لبنان ٢٤:
2025-05-22@18:22:28 GMT

خطر يهدّد الكيان اللبناني

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

خطر يهدّد الكيان اللبناني

يحتار المرء الذي يعمل في مصنع الكلمة عمّا يمكن أن يكتبه من دون أن يقع في الرتابة القاتلة، ومن دون أن يدفع القارئ إلى الملل والقرف. فالمهمة ليست سهلة على الاطلاق. فالذين يقرأون هم الذين يتابعون كل كلمة تُكتب بشغف، ولكن بروح انتقادية لا ترحم. وهذا ما يجعل مهمة الذين يكتبون أو يحلّلون صعبة جدًّا. وهذا ما يجعل المسؤولية مضاعفة.

وهذا ما يزيد من حجم وقع كل كلمة تصير بعد نشرها ملكًا للناس، ولا تعود تخصّ الشخص الذي يكتبها فقط. وقد يكون أجمل المقالات تلك التي تلقى صدىً لدى المتلقي، سواء أكان ترداد هذا الصدى إيجابيًا أو سلبيًا.   ويسألني صاحبي عن دوافع هذه المقدمة فلا أجد جوابًا مقنعًا سوى الإحساس بأن ما نكتبه لا يُقرأ كما يجب، وإن قُرئ يُعطى له أكثر من تفسير، ولكل تفسير مقام تبعًا لانتماء هذا الذي يقرأ. فثمة من يستطيب ما يُكتب لأنه يعتبر أن فيه كلامًا يدعم وجهة نظره، فيما يرى آخرون أنه من دون لون أو طعم أو رائحة لأنه بكل بساطة لم يأتِ معبّرًا عمّا يراه متطابقًا مع توجهاته.   وهكذا لا يجد الكاتب الصحافي المنسجم مع نفسه ومع ما يراه في كل مقال يكتبه مناسبًا للمقام المناسب لا "مع ستّي ولا مع سيدي بخير". ولكن عندما لا يكون المرء مع هذا "السيد" أو مع تلك "الست" بخير فهذا يعني أن كل كلمة تُكتب قد أصابت الهدف. هذه هي حال الذين يتعاملون مع الكلمة المسؤولة والموزونة والمستندة إلى تحليل موضوعي، ومدعّمة بمعلومات مستقاة من مصادر ذات ثقة وصدقية.   فإذا كتب أحدنا ما يتطابق مثلًا مع وجهة نظر زيد يحرد عمر. وإذا كان ما يكتبه يلامس مشاعر عمر يزعل زيد. وهكذا تدور الدائرة على جميع الأطراف اللبنانية، التي لا تتوافق حتى على طريقة الإنقاذ. فلكل من هذه الأطراف رأي مخالف للرأي الآخر. ولأن كل طرف يعتبر أنه يملك الحقيقة المطلقة يبدو ما يُكتب غير متطابق مع هذه الحقيقة النسبية، ويصنَّف الكاتب بالتالي في خانة المتهمين بتضييع الرأي العام وتشتيت أفكاره.   لذلك نقول إن من يلجأ إلى الكتابة للتعبير عن رأي معيّن يقع في حيرة من أمره، ويجد نفسه أمام خيارات أحلاها مرّ، خصوصًا إذا كان هذا الكاتب يتمتع باستقلالية القرار، وغير مرتبط بأي جهة سياسية. وهذه الاستقلالية غير المقيّدة سياسيًا لا تعني بالضرورة، كما يحلو للبعض تصويرها، أنه ليس لكاتبها رأي سياسي أو موقف. فهو في نهاية المطاف ابن بيئته، ولا يمكنه بالتالي أن ينسلخ عن واقعه. فما يكتبه يكون عادة نابعًا من شعوره المطلق بهذا الانتماء غير الخاضع للامتحان أمام هذه الجهة أو تلك. ومن يجرؤ على القول إن هذه الجهة أو تلك تملك الحقيقة الكاملة والمجرّدة، ومن يستطيع أن يجزم بأن خياراته هي التي يمكن أن توصل فعلًا إلى انقاذ لبنان من هذا الكمّ الهائل من المشاكل التي يتخبّط بها؟   في النهاية من يعبّر عن رأيه كتابة وقولًا وفعلًا، وهو يشعر بأن ما تكّون لديه من خبرة تسمح له بأن يكون حرًّا، مع ما تعنيه هذه الحرية من مسؤولية. فالحرية من دون مسؤولية تصبح نوعًا من الفوضى، التي تكاثرت هذه الأيام لعدم وجود من يمارس حريته بحرية. فما نشهده على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من تفلت أخلاقي لهو أكبر دليل على أن "الطاسة ضايعة". وعندما "تضيع الطاسة" تدّب الفوضى. وعندما تسود هذه الأخيرة وتجتاح العقول والنفوس يصبح المجتمع بأسره في حال من الخطر الداهم، الذي يهدّد الكيان والوجود.
   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: من دون

إقرأ أيضاً:

ثورة في إنقاص الوزن.. طعامك قد يكون الدواء الجديد!

في زمنٍ باتت فيه أدوية إنقاص الوزن مثل “أوزمبيك” و”ويغوفي” من الأكثر رواجاً حول العالم، تظهر نتائج علمية لافتة تبشّر بإمكانية الاستغناء عن العقاقير، والاعتماد على النظام الغذائي وحده لتحفيز هرمون الشبع GLP-1، الذي يساعد الجسم على خسارة الوزن بشكل طبيعي ودون آثار جانبية.

وبحسب الدراسات، تحفز بعض الأطعمة والعادات الغذائية إنتاج هرمون GLP-1 بشكل طبيعي، ما يساعد على إنقاص الوزن دون الحاجة لاستخدام أدوية، مثل “سيماغلوتايد” (أوزمبيك وويغوفي)، وعلى الرغم من الانتشار الواسع لاستخدام هذه الأدوية، فإن الغالبية تفضل فقدان الوزن بطرق طبيعية وخالية من العقاقير، خاصة إذا أثبتت فعاليتها في محاكاة نفس آلية تأثير الأدوية.

ووفق الدراسات، تعمل أدوية “سيماغلوتايد” على زيادة هرمون GLP-1، الذي يبطئ الهضم ويقلل الشهية. كما تثبط إنزيماً يعطل هذا الهرمون، لذلك، يظل الشعور بالشبع لفترة طويلة، ما يساعد على تقليل كمية الطعام المستهلك وفقدان الوزن.

إلا أنه يمكن تحفيز هذا الهرمون بوسائل طبيعية عبر النظام الغذائي ونمط الأكل، وذلك من خلال:

زيادة تناول الألياف: تتواجد في الفاصوليا والخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور. وعندما تتخمر هذه الألياف في الأمعاء، تنتج أحماضاً دهنية قصيرة السلسلة تحفز إنتاج GLP-1، ما يساهم في فقدان الوزن حتى دون تقليل السعرات الحرارية. تناول الدهون الأحادية غير المشبعة: مثل زيت الزيتون وزيت الأفوكادو، التي تعزز مستوى GLP-1. وتظهر الدراسات أن تناول الخبز مع زيت الزيتون أو الأفوكادو يرفع من هذا الهرمون أكثر من الخبز وحده. ترتيب تناول الطعام: تناول البروتين والخضراوات قبل الكربوهيدرات يرفع مستوى GLP-1 أكثر من العكس. تنظيم وقت الوجبات: تناول الطعام في الصباح يحفز إفراز GLP-1 أكثر من مفعول الوجبة نفسها في المساء. سرعة تناول الطعام والمضغ: تناول الطعام ببطء ومضغه جيداً يزيدان من إفراز GLP-1.

ورغم أن الطرق الطبيعية لرفع مستوى GLP-1 أقل فعالية بكثير من الأدوية، إلا أن النظام الغذائي الصحي والمتوازن يقلل من مخاطر أمراض القلب على المدى الطويل بنسبة 30%، متفوقاً بذلك على أدوية GLP-1 التي تقلل الخطر بنسبة 20%.

يذكر أنه في السنوات الأخيرة، أصبح هرمون GLP-1 أحد أكثر الموضوعات بحثاً في مجالات السمنة والسكري وصحة القلب. يُفرز هذا الهرمون بشكل طبيعي في الأمعاء استجابةً لتناول الطعام، ويؤدي دوراً محورياً في تنظيم مستويات السكر في الدم، وكبح الشهية، وإبطاء عملية الهضم، مما يمنح الجسم إحساساً بالشبع يدوم لفترة أطول.

وشهرة هذا الهرمون انفجرت مع استخدام أدوية “سيماغلوتايد” (مثل أوزمبيك وويغوفي)، التي تعمل على محاكاة تأثيره أو زيادة مستوياته في الجسم. وقد أظهرت الدراسات أن هذه الأدوية لا تساعد فقط في فقدان الوزن، بل تقلل أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 20%.

لكن في المقابل، لا تخلو هذه الأدوية من آثار جانبية محتملة، مثل الغثيان أو مشاكل الجهاز الهضمي، فضلاً عن تكلفتها العالية وصعوبة الحصول عليها في بعض الدول. لهذا، بدأ الباحثون في استكشاف السبل الطبيعية لتحفيز GLP-1، مما أدى إلى بروز أهمية النظام الغذائي ونمط الحياة كبدائل فعالة وآمنة.

وفي وقت تتزايد فيه معدلات السمنة والسكري عالمياً، تتزايد الحاجة لحلول مستدامة لا تعتمد فقط على الأدوية، بل تدمج بين العلم والتغذية ووعي الأفراد، وهو ما يجعل هذا النوع من الأبحاث محط اهتمام الملايين حول العالم.

مقالات مشابهة

  • كاتالونيا تغلق ممثليتها للشؤون الخارجية في الكيان الإسرائيلي
  • للمرة الثانية خلال ساعات .. الحوثيون يستهدفون الكيان / فيديو
  • للمرة الثانية خلال ساعات .. الحثيون يستهدفون الكيان / فيديو
  • مقتل موظفين اثنين بسفارة الكيان الصهيوني في واشنطن
  • أكبر شركة أوروبية تعلن تعليق رحلاتها الى الكيان
  • المدير السام.. متى يكون سببًا في بيئة العمل السامة؟
  • المهم ما يكون مؤدلج حزبيا !!
  • وزير الطاقة والمياه اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا سينعكس إيجاباً على لبنان
  • ثورة في إنقاص الوزن.. طعامك قد يكون الدواء الجديد!
  • موقع أمريكي يتحدث عن القدرات اليمنية والتهديد لعمق الكيان