للخطر، فعلى الأقل من أجل مصالحه الخاصة - هو تحريك السماء والأرض لإنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن، بغض النظر عن طريقة فعل ذلك، فهو يحتاج فقط إلى القيام بشيء ما، أي شيء، لإقناع الناس بأن هذا البلد لديه قائد يمسك بزمام الأمور، سواء فيما يتعلق بهذه القضية أو غيرها من القضايا التي لا تعد ولا تحصى، وإلا فقد لا يهم ما سيفعله من الآن وحتى تشرين الثاني/نوفمبر.

مقالات مشابهة

  • بايدن يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في غزة
  • إعلام الاحتلال: حماس هزمت “إسرائيل”
  • الكيان يعترف بفشله وهزيمته في غزة
  • بن غفير يطالب بإقالة غالانت ويهاجم مجلس الحرب الإسرائيلي
  • غانتس يمهل نتنياهو 20 يوماً ويهدد بالاستقالة
  • قناة إسرائيلية قالت إنه زار عواصم عربية سرا.. غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب
  • هكذا تؤثر الحرب الإسرائيلية في غزة على شعبية الرئيس بايدن
  • المعارضة الإسرائيلية: يجب على بيني جانتس ألا يساعد نتنياهو في البقاء بالسلطة
  • ترامب يطالب بـ”تحليل مخدرات” لبايدن
  • 3 أحفاد يهود.. هل تؤثر روابط بايدن العائلية على دعمه لإسرائيل؟