دعا حزب العمال المعارض في بريطانيا للمرة الأولى الحكومة البريطانية لوقف بيع الأسلحة لإسرائيل، وذلك وسط مخاوف بشأن الهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية.

 

السلطة الفلسطينية ترفض إدارة معبر رفح "تحت حكم إسرائيل"

وذكرت صحيفة تلجراف البريطانية اليوم الاثنين أن وزير الخارجية في المعارضة أو ما تسمى حكومة الظل ديفيد لامي، حث السلطات البريطانية على تعليق بيع الأسلحة التي قد تُستخدم في الهجوم على رفح.

ورأت الصحيفة أن هذا الإعلان يتباين مع موقف الحكومة البريطانية، التي صرح وزير خارجيتها ديفيد كاميرون أمس بأن وقف صادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل، ليس نهجا حكيما.

وفي شرحه للتحول في موقف حزب العمال، قال لامي "لقد عارض حزب العمال الهجوم الإسرائيلي على رفح لعدة أشهر وكان واضحا أنه يجب عدم المضي قدما".

وأفاد بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان محقا عندما أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الولايات المتحدة لن تزود إسرائيل بالأسلحة التي يمكن استخدامها في هجوم على رفح في تجاهل لتحذيرات المجتمع الدولي.

وشدد على ضرورة أن "تعمل حكومة المملكة المتحدة الآن مع الولايات المتحدة لمحاولة منع الهجوم على رفح من خلال توضيح أنها ستقيم صادرات المملكة المتحدة، وإذا استمر هجوم رفح، فسوف تنضم إلى حلفائها الأمريكيين في تعليق الأسلحة أو المكونات التي يمكن استخدامها في هجوم رفح".

 

جوتيريش: الدمار الشامل وعدد الضحايا المدنيين في غزة لم يسبق له مثيل

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن الوضع ومستوى الدمار وعدد الضحايا المدنيين في غزة لم يسبق له مثيل .. مشيرا إلى أن الحرب الروسية -الأوكرانية التي شهدت قصفا عنيفا على مدى أكثر من عامين كان عدد الضحايا المدنيين في تلك الحرب أقل بكثير من الضحايا المدنيين بغزة في أقل من ستة أشهر .

وأضاف جوتيريش - في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية اليوم /الاثنين/ على هامش زيارته الرسمية للكويت - أن مستوى الضحايا المدنيين في قطاع غزة يعني أن هناك خطأ ما في الطريقة التي أجريت بها هذه العملية العسكرية ؛ وبالتالي فإن وقف إطلاق النار مطلب بالغ الأهمية لإنهاء هذه المذبحة وإيجاد حلول .. مؤكدا أن الحل الوحيد الذي يمكن أن يجمع ملايين الفلسطينيين والإسرائيليين ويجعلهم يعيشون في سلام وأمن هو حل الدولتين أي الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولة فلسطينية.

وشدد جوتيريش على الاستمرار في الالتزام بمبادئ وميثاق القانون الإنساني الدولي .. مؤكدا أن هذه ليست مسألة خيار سياسي لمصلحة هذه أو تلك بل هي مسألة احترام للمبادئ الأساسية التي يقوم عليها النظام العالمي. 

وأشار إلى أن هناك حركة تدريجية للرأي العام في جميع أنحاء العالم وحتى البلدان التي تدعم إسرائيل ترى ضرورة وقف هذه الحرب واحترام وفهم حقوق الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولته الخاصة.

وعن القضايا التي تواجه الأمم المتحدة مثل الكوارث الطبيعية وقضايا المناخ والصحة والفقر ، قال جوتيريش إن هناك ثلاثة ملفات تمثل الأولوية المطلقة بالنسبة للأمم المتحدة وهي تغير المناخ - والهيكل المالي الدولي - وجائحة (كوفيد -19).

وفيما يخص المناخ ، حذر من أن مختلف مناطق العالم تشهد كوارث متعددة وعواصف وظواهر طبيعية بجميع أنواعها التي أصبحت أكثر تكرارا وأكثر تدميرا مع عواقب إنسانية أكثر فظاعة بالإضافة إلى موجات الحر التي يموت الناس بسببها في جميع أنحاء العالم ، كما نشهد ارتفاع مياه البحر مما يشكل تهديدا لجميع المجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم لذا فإن تغير المناخ هو بالفعل التهديد الرئيسي لبقاء البشرية.

وتحدث عن الهيكل المالي الدولي واصفا إياه بـ"المختل وغير العادل" .. مؤكدا أن العالم بحاجة إلى إصلاحات عميقة في الهيكل المالي الدولي كذلك تحتاج البلدان النامية إلى دعم قوي لتصحيح عدم المساواة ومكافحة الفقر والجوع.

وعن جائحة (كوفيد -19)، أشار إلى أن العالم لم يستجب لها بشكل فعال لذلك نحن بحاجة إلى الاستعداد للأزمة التالية وهذا هو السبب وراء تقديمنا لتحضيرات قمة المستقبل وفكرة نظام منصات الطوارئ المجهزة لظهور حالات عالمية مدمرة مثل جائحة جديدة . 

وأوضح أن زيارته هذه تشكل فرصة لتقديم الشكر والامتنان للكويت أميرا وحكومة وشعبا ، مشيرا إلى محطات التعاون الثنائي بين الكويت والمنظمات الأممية المختلفة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وقف بيع الأسلحة لإسرائيل إسرائيل بريطانيا رفح الفلسطينية الهجوم الإسرائيلي غزة الضحایا المدنیین فی حزب العمال على رفح

إقرأ أيضاً:

WSJ: اعتراف بريطانيا وفرنسا بدولة فلسطين يفتح الباب أمام تحولات غربية أوسع

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير مشترك أعدّه مدير مكتبها في لندن ديفيد لوهنو، ومراسلوها في برلين و"تل أبيب"، أن خطوات بريطانيا وفرنسا المتسارعة نحو الاعتراف بدولة فلسطينية قد تدفع مزيداً من الحلفاء الغربيين للولايات المتحدة إلى سلوك المسار ذاته، في مؤشر على تصدعات متزايدة في جبهة الدعم التقليدي للاحتلال الإسرائيلي داخل الغرب.

وأكد التقرير أن الاعتراف الرمزي بدولة فلسطين لن يُحدث تحولاً عملياً مباشراً على الأرض في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكنه يعكس انحرافاً استراتيجياً كبيراً في الموقف الغربي، الذي كان يعتبر دعم "إسرائيل" مسألة ثابتة غير قابلة للتفاوض.

ويأتي هذا التحول في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي خلّف عشرات آلاف الضحايا المدنيين، وتسبب في أزمة إنسانية غير مسبوقة، ما دفع الرأي العام في عدد من الدول الغربية إلى الضغط على حكوماته لاتخاذ مواقف أكثر توازناً.


فرنسا وبريطانيا.. وكندا على الطريق
وأشار التقرير إلى أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أعلن، الثلاثاء الماضي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين بحلول أيلول/ سبتمبر المقبل، ما لم يقدِم الاحتلال الإسرائيلي على خطوات "جوهرية" لإنهاء الحرب في غزة، وذلك بعد أيام فقط من إعلان فرنسي مشابه. وأوضحت الصحيفة أن باريس تعمل بفعالية على حشد دول أخرى للاعتراف بفلسطين، وقد بدأت جهودها تؤتي ثمارها.

وفي هذا السياق، قالت الحكومة الكندية إنها تنوي الاعتراف بفلسطين بشرط إجراء السلطة الفلسطينية إصلاحات حكومية وتنظيم انتخابات عامة في عام 2026، يُستبعد فيها أي دور لحركة حماس.

كما وقعت 15 دولة، بينها كندا، على رسالة مشتركة في الأمم المتحدة أعربت فيها عن "الاستعداد" أو "النظر بإيجابية" نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في محاولة لإحياء حل الدولتين كخيار سياسي واقعي.
وفي خطوة غير مسبوقة، دعت دول عربية وإسلامية، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي ودول كاليابان والمكسيك، حركة حماس إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، والتخلي عن السيطرة على غزة، ونزع سلاحها، ضمن مساعٍ لمعالجة الهواجس الأمنية الإسرائيلية.

تحول في مواقف الحلفاء التاريخيين
اعتبرت الصحيفة أن انضمام فرنسا وبريطانيا وهما قوتان نوويتان وعضوان دائمين في مجلس الأمن إلى قائمة المعترفين بفلسطين، يمثل لحظة فارقة في تآكل الدعم الغربي لإسرائيل. وقال محللون إن مثل هذا القرار قد يطلق "تأثير الدومينو"، مع احتمالية تحرك مزيد من الدول الأوروبية والغربية في الاتجاه ذاته.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن هذا التحول يعكس أيضاً أزمة ثقة متزايدة داخل النخب السياسية الأوروبية تجاه الحكومة الإسرائيلية اليمينية، خاصة مع تصاعد الدعوات لضم أجزاء من غزة، واستمرار الاستيطان في الضفة الغربية، وتزايد الانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين.


تل أبيب: الدولة الفلسطينية "منصة لإبادة إسرائيل"
في المقابل، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطوة الفرنسية البريطانية، قائلاً إن "إقامة دولة فلسطينية في هذه الظروف ستشكل منصة لإبادة إسرائيل، وليس للعيش إلى جانبها بسلام". وشاركت شخصيات من المعارضة الإسرائيلية الغضب ذاته، محذّرة من تداعيات الاعتراف على مكانة إسرائيل الدولية.

وبينما تتمسك الولايات المتحدة حتى الآن بموقفها الرافض للاعتراف بدولة فلسطينية خارج إطار اتفاق شامل، حذرت إدارة الرئيس دونالد ترامب من أن مثل هذا الاعتراف سيُعد "مكافأة لحماس"، حسب تعبير ترامب.

وفي السياق ذاته، أعربت كل من ألمانيا والنمسا عن تحفظهما إزاء أي خطوة يمكن أن تُفسر على أنها تقويض لأمن إسرائيل، فيما تسعى بروكسل إلى تجميد استفادة الشركات الإسرائيلية من برنامج "هورايزون" للأبحاث، البالغة قيمته 100 مليار يورو، لكن ألمانيا تعرقل حتى الآن هذا التوجه.

الضغوط تتصاعد.. ودعم الاحتلال لم يعد مضموناً
قال محللون إن هذا التحول لا يزال رمزياً، لكنه يرسم معالم تغير جوهري في خارطة الدعم الدولي للاحتلال الإسرائيلي. فالعقوبات المفروضة على وزراء إسرائيليين متطرفين، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، تُظهر جدية الغضب الأوروبي من سياسات الاحتلال والتمييز، خاصة في ملف الاستيطان وضم الأراضي.

ويرى خبراء أن هذه الخطوات قد تدفع باتجاه مزيد من الاعترافات الدولية بفلسطين، ما من شأنه أن يسهّل انضمامها إلى منظمات دولية أوسع، على غرار ما جرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012، والتي منحت فلسطين صفة "دولة غير عضو"، ثم رفعتها إلى "دولة مراقبة دائمة" عام 2024، لولا اعتراض الولايات المتحدة على العضوية الكاملة في مجلس الأمن باستخدام الفيتو.


تغير في الموقف الأوروبي بعد عقد من الجمود
لفت التقرير إلى أن التغيرات المتسارعة في الموقف الغربي جاءت نتيجة تراجع الثقة في نوايا "إسرائيل" السياسية، إذ تنامى الاعتقاد في الأوساط الأوروبية بأن حكومة نتنياهو ترفض فعلياً حل الدولتين، بل تدفع نحو ضم أراضٍ إضافية، وتستخدم العنف المفرط ضد الفلسطينيين.

وفي كلمته خلال مؤتمر أممي في نيويورك، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي: "رفض حكومة نتنياهو لحل الدولتين هو خطأ أخلاقي واستراتيجي، يضر بمصالح الشعب الإسرائيلي، ويغلق الطريق أمام سلام عادل ودائم".

ويخضع ستارمر لضغوط متزايدة داخل حزب العمال، حيث دعا أكثر من 130 نائباً، بينهم وزراء، إلى الاعتراف الفوري بدولة فلسطين، وهو ما تؤيده غالبية الرأي العام البريطاني، بحسب استطلاع حديث أظهر تأييد 45% من البريطانيين للاعتراف، مقابل معارضة 14%.

يخشى دبلوماسيون إسرائيليون من أن يؤدي الاعتراف الأوروبي بفلسطين إلى تقويض قدرة الغرب على فرض شروط على الدولة الفلسطينية المستقبلية، مثل نزع السلاح، وضبط الحدود، وحل قضية اللاجئين.

وقال دبلوماسي إسرائيلي كبير للصحيفة: "هذا يعطي الفلسطينيين – وحماس – شعوراً بأنهم غير مطالبين بفعل شيء مقابل هذا الاعتراف، وأن كل ما يفعلونه يصب في مصلحتهم".

وتتجه أوروبا نحو تغيير في التوازن الدبلوماسي التاريخي بشأن القضية الفلسطينية، مدفوعة بانهيار الوضع الإنساني في غزة وتآكل الثقة في سلوك الحكومة الإسرائيلية. وقد يكون هذا الاعتراف خطوة رمزية، لكنه يحمل في طياته تحولات استراتيجية، قد تقود إسرائيل إلى عزلة متزايدة حتى وسط أقرب حلفائها الغربيين. 

مقالات مشابهة

  • المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لإيقاف جرائم السعودية بحق المدنيين في المناطق الحدودية
  • الطاهر حجر يدعو سكان الفاشر من المدنيين والعسكريين لمغادرة المدينة
  • كندا تفاجئ العالم … اعتراف وشيك بدولة فلسطين يثير جدلاً واتهامات بالتناقض
  • أميركا والناتو يطوران آلية لتزويد أوكرانيا بأسلحة
  • انقسام داخل حزب العمال بسبب توسيع مطار هيثرو.. صادق خان هدد بمقاضاة الحكومة
  • بريطانيا تجدد دعمها للحكومة اليمنية وجهود الإصلاح الاقتصادي
  • بأسماء الرضع الشهداء وصور الضحايا.. مغربيات في الرباط يفضحن جرائم الاحتلال في غزة (فيديو)
  • ما هي الدول التي تغيرت رسومها الجمركية منذ إعلان ترامب في يوم التحرير؟
  • WSJ: اعتراف بريطانيا وفرنسا بدولة فلسطين يفتح الباب أمام تحولات غربية أوسع
  • الرئيس السيسي يشيد بتوجه بريطانيا لـ الاعتراف بـ دولة فلسطين