مشروع يهدف لتسهيل عودة السودانيين من مصر على الرغم من استمرار الحرب
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
لا يجد عبد الله الأنصاري (اسم مستعار) بدا من التفكير جديا في العودة إلى السودان بعد 10 أشهر من وصوله إلى مصر هربا من نيران المعارك التي قال إنها أحاطت بمنزله في أحد أحياء الخرطوم بحري العريقة، في ظل مشروع أطلقته السفارة السودانية في القاهرة لتقديم تسهيلات إلى مواطنيها الراغبين في العودة إلى البلاد.
ولم يكن أمام الأنصاري حينها مخرج من الحرب سوى المغادرة مع أسرته المكونة من 4 أطفال وزوجته ووالدته، في رحلة شاقة برا وصولا إلى أسوان ثم إلى الإسكندرية.
“يتعذر علينا البقاء هنا مع انعدام مصادر الدخل وطلب صاحب الشقة مضاعفة قيمة الإيجار والغلاء الذي بات يصعّب علينا العيش”، يقول عبد الله، مشيرا إلى أنه حاول الحصول على عمل لكنه فشل، كما أن مدخراته التي كانت في حسابه البنكي بدأت تنفد، في ظل التدهور المريع للجنيه السوداني.
ويؤكد أنه لم يفكر كما الآخرين في التسجيل لدى مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، لاعتقاده أن العودة إلى السودان ستكون قريبة بانتهاء القتال.
ويقول الأنصاري للجزيرة نت إنه علم أن السفارة السودانية في القاهرة تعمل على تسجيل وحصر الراغبين في العودة إلى البلاد، لكنه يتردد في بالتسجيل، فالوضع الأمني في الخرطوم بحري لا يزال صعبا مع الانتشار التزايد لقوات الدعم السريع، كما أن ذويه في ولاية الجزيرة باتوا نازحين بفعل الهجمات التي تشنها هذه القوات على القرى.
ويضيف بأسى “لا أدري إلى أين سنذهب في حال قررنا العودة، سأحاول الاستعانة بالأصدقاء والأقارب المغتربين لمساعدتنا، لا خيار أمامنا”.
حال الأنصاري وأسرته لا يختلف عن آلاف السودانيين الذين اضطروا للجوء إلى مصر فرارا من الأوضاع الأمنية القاسية التي خلفتها الحرب الدائرة منذ 15 أبريل/نيسان 2023، حيث تواجه أعداد كبيرة منهم ظروفا معيشية قاسية مع استمرار القتال.
تسهيلات السفارة
من جهته، يقول القائم بأعمال سفارة السودان في القاهرة محمد عبد الله التوم للجزيرة نت إن المبادرة التي تم إطلاقها مؤخرا تتيح فرصة العودة الطوعية للسودانيين في مصر، على أن تتولى السفارة الإجراءات الخاصة بمن لديهم غرامات أو مخالفات في الإقامة ويحتاجون لتسويتها، وذلك بالتنسيق مع الجانب المصري.
ويشير السفير إلى أن البعض دخل الأراضي المصرية بطريقة غير نظامية ويحتاج الأمر -كما يقول- إلى ترتيب وتفاهم مع الجانب المصري لتسهيل عبوره إلى السودان دون عقبات.
ووفقا للقائم بالأعمال السوداني، فإن المرحلة الأولى لإجراءات العودة الطوعية تتم بحصر الراغبين في العودة وتصنيفهم، ثم الشروع في الإجراءات الفعلية.
ويؤكد التوم أن كثيرا من السودانيين في مصر عبروا عن رغبتهم في العودة إلى البلاد، وبالتالي يأتي مشروع العودة الطوعية استجابة لهذه الرغبة، خاصة أن “هناك بشائر لاحت بعد تطهير أم درمان وبدء عودة الحياة إلى طبيعتها في المدينة، مما أغرى عددا كبيرا من أبناء وساكني المدينة في التفكير بالرجوع إلى ديارهم”.
ويوضح السفير أن المنطقة التي سيعود إليها الراغبون في العودة اختيارية، فهم من يحددونها، سواء كانت أم درمان أو أي ولاية أخرى.
العودة بالتهريب
من جانب آخر، يقول أحد العاملين في النقل بين السودان ومصر عن طريق التهريب للجزيرة نت إن حركة عكسية نشطة شهدتها الأشهر الماضية، حيث بدأ المئات من الذين دخلوا في الأشهر الماضية إلى مصر يعودون مجددا إلى السودان بعد تعذر الحياة في القاهرة ومدنها.
ويضيف أن 7 إلى 9 رحلات تتحرك يوميا في طريق العودة، وأن الأعداد تتزايد كل يوم، وفي المقابل يواصل عدد كبير الدخول إلى مصر، خاصة بعد قرار القنصلية المصرية في وادي حلفا وقف استلام طلبات التأشيرة الجديدة منذ مطلع مايو/أيار الجاري.
ويؤكد أن 80% من السودانيين المتوجهين إلى مصر مؤخرا دخلوها عن طريق التهريب، وأن وكالة السفر التي يديرها تحولت للعمل في هذا النشاط بعد تراجع السفر عن طريق المعابر الرسمية، ويقول “قد لا تتحرك رحلة باص إلا مرة أو اثنتين في الأسبوع بسبب قلة الحاصلين على التأشيرات”.
ومنذ نهاية رمضان -حسب صاحب الوكالة الذي فضل عدم الكشف عن هويته- تزايد عدد الراغبين في العودة رغم ارتفاع درجات الحرارة وتزايد مخاطر الإصابة بضربات الشمس، حيث يتم استخدام سيارات مكشوفة لتحميل 14 راكبا -بينهم أسر- في الرحلة الواحدة، لكن أغلب العائدين -كما يقول- هم من الأفراد الذين آثروا ترك أسرهم في مصر والعودة إلى البحث عن عمل للتمكن من إعالتها.
وتتوجه رحلات العودة إلى مدينتي عطبرة وشندي في ولاية نهر النيل بتكلفة 5 آلاف جنيه مصري (100 دولار تقريبا) للفرد الواحد، وكسلا بشرق السودان وأبو حمد في شماله بقيمة 6 آلاف جنيه أو ما يعادل 125 دولارا تقريبا.
الجزيرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الراغبین فی العودة فی العودة إلى إلى السودان فی القاهرة إلى مصر
إقرأ أيضاً:
«السودان».. أكبر أزمة نزوح فى العالم..!
الفترة الماضية شهدت عودة أكثر من 2.6 مليون شخص..
«السودان».. أكبر أزمة نزوح فى العالم..!
المندوب الدائم استعرض جهود الحكومة لتهيئة العودة الطوعية
السفير كشف أرقامًا مهمة عن كارثة السودان بسبب تمرد ميليشيات دقلو..
أسباب العودة حسب منظمة الهجرة تعود لتحسن الأوضاع الأمنية بنسبة 97%..
الوضع يحتاج تضافر الجهود الأممية بالدعم المباشر لحكومة السودان..
خطاب المندوب الدائم في جنيف يعكس خطورة المرحلة بالبلاد..
تقرير : محمد جمال قندول- الكرامة
فعاليةٌ مهمة خاطبها المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة بجنيف، السفير حسن حامد حينما استعرض أزمة البلاد في لقاء رفيع المستوى نظمته المنظمة الدولية للهجرة حول حلول النزوح الداخلي، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ116 للمجلس الوزاري للمنظمة.
السفير استعرض أرقامًا مهمة عن كارثة السودان إثر تمرد ميليشيات آل دقلو الإرهابية على الدولة في الخامس عشر من أبريل 2023.
أكبر أزمة نزوح
المندوب الدائم استعرض جهود الحكومة الجارية على صعيد تهيئة العودة الطوعية وإيجاد الحلول المستدامة، والدور الكبير الذي تقوم بها الآليات الوطنية بما في ذلك اللجنة العليا للطوارئ الإنسانية ومفوضية العون الإنساني فيما يتصل بتسهيل وتسريع إجراءات عمل المنظمات الإنسانية وكذلك دور الآلية الوطنية لحماية المدنيين رغم التحديات الكبيرة، مشيراً إلى أن الفترة الماضية شهدت بالفعل عودة أكثر من 2.6 مليون شخص.
السفير حسن حامد أكد أنّ السودان يواجه الآن أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم بسبب استهداف الميليشيا المتمردة للمدنيين والبنية التحتية للدولة والمرافق الخدمية الحيوية بقصد ترويع وتهجير السكان، بعد أن تجاوز عدد النازحين 10 ملايين شخص.
كما شدد المندوب الدائم على أنّ السبب الرئيسي في استمرار تفاقم النزوح هو استمرار تدفق الدعم والإمداد إلى الميليشيا المتمردة، مما يطيل أمد الحرب ويُنتج موجات نزوح جديدة تهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وقال السيد السفير إن منهج الحكومة في المعالجة يعطي الأولوية للحلول المستدامة بعد إعادة تأهيل الخدمات الأساسية والمرافق العامة التي خربتها الميليشيا المتمردة.
استعرض مندوب السودان الدائم بجنيف جهود الحكومة على صعيد استعادة الاستقرار وتهيئة الأوضاع للعودة، وتعزيز سبل كسب العيش للعائدين طوعاً في المناطق الآمنة، مستندةً إلى الأُطر الوطنية التي طُوّرت خلال السنوات الماضية بالتعاون مع الأمم المتحدة وشركاء التنمية، مشدداً على أهمية توفير الدعم اللازم من الشركاء الدوليين بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة المختصة لهذه الجهود الوطنية التي تجري على المستويين المتوسط والطويل الأجل لمعالجة تحديات النزوح الداخلي.
تزايد أعداد العائدين
يقول الخبير والمحلل السياسي خالد الفحل إن تقرير منظمة الهجرة الدولية الذي صدر في 15 سبتمبر 2025م، وغطى التقرير الفترة من نوفمبر 2024م إلى 16 أغسطس 2025م، ذكر التقرير عودة أكثر من مليوني نازح داخلي وخارجي، مبينًا أن أهم أسباب العودة تعود إلى تحسن الأوضاع الأمنية بنسبة 97%، كما عاد 88% من النازحين إلى مواطن مساكنهم الأصلية قبل الحرب، وانخفضت نسبة النزوح بنسبة 15% وازدادت نسبة العودة بنسبة 12% في شهر أغسطس 2025م مقارنة بشهر يوليو للعام نفسه.
وبحسب الفحل فإن تزايد أعداد العائدين من خارج السودان حسب تقارير منظمة الهجرة الدولية يؤكد استقرار الأوضاع في السودان بالمناطق الآمنة ومعالجة الآثار التي ترتبت على دخول الميليشيات واستعادة الخدمات الرئيسية في عدد من الولايات التي شهدت أعمالاً عسكرية وتم استعادة السيطرة عليها من قبل القوات المسلحة.
أضاف الفحل، والآن تحسنت الأوضاع مما ساهم في عودة ملايين اللاجئين من خارج السودان، وكل ذلك بفضل الجهود الوطنية التي تقوم بها حكومة السودان ومن خلال التعاون مع المنظمات الدولية.
تابع: إنّ عودة الحياة إلى طبيعتها وإنهاء مأساة الشعب السوداني يقتضي تضامن الجهود العالمية للقضاء على الميليشيات في دارفور وكردفان وإعادة تطبيع الحياة ودخول المساعدات الإنسانية، وهذا وفق ما أكد الفحل لن يتحقق إلا بتضامن الجهود الوطنية والدولية تجاه حسم خطر الميليشيات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.
بدوره، قال الكاتب الصحفي عادل عوض إنّ الكارثة الإنسانية التي ألمت بالشعب السوداني في أنه الأكثر نزوحًا في دول الجوار، غير أن للحكومة السودانية مجهودٌ كبير في العودة الطوعية للمدن الآمنة.
وتابع عوض بأن قرار رئيس الوزراء بعودة مقرات الوزارات لولاية الخرطوم وتهيئة العاصمة يُعد من أكبر القرارات التي اتخذتها حكومة الأمل للعودة الجاذبة للمواطنين. وبالتالي، فإن هذه الخطوة تعني فعليًا عودة الماء، والكهرباء، والأمن، والأمان.
أضاف عادل بأن الوضع يحتاج لتضافر الجهود الأممية للدعم المباشر لحكومة السودان لا سيما وأن الكارثة إنسانية تتطلب جهدًا إنسانيًا عالميًا لأن الميليشيا بأحقادها الكبيرة دمرت كل البنية التحتية التي يحتاجها المواطن.
خطورة المرحلة
بدوره، علّق الكاتب الصحفي والمحلل السياسي نزار ساتي على معرض الطرح وذكر أن خطاب المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف يعكس خطورة المرحلة التي يمر بها السودان من حيث حجم النزوح الداخلي، حيث وضع السفير الأزمة في إطارها الإقليمي والدولي باعتبارها الأكبر عالمياً من حيث عدد المتأثرين.
وحسب ساتي فإن المندوب الدائم حرص في مداخلته على إبراز عدة نقاط محورية، أهمها تحميل المسؤولية للميليشيا المتمردة في تفاقم معاناة المدنيين وتعطيل الخدمات الأساسية، وهو ما أدى إلى موجات نزوح واسعة وغير مسبوقة.
وأضاف ساتي بأن السفير حسن حامد أكد على الجهود الحكومية المستمرة في تسهيل العودة وإعادة الاستقرار في المناطق المتأثرة، من خلال إعادة تأهيل الخدمات الحيوية وتفعيل الآليات الوطنية، الأمر الذي يتسق مع المعايير الدولية للحلول المستدامة للنزوح.
ويُعدّ الحديث عن عودة أكثر من 2.6 مليون شخص مؤشراً مهماً على وجود تقدم في بعض المناطق، رغم استمرار التحديات الأمنية والإنسانية.
وقال نزار إن خطاب المندوب الدائم حمل كذلك رسالة واضحة للمجتمع الدولي بضرورة تعزيز الدعم الفني والمالي لبرامج الحكومة المتعلقة بعودة النازحين، مع التأكيد على أن استمرار تدفق الدعم الخارجي للميليشيا المتمردة يطيل أمد النزاع ويُفاقم الأزمة الإنسانية.
بشكل عام، جاء الخطاب حسب ساتي، متسقاً مع الموقف الرسمي السوداني، ومركزاً على إبراز الجهد الوطني في مواجهة الأزمة، مع الدعوة لالتزام دولي أكبر لمعالجة آثار النزاع ودعم الحلول المستدامة للنزوح الداخلي.
Promotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/12 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة الخرطوم تنهض من تحت الركام2025/12/12 إقتراب موعد اقالة رئيس الوزراء كامل إدريس عبارة عن منقولات(ساذجة)2025/12/12 إقبال دبلوماسي كثيف نحو السودان.. كيف يمكن أن تتم ترجمة نتائجه على أرض الواقع2025/12/12 وداع إفريقيا في “أقصر حرب في التاريخ”!2025/12/11 «المستشارة التى أرادت أن تصبح السيدة الأولى».. قصة لونا الشبل مع النظام السورى بعد فيديوهات مسربة مع بشار2025/12/09 السيسي يحبط خطة “تاجر الشاي المزيف في السودان”.. كيف أفشل الرئيس المصري تحرك الموساد؟2025/12/09شاهد أيضاً إغلاق تحقيقات وتقارير ما يزال وصول المنظمات الدولية إليها ممنوعاً.. الفاشر تتحول إلى “مسرح جريمة هائل” 2025/12/07الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن