نيويورك تايمز: لماذا اختار طلاب أميركا الجزيرةَ؟
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
في ضوء الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، برز عزوف الأجيال الجديدة في الولايات المتحدة عن متابعة وسائل الإعلام الغربية الكبرى، وتشكيكهم في أمانة نقلها لحقيقة ما يجري.
وتتبعت صحيفة نيويورك تايمز هذا الاتجاه لدى الطلاب المحتجين الذين أقاموا اعتصامات في عشرات الجامعات الأميركية الآونة الأخيرة، لإلقاء الضوء على مآخذهم على الإعلام الغربي، وإقبالهم في الوقت نفسه على شبكة الجزيرة التي باتت مصدر معلوماتهم الرئيسي بشأن الحرب على غزة.
يقول نيك ويلسون الطالب في جامعة كورنيل "الجزيرة هي الموقع الذي أقصده للحصول على رواية موثوقة".
وتوضح الصحيفة أن الطلاب المحتجين أعربوا عن استيائهم من تغطية الإعلام الأميركي التقليدي للحرب، بما في ذلك نيويورك تايمز نفسها، وشبكة "سي إن إن" و"أتلانتيك" وغيرها.
انتقاد للشبكات الأميركية
وأوضحت أنه رغم التغطية الواسعة للحرب من قبل هذه الشبكات، فإن الطلاب يرون أنها لا تحمّل إسرائيل المسؤولية -بالدرجة الكافية- عن مقتل الفلسطينيين ولا تتحقق من صحة ما يقوله المسؤولون الإسرائيليون، كما أن تغطيتها لاحتجاجات الطلاب ركزت أكثر مما ينبغي على معاداة السامية في الجامعات بدلا من الإسلاموفوبيا.
يقول كاميرون جونز الطالب في جامعة كولومبيا في نيويورك، التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات "هناك قدر لا بأس به من التضليل الذي يبثه لنا الإعلام التقليدي، وانحياز واضح عند تناول قضية فلسطين".
ومع إقبال الطلاب على وسائل إعلام بديلة -وفقا لنيويورك تايمز- برزت الجزيرة الإنجليزية خيارا مفضلا للطلاب على منصات التواصل الاجتماعي، ولديها حاليا 1.9 مليون متابع على "تيك توك" ارتفاعا من 750 ألفا بداية الحرب، كما يتابعها 4.6 ملايين على إنستغرام.
وقال بن توف الأستاذ المساعد للصحافة في جامعة مينيسوتا إن الجزيرة تلبي حاجة الشبان الأميركيين في الحصول على زاوية أخرى للأحداث بدلا مما يقدمه الإعلام الأميركي.
مكانة خاصة للجزيرة
وتشير الصحيفة إلى أن إغلاق إسرائيل مكاتب الجزيرة في الآونة الأخيرة قد عزز مكانة الشبكة في نفوس الطلاب الأميركيين المحتجين.
وأغلقت حكومة بنيامين نتنياهو مكاتب الجزيرة في الخامس من مايو/أيار الجاري، وهو قرار لقي إدانة واسعة من الاتحادات الدولية للصحافة ومنظمات حقوق الإنسان باعتباره اعتداء على حرية الصحافة ومحاولة لإسكات الجزيرة بسبب تغطيتها للحرب.
وقال ماثيو فيكرز الطالب بكلية أوكسيدنتال في لوس أنجلوس إن هذا "يظهر إلى أي مدى تخشى إسرائيل تغطية الجزيرة وتحقيقاتها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات نیویورک تایمز
إقرأ أيضاً:
إدارة ترامب توقف تأشيرات الطلاب لفحص حساباتهم على مواقع التواصل
أمرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتجميد جدولة المقابلات الجديدة لمنح تأشيرات الدراسة للطلاب الأجانب، في خطوة أولية تمهّد لتوسيع إجراءات فحص حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وجاء في وثيقة دبلوماسية، حصل عليها موقع "بوليتيكو" اليوم الثلاثاء، وموقعة من وزير الخارجية ماركو روبيو، توجيه للبعثات الدبلوماسية الأميركية بعدم جدولة أي مواعيد جديدة لتأشيرات الدراسة أو التبادل الثقافي (فئات F وM وJ)، حتى صدور تعليمات لاحقة.
وحسب المذكرة فإنه "اعتبارا من تاريخه، واستعدادا لتوسيع متوقع لعمليات الفحص الإلزامي لحسابات التواصل الاجتماعي، ينبغي على الأقسام القنصلية عدم إضافة أي مواعيد جديدة لتأشيرات الدراسة أو التبادل الثقافي، حتى إشعار آخر".
وقد تؤدي هذه الخطوة إلى تباطؤ كبير في عملية إصدار تأشيرات الطلاب، ما يُنذر بأضرار مالية محتملة للجامعات الأميركية، التي تعتمد بشكل كبير على الطلاب الدوليين كمصدر دخل أساسي، خصوصا في ظل التراجع المحلي في أعداد الطلاب.
وكانت الإدارة الأميركية فرضت سابقا بعض إجراءات فحص وسائل التواصل، لكنها كانت موجّهة بشكل رئيسي ضد الطلاب الذين شاركوا في مظاهرات مناهضة لإسرائيل على خلفية العدوان على غزة، وهي خطوة أثارت انتقادات واسعة داخل الأوساط الأكاديمية والحقوقية.
إعلانولم توضح الوثيقة طبيعة المعايير التي سيتم اعتمادها في فحص محتوى وسائل التواصل الاجتماعي للطلاب، لكنها أشارت إلى أوامر تنفيذية تتعلّق بمكافحة "الإرهاب" ومعاداة السامية.
وحسب بوليتيكو فقد أعرب عدد من موظفي وزارة الخارجية الأميركية، في أحاديث غير رسمية، عن قلقهم من ضبابية التعليمات السابقة، حيث لم يكن واضحا ما إذا كانت مجرد مشاركة صورة لعلم فلسطين مثلا على منصة "إكس" قد تعرّض الطالب لمزيد من التدقيق الأمني.
وتأتي هذه الخطوة في سياق توجّه أوسع من قِبل إدارة ترامب لاستهداف الجامعات الأميركية، خصوصا الجامعات "النخبوية" مثل هارفارد، التي تتهمها الإدارة بأنها "ليبرالية للغاية"، وتتساهل مع مظاهر "معاداة السامية"، على حد وصفها.
يُذكر أن إدارة ترامب، خلال فترتي حكمه، تبنّت سياسات صارمة تجاه الهجرة والتعليم الدولي، أدّت إلى تراجع في أعداد الطلاب الأجانب، وخلقت حالة من القلق داخل الأوساط الأكاديمية بشأن حرية التعبير والمناخ السياسي داخل الجامعات.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من وزارة الخارجية الأميركية، كما رفضت "الرابطة الوطنية للتعليم الدولي" (NAFSA) التعليق على التطورات.