أشاد حزب الجيل الديمقراطي، في بيان أصدره مساء اليوم، بالإنجازات التي تم الإعلان عنها اليوم، في افتتاح المشروعات التابعة لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة.

وأوضح الحزب أن النتائج المترتبة على تلك المشروعات ذات أبعاد استراتيجية وتأثيرات مباشرة على الحياة الاقتصادية في مصر، وذلك لضبط أداء الأسواق للسلع الاستراتيجية التي تمس كل بيت مصري، حيث أن هذه المشروعات تعمل على التكامل الإنتاجي لسلسلة الإنتاج والتوريد لقطاعي الزراعة والتصنيع الغذائي في السوق المصري.

وأبرز نادر خضر، رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الجيل، عضو اللجنة التنفيذية العليا، أن الفكر الاستثماري القائم لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة ينم بوضوح عن فكر تكاملي مبني على التوجه الرامي إلى إخراج منتجات تصنيع غذائي بجودة عالية، نتيجة التنسيق المسبق للزراعة بكفاءة عالية، ما يساعد في رفع جودة المنتج النهائي للمستهلك. وبالتالي، يحقق هذا الفكر أعلى عائد استثماري وقوة في التواجد في السوق وسط المنافسين من المنتجين المصريين والمستثمرين الأجانب.

إعادة السيطرة على انفلات الأسعار

كما أشار رئيس اللجنة الاقتصادية لحزب الجيل، نادر خضر، إلى أن التكامل الذي سبق الإشارة إليه سيساعد على إيجاد حلول من مخرجات الزراعة، تساعد على تصحيح السلسلة الغذائية في صناعة إنتاج اللحوم الحمراء والبيضاء، لتعويض الفجوات التي أدت إلى ارتفاع أسعارها لأكثر من الضعف، ما سينتج عنه في خلال الأمد المتوسط إعادة السيطرة على انفلات الأسعار، التي شهدتها الأسواق بعد اضطراب سلاسل توريد الأعلاف في السوق المصرية.

وفي نفس السياق، أوضح نادر خضر أن التوجه القائم بالدعم السياسي لمثل هذه الاستثمارات المتكاملة، في إنتاجها على مدخلات إنتاج لكل مرحلة تالية، من إنتاج المرحلة السابقة لها.

وأكد رئيس اللجنة الاقتصادية، أن ما جاء بورقة حزب الجيل الديمقراطي التي تقدم بها خلال اللجان المتخصصة في الحوار الوطني، ويتم تنفيذه الآن من خلال جهاز مستقبل مصر أنه أكبر دليل على فاعلية الحوار الوطني، لتنفيذ ما جاء به من مقترحات بتبني نماذج استثمارية تعتمد على الأسلوب التكاملي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر مستقبل مصر الجيل مستقبل مصر

إقرأ أيضاً:

الأمن الغذائي: ركيزة السيادة وقوة الصمود الوطني

 

محمد البادي

ليس في الأمر مبالغة حين نقول إن رغيف الخبز بات سلاحًا، وأن سنبلة القمح تساوي طلقة في معركة البقاء.

فمن يقرأ التاريخ بعين البصيرة، وينظر إلى الواقع بعدسة الحقيقة، يشيب رأسه لا من كِبر، بل من هول ما يرى من تفريط، وغياب، وانشغال عن أخطر القضايا: قضية الجوع والسيادة.

قد تسقط دولة بلا جيوش وتنهض من جديد، لكن إذا سقطت في هاوية الجوع، فلن تنهض إلا بعد أن تدفع الثمن باهظًا: كرامةً، وقرارًا، ومستقبل أجيال.

وفي زمن تُحاصر فيه الشعوب لا بالسلاح وحده، بل بـ"لقمة العيش"، صار لزامًا أن نعيد ترتيب الأولويات: فلا أمن بلا غذاء، ولا سيادة لمن لا يملك قوت يومه.

لقد أُنفقت في العالم العربي مئات المليارات على ناطحات السحاب، والمدن الذكية، والقصور الزجاجية، والسيارات التي تُقاس قيمتها بالأصفار.

لكن كم استُثمر من هذه الأموال في الزراعة؟ كم أرضًا عربية خُصصت لزراعة القمح؟

الأمن الغذائي لا تصنعه المظاهر ولا ترف العواصم. فناطحة السحاب لا تُشبع طفلًا جائعًا، والشارع الفاخر لا يُغني وطنًا عن استيراد خبزه من الخارج.

ومن الحكمة -بل من الواجب- إعادة توجيه جزء من هذه الثروات نحو الأرض، نحو سنابل القمح، نحو الاستثمار في رغيف الخبز قبل أن ينهار الزجاج تحت وطأة الجوع.

لا يقلّ الأمن الغذائي أهمية عن إعداد الجيوش أو بناء المدارس والمستشفيات، بل هو الأساس الذي تقوم عليه كرامة الأوطان واستقرارها.

فالوطن الذي لا يزرع لا يملك قراره، ولا يصمد طويلًا أمام الأزمات.

والقمح -بما يمثله من غذاء استراتيجي- هو حجر الزاوية في منظومة الصمود، وسلاح الشعوب في زمن الحروب والكوارث.

رغم كل الموارد، لم تحقق أي دولة عربية حتى اليوم الاكتفاء الذاتي من القمح، وهو مؤشر خطير على هشاشة الأمن الغذائي.

فكيف لأمة تتحدث عن السيادة، وهي عاجزة عن إنتاج خبزها؟!

الاكتفاء الذاتي ليس وهمًا، بل ممكن بوجود الإرادة واستغلال ما تيسر من الموارد المائية، ولو دون مكملات غذائية أخرى.

ففي زمن الحصار، يكفي ما يسد الرمق ويُبقي على الكرامة، أما من ينتظر المساعدات، فلن يملك يومًا قراره.

وقبل تجهيز الجيوش، يجب تجهيز لقمة العيش.

فهذا من الأولويات التي لا تحتمل التأجيل. الحرب لا تُعلن متى تبدأ، ولا تُمهل حتى تستعد، والعدو لا يرحم حين يُحاصر، ولا يكتفي بالسلاح إن كان الجوع أشد فتكًا.

لهذا، يجب أن نسير في خطين متوازيين: تأمين الغذاء، وتجهيز الجيوش.

فلا نصر في الميدان إن كانت البطون خاوية، ولا صمود في الحصار إن افتقد الشعب خبزه.

من يقرأ التاريخ بعقل مفتوح، يعلم أن الحصار كان قديمًا يُكسر بالحيلة والدهاء والطرق الوعرة.

أما اليوم، فأدوات الحصار تراقبك من الفضاء، وتغلق عليك الهواء والماء واليابسة.

لم يعد الهروب ممكنًا، ولم تعد الخيارات متاحة كما في السابق.

هذا الواقع يفرض علينا وعيًا أكبر، واستعدادًا أعمق، وإرادة صلبة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.

ففي النهاية، الكرامة الوطنية تبدأ من رغيف الخبز.

إن الشعوب التي تُتقن صناعة السلاح، لكنها تُهمل تأمين الغذاء، تُقاتل بنصف قوتها، وتنهار عند أول حصار.

فالسلاح لا يكفي إن لم تُؤمَّن البطون والعقول، ولا نفع لجيوش تُقاتل خلفها شعوب جائعة.

ولهذا، فإن الأمن الغذائي يجب أن يُعامل بوصفه جزءًا لا يتجزأ من منظومة الدفاع الوطني.

فالنصر لا تصنعه البنادق وحدها، بل تسهم فيه الحقول والمزارع وأيدي الفلاحين كما تسهم فيه المصانع والثكنات.

وحين نُدرك أن رغيف الخبز هو خط الدفاع الأول، نكون قد بدأنا فعليًا مسيرة الكرامة والسيادة.

 

مقالات مشابهة

  • هل يمكن حجب تيك توك في مصر؟.. رئيس اتصالات النواب يُجيب
  • الأمن الغذائي: ركيزة السيادة وقوة الصمود الوطني
  • كيف تؤثر تقلبات أسعار النفط على القطاعات الاقتصادية في الأردن؟
  • في تركيا.. المنتجات التي ارتفعت وانخفضت أسعارها في يوليو
  • رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر يوليو
  • بتروجيت يقترب من حسم صفقة عمر رضا لتدعيم الهجوم
  • تحذير من تهديد مباشر للأمن الوطني العراقي
  • العنب في القصيم.. محصول يرفع كفاءة الإنتاج ويحقق الأمن الغذائي
  • الجيل الديمقراطي: مصر أنفقت 578 مليون دولار على علاج جرحى غزة
  • رئيس شعبة المستوردين: «آن الأوان لتسعير عادل» يحمي السوق والمستهلك معًا